الكاظمي في طهران للوساطة بين إيران والسعودية.. فهل ينجح؟
٢٦ يونيو ٢٠٢٢
أكد رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي سعي بلاده للتهدئة في المنطقة، وذلك في زيارة لإيران بعد يوم من زيارته للسعودية، وتحافظ بغداد على علاقات جيدة مع الخصمين الإسلاميين، فهل تنجح في إحياء المحادثات بينهما؟
إعلان
قال رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي من طهران اليوم الأحد (26 يونيو/ حزيران 2022) إن العراق وإيران اتفقتا على السعي من أجل تحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط بعد يوم من زيارته السعودية في محاولة لإحياء المحادثات بين الخصمين الإقليميين لتهدئة توتر مستمر منذ سنوات.
وقال الكاظمي في مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إنهما اتفقا "على التهدئة في المنطقة" والعمل معا لإحلال الاستقرار والهدوء فيها.
وقال مسؤول إيراني لرويترز إن "استئناف المحادثات بين طهران والرياض سيُناقش خلال زيارة الكاظمي لإيران". وقال رئيسي "الحوار مع المسؤولين في المنطقة يمكن أن يحل المشكلات" دون أن يذكر أي تفاصيل.
وعُقدت الجولة الخامسة من المحادثات السعودية الإيرانية في أبريل/ نيسان بعد قيام إيران بتعليق المفاوضات في مارس/ آذار دون إبداء أسباب، لكن الإجراء جاء بعد قيام السعودية بإعدام 81 رجلاً، في أكبر تنفيذ جماعي للعقوبة منذ عقود. وأدانت طهران تنفيذ أحكام الإعدام الذي قال نشطاء إنه شمل 41 شيعيا.
وأجرى الكاظمي محادثات أمس السبت مع ولي عهد السعودية، الحاكم الفعلي للمملكة، الأمير محمد بن سلمان في جدة. وقالت وكالة الأنباء السعودية إن المحادثات شملت العلاقات بين البلدين وتعزيز الأمن والسلم في المنطقة.
وتأتي زيارة الكاظمي لطهران بينما من المتوقع كسر الجمود المستمر منذ شهور في المحادثات غير المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران خلال الأيام المقبلة لإحياء الاتفاق النووي لعام 2015 الذي فرض قيودا على البرنامج النووي الإيراني مقابل تخفيف العقوبات الاقتصادية المفروضة على طهران.
ومن المنتظر أن يزور الرئيس الأمريكي جو بايدن الرياض في منتصف يوليو/ تموز، ومن المتوقع أن تشمل المحادثات المخاوف إزاء أمن الخليج الناجمة عن برنامج الصواريخ الباليستية الإيراني وشبكة وكلاء طهران في الشرق الأوسط.
واستضاف العراق خمس جولات من المفاوضات بين مسؤولين إيرانيين وسعوديين في الأشهر الأخيرة بهدف تطبيع البلدين لعلاقتهما المقطوعة منذ العام 2016.
وذكرت وكالة الأنباء السعودية (واس) أمس السبت أنّ الأمير محمد بن سلمان والكاظمي عقدا "جلسة مباحثات رسمية، جرى خلالها استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين ومجالات التعاون المشترك". وأشارت إلى أنّ الزعيمين تبادلا "وجهات النظر حول عدد من المسائل بما يسهم في دعم وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة".
وقطعت السعودية السنية وإيران الشيعية العلاقات عام 2016 بعد أن هاجم محتجون في الجمهورية الإسلامية سفارة السعودية في طهران وقنصليتها في مشهد إثر إعدام الرياض رجل الدين الشيعي نمر النمر.
وأجرت القوتان المتنافستان مفاوضات تم الإعلان عنها لأول مرة في نيسان/أبريل 2021. ومطلع آذار/مارس، دافع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان عن سياسة "تعايش" مع إيران، ولقي تصريحه ترحيبا من وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان الذي رأى فيه "استعدادا" من الرياض لإعادة العلاقات مع بلاده.
ع.ا/ع.ج (رويترز)
دول شرق أوسطية تتصدر قائمة أمنستي السوداء للإعدامات
انخفضت حالات الإعدام في العالم لأدنى مستوى لها خلال عقد، وفق منظمة العفو الدولية (أمنستي)، وذلك بسبب انخفاض حالات الإعدام في دول شرق أوسطية ما زالت تتصدر القائمة السوداء عالميا.
صورة من: Isna
إيران في الصدارة
القدر الأكبر من حالات تنفيذ عقوبة الإعدام شهدتها إيران العام الماضي بواقع 507 حالة. ونفذت إيران في العقود الأربعة الأخيرة مئات أحكام الإعدام بتهم منها زعزعة الأمن وتهديد استقرار الدولة، ولا تزال طهران مستمرة في تنفيذ أحكام الإعدام بكثرة رغم الإدانات الدولية.
صورة من: Mehrnews.ir
أكثر منطقة في العالم تنفذ حكم الإعدام
يعزو أحدث تقرير لمنظمة العفو الدولية تراجع عدد حالات الإعدام في العالم إلى انخفاضه في عدد من بلدان الشرق الأوسط، بيد أن دولا مثل إيران والسعودية والعراق ومصر ما تزال تتصدر لائحة منظمة العفو للدول التي تنفذ حكم الإعدام. بينما احتلت دولا أخرى مراكز متقدمة في القائمة، مثل الصين وباكستان.
السعودية في الصدارة عربيا
الفترة بين عامي 2015 و2018 كانت الأكثر "دموية" في السعودية، ووصلت أحكام تنفيذ الإعدام في عام 2015 إلى 157، فيما انخفضت بشكل طفيف العام الماضي ووصلت إلى 146 حكما. أحكام الإعدام ارتبطت جلها بقضايا القتل والمخدرات حسب السلطات السعودية.
صورة من: Picture-alliance/dpa/W. Steinberg
السعودية مستمرة بتنفيذ الإعدامات
نفذت الداخلية السعودية منذ يومين حكم الإعدام بحق أحد اليمنيين، بعد أن أدين بمقتل رجل أمن في مدينة أبها. التحقيق مع اليمني أسفر عن توجيه لائحة اتهام طويلة له شملت "قتل رجل الأمن عمداً وعدواناً، والانتماء لأحد التنظيمات الإرهابية ... وتخزين وإرسال ما من شأنه المساس بالنظام العام عن طريق الشبكة المعلوماتية" حسب الداخلية السعودية. (الصورة لاحتجاجات بنغال على إعدام مواطنهم في السعودية).
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Abdullah
الإعدامات في العراق
العراق ثالث أكثر دولة في العالم في عدد تنفيذ حالات الإعدام بـ129 حالة في 2018، وخلال السنوات العشر الأخيرة نفذت السلطة التنفيذية أحكام إعدام بحق 729 شخصًا، بنسبة تشكل 40% من مجموع الأحكام التي أُقرت من قبل المحاكم العراقية، وفقًا لمنظمة العفو الدولية. الإعدامات في العراق مرتبطة أغلبها بقضايا تتعلق بالإرهاب وفقا لما نشرته وسائل اعلام محلية.
صورة من: Reuters/Ministry of Justice Iraq
تراجع أحكام الإعدام في مصر رغم "مزاعم التعذيب"
سجلت منظمة العفو الدولية في تقريرها الأخير حالات تخفيف أحكام الإعدام أو العفو عن المحكومين بالإعدام في 29 بلدا منها مصر، بيد أن مديرة حملات شمال أفريقيا في منظمة العفو كانت قد ذكرت في وقت سابق أن محاكمات لمدانين "شابتها مزاعم التعذيب" وهي "شهادة على مدى وقوع الظلم في البلاد".
صورة من: Reuters/Al Youm Al Saabi Newspaper
إعدامات "علنية" في الصومال
عدد حالات الإعدام انخفض إلى نحو النصف في الصومال، من 24 حالة إعدام في عام 2017 إلى 13 في عام 2018. في حين ارتفعت الإعدامات العلنية والميدانية والمعلنة وخاصة التي نفذها الجيش الصومالي.
صورة من: Getty Images/AFP/P. Moore
دول لم تذكر وأخرى خارج القائمة السوداء
لم يذكر تقرير منظمة العفو الدولية أعداد أحكام الإعدامات في دول تشهد صراعات سياسية وحروبا داخلية كسوريا واليمن وليبيا، في حين لم تورد المنظمة في كل من البحرين والكويت والأردن وفلسطين والإمارات العربية المتحدة وقوع أية حالات إعدام في عام 2018.
الكاتب: حمزه الشوابكه