1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

" الكتاب الأبيض" حول الدفاع الألماني بصيغة جديدة

زابينه كينكارتس/ أمين بنضريف١٨ فبراير ٢٠١٥

تفرض العديد من التطورات الدولية على ألمانيا إعادة تحديد أولوياتها الدفاعية. وهو ما تسعى إليه وزيرة الدفاع الألمانية من خلال التحضير " للكتاب الأبيض"، الذي سيشارك في صياغته العديد من الخبراء والمواطنين.

Bundesverteidigungsministerin Ursula von der Leyen Weißbuch 2016
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Gambarini

تقوم الحكومة الألمانية بعد فترات معينة بتحديد وتجديد المحاور الأساسية لسياستها الدفاعية وتدوينها ثم إصدارها في "الكتاب الأبيض". كان عام 2006 آخر مرة قامت الحكومة الاتحادية بتجديد "الكتاب الأبيض" وقبلها عام 1994، حيث تم وضع سياسات أمنية على أسس جديدة بعد توحيد ألمانيا. وقبلها كان لهجمات 11 سبتمبر 2001 في الولايات المتحدة وتبعياتها تأثير واضح على معالم "الكتاب الأبيض".

بعد مرور حوالي عشر سنوات على صيغة "الكتاب الأبيض" يبدو أن هذه الوثيقة الأساسية لم تعد تواكب حاليا التحولات والأحداث الأمنية التي يعيشها العالم. فقد كان "الكتاب الأبيض" يركز بشكل أساسي على أفغانستان ويعتبر روسيا من "الشركاء البارزين،" في حين لم يتوقع حصول ما يسمى ب"الربيع العربي" أو ظهور تنظيمات إرهابية، مثل تنظيم "الدولة الإسلامية". تغير العالم عام 2015 أيضا، ففي شرق أوكرانيا تدور حرب بين الانفصاليين والقوات الأوكرانية، ويتحدث بعض الخبراء عن عودة ماخ الحرب الباردة بين روسيا وحلف شمال الأطلسي. ويضاف إلى ذلك أن ألمانيا زودت القوات الكردية بأسلحة لدعمها في الحرب ضد تنظيم " الدولة الإسلامية" الإرهابي.

تدريبات عسكرية للجيش اللماني الاتحاديصورة من: A. Koerner/Getty Images

سياسة جديدة تجاه روسيا

كل هذه الأحداث والتحولات تفرض على ألمانيا صياغة " كتاب أبيض" جديد، كما تقول وزيرة الدفاع الالمانية أورسولا فون دير ليين، التي تريد أيضا إعادة تحديد نوع العلاقة مع روسيا، مشيرة إلى أن فلاديمير بوتين يحاول أن يستبدل القواعد المتفق عليها دوليا والحق القانوني بمنطق الهيمنة والنفوذ. " الكرملين بدأ سياسة جديدة لفترة طويلة، حتى قبل الأزمة في أوكرانيا وهو ما سيشغلنا لمدة طويلة جدا." ولهذا تقول الوزيرة في أول لقاء حول الكتاب الأبيض، الذي من المنتظر أن تكتمل معالمه في عام 2016 ،" من المهم التفكير في كيف يمكننا أن نجد يوما ما طريقة للتعامل بثقة مع الجارة الروسية."

أكثر من 200 من الخبراء المشهورين دوليا من عالم السياسة والعلوم والإعلام والصناعة، بالإضافة إلى القوات الألمانية وغيرها من القوات في حلف الناتو يناقشون خلال العام ونصف القادم مستقبل السياسة الدفاعية الألمانية. وسيتم ذلك من خلال عدد من ورشات العمل والمؤتمرات وجلسات الاستماع. ومن المنتظر أن تصدر الطبعة الجديدة من "الكتاب الأبيض" بعد صيف 2016.

إضافة إلى الخبراء يمكن للمواطنين أيضا المشاركة في وضع معالم سياسة دفاعية لألمانيا الجديدة، وذلك عبر منتدى الحوار على الموقع الشبكي www.weissbuch.de، حيث يمكن تقديم"الأفكار والاقتراحات والانتقادات المختلفة." وفي هذا الصدد تشير وزيرة الدفاع أورسولا فون دير ليين " منذ سنوات، ينتقد الناس عدم وجود نقاش موضوعي ومستقل حول السياسة الدفاعية والدور الذي تقوم به قواتنا المسلحة، ولهذا فإن الكتاب الأبيض يمنح الآن الفرصة للقيام بذلك."

وزيرة الدفاع الألمانية فون دير لايين تفتح النقاش حول " الكتاب الأبيض" الذي يحدد الخطوط العريضة للسياسية الدفاعية الألمانيةصورة من: picture-alliance/dpa/M. Gambarini

ألمانيا " قوة عظمى متوسطة "

من جهته يرى روبن نبلت، مدير معهد الابحاث البريطاني "تشاتام هاوس" أن فتح هذا النقاش على الرأي العام مهم جدا، مشيرا أن لدى الألمان بعض الشكوك المرتبطة بالدور الريادي لألمانيا في العالم، وهناك ما يدعو بضرورة إقناع المواطنيين بأنه على ألمانيا أن تتحمل حاليا المزيد من المسؤوليات. وأما بالنسبة للبريطانيين، فإنهم يعتبرون أن النفوذ الألماني قد نما في السنوات الأخيرة بشكل واضح، مشددا على أن ألمانيا لم تعد قوة من الدرجة المتوسطة فقط ، بل " قوة متوسطة عظمى"، على حد تعبيره.

وأما فولكر بيرتيس، مدير المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية (SWP) فيعتبر أن ألمانيا أصبحت " قوة تنظيمية" ويقول، " يجب أن تفهم ألمانيا أنها "قوة وسطى ذات مسؤولية"، تقوم بالحفاظ على النظام الأوروبي والعالمي من خلال التعاون مع أطراف أخرى." وبالنظر لعولمة العالم فإن ألمانيا صغيرة جدا، وهي في حاجة إلى التعاون مع العديد من الأطراف." في نفس الوقت يعتبر الخبير بيرتس أن دور ألمانيا مهم جدا للمساهمة في مواجهة المخاطر الدولية، مشيرا إلى أن السياسيين الألمان ينطلقون من أنه لا يمكن غض النظر عما يحدث في العالم من تطورات وأحداث خطيرة.

ما هي المهمات المناطة للجيش الألماني مستقبلا؟صورة من: picture-alliance/dpa/Bundeswehr

وفي هذا الصدد تقول وزيرة الدفاع الاتحادية فون دير ليين "يجب علينا أن لا نكون أكبر مما نحن، دون أن نقلل من أنفسها". وتضيف فون دير ليين:" نحن مستعدون لتحمل المزيد من المسؤولية، نعم، ولكن هذا لا يعني تطبيق ما يتم إملاؤه علينا بشكل حرفي". هذا ولم تستبعد الوزيرة الألمانية مبدئيا مشاركة الجيش الالماني في مهام قتالية في المستقبل، ولكن في وقت الأزمات والصراعات يجب القيام بالتحقيق بشكل جيد قبل اتخاذ أي قرار.

أهمية التحالفات الدولية

بصفة عامة، من المنتظر أن يضم "الكتاب الأبيض" أربعة موضوعات رئيسية. وبغض النظر عن وجهات النظر السياسة والأمنية والدفاعية، والمهام المستقبليةالمتوقعة للجيش الألماني، فسيركز الكتاب الأبيض على الشراكات والتحالفات الدفاعية. كما سيتناول الحديث عن الفرص والاحتياجات والقيود المرتبطة بالاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، ومنظمة الأمن والتعاون والأمم المتحدة " وفي تعليقها على ذلك تنطلق فون دير ليين أن تشابك أدوات السياسية الفاعية الألمانية في السنوات المقبلة سيؤثر على تشابك التحالفات الدولية والمنظمات العالمية، ما قد يتجاوز هياكل السياسة الدفاعية التقليدية القائمة."

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW