"الكرة في ملعب روسيا وحدها".. ميرتس يدعم موقف أوكرانيا
عارف جابو أ ف ب، رويترز، د ب أ
١٣ مايو ٢٠٢٥
أكدت برلين دعمها لأوكرانيا بشأن المفاوضات المباشرة المحتملة مع روسيا حتى بدون التوصل لوقف شامل لإطلاق النار، فيما دعا الرئيس الأوكراني نظيره الأمريكي إلى الضغط على الرئيس الروسي للمشاركة في محادثات إسطنبول.
المستشار الألماني فريدريش ميرتس يعرب عن دعمه للرئيس الأوكراني في المفاوضات حتى بدون التوصل إلى وقف شامل لإطلاق النارصورة من: Anna Pshemyska
إعلان
أعرب المستشار الألماني فريدريش ميرتس عن دعمه للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في حال قرر الدخول في مفاوضات محتملة مع روسيا، حتى وإن جاءت قبل التوصل إلى وقف شامل لإطلاق النار.
وقال ميرتس خلال مؤتمر صحفي في برلين مع رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس، اليوم الثلاثاء (13 مايو/ أيار 2025) إن الأمر متروك الآن للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، "ليقبل من جانبه عرض التفاوض هذا، ويوافق على وقف لإطلاق النار"، وأردف: "الكرة الآن في ملعب روسيا وحدها".
وفي ما يتعلق بالعقوبات الجديدة التي يهدد الاتحاد الأوروبي بفرضها على روسيا، قال ميرتس إنه في حال لم يتم إحراز تقدم حقيقي خلال هذا الأسبوع، "فسندفع معا، على المستوى الأوروبي، باتجاه تشديد ملموس للعقوبات".
وكان ميرتس، إلى جانب رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس الوزراء البولندي دونالد توسك، قد وجهوا يوم السبت الماضي مع الرئيس زيلينسكي مطالبة حاسمة إلى روسيا بوقف إطلاق النار لمدة 30 يوما تبدأ من أمس الاثنين. ورد بوتين على هذه المطالبة بعرض مضاد لإجراء محادثات سلام مباشرة بعد غد الخميس في تركيا.
وقال ميرتس: "يجب أن أخبركم بصراحة بأنني معجب بشجاعة فولوديمير زيلينسكي على اتخاذه هذه الخطوة رغم الظروف الصعبة للغاية". وأضاف "لكن هذا يظهر أيضا مدى الجدية وفي نفس الوقت روح الاستعداد للتوصل إلى تسوية، التي يتحلى بها، إذ يبذل كل ما بوسعه الآن لاقتناص فرصة من أجل وقف إطلاق النار، تليه مفاوضات سلام في أوكرانيا".
مفاوضات سلام أوكرانية روسية مباشرة في إسطنبول
02:48
This browser does not support the video element.
زيلينسكي يحض ترامب على تأمين اللقاء مع بوتين
من جانبه حثّ الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي نظيره الأمريكي دونالد ترامب على المساعدة في تأمين لقاء مع فلاديمير بوتين في تركيا الخميس، متهما الرئيس الروسي بالافتقار إلى الجدية في التفاوض لإنهاء الحرب. وقال زيلينسكي للصحافيين في كييف إن على الغرب الرد بعقوبات واسعة إذا تغيّب بوتين عن الاجتماع، مؤكدا أنه سيبذل "كل ما في وسعه" لعقد اللقاء وضمان وقف إطلاق النار.
ورفض الكرملين الإفصاح عما إذا كان بوتين سيزور تركيا، بعدما اقترح بنفسه إجراء محادثات روسية-أوكرانية في خطاب ألقاه في الكرملين نهاية الأسبوع الفائت.
وقد رفض المتحدث باسم بوتين مجددا الثلاثاء الكشف عن الشخصية التي سترأس وفد روسيا إلى اسطنبول. وقال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحافيين إن "الجانب الروسي يواصل التحضير للمحادثات المقرر إجراؤها الخميس. هذا كل ما نستطيع قوله في هذه المرحلة. لا نعتزم الإدلاء بمزيد من التصريحات في هذا الوقت".
وعندما سُئل عما إذا كان بإمكانه تسمية فريق التفاوض الروسي، أجاب بيسكوف: "لا... سنعلن عنه حالما يرى الرئيس ذلك ضروريا".
وتحدث بوتين لساعات في منتدى أعمال بعد ظهر الثلاثاء، لكنه لم يُدلِ بأي تصريح بشأن المحادثات في تركيا.
إعلان
وزير الخارجية الأمريكي سيحضر محادثات اسطنبول
في حين أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اليوم الثلاثاء أن وزير خارجيته ماركو روبيو سيشارك في المحادثات حول أوكرانيا هذا الأسبوع في تركيا، معربا عن تفاؤله حيال تحقيق تقدم. وقال ترامب في خطاب ألقاه في الرياض "تُعقد محادثات في تركيا في وقت لاحق من هذا الأسبوع، ربما الخميس، وقد تسفر عن نتائج جيدة جدا"، مضيفا "ماركو (روبيو) سيذهب إلى هناك".
