القِلاَجَة.. هل يأتي لقاح كورونا من شجرة الصابون في تشيلي؟
٦ أكتوبر ٢٠٢٠
"شجرة القِلاَجَة"، يستخدمها شعب "المابوتش" في تشيلي اللاتينية كنبات طبي. والآن يتم استخدام المواد الفعالة بهذه الشجرة من قبل شركة نوفافاكس الأمريكية لتطوير لقاح لمرض كوفيد-19، الناجم عن فيروس كورونا. فما هي هذه الشجرة؟
إعلان
طورت شركة "ديزرت كينغ" (Desert King) إجراء يتم من خلاله استخراج المادة الفعالة من لحاء وخشب شجرة القِلاَجَة. ومن خلال عملية معقدة يجري تجفيف تلك المادة ومعالجتها لتأخذ شكل مسحوق، ويقوم بذلك الفرع البريطاني لشركة نوفافاكس (Novavax) الأمريكية.
وفي 25 سبتمبر/ أيلول أعلنت الشركة أنها بدأت إجراء المرحلة الثالثة من اختبار لقاح كوفيد-19 مع تلك المادة. ويفترض أن يشارك فيها ما يصل إلى 10000 متطوع تتراوح أعمارهم بين 18 و84 عاما. وتعد الدراسة التي تجريها شركة نوفافاكس حاليا واحدة من إحدى عشرة دراسة للقاح وصلت إلى المرحلة الثالثة الحاسمة.
تعرف شجرة القِلاَجَة أيضا باسم "قلاجة الصابون"، فلحاؤها الرمادي الداكن المتشقق يحتوي على مادة الصابونين. وهي مادة طبيعية شبيهة بالصابون تنتج رغوة عند ملامستها للماء. وتقلل الصابونين من التوتر السطحي للسوائل ويمكن أن تجمع بين المواد التي تتنافر بشكل طبيعي، مثل الماء والدهون.
ولبعض مواد الصابونين خاصية أخرى تلعب دورا في تطوير اللقاح: "يتكون التطعيم من عنصرين: مولد المضاد وما يسمى بالمساعد. فمولد المضاد ينشط دفاعات الجسم. والمساعد ينقل مولد المضاد إلى داخل الخلايا. وهذه المادة أيضا تزيد من استجابة الجسم المناعية"، كما يوضح غونزاليس.
وقامت شركة "ديزرت كينغ" بفحص ما يقرب من 50 مادة صابونين مختلفة لشجرة القِلاَجَة، من حيث خصائصها المختلفة وقابليتها للاستخدام وحددت مادتين مناسبتين كمواد مساعدة: QS7 و QS21. "نحن ننتج بالفعل كميات صناعية من صابونين القِلاَجَة لصالح شركة نوفافاكس"، يقول غونزاليس.
المعارف التقليدية لمابوتش
يصل ارتفاع شجرة القلاجة إلى 20 مترا ويمكن أن يصل قطر الجذع إلى 1.5 متر. وعرف شعب المابوتش، وهم سكان تشيلي الأصليون، الخصائص العلاجية للحاء الشجرة وأزهارها في وقت مبكر من القرن السابع عشر.
في طب المابوتش، يستخدم مستخلص اللحاء تقليديا كدواء لأمراض الجهاز التنفسي. وبفضل خصائصه الشبيهة بالصابون، كان يتم في الماضي استخدام المادة السائلة باللحاء أيضا كشامبو طبيعي. وفي مجال صناعة المواد الغذائية، تُستخدم المادة المكونة للرغوة اليوم في أشياء من بينها في إنتاج الجعة والمشروبات الأخرى.
الاستخدام المستدام لشجرة القِلاَجَة
في الواقع شجرة القِلاَجَة قابلة للتكيف ومقتصدة، وتنمو أيضا في التربة القاحلة وعلى المنحدرات الجبلية. بيد أن عالم الغابات رينيه كارمونا من جامعة تشيلي في سانتياغو يقول: "لكن عواقب تغير المناخ ترهقها، فالجفاف الذي تمر به تشيلي منذ عشر سنوات دمر خصوصا الأشجار على المنحدرات".
ويضيف كارمونا قائلا إنه ينبغي الآن كسب السكان من أجل حماية شجرة القِلاَجَة. ويمكن أن يلعب تسويق المادة الفعالة المستخلصة من الشجرة دورا مهما: "حقيقة أن شركة أدوية دولية تستخدم هذه المادة في تطوير لقاح ضد كوفيد-19 تساعدنا في نقل أهمية هذه الشجرة وقيمتها إلى الناس. ونأمل أن يؤدي كذلك إلى إعادة التفكير، وألا يتعامل الناس معها بلا مبالاة في استخدامها كحطب".
ميريام غيركه/ ص.ش
تراجع الاستجابة المناعية أكبر عائق لتطوير لقاح كورونا
كشف علماء دلائل تشير إلى أن الاستجابة المناعية في جسم الإنسان ضد مرض كوفيد-19 قد تكون قصيرة الأجل، ما يزيد صعوبة التوصل لجرعات وقائية تكون قادرة بشكل دائم على حماية الناس في موجات تفشي محتملة في المستقبل.
صورة من: picture-alliance/dpa/Geisler-Fotopress
"يخبو سريعاً"
خلصت دراسات أولية أجريت في الصين وألمانيا وبريطانيا ودول أخرى إلى أن المرضى المصابين بفيروس كورونا المستجد يطورون أجساماً وقائية مضادة للفيروس كجزء من النظام الدفاعي لجهاز المناعة في الجسم، لكن يبدو أن تلك الأجسام لا تظل فعالة سوى لبضعة أشهر فقط. دانييل ألتمان، أستاذ علم المناعة من جامعة (إمبريال كوليدج لندن) قال إن "تأثيرها (الأجسام الوقائية المطورة ذاتياً) في الغالب يخبو سريعاً".
صورة من: Deutscher Zukunftspreis/A. Pudenz
خياران أمام مطوري اللقاح
يقول الخبراء إن الضعف السريع للمناعة يثير مشكلات كبرى أمام مطوري اللقاحات، وأمام سلطات الصحة العامة كذلك ممن يسعون لنشر تلك اللقاحات لحماية رعاياهم من موجات تفشي الوباء في المستقبل. وقال ستيفن جريفين، أستاذ الطب المساعد في جامعة ليدز: "لكي تكون اللقاحات فعالة في الحقيقة، فإن هناك خيارين: إما الحاجة لتطوير حماية أكثر قوة وأطول أمداً ... أو أن يجري الحصول على اللقاح بانتظام".
صورة من: picture-alliance/Geisler-Fotopress/C. Hardt
سباق عالمي
تسعى أكثر من 100 شركة وفريق بحثي لتطوير لقاحات، ومن بينها 17 لقاحاً على الأقل تجري تجربتها حالياً على البشر. وأعلنت شركة "موديرنا" الأميركية الثلاثاء (15 تموز/يوليو 2020) أنّ التجارب السريرية ستدخل المرحلة النهائية في 27 تموز/يوليو. وبذلك تكون "موديرنا" أول شركة تبلغ هذه المرحلة. وأعلنت روسيا أنها أكملت التجارب السريرية الأولى للقاح تجريبي اختُبر على البشر على أن تُنجز بالكامل بنهاية تموز/يوليو.
صورة من: picture-alliance/SvenSimon/F. Hoermann
جرعتان "أفضل" من واحدة
وفي تجارب قبل السريرية على الخنازير لرصد تأثير لقاح طورته شركة صناعة الأدوية (أسترازينيكا) لعلاج كوفيد-19، ويعرف باسم (إيه.زد.دي 1222)، تبين أن جرعتين من اللقاح أسهمتا في استجابة الأجسام المضادة بشكل أفضل من جرعة واحدة. لكن وحتى الآن ليس هناك بيانات سجلتها أي تجارب للقاحات على البشر تظهر ما إذا ما كانت أي استجابة مناعية للأجسام المضادة ستكون قوية أو طويلة الأمد بالقدر الكافي.
صورة من: Imago Images
ضغط الزمن
قال جيفري أرنولد، الأستاذ الزائر في علم الأحياء الدقيقة بجامعة أكسفورد البريطانية والخبير السابق في سانوفي باستور، إن التطوير والاختبار السريع جداً للقاحات المحتملة ضد فيروس كورونا يجريان منذ ستة أشهر فقط وهي مدة غير طويلة بما يكفي لإظهار المدة الزمنية التي ربما توفرها اللقاحات. ويتوقع الخبراء أن يستغرق إنتاج لقاح آمن وفعال بين 12 و 18شهراً من بداية التطوير.
صورة من: picture-alliance/dpa/Bosch
جرعات معززة
قال جريفين أرنولد إن أحد الأساليب قد يكون أنه عندما يتم تطوير تلك اللقاحات، فإنه يجب على السلطات أن تفكر في الحصول على جرعات معززة لملايين الأشخاص على فترات منتظمة أو حتى الجمع بين نوعين أو أكثر من اللقاحات لكل شخص للحصول على أفضل حماية ممكنة. غير أن ذلك ربما يمثل تحدياً كبيراً على المستوى العملي. وقال "إعطاء العالم كله جرعة واحدة من اللقاح شيء... وإعطاؤهم جرعات متعددة هو شيء آخر تماماً".