الكاتبة السعودية سارة العليوي: جرأتي سبب مشاكلي مع الرقابة
٥ نوفمبر ٢٠١٣لمع نجم الكاتبة السعودية سارة العليوي في سماء الأدب الخليجي منذ إصدار روايتها الأولى "سعوديات". وتجلى حضورها في المشهد الأدبي الخليجي بصدور روايتيها "لعبة امرأة رجل" و"للكذب رجال". ودعيت الأديبة السعودية للمشاركة في فعاليات معرض الكتب في مدينة فرانكفورت الألمانية مؤخراً، والذي يُعد الأكبر من نوعه في العالم، بإلقاء محاضرة عن الأدب الخليجي. DW عربية التقت الكاتبة السعودية سارة العليوي وكان لها هذا الحوار:
DW عربية: هل تعكس رواياتك الثلاث واقع المجتمع السعودي بغالبيته؟
سارة العليوي: تُمثّل رواياتي ما نسبته 80-85 بالمائة من واقع الطبقة المخملية والطبقة الأدنى قليلاً، والتي تتشارك مع الطبقة الفقيرة ببعض المظاهر الاجتماعية السلبية، مثلاً في رواية "لعبة امرأة رجل" تدور الأحداث حول أفراد عائلة ثرية، حيث يجبر الوالد ابنه على الزواج بابنة عمه. هذه المشكلة الاجتماعية موجودة أيضاً في أوساط الطبقة الفقيرة، فزواج الأقارب في الطبقة الفقيرة هو مراعاة للأعراف والتقاليد.
أما في الطبقة الغنية فهو يهدف في المقام الأول إلى الحفاظ على الأموال والأملاك بأيدي أفراد العائلة الواحدة. كما سلطت الضوء على حب الأخت لأخيها حد التملك، وهي ظاهرة مرضية سببها غياب العلاقات السليمة بين الأنثى والذكر.
ما هي أوجه الاختلاف بين الأدب الشبابي والأدب التقليدي على صعيد منطقة الخليج؟
الأدب الشبابي أقرب للقارئ لأن أسلوبه متسارع كتسارع العصر، فجيل الشباب سريع الملل بسبب توافر المال وأساليب الترفيه. والكتاب مستبعد كأداة ترفيه، إلا إذا كانت رواية بسيطة سلسة في 200 صفحة، يمكن إنهاؤها في رحلة بالطائرة مثلاً، بينما في الأدب التقليدي يطغى أسلوب أكاديمي ولغة صعبة.
ما أسباب حظر رواياتك في المملكة العربية السعودية؟
قدمت أكثر من مرة لوزارة الإعلام، الإشكالية تكمن في المبالغة بالتدقيق، فمقص الرقابة حاد جداً لدرجة أنها تمنعني شخصياً من شراء أي كتاب من المملكة، حيث يتم اقتطاع الكثير منه. ورواياتي فيها الكثير من الإسقاطات الاجتماعية والسياسية، كانتقاد الازدواجية والتأخر في تنفيذ المشاريع والزحام وانعدام المساواة في إقامة البنى التحتية كتعبيد الشوارع في الأحياء المختلفة. كما أنني انتقد بعض ممارسات هيئة الأمر بالمعروف، ففي رواية "للكذب رجال" يقرر خطيبان التنزه والاستمتاع بنسمات البحر، حيث يفاجئهما أفراد الهيئة بالمطالبة بأوراق تثبت عقد قرانهما.
حولت روايتك "لعبة امرأة رجل" إلى مسلسل درامي، برأيك هل انعكس ذلك سلباً أم إيجاباً على الرواية؟
أفتقر إلى الخبرة في مجال الأعمال الدرامية. وهذا المسلسل سبب الكثير من المشاكل. لست راضية كل الرضا عنه، فبينه وبين روايتي بعض نقاط الاختلاف، أجد الرواية أجمل، هذا ما يتعلق بالجانب السلبي. أما الجانب الإيجابي فهو الجدل الذي أثاره، ودفع البعض إلى اقتناء الرواية، إذ طُبعت الرواية للمرة الرابعة.
هل هناك شخصية نسائية في رواياتك تجسد سارة العليوي؟
كلا، فكل امرأة في رواياتي تحمل جزءا من شخصيتي، من طباعي كالعناد مثلاً.
هل تعتقدين أن اعتماد اللهجة العامية في الحوارات ساعد في الانتشار الواسع لرواياتك؟
أختصر الإجابة بذكر بريد الكتروني تلقيته من إحدى السيدات: أثناء قراءة الرواية كنت أشاهد الأماكن وأسمع الشخصيات وهي تتحاور.
ما انطباعك عن نقاد أعمالك؟
النقاد مخضرمون وينتمون إلى مدارس سابقة، تعودوا فيها على هيكل نمطي. الجديد بالنسبة لهم قصص وحكايات ومجرد حوارات بدون فكرة أو حبكة وبدون أساسيات.
أي من الأدباء والأديبات في عالمنا العربي هو المفضل لديك؟
أفضل إحسان عبد القدوس ويوسف السباعي، إذ تمكننا من نقل صور واقعية بامتياز لفترة ستينيات القرن العشرين وسبعينياته، وكل منهما يمثّل مدرسة أدبية.
تلقيت دعوة للمشاركة في دورة معرض فرانكفورت للكتاب مؤخراً، ما هي انطباعاتك، وهل لمست اهتماماً من الزائرين الألمان للتعرف على الأدب الخليجي؟
إنه معرض خرافي لكتب دول العالم قاطبة وقد أثار لدي إحساسا بالغيرة لغياب هكذا معارض عن عالمنا العربي باستثناء معرض الشارقة للكتاب. وبالنسبة لمحاضرتي التي ألقيتها في المعرض، فقد كان غالبية الحضور من الناطقين باللغة العربية، وتواجد بعض الألمان الذين أصغوا باهتمام للترجمة.
أجرت الحوار: غيداء سلايمة