1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الكتّاب الجدد وبداية مسيرة الألف ميل

١٥ يوليو ٢٠١٢

آلاف من الاقتراحات ومخطوطات الروايات تصل كل عام إلى دور النشر الألمانية، لكن لا ينشر سوى جزء ضيئل منها. وعدا عن أن الكتابة تحتاج موهبة وثقافة عالية، يبقى اقتحام عالم الكتابة والشهرة صعباً ويتطلب جهداً كبيراً وصبراً.

Buchregal im Buchladen mit Buch "Mama Cool". Copyright: DW/Janine Albreht 26.6.2012, Hamburg
Debutautoren und Verlage Wiebke Buschصورة من: DW

يستغرق تأليف أي كتاب وقتاً طويلاً، ورغم ذلك يرغب كثير من الناس في أن يكونوا كتاباً وكثير منهم يحلم بأن يكون من عداد المشهورين أيضاً. مثال على ذلك الألمانية فيبكه بوش التي نشرت مؤخراً كتابها الأول. حلمت ربة البيت، التي تعمل ككاتبة للإعلانات، طويلاً بنشر كتابها الأول، وقد حققت حلمها أخيراً، وها هي تحمل كتابها بيدها مبتسمة وعيناها تشعان فخراً بما توصلت إليه. فقد حققت ما يحلم به العديد من الناس. والجدير بالذكر أن قرابة 98 % من المخطوطات ترفص أو تحول إلى لائحة الإنتظار. فقط 2 % منها تصل إلى قائمة المطبوعات في ألمانيا وخاصة أن بعضها يكون مدعوما مادياً من الكاتب أو من جهة ما. وحسب قول ماركوس نيكيله مدير البرامج في دار هاينه لكتاب الجيب الذي تتبع مجموعة راندوم العالمية للطباعة والنشر: "أكثر من مئة مخطوط واقتراح يصل إلى دار النشر شهرياً." ويضيف: "بعد الموافقة على استقبال المقترحات عن طريق الايميل ارتفع عدد المخطوطات المقترحة بشكل غير منتظر." وتقول دار روفولت في مدينة هامبورغ يصل سنوياً أكثر من ثلاثة آلاف مخطوط فقط إلى قسم الأداب. ولكن في السنوات الخمس عشرة الماضية لم يتم نشر سوى جزء ضئل منها

الكاتبة فيبكه بوشصورة من: DW

دور النشر تظلم الكتاب الجدد
بسبب المقترحات الكثيرة التي تصل سنوياً إلى دور النشر قد لا يؤخد أحدها بعين الإعتبار أو يرفض دون ذكر السبب. وخاصة الكتاب الجدد الذين يتلقون صدمة وتحبط آمالهم في أن يصبحوا كتاباً. فيبكه بوش لا تصدق عينيها عندما رأت لأول مرة كتابها بين يديها. إذ أن مخطوط كتابها رفض أكثر من مرة، آخرها من مجموعة روندوم. لكن وكما تقول: "لم يكن وقتها الذي قضته في كتابة روايتها غير مجدٍ، لقد استغلت كل دقيقة بعد عملها من أجل كتابة روايتها التي تعتبر نوعاً من سيرة ذاتية. وحسب قول إمره توروك رئيس اتحاد الكتاب في ألمانيا: "لا تأخذ دور النشر كل المخطوطات والإقتراحات بعين الإعتبار." ويضيف: " خاصة الدور الكبيرة منها، حيث كثير من النصوص الجيدة لم يتم اكتشافها بسبب اهمالها." وهو يعتقد أن دور النشر الصغيرة أكثر استعداداً في اعطاء الكتاب الجدد وخاصة الشباب منهم فرصة لأن يكونوا كتاباً ناجحين. ولكن ماركوس نيكيله له رأي آخر، إذ يقول أنه لا يستطيع تأكيد ذلك، ويضيف: "في الحقيقة تحاول دور النشر بشكل عام أخذ النصوص الجيدة بعين الإعتبار وخاصة النص الذي يكون تسويقه أفضل من غيره بغض النظر عن شهرة كاتبه أو عمره." وهذا ما أكده بعض من زملائه من دور نشر ألمانية أخرى. وحسب أندريا مولر مديرة البرامج في مجموعة درومر كناور للطباعة والنشر، فإن المجموعة تحاول أن تدرج قائمة كتابها "مزيجاً من كتاب معروفين ومتمرسين وكتاب جدد وخاصة أصحاب النصوص الجديدة والمثيرة".

 

المحررة انيكا كونصورة من: Nico Klein-Allermann

تجاوب الناشر
في الآونة الأخيرة كان هناك تراجع ملحوظ في تسويق الكتاب في ألمانيا، فكثير من الكتاب يشكون من ذلك، حتى المعروفين منهم. وبهذا الخصوص تقول اندريا مولر: "تشير الإحصائيات إلى أن كتاباً كثيرين لم يححققوا مبيعات كما كنا ننتظر." وتضيف بأن بعض الكتاب الذين كانت كتبهم تتصدر قائمة المبيعات لم يحفظوا على مستوى التسويق نفسه "وهذا ما يلحق ضررا كبيراً بالناشر وبالتالي تنعكس هذه الأضرار على الكاتب بشكل عام. وقد أصبح تسويق الكتب يتطلب جهوداً كبيرة". وتذكّر مولر بأن صناعة الكتاب هي تجارة أيضاً وقد "يخسر الناشر عدا عن أجور الطباعة كل ما استثمره في مجال الإعلان والتسويق، وهذا ما يجعل الاستثمار في الكتّاب وخاصة الجدد منهم ذا خسارة محتملة". وبهذا الصدد  يقول توروك: "بدأ الناشرون بوضع لائحة الكتب التي سوف ينشرونها فبل سنة أو سنتين." ويتابع: "هذا ما جعل الفرصة لأن يكون عدد الكتّاب الجدد ضئيلاً جداً، ولذلك بدأ كثير من هؤلاء بالتوجه إلى نشر كتبهم على نفقتهم الخاصة". وقد نشر كثير من الكتاب الجدد كتبهم عبر الإنترنت وخاصة بعدما أصبح المجال مفتوحاً أمامهم في نشر ما يسمى بالكتاب الإلكتروني.

طريق النجاح لأن تكون كاتباً طويلة وشاقةصورة من: Universum Bremen


الحظ يلعب دوراً مهماً
كان الحظ حليفها عندما قدمت فيبكه بوش نصها إلى دار شفارتس كوبف في برلين. وفي هذا السياق تقول أنيكا كون المحررة في الدار: "لقد كنا نخطط لنشر سلسلة كاملة من كتب تحكي عن الموضوع نفسه الذي تناولته فيبكه في كتابها".

إن الصدفة لعبت دوراً مهماً. فيبكه كتبت روايتها مستخدمة فيها السيرة الذاتية، حيث تكلمت عن تجربتها في طريقها إلى أن تصبح أماً. وتضيف كون: "وبالطبع هذا ما يجعل الكاتب صادقاً وخاصة عندما يحول سيرته الذاتية وتجاربه إلى كتاب في متناول الجميع".

جانين ألبريشت / فؤاد آل عواد

مراجعة: عارف جابو

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW