القومي المتشدد سنان أوغان.. هل يكون صانع الملوك في تركيا؟
١٥ مايو ٢٠٢٣
مع فشل أي مرشح في الفوز بالانتخابات الرئاسية التركية، ستتجه الأنظار إلى المرشح الثالث سنان أوغان. لأن أصوات داعميه ستكون حاسمة في الجولة الثانية بعد أسبوعين. فمن هو سنان أوغان؟ ما هي مواقفه، ومن سيدعم في جولة الإعادة؟
إعلان
كان جلّ ما يتمناه المرشح الرئاسي، والوجه الجديد نسبيا في السياسة التركية، سنان أوغان، هو أن تذهب الانتخابات الرئاسية إلى جولة إعادة. وهذا ما حدث بالفعل.
فقد أعلن رئيس اللجنة العليا للانتخابات التركية أحمد ينر الاثنين(15 مايو أيار 2023) إن الرئيس رجب طيب أردوغان حصل على 49.4 بالمائة من الأصوات في الانتخابات الرئاسية، وهو ما يقل عن نسبة الخمسين بالمئة اللازمة للفوز بالانتخابات من الجولة الأولى.
وبعد فتح 99 بالمائة من صناديق الاقتراع، حصل منافس أردوغان الأبرز في الانتخابات كمال كليجدار أوغلو على 44.96 بالمائة فيما حصل المرشح سنان أوغان على 5.2 بالمائة من الأصوات.
والآن وبعد أن أظهرت النتائج عجز المرشحين عن حسم السباق من الجولة الأولى، قد يكون لمؤيدي المرشح سنان أوغان، دور حاسم في تحديد هوية رئيس تركيا خلال السنوات الخمس القادمة.
فقد أشارت نتائج الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية إلى أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ومنافسه مرشح تحالف الأمة (طاولة الستة)، كمال كليجدار أوغلو، بحاجة لأصوات داعمي المرشح الثالث سنان أوغان. وبهذا حقق أوغان، مرشح تحالف الأجداد (آتا)، الهدف الذي كان يتطلع إليه، حيث قال قبل الانتخابات إن هدفه هو أن تذهب الانتخابات الرئاسية إلى جولة ثانية، وحينها سيتفاوض مع المرشحين ويقدم لهما شروطه ومن يستجيب أكثر، فسيطلب حينها من مؤيديه أن يصوتوا له. فمن هو سنان أوغان وما هي مطالبه؟
قومي متشدد بمسار أكاديمي مميز
سنان أوغان (55 عاما) هو أكاديمي من أصول أذربيجانية، دخل الانتخابات كمرشح لتحالف "آتا" (الأجداد) المكون من أربعة أحزاب يمينية قومية متطرفة، أبرزها حزب النصر وحزب "العدالة".
وبدأت مسيرة أوغان في عام 2011 من خلال حزب الحركة القومية، وأصبح نائبًا عن مسقط رأسه في ولاية إغدير الواقعة في أقصى شرق تركيا على الحدود مع أذربيجان، وتضم عددا كبيرا من السكان الأذربيجانيين.
وكانت لأوغان، في البداية، علاقة جيدة بدولت بهجلي، زعيم حزب الحركة القومية، استمرت حتى عام 2015. ولكن بعد أن تبنى بهجلي سياسة جديدة داعمة لسياسات أردوغان في أعقاب انتخابات نوفمبر/ تشرين الثاني 2015، انضم أوغان إلى شخصيات قومية أخرى معارضة لقيادة بهجلي للحركة القومية.
وهكذا يجد أوغان نفسه الآن صوتا للمواطنين الغاضبين من سياسة الهجرة واللجوء في تركيا، والموضوع الآخر الهام بالنسبة لهم هو رفض التعاون بأي شكل مع الأحزاب المتهمة بدعم منظمة "حزب العمال الكردستاني" المصنفة كمنظمة إرهابية في تركيا وعدة دول غربية.
من سيختار أوغان وتحالفه؟
وقد تلعب أصوات ناخبي تحالف "آتا" (الأجداد) دورا حاسما في جولة الإعادة، ومن الصعب التنبؤ لمن ستذهب. فهذا الأمر سيتعمد على المفاوضات التي سيجريها هذا التحالف بقيادة أوغان مع المرشحين المتبقيين في السباق الرئاسي. وهناك نقطتان رئيسيتان قد تحددان مسار هذه المفاوضات: اللاجئون، والعلاقة مع الأحزاب الداعمة للأكراد.
أردوغان، المرشح الإسلامي المحافظ، يحظى بدعم من حزب كردي إسلامي هو حزب الدعوة الحرة "هدى بار"، وتتراوح شعبيته ما بين 0.5 و1 بالمائة، وينشط في المناطق ذات الأغلبية الكردية، ومؤيدوه هم من الأكراد المحافظين والإسلاميين الذين يرفضون "حزب العمال الكردستاني".
فهل يمكن أن يتخلى أردوغان في الجولة الثانية عن دعم حزب الدعوة الحرة في سبيل كسب تحالف "آتا"؟ أمر قد لا يكون مستبعدا من الناحية البراغماتية.
ولكن العقبة أمام أردوغان هي ملف اللاجئين، فموقف حزب العدالة التنمية بقيادة أردوغان بعيد جدا عن موقف تحالف الأجداد في هذا المجال، لأن أردوغان يركز على العودة الطوعية للسوريين بعد أن وفر ظروفا ملائمة لهم في سوريا، وهذا مسار قد يأخذ وقتا طويلا يستغرق سنوات وسنوات.
وهنا يبدو موقف تحالف الأمة، بقيادة كمال كليجدار أوغلو، أقرب بكثير لموقف تحالف الأجداد، حيث كرر كليجدار أوغلو أكثر من مرة كلامه بأنه سيرحل اللاجئين السوريين إلى بلادهم في غضون عامين من فوزه بالرئاسة.
ولكن ما قد يعيق أي توافق بين سنان أوغان وتحالفه مع كليجدار أوغلو هو العلاقة مع الأحزاب الكردية، وهنا قد يصر أوغان بأنه لا يمكن أن يدخل في أي تحالف معهم. ولقد سُئل أوغان عمّن سيختار في حال ذهبت الانتخابات إلى جولة ثانية بين أردوغان و كليجدار أوغلو، فأجاب: "سننظر في مواقفهم وكفاءتهم الوطنية. سننظر في حالة الانتماء إلى الإرهاب وطلب المساعدة من الإرهاب. سوف نقرر بمنطق"، في إشارة إلى حزب العمال الكردستاني، والأحزاب الكردية المتهمة بدعمه.
لذلك سيكون الأسبوعان القادمان، قبل الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية، حافلان بالأخبار التي تتحدث عن المفاوضات التي يجريها تحالف قومي متطرف صغير، لكن أصواته هامة للغاية من أجل حسم السباق الرئاسي.
بالصور: لقطات من انتخابات حاسمة في تركيا
سكان أنطاليا يعودون إلى مدينتهم المدمرة للإدلاء بأصواتهم، ومواطنون شباب يدلون بأصواتهم لأول مرة، في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، التي تشهد منافسة كبيرة خصوصا بين الرئيس الحالي أردوغان ومتحديه كليجدار أوغلو.
صورة من: Alp Eren Kaya /Depo Photos/Abaca/picture alliance
للمرة الأولى في تاريخ تركيا
تستعد تركيا لأول جولة إعادة في الانتخابات الرئاسية بعد منافسة انتخابية حامية شهدت تقدم الرئيس رجب طيب أردوغان على منافسه العلماني كمال كليجدار أوغلو دون أن ينجح في تأمين ما يكفي من الأصوات لتأكيد فوزه في الجولة الأولى. بدا أردوغان منتصرا في الانتخابات الرئاسية عندما ظهر أمام حشد كبير من مؤيديه بُعيد منتصف الليل ليعلن بنفسه جاهزيته لخوض جولة انتخابات رئاسية ثانية.
صورة من: Murat Cetinmuhurdar/AA/picture alliance
اخفاق بفارق طفيف
أظهرت النتائج شبه الكاملة لأهم انتخابات تشهدها تركيا في حقبة ما بعد السلطنة العثمانية أن أردوغان الذي يُحكم قبضته على السلطة منذ عام 2003 ولم يهزم في أكثر من 10 انتخابات وطنية، أخفق بفارق طفيف عن تحقيق نسبة الـ 50 بالمائة المطلوبة زائد صوت واحد.
صورة من: Khalil Hamra/AP Photo/picture alliance
وقت لتجميع الصفوف
يمكن أن تمنح جولة الإعادة أردوغان في غضون اسبوعين الوقت الكافي لإعادة تجميع صفوفه. ومع ذلك سيظل يطارده شبح أسوأ أزمة اقتصادية شهدتها تركيا في عهده، والقلق بشأن استجابة حكومته المتعثرة لزلزال شباط/ فبراير الماضي الذي أودى بحياة أكثر من 50 ألف شخص.
صورة من: Serkan Senturk/ZUMA Press Wire/picture alliance
شباب ينتخبون لأول مرة
تشهد هذه الانتخابات مشاركة جيل كامل ولد كله في ظل سيطرة حزب العدالة والتنمية بقيادة أردوغان على السلطة. حيث ينتخب حوالي خمسة ملايين فتاة وشاب لأول مرة في حياتهم. وبالتالي قد تكون أصواتهم حاسمة في ترجيح الكفة بالسباق الانتخابي.
صورة من: Alp Eren Kaya /Depo Photos/Abaca/picture alliance
أكثر من 64 مليون ناخب
يحق لأكثر من 64 مليون شخص المشاركة في انتخابات عام 2023، حيث سيختار رئيسهم وأعضاء البرلمان في هذا البلد الذي يبلغ عدد سكانه 85 مليون نسمة، ويشهد تقليديا إقبالا على التصويت يتمثل بنسب مشاركة تزيد عن ثمانين بالمائة.
صورة من: Yves Herman/REUTERS
الزي التراثي
كثير من المواطنين الأتراك يعتبرون اليوم الانتخابي مناسبة وطنية تستدعي الفرح. هذا الرجل، واسمه ناظم جيهان، اختار الحضور إلى المركز الانتخابي في اسطنبول بالزي العثماني التقليدي، مصطحبا ببغاءه الملّون معه.
صورة من: dpa/IHA/AP/picture alliance
أكثر من 191 ألف مركز اقتراع
وعلى امتداد مساحة البلاد تمكن الناخبون من الإدلاء بأصواتهم في أكثر من 191 ألف مركز اقتراع. ولم يشهد اليوم الانتخابي أي أحداث خطرة أو أعمال عنف تستحق الذكر.
صورة من: Murat Kocabas/SOPA Images/picture alliance
حضور كبار السن كان واضحا
شهدت مكاتب الاقتراع في تركيا تدفقا كبيرا للناخبين، في اقتراع يبدو خطرا على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي يتولى السلطة بدون منازع منذ عشرين عاما.
صورة من: Denis Solovykh/TASS/dpa/picture alliance
عيد الأم في تركيا
وحضرت الكثير من النساء إلى مراكز الاقتراع في أجواء احتفالية في هذا اليوم الذي يصادف عيد الأمهات في تركيا. ويلعب الوضع الاقتصادي في البلاد دورا هاما في تقرير التوجه الانتخابي.
صورة من: dpa/IHA/AP/picture alliance
سكان أنطاكيا المدمرة ينتخبون
وتأتي الانتخابات بعد أكثر من ثلاثة أشهر على الزلزال المدمّر الذي ضرب جنوب تركيا وأوقع أكثر من 50 ألف ضحية وشرد الملايين. وعاد بعض سكان أنطاكيا المدمرة إلى مدينتهم للإدلاء بأصواتهم في المراكز الانتخابية التي أقيمت في أبنية مسبقة الصنع.
صورة من: Can Erok/AFP/Getty Images
أردوغان يدلي بصوته في اسطنبول
أدلى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بصوته في مكتب الاقتراع في أسكدار، الحي المحافظ على الضفة الآسيوية لاسطنبول،. وعبّر عن أمله في "مستقبل جيد للبلاد وللديموقراطية التركية"، مؤكدا على "حماسة الناخبين" وخصوصا في المناطق المتضررة من جراء زلزال 6 شباط/فبراير الذي أوقع 50 ألف قتيل على الأقل.
صورة من: Umit Bektas/AP Photo/picture alliance
كليجدار أوغلو والفرصة الأخيرة
وحضر مرشح المعارضة الرئيسي كمال كليجدار أوغلو للإدلاء بصوته في أنقرة. وقال "اشتقنا جميعا للديموقراطية، ونفتقد وقوفنا معا ومعانقتنا لبعضنا"، مؤكدا "سترون الربيع يعود إلى هذا البلد إن شاء الله، وسيستمر إلى الأبد.
ويتطلع كليجدار أوغلو (74 عاما) لاغتنام آخر فرصة أمامه لتحقيق إنجاز سياسي، بعد أن لعب دور المعارض لسنوات طويلة.
صورة من: Adem Altan/AFP/Getty Images
سنان أوغان يدلي بصوته أيضا
وبينما انسحب المرشح محرم إنجه من السباق الانتخابي، بقي سنان أوغان كمرشح ثالث في الانتخابات الرئاسية. وقام أوغان بالإدلاء بصوته في أنقرة أيضا، ولكن فرصه ضعيفة للغاية في تحقيق أي شيء يذكر. إعداد: ف. ي