الكرص على الهوية
٦ يونيو ٢٠١٣للكهرباء مع العراقيين