الكتاب الورقي في عصر الإنترنت ـ مكتبة إبراهيم بالرباط نموذجا
٢٤ يونيو ٢٠٢٣
من يتجول في عاصمة المغرب الرباط باهتمام بإمكانه اكتشاف تلك المحلات الصغيرة لبيع الكتب التي قلما يمكن التعرف عليها من الخارج، لكنها تعتبر من الداخل جنة حقيقية للشغوفين بالكتب الورقية حتى في عصر الإنترنت.
إعلان
كتب وكتب وكتب على مرمى العين. وعلى اليمين واليسار من مدخل محل الكتب تتراكم في شكل برجين لا تدع المجال إلا لشخص واحد من أجل المرور إلى الداخل. والمحل يشبه شقة صغيرة وارتفاعه يصل إلى ثلاثة أمتار وهو مليئ عن آخره بالكتب على الأرض وعلى الجدران وفي وسط المحل. إنها مملكة بائع الكتب إبراهيم الذي يعمل هنا منذ أكثر من 30 عاما ويعرف جميع الكتب التي يعرضها هنا للبيع، ويقول " غالبيتها أعرف عنوانها ومؤلفها وأستخرج الكتاب المنشود، وأعرف أين يوجد. وكل هذا بدون إنترنيت ولا حاسوب ـ أحتفظ بكل الكتب في ذاكرتي".
والوضع داخل المحل يبدو من زمن آخرـ لكن الناس يعرفون أنهم إذا كانوا بحاجة إلى كتاب ما فما عليهم إلا التوجه إلى محل إبراهيم الذي يوجد في شارع رئيسي في حي أغدال بالرباط. والرجل اللطيف يقوم بالبحث عن الكتاب الذي يرغب فيه المشتري. تدخل مجموعة من تلميذات ثانوية ديكارت المجاورة:
"السلام عيلكم، هل لديك كتاب الطاعون لأربيرت كامو؟". الفتيات يبحثن عن مطالعة مدرسية وهي تتمثل في كتاب الطاعون لأبيرت كامو الذي يبلغ سعره 30 درهما. وتقول إحدى التلميذات "أحب القراءة ما عدا إذا كان لدي أشغال أخرى، وأنا أحضر الآن للبكالوريا، لكن عندما يكون كتاب ما مهم فأنا أقرؤه".
والكتب المعروضة في محل إبراهيم تشمل كتبا فرنسية ومغربية، سارتر وبالزاك ومحمد شكري وقواميس، لكن أيضا روايات ألمانية وفرنسية وكتب أطفال ناهيك عن كتب التاريخ والدين مثل نسخ القرآن.
ومن الخارج قلما يمكن التعرف على محل إبراهيم كمكتبة حيث تتراكم الكتب وربما يسعى إبراهيم لتغيير هذا الوضع؛ "الناس يعرفون أنني موجود هنا منذ 30 سنة، وربما أغير شيئا ما، لكن لا أعرف ما الذي سأفعله بكل هذه الكتب".
ولا يقلق إبراهيم من مواجهة منافسة محتملة من الإنترنيت أو الكتب الالكترونية وهو مقتنع بأنه سيوجد دوما أشخاصا يفضلون قراءة الكتب الورقية مباشرة عوض تصفحها على الحاسوب، وهو يحب القراءة قبل النوم أو على الكرسي أمام محله. وإلى حد الآن بإمكانه ضمان قوته اليومي من هذه الحرفة، يقول " نعم لدي عائلة من 3 أطفال والوضع جيد لحسن الحظ، نحن لا نقفز بعيدا، لكننا نعيش مثل الآخرين". وفي الختام يكشف إبراهيم النقاب عن غرفة ثانية مليئة هي الأخرى بالكتب لا يُعرف عددها.
أنه باير ((ARD الرباط)/م.م/ع.ج.م
عودة جديدة لأكبر معرض كتاب في العالم
يعود معرض الكتاب الدولي للكتاب في فرانكفورت بعد غياب بسبب جائحة كورونا، ولكن ضمن قواعد محددة. ويأمل الزوار أن تكون هناك فرصة جديدة للقاء كتابهم المفضلين.
صورة من: picture-alliance/R. Koll
من جديد
افتتح أكبر معرض للكتاب في العالم مرة أخرى في مدينة فرانكفورت الألمانية، بعد أن اقتصر عام 2020 على وجوده افتراضياً بسبب جائحة كورونا. وكان قد توافد عليه أكثر من 300 ألف زائر عام 2019، وشاركت فيه 7450 منصة عرض من 104 بلدان.
صورة من: Arne Dedert/dpa/picture-alliance
إجراءات وقاية
يستقبل المعرض هذا العام 25 ألف زائر يومياً، ويمكن شراء التذاكر عبر الإنترنت فقط؛ من أجل تتبع المخالطين، مع ضرورة الحصول على تطعيم واختبار سلبي وارتداء الكمامات. وتم تقليل أعداد المشاركين لتسمح القاعة بتطبيق قواعد التباعد الاجتماعي بشكل مناسب. كما سيكون المعرض هجيناً ما بين أرض الواقع والعالم الرقمي، إذ ستتم القراءات عبر الفيديو بشكل رقمي وأخرى من داخل المعرض.
صورة من: Jens Kalaene/dpa-Zentralbild/picture-alliance
ضيفة الشرف
من المتوقع أن تشارك هذا العام 60 دولة، من بينها ضيفة الشرف كندا، التي حصلت على الدعوة عام 2019، وتسلمتها بالنيابة عن الدولة الكاتبة الكندية المعروفة مارغريت آتوود، صاحبة رواية "حكاية خادمة". ويأمل زوار المعرض أن تزور آتوود المعرض مرة أخرى هذا العام.
صورة من: Michael Debets/Pacific Press/picture alliance
بداية جديدة في فرانكفورت
مر 72 عاماً على أول معرض للكتاب في فرانكفورت، إذ منحت كراسي قابلة للطي ورفوف مصفوفة مؤقتة من الكتب الزوار في سبتمبر 1949 نظرة عن سوق الكتاب في ألمانيا. التطلع نحو ثقافة وأدب من بلدان أخرى غير خاضعة للرقابة كان كبيراً. والتقسيم بين الشرق والغرب أدى إلى تأسيس معرض للكتاب في فرانكفورت (ألمانيا الغربية) وآخر في لايبزيغ (ألمانيا الشرقية).
صورة من: picture-alliance/R. Koll
التعطش للأدب
بعد قيام جمهورية ألمانيا الاتحادية بفترة وجيزة، تم تنظيم معرض الكتاب في فرانكفورت من قبل نادي الكتاب وتجار كتب ملتزمين. ومن الثامن عشر إلى الثالث والعشرين من سبتمبر/ أيلول عام 1949، كان بإمكان ناشرين وبائعي الكتب وكتاب ومهتمين مشاهدة ما يعرضه 205 عارضاً وتكوين شبكة اتصالات. قدم 14 ألف زائر إلى كنيسة باولوس بفرانكفورت، حيث تم عرض 8500 كتاب.
صورة من: picture-alliance/dpa/frm
الانتقال إلى أروقة المعرض الكبرى
توسعت مساحة معرض الكتاب بشكل كبير، بحيث كانت دور نشر أكثر من الخارج ترغب في عرض كتبها. في عام 1951 تم الانتقال إلى أروقة المعرض الكبرى. هذا واستفادت تجارة الكتب في ألمانيا من منح جائزة السلام لدور النشر الألمانية التي تجتذب جمهوراً دولياً. وفي عام 1953 وللمرة الأولى، كان عدد دور النشر الأجنبية أكثر من دور النشر الألمانية في المعرض.
صورة من: picture-alliance/dpa/R. Koll
حمى كرة القدم
الغرض من تأسيس معرض فرانكفورت للكتاب كان سياسياً بامتياز، إذ كان الهدف هو تقديم ألمانيا الجديدة بعد الحقبة النازية، وهجرة الكثير من الناشرين والكتاب إلى الخارج، كأمة محبة للقافة أمام العالم. وبعد فوز المنتخب الألماني بكأس العالم لكرة القدم عام 1954، اجتاحت حمى كرة القدم المعرض أيضاً. في الصورة موظفو دار نشر "بوردا" يرتدون ملابس رياضية.
صورة من: picture-alliance/dpa/R. Koll
موعد الخريف التقليدي
تحول موعد المعرض في أكتوبر/ تشرين الأول بسرعة في فرانكفورت إلى تقليد. أما معرض الكتاب في لايبزيغ فكان في المقابل يبدأ في الربيع حتى يتمكن الناشرون وتجار الكتب ورجال الأدب وكذلك الكتاب من الالتقاء في كلا الموعدين. كثير من المهاجرين ـ ناشرين وأدباء ـ وطئت أقدامهم ألمانيا مجدداً لحضور معرض الكتاب. في عام 1957 عرضت 1300 من دور النشر إصداراتها الجديدة.
صورة من: picture-alliance/dpa/R. Koll
مركز تجارة التراخيص
الإصدارات الجديدة لدور النشر الألمانية كانت أيضاً مرآة لجمهورية ألمانيا الفتية. فمعرض فرانكفورت لم يكن مكاناً لعرض الأدب الرفيع والكتب المصورة القيمة فقط، بل ابتداءً من منتصف الستينيات، أضيفت إليه كتب نصائح شعبية وكتب جيب رخيصة. آنذاك تحولت فرانكفورت إلى مركز حيوي للتراخيص الدولية والكتاب إلى بضاعة.
صورة من: picture-alliance/dpa/R. Koll
ثوار الأدب
سنوات الاحتجاجات الطلابية في جمهورية ألمانيا الاتحادية تركت أيضاً بصماتها على معرض الكتاب. ففي عام 1968 دخل المعرض في فرانكفورت سجل التاريخ "كمعرض الشرطة". فقد أغلق عناصر الشرطة مدخل المعرض، حيث عبر متظاهرون عن غضبهم من منح جائزة السلام للرئيس السنغالي سنغور. وحتى الاحتجاجات ضد دور النشر اليمينية أربكت حركة المعرض.
صورة من: picture-alliance/dpa/H. Heuse
فضائح الأدب
في كل مرة، تسببت فضائح حول إصدارات كتب مثيرة سياسياً صدى إعلامياً واسعاً، كما حصل في 1989 مع "آيات شيطانية" للكاتب البريطاني الهندي سلمان رشدي. وحتى حظر القصة الغرامية Esra لماكسيم بيلر، الذي استولى بعد مفاوضات شاقة على محبوبته السابقة، أوقدت حتى 2008 الخواطر.
صورة من: picture-alliance/dpa/W. Eilmes
الفائز بجائزة نوبل للأدب بيتر هاندكه
وحتى كتب بيتر هاندكه، الفائز بجائزة نوبل للأدب 2019 ستثير بالتأكيد نقاشات خلافية هذا العام في المعرض. وقد حقق الاختراق الأول في 1966 بقطعته المسرحية "شتم الجمهور" التي يتعرض فيها الممثلون بالشتم في وجه الجمهور. كما أن موقفه المساند للصرب في حرب البلقان وكتابه " إنصاف صربيا" يثيران الجدل.
صورة من: Imago/Agencia EFE/C. Cabrera
محور البلدان المضيفة
بواسطة "محور البلدان"، الذي يعتني بالبلد المضيف، يمنح المعرض لبلدان منتقاة منذ 1988 فرصة تقديم عطائها الأدبي. إيطاليا كانت البلد المضيف الأول.
صورة من: picture-alliance/dpa/F. Rumpenhorst
تنوع الكتب للجميع
نموذج معرض فرانكفورت للكتاب بمنح البلدان المضيفة المجال وتحويل الاهتمام العام إلى أدبها الوطني أصبح تقليداً في العالم. فتجارة حقوق الترجمة هي اليوم مكون محوري في معرض الكتاب. أكثر من 390 ألف كتاب وكتب مسموعة وأخرى إلكترونية ومنتجات رقمية يتم عرضها في فرانكفورت. إعداد: هايكه موند وغابي رويشر/ م.أ.م