الكتل البرلمانية تتوحد ضد مرشح "البديل" بسبب معاداته للإسلام
٢٤ أكتوبر ٢٠١٧
فشل السياسي الألماني المعادي للإسلام ألبرشت غلاسر في نيل منصب نائب رئيس البرلمان. الكتل الأساسية توحدت ضد غلاسر بسبب عدم اعترافه بالإسلام كدين، ما يعني عدم الاعتراف بحرية التدين التي ينص عليها الدستور الألماني.
إعلان
رفض أعضاء البرلمان الألماني الجديد "بوندستاغ" التصويت لصالح مرشح حزب البديل من أجل ألمانيا، اليميني الشعبوي، لشغل منصب نائب رئيس البرلمان ألبرشت غلاسر. ولم يصوت في الجولة الأولى، في الجلسة التأسيسية للبرلمان سوى 115 نائبا لغلاسر وفي الجولة الثانية 123 برلمانيا، ما يعني عدم حصول غلاسر، البالغ من العمر 77 عاما الغالبية المطلقة من بين 709 صوت، وهي 355 صوتا.
وحتى في الجولة الثالثة من التصويت لم ينجح غلاسر في نيل غالبية الأصوات، وبالتالي يبقى مقعد حزب البديل من أجل ألمانيا في الرئاسة البرلمانية المكونة من سبعة أعضاء يمثلون جميع الكتل البرلمانية شاغرا.وبما أن حزب البديل من أجل ألمانيا ممثل بـ 92 برلمانيا، فإن غلاسر حصل على أصوات برلمانيين من أحزاب أخرى. وتُوجه انتقادات لغلاسر لرفضه عدم الاعتراف بالإسلام كدين ما يعني حرمان المسلمين في ألمانيا من حقهم الأساسي في حرية التدين.
وكانت عدة أحزاب ألمانية منها الاشتراكي الديمقراطي وحزب الخضر واليسار والديمقراطي الحر (الليبرالي) قد أعلنت بعد الانتخابات مباشرة بأنها لن تصوت لصالح غلاسر المعادي للإسلام، معتبرين أن موقفه يتعارض مع مبدأ حرية المعتقد الديني التي ينص عليها الدستور الألماني.
ويشار إلى أن كل كتلة برلمانية لها الحق في أن يكون أحد أعضائها نائبا لرئيس البرلمان، لكن بعد أن يترشح للمنصب وأن يحظى بأغلبية في عملية التصويت التي تجرى لهذا الغرض. بيد أن رئيس الكتلة البرلمانية للحزب اليميني الشعبوي المعادي للمهاجرين والإسلام ألكسندر غاولاند يعتبر موقف غلاسر متجانسا مع مواقف الحزب بهذا الشأن.
والمعروف أن ألبرشت غلاسر لا يعترف بالإسلام كدين ويرفض رفضا قاطعا منح المسلمين حق ممارسة شعائرهم الدينية المضمونة دستوريا. وسبق لأعضاء البرلمان الألماني أن صوتوا اليوم الثلاثاء لصالح وزير المالية المنتهية ولايته فولفغانغ شويبله كرئيس جديد للبرلمان الألماني.
م.أ.م/ أ.ح (رويترز، أف ب)
مظاهر متعددة للتطرف في شرق ألمانيا
رغم أن اليمين المتطرف ظاهرة لا تقتصر على بلد معين، إلا أن الحكومة الألمانية أعربت مؤخرا عن قلقها من تنامي كراهية الأجانب ومعاداة الإسلام في الولايات الألمانية الشرقية. جولة مصورة في مظاهر التطرف اليميني بشرق ألمانيا.
صورة من: Getty Images/AFP/R. Michael
أعربت الحكومة الألمانية عن قلقها إزاء تنامي كراهية الأجانب والتشدد اليميني في شرق ألمانيا، محذرة من أنهما يشكلان تهديدا على السلم الاجتماعي وينفر المستثمرين الأجانب. الإحصائيات الأخيرة تؤكد هذه المخاوف: ففي عام 2014 مثلا سجل 47 من الاعتداءات ذات الدوافع العنصرية في شرقي ألمانيا، على الرغم من عدد السكان فيها لا يشكل سوى 17 بالمائة من إجمالي سكان البلاد.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Balk
فمثلا، على الرغم من أن نشاط النازيين الجدد لا يقتصر على ألمانيا فحسب، بل سجل في عدد مناطق من العالم على غرار أمريكا والنرويج، إلا أن حزبهم "حزب ألمانيا القومي الديمقراطي" لم ينجح حتى الآن في الدخول إلى البرلمانات المحلية والمجالس المحلية إلا في شرقي ألمانيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/F. Bimmer
شكلت مدينة دريسدن، بولاية سكسونيا شرقي ألمانيا، مهد ومعقل حركة "أوروبيون وطنيون ضد أسلمة الغرب" (بيغيدا) التي تتظاهر منذ أكتوبر/ تشرين الأول من عام 2014 ضد الإسلام والمسلمين وتواجد الأجانب في ألمانيا. وقد بلغت هذه الاحتجاجات ذروتها مع تدفق سيل اللاجئين، وأغلبيتهم من سوريا، على ألمانيا العام الماضي.
صورة من: picture-alliance/dpa/J. Stratenschulte
خلال احتجاجاتهم الليلية التي تنظمها حركة "أوروبيون وطنيون ضد أسلمة الغرب" (بيغيدا) لم يتوان اليمينيون المتطرفون عن التعبير عن رفضهم لقدوم اللاجئين إلى ألمانيا. في إحدى المظاهرات حمل أحدهم لافتة تصور أناسا في قطار – وذلك في إشارة إلى أن أغلبية اللاجئين قدموا إلى ألمانيا في القطارات انطلاقا من المجر والنمسا – وقد كتب عليها بالإنجليزية: "اللاجئون غير مرحب بهم، عودوا بعائلاتكم إلى أوطانكم".
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Schutt
اليمين المتطرف يرفضو أيضا التعددية الثقافية في إشارة إلى المهاجرين، الذين يعيشون في ألمانيا منذ عقود، ويعتبرونها دخيلة على الثقافة الألمانية. في الصورة أحد المتظاهرين في احتجاجات نظمتها حركة بيغيدا في مدينة دريسدن وهو يحمل لافتة كتب عليها "يجب وقف التعددية الثقافية. وطني (يجب) أن يبقى ألمانيّا".
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Burgi
كثيرا ما شهدت مدن شرق ألمانيا احتجاجات متكررة ضد اللاجئين وتنديدات بالمستشارة ميركل التي يتهمونها بفتح الأبواب على مصراعيها أمام "من هب ودب" دون أن تعير اهتماما لمخاوفهم ومشاكلهم. وفي الواقع، فقد شهد حزب المستشارة، الحزب الديمقراطي المسيحي، تراجعا في الانتخابات البرلمانية المحلية لعدد من الولايات الألمانية، وليس في شرق ألمانيا فقط.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/J. Meyer
إضرام الحرائق في مآوي اللاجئين أو في البنايات المخصصة لإيواء اللاجئين أحداث - وإن لم تقتصر على ولايات شرق ألمانيا - تحسب على اليمين المتطرف وعلى كارهي الأجانب بصفة عامة واللاجئين بصفة خاصة. الصورة تظهر بناية خصصت لإيواء اللاجئين في بلدة باوتسن وهي تحترق. كما أظهرت التحقيقات فيما بعد أن الحريق كان بفعل إجرامي.
صورة من: picture-alliance/dpa/R. Löb
بعدما سمع اليمنيون المتطرفيو أن طائفة الأحمدية تريد أن تبني مسجدا بمنطقة نائية في إيرفورت بولاية تورينغن، شرقي ألمانيا، حتى سارعوا للاحتجاج رغم أن الأمر لم يتعد طور التخطيط. ورغم أن هذا المسجد الذي لايزال مجرد حبر على ورق هو الأول من نوعه في الولاية بأسرها والثالث في شرقي ألمانيا (باسثناء برلين)، إلا أن حزب "البديل من أجل ألمانيا" الشعبوي يرى فيه مشروعا بعيد المدى لأسلمة ألمانيا.
صورة من: Getty Images/AFP/R. Michael
الاحتجاج على بناء المساجد من قبل البعض في ألمانيا ليس بالأمر الجديد. بيد أن البعض استخدم وسائل أخرى للتعبير عن احتجاجه: ففي عام 2013 ومع انطلاق أشغال بناء أول مسجد في مدينة لايبتسغ وثاني مسجد على الإطلاق في شرق ألمانيا (باستثناء برلين) قام مجهولون بوضع رؤوس خنازير دامية على أرضية المبنى. حادث مماثل تكرر بعدها بثلاث سنوات عندما وضع مجهولون خنزيرا صغيرا ميتا أمام مسجد في المدينة ذاتها.
صورة من: picture-alliance/dpa
لأكثر من 10 سنوات ويمنيون متطرفون، ينشطون في إطار ما يسمي بالخلية النازية السرية انطلاقا من مدينة تسفيكاو بشرق ألمانيا، يقتلون أناسا في مختلف أنحاء ألمانيا. والمتهمون هم أوفه موندلوز، أوفه بونهارت (في الصورة – في الوسط) وبيآته تشيبه. ضحاياهم: ثمانية أتراك ويوناني وشرطية. دافعهم في ذلك هو كراهيتهم للأجانب. وإلى حدود عام 2011 كان الرأي العام يجهل هوية هؤلاء وأن القتلة هم من اليمينيين المتطرفين.