رغم المضاعفات الخطيرة التي قد يسببها مرض "الكبد الدهني"، إلا أن الشفاء منه ممكن إذا غيّر المصاب عاداته وتحول إلى نمط حياة صحي، فكيف يمكن ذلك؟ وكم يستغرق التعافي؟
إعلان
مرض الكبد الدهني يعني ببساطة أن لدى المصاب دهونًا داخل الكبد يمكن أن تؤثر بمرور الوقت على وظائفه وتتسبب بتلفه، كما يعرّفه موقع جامعة "جونز هوبكنز" الأمريكية.
ويقسم "الكبد الدهني"، بحسب "جونز هوبكنز" إلى نوعين: كبد دهني ناجم عن تناول الكحول وآخر غير ناجم عن تناول الكحول. وإذا كان لدى المصاب دهون فقط ولكن لم تلحق أضرار بالكبد، فإن هذا يسمى "مرض الكبد الدهني"، أما إذا كان لديه دهون في الكبد بالإضافة إلى علامات التهاب وتلف خلايا الكبد، فإنه يسمى "التهاب الكبد الدهني".
وينتج "الكبد الدهني" بشكل عام عن زيادة الوزن أو شرب الكثير من الكحول، حسبما نقل موقع "تي-أونلاين" الألماني عن مواقع طبية. ولذلك يجب على المصابين أن يتخذوا إجراءات بأنفسهم للتخلص من الدهون الزائدة في الكبد. وتتضمن خطة العلاج: اتباع نظام غذائي صحي وممارسة الرياضة والامتناع عن الكحول (وغيرها من المخدرات).
لكن التحول إلى عادات صحية ليس بالأمر السهل وعادةً ما يتطلب قدرًا كبيرًا من الانضباط وبعض الوقت، ولذلك يتساءل الكثيرون: ما هي المدة التي يستغرقها الكبد الدهني للتعافي؟
رغم أنه لا توجد إجابة شاملة، إلا أن مدة الشفاء تعتمد، من بين أمور أخرى، على سبب الإصابة بالكبد الدهني. فإذا كان الإفراط في تناول الكحول هو السبب، يمكن للدهون المتراكمة في الكبد أن تتراجع في غضون أسابيع قليلة إذا تمكن المصابون من التوقف عن شرب الكحول، بحسب "تي-أونلاين".
أما إذا كان الكبد الدهني ناتجًا بشكل أساسي عن زيادة الوزن، فقد يستغرق التعافي وقتًا أطول، وفقًا للموقع، لأن فقدان الوزن غالبًا ما يستغرق وقتًا. وفي هذه الحالة، ليست مدة نمط الحياة الصحي هي الحاسمة، بل تأثيرها. تشير الدراسات إلى أن تكسير الدهون في الكبد يتناسب في الواقع مع فقدان الوزن، أي: كلما فقد المصابون وزنهم بشكل عام، كلما قلت الدهون في الكبد.
ووفقًا للدراسات، لوحظ تحسن أول بعد فقدان بضعة كيلوغرامات فقط. ووفقًا لذلك، يبدو أن إنقاص الوزن حتى بنسبة خمسة بالمائة فقط عامل مساعد على التحسن. لكن من أجل التعافي الكامل للكبد، يوصي الخبراء بتقليل الوزن بنسبة عشرة بالمائة. وعادة ما يستغرق فقدان الوزن بهذه النسبة عدة أشهر، رغم أن السرعة التي يمكن بها للشخص أن يفقد وزنه تعتمد على حالته البدنية.
م.ع.ح
الكبد الدهني.. مخاطره وطرق الوقاية منه!
يعد الكبد من الأعضاء التي تدهش المختصين بعدد عملياته ووظائفه في الجسم، لكن العادات الغذائية السيئة والسمنة وقلة الحركة تعرقل هذه العمليات فيُصاب المرء بـ "الكبد الدهني"، فما هو؟ وكيف نتخلص منه؟
صورة من: Fotolia/ag visuel
معمل كيميائي يثير حيرة العلماء
في بطن كل إنسان معمل كيميائي عالي التخصص، يُدهش العلماء مراراً وتكراراً بعمله على إزالة السموم وإنتاج الهرمونات والمساعدة في هضم الدهون لإمداد الجسم بالعناصر الغذائية والتحكم بمستويات السكر في الدم. إنه الكبد الذي يعلّم حتى جهازنا المناعي على التمييز بين الصديق والعدو وبنحو 500 عملية استقلابية يحمي الكبد أعضاء الجسم ويضمن ديمومة عافيتها.
صورة من: dpa-infografik
عادات غذائية سيئة
لكن هذا العضو وبكل ما يمنحه لديمومة الحياة، يعاني ببطء، بسبب العادات الغذائية السيئة تتزايد أعداد المصابين بما يسميه الأطباء "الكبد الدهني" أو "تدهن الكبد". وتقول الإحصائيات إن كل ثالث شخص بالغ في الدول الصناعية المتقدمة يعاني من "الكبد الدهني غير الكحولي" المتأتي من التغذية الخاطئة وزيادة الوزن وقلة الحركة.
صورة من: picture-alliance/dpa/F. Leonhardt
ما هي الأعراض؟
مرض الكبد الدهني من الأمراض الصامتة عموماً، ليست له أعراض، وخصوصاً في مراحله الأولى. ومع تقدم المرض يمكن أن تظهر بعض الأعراض مثل التعب وفقدان الشهية والضعف والغثيان وتأثر القدرة على اتخاذ القرارات ومشاكل التركيز. وفي حالات أخرى: أوجاع البطن، خصوصاً في الجانب الأيمن العلوي منه، وظهور بقع داكنة في بعض أماكن الجسم، خصوصاً على الرقبة ومنطقة تحت الإبطين.
صورة من: picture-alliance/dpa/C. Klose
علاقة وثيقة بمرض السكري
ويتحدث الأطباء عن الـ "كبد الدهني" فقط عندما يخزن العضو أكثر من خمسة بالمائة من وزنه من الدهون. ويرتبط هذا المرض ارتباطاً وثيقاً بمقاومة الأنسولين ومرض السكري من النوع 2. وفي أسوأ الحالات يمكن أن يؤدي إلى تليف الكبد وسرطان الكبد.
صورة من: picture-alliance/imageBROKER/J. Tack
سيد التجديد
لا توجد أدوية تقلل من تراكم الدهون على الكبد، لكن الكبد نفسه هو سيد التجديد، كما تقول الدراسات العلمية، إذ يمكن له يتعافى تماماً حين يغير المصابون بهذا المرض نمط حياتهم في الوقت المناسب.
صورة من: picture-alliance/A.& H.-F.Michler/OKAPIA
هكذا يذوب دهن الكبد
العلاج الأكثر فعالية لمرض الكبد الدهني في مراحله البسيطة هو: فقدان الوزن. والقليل منه يأتي نتائج كبيرة، فإنقاص الوزن بنسبة 5 بالمئة فقط يمكن أن يكون كافياً لتقليل نسبة الدهون من 20 إلى 30 بالمئة، كما جاء في دراسة لمستشفى توبينغن التعليمي. وينصح الأطباء بـ "إنقاص الوزن المؤهل" المعتمد على تغيير غذائي طويل الأجل، يُستغنى فيه عن الفركتوز والكربوهيدرات والأحماض الدهنية المشبعة.
صورة من: picture-alliance/Bildagentur-online/Begsteiger
مرضى السكري
أما المرضى الذين يعانون من مرض السكري فيجب أن يُدعمون بأدوية السكر في الدم والتي تساعد أيضاً في إنقاص الوزن. عن ذلك يقول اختصاصي أمراض الكبد أندرياس فريتشه: "عندما يجتمع السكري والكبد الدهني، نفضل وصف أدوية انقاص الوزن مثل نظائر GLP-1 ومثبطات SGLT-2".
صورة من: picture-alliance/dpa/R. Vennenbernd
المكسرات بدلا من الكعك.. والخضروات بدلا من الشوكولاتة الحلوة
بمجرد أن يصبح الكبد في صحة جيدة يستطيع هذا العضو المهم تنفيذ مهامه الأيضية مرة أخرى دون قيود، ما ينعكس على كافة أعضاء جسم الإنسان، فتتحسن حساسية الكبد للأنسولين وينخفض معدل السكر في الدم وتتراجع نسبة الدهون في الدم. ولتحقيق ذلك يجب جعل المكسرات بديلاً عن المعجنات والابتعاد عن كل ما يحتوي على معدلات عالية من السكر، مقابل تناول الخضروات والفواكه والحبوب الكاملة والأطعمة منخفضة الدهون.