تواصل القوات العراقية التقدم ببطء لتحرير مدينة الرمادي، حيث يتحصن بقايا عناصر تنظيم "الدولة الإسلامية" في مركز المدينة، بسبب عبوات ناسفة وكمائن ووجود مدنيين محاصرين فيها.
إعلان
جرت الخميس (24 ديسمبر/ كانون الأول 2015) اشتباكات عنيفة حول مجمع المباني الحكومية في وسط مدينة الرمادي، الذي تمثل استعادة سيطرة القوات الأمنية عليه خطوة رئيسية على طريق تحرير كامل المدينة من قبضة تنظيم "الدولة الإسلامية" الذي احتلها في أيار/ مايو الماضي.
وقال ضابط برتبة مقدم في الجيش لفرانس برس إن "القوات العراقية وصلت عند محيط منطقة الحوز من الجهة الجنوبية لمدينة الرمادي، وباتت على بعد حوالي 500 متر عن المجمع الحكومي، وتواصل الاشتباك مع عناصر داعش".
وذكر رئيس مجلس محافظة الأنبار صباح كرحوت، متحدثا لفرانس برس إن "القوات العراقية تتقدم بحذر شديد" في القسم الجنوبي من مدينة الرمادي. وأشار إلى وجود عدد كبير من العبوات الناسفة التي زرعها الجهاديون في المدينة واحتمال وجود مدنيين محاصرين يستخدمون كدروع البشرية "وهذه تمثل عوائق رئيسية".
التحالف الدولي ضد "داعش" يتعزَّز ...
يزداد عدد المشاركين في تحالف دولي يسعى لضرب تنظيم "داعش" على الأراضي السورية. وقد منح البوندستاغ (البرلمان) القوات الالمانية تفويضا للمشاركة في هذا التحالف الذي يأتي بتوصية من الأمم المتحدة.
صورة من: picture-alliance/dpa
بانضمام بريطانيا والمانيا الى التحالف الدولي في الحرب على تنظيم داعش، صارت المشاركة العسكرية في الحرب الدولية على التنظيم اقرب الى الآجماع الاوروبي. في الصورة طائرة مقاتلة من نوع يوروفايتر وهي تحمل صواريخ ميتيور، تابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني.
صورة من: picture-alliance/dpa
رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون دافع بقوة أمام مجلس النواب عن ضرورة مشاركة بلاده في التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش" في سوريا. فيما وصف وزيردفاعه مايكل فالون الغارات الجوية الاولى التي شنتها طائرات بلاده الحربية ضد مواقع التنظيم الارهابي بالـ"ناجحة".
صورة من: Reuters
تعتبر الولايات المتحدة من الدول السباقة للدعوة لمحاربة تنظيم "داعش"، وقد دعا وزير الخارجية الأميركية جون كيري الى نشر قوات برية "عربية وسورية" لمواجهة التنظيم الارهابي في سوريا.
صورة من: U.S. Marine Corps
تعتزم المانيا ارسال ما يصل الى 1200 جندي وست طائرات استطلاع من طراز تورنادو وفرقاطة وطائرات للاستطلاع الجوي للمشاركة في الحملة الدولية ضد "داعش".
صورة من: Bundeswehr
بدأت فرنسا في ايلول/سبتمبر 2014 عمليات قصف ضد مواقع تنظيم "داعش" في العراق بعد انضمامها الى التحالف بقيادة الولايات المتحدة، وبعد سنة من مشاركتها في الغارات في سوريا، وكثفت ضرباتها بعد اعتداءات 13 تشرين الثاني/نوفمبر 2015 في باريس.
صورة من: Getty Images/AFP/A. C. Poujoulat
تعتبر روسيا ان حملتها العسكرية الجوية في سوريا شرعية، في حين يعتبرها الغرب خارجة عن الشرعية الدولية، لأنها جاءت بطلب من الرئيس السوري بشار الأسد لدعم العمليات البرية لقواته.
صورة من: Getty Images/AFP/J. Ernst
سمحت الحكومة التركية لفرنسا باستخدام مجال تركيا الجوي في اطار التحالف الدولي لضرب تنظيم "داعش". ودعت أنقرة منذ مدة طويلة الى ضرورة التدخل لوقف زحف "داعش" في الاراضي السورية.
صورة من: Reuters/Stringer
المملكة العربية السعودية هي الأخرى شريك في الحملة العسكرية الدولية ضد "داعش". هنا مقاتلات سعودية في الجو.
صورة من: Getty Images/AFP/F. Nureldine
يشارك الاردن في ضربات التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش" في العراق وسوريا، كما يشارك في عمليات تحالف عربي تقوده السعودية ضد المتمردين الحوثيين في اليمن. وفقد الاردن طيارا وهو معاذ الكساسبة الذي قتله تنظيم "داعش" حرقا مطلع العام الجاري
صورة من: Getty Images/AFP/A. Berry
وتشارك الامارات العربية المتحدة هي الأخرى في التحالف الدولي ضد "داعش". طائرات الميراج 2000 والرافال الفرنسية العائدة لسلاحها الجوي والتي تتدخل في العراق وسوريا تنطلق من قواعدها بالامارات العربية المتحدة ومن قواعد في الاردن.
صورة من: picture-alliance/abaca
10 صورة1 | 10
وقال المتحدث باسم الائتلاف الدولي الكولونيل ستيف وارن لفرانس برس إن "مقاومة شرسة ومعارك ضارية تدور منذ 24 ساعة في القسم الجنوبي من مدينة الرمادي". وأشار إلى قيام الجهاديين بإقامة مواضع دفاعية قوية مستخدمين العبوات الناسفة والألغام والكمائن وتفخيخ لمنازل بأكملها.
وقال قائد الفرقة الثامنة في الجيش العراقي العميد الركن مجيد الفتلاوي إن رجاله وحدهم فككوا مئات القنابل خلال الأيام القليلة الماضية. وشهدت الرمادي عمليات تدمير كبيرة خلال أشهر من المعارك، وقال الفتلاوي "تعين تفجير بعض المنازل المفخخة عن بعد لتفادي إصابة خبراء المتفجرات بجروح".
"الموقف في الرمادي يقترب من المرحلة الأخيرة"
من ناحيته، صرح قائد طيران الجيش العراقي الفريق الأول الطيار الركن حامد عطية المالكي اليوم الخميس أن الموقف في الرمادي يقترب من المرحلة النهائية. وقال المالكي في تصريح صحفي نشر على الموقع الرسمي لوزارة الدفاع العراقية "إن طائرات طيران الجيش موجودة بشكل مستمر وتقدم الغطاء الجوي الكامل للقطعات البرية ليلاً ونهاراً بجميع أنواع الإسناد عند الطلب، حيث إن معركة التحرير مخطط لها بشكل سليم وهنالك حالت انهيار كامل للعدو وسط هذا التقدم المذهل للقوات الأمنية".
وأضاف قائد طيران الجيش العراقي "إن التأخير الحاصل في التقدم والتحرير بسبب التريث والتأني في معالجة الأهداف لعدم المساس بالمدنيين وإيقاع الخسائر بهم لأن عصابات داعش عمدت ومن خلال أسلوبها الذي عرفناه إلى تفخيخ المنازل واتخاذ العديد منها كأوكار ومقرات لضرب القطعات العسكرية، لذلك معالجة تلك الأهداف تتطلب وقتا وجهدا أكبر".
ودعا عطية المالكي المدنيين في الأنبار إلى "الابتعاد عن المناطق والمنازل والأماكن التي تتواجد فيها عصابات داعش وتتخذها كمقرات"، مضيفاً أن "عملية تحرير الرمادي لن تطول كثيرا وفي الأيام المقبلة سيتم تحرير مركز المدينة، حسب قوله.