كما نقلت رويترز عن ثلاثة مصادر مطلعة اليوم الثلاثاء بأن ستيف ويتكوف وكيث كيلوج، مبعوثي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، سيتوجهان إلى إسطنبول لحضور محادثات من المحتمل أن تُعقد يوم الخميس بشأن كيفية إنهاء الحرب الروسية في أوكرانيا.
تحرير: عماد غانم
حرب أوكرانيا ـ 3 سنوات من الدمار والقتل والتشريد.. والنتيجة؟
مرّت ثلاث سنوات منذ شنّت روسيا هجومها الشامل على أوكرانيا، مما أسفر عن مقتل الآلاف وتشريد ملايين الأشخاص، بالإضافة إلى دمار واسع النطاق. واليوم، يساور الأوكرانيين القلق بشأن كيفية نهاية هذه الحرب.
صورة من: Serhii Chuzavkov/Avalon/Photoshot/picture alliance
تهديد متزايد
في أواخر 2021، أظهرت صور الأقمار الصناعية تجمع القوات الروسية والأسلحة الثقيلة بالقرب من بلدة يلنيا على حدود بيلاروسيا. وفي 11 نوفمبر من نفس العام، حذر وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكين، الرئيس الروسي بوتن من غزو أوكرانيا. لكن رغم هذا التحذير، قرر بوتن في 24 فبراير 2022 شن غزو واسع النطاق لأوكرانيا
صورة من: Maxar Technologies/AFP
بداية الحربـ هجوم شامل
في 24 فبراير، سقطت صواريخ على عدد من المدن الأوكرانية، مثل كييف وأوديسا وخاركوف. في كييف، أُضرمت النيران في مبنى عسكري أثناء الهجمات. وبدأت الحرب التي أصرت موسكو على تسميتها "عملية خاصة"
صورة من: Efrem Lukatsky/AP Photo/picture alliance
العنف في بوتشا
في غضون أسابيع، تمكّن الأوكرانيون من طرد القوات الروسية من المدن الشمالية. وبعد ذلك، ظهرت جرائم الحرب إلى العلن، وانتشرت صور لمدنيين تعرضوا للتعذيب والقتل في بوتشا، قرب كييف. وأعلنت السلطات أن أكثر من 1100 مدني قُتلوا في المنطقة. وأظهرت تحقيقات استقضائية أن العنف كان ممنهجا ومخططاً.
صورة من: Serhii Nuzhnenko/AP Photo/picture alliance
الحياة وسط الدمار
وفقًا لموسكو، كان من المفترض أن تستمر "العملية الخاصة" في أوكرانيا لمدة ثلاثة أيام فقط. لكن بعد ثلاث سنوات، لا تزال الحرب مستمرة. وتشير أحدث التقارير الصادرة عن معهد دراسات الحرب إلى أن روسيا تسيطر حاليًا على حوالي 20% من الأراضي الأوكرانية، معظمها في الشرق. تم التقاط هذه الصورة في دونيتسك، شرق أوكرانيا، في مايو/أيار 2023.
صورة من: Sofiia Gatilova/REUTERS
ضم مناطق أوكرانية إلى روسيا
في سبتمبر/أيلول 2022، ضمت روسيا أربع مناطق أوكرانية — لوغانسك، ودونيتسك، وزابوروجيا، وخيرسون — بمساحة تقدر بحوالي 90,000 كيلومتر مربع. وبعد عام، إجراء انتخابات في هذه المناطق في تصويت وصف بـ "الانتهاك الصارخ للقانون الدولي". فاز حزب روسيا الموحدة بقيادة بوتين في جميع المناطق بأكثر من 70% من الأصوات.
صورة من: Alexander Ermochenko/REUTERS
فرار الملايين من الحرب
أجبرت الحرب في أوكرانيا الملايين على الفرار، مما أدى إلى موجة هجرة كبيرة لم تشهدها أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية. وفقًا للأمم المتحدة، نزح 3.7 مليون شخص داخل أوكرانيا بسبب القتال. وغادر البلاد أكثر من 6 ملايين شخص أوكرانيا وتوجهوا إلى أوروبا، خاصة إلى بولندا وألمانيا.
صورة من: Filip Singer/EPA-EFE
ماريوبول، مدينة المقاومة الأوكرانية
في عام 2022، استمر حصار روسيا لمدينة ماريوبول الجنوبية لمدة 82 يومًا. تعرضت المدينة لقصف كثيف وتحصن آخر المقاتلين الأوكرانيين في مصنع للصلب. وبعد أن قصفت روسيا مستشفى، انتشرت صورة لامرأة حامل يتم إجلاؤها حول العالم. التقط صحفيون أوكرانيون الصورة، وفازوا لاحقًا بجائزة الأوسكار عن فيلمهم الوثائقي "20 يومًا في ماريوبول".
صورة من: Evgeniy Maloletka/AP/dpa/picture alliance
قصف طريق الاتصال الوحيد بشبه جزيرة القرم.
يُعد جسر القرم، الذي يمتد بطول 19 كيلومترًا (حوالي 12 ميلًا)، الأطول في أوروبا، ويربط جنوب روسيا بشبه جزيرة القرم. في أكتوبر\تشرين الأول 2022، تعرض الجسر لأضرار نتيجة قنبلة زرعها الأوكرانيون، مما جعله قابلاً للاستخدام جزئيًا. وفي يوليو/تموز2023، تعرض الجسر لأضرار أخرى بسبب القوات الأوكرانية.
صورة من: Alyona Popova/TASS/dpa/picture alliance
كارثة بيئية
في 6 يونيو/حزيران 2023، أدى انفجار إلى تدمير سد كاخوفكا وتفريغ نهر دنيبرو. وبينما تبادلت أوكرانيا وروسيا الاتهامات بشأن المسؤولية عن الحادث، كانت روسيا تسيطر على السد في ذلك الوقت. أسفر الفيضان الناتج عن الانفجار عن كارثة بيئية واسعة النطاق، دمرت آلاف المنازل وأدت إلى سقوط مئات القتلى.
صورة من: Libkos/AP Photo/picture alliance
استهداف البنية التحتية للطاقة
استهدفت روسيا بشكل منهجي البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا. بعد عام من الغزو، دُمرت 76% من محطات الطاقة الحرارية، وبحلول سبتمبر/أيلول 2024، ارتفع هذا الرقم إلى 95%. أدى ذلك إلى إضعاف شبكة الكهرباء في أوكرانيا، مما تسبب في انقطاع التيار الكهربائي وتفاقم الوضع الإنساني، خصوصًا خلال فصل الشتاء.
صورة من: Sergey Bobok/AFP
أوكرانيا تهاجم الأراضي الروسية
في أغسطس/آب 2024، شنت القوات المسلحة الأوكرانية هجومًا على الأراضي الروسية لأول مرة. وفي مواجهة مقاومة ضئيلة على الحدود، تمكنت في البداية من السيطرة على نحو 1400 كيلومتر مربع (حوالي 540 ميلاً مربعاً) في منطقة كورسك. لكنها فقدت منذ ذلك الحين ثلثي الأراضي التي كانت قد احتلتها
صورة من: Roman Pilipey/AFP/Getty Images
حرب الدرون
تستخدم كل من روسيا وأوكرانيا الطائرات بدون طيار للاستطلاع والمراقبة، وكذلك لشن هجمات مستهدفة. ويقول الخبراء إن هناك حوالي 100 نوع مختلف من الطائرات بدون طيار قيد الاستخدام في أوكرانيا. وفي مارس/أذار 2024، قالت أوكرانيا إنها قادرة على تصنيع ما يصل إلى 4 ملايين طائرة بدون طيار سنويًا.
صورة من: Serhii Nuzhnenko/Radio Free Europe/Radio Liberty/REUTERS
تدمير هائل
خلفت ثلاث سنوات من الحرب آثارًا عميقة في أوكرانيا. في الشرق والجنوب، تحولت العديد من البلدات والقرى، التي دمرتها الهجمات الروسية، إلى مدن مهجورة. بلدة بوغوروديتشني في منطقة دونيتسك، التي تعرضت لهجوم مكثف من روسيا في يونيو/حزيران 2022، أصبحت الآن شبه خالية.
صورة من: Mykhaylo Palinchak/SOPA Images/ZUMA Press Wire/picture alliance
الحياة بعيدًا عن القتال
رغم استمرار الحرب، لا تقتصر كافة مناطق أوكرانيا على خط المواجهة، حيث تدور المعارك المباشرة. بعيدًا عن هذه المناطق، تستمر الحياة بشكل طبيعي. المحلات والمقاهي والمطاعم تواصل عملها، فيما يستعد السكان لانقطاع التيار الكهربائي بتركيب مولدات كهربائية.
صورة من: YURIY DYACHYSHYN/AFP
مستقبل مجهول للدعم الأمريكا
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تحدث عن رغبته في إنهاء الحرب في أوكرانيا خلال "24 ساعة"، لكنه لم يحقق ذلك بعد. ومع ذلك، تثير علاقته الظاهرة مع روسيا ورغبته في الضغط على أوكرانيا للتنازل عن ثرواتها المعدنية لصالح الولايات المتحدة، بالإضافة إلى تبادل التصريحات القوية مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، القلق في أوكرانيا وبين حلفائها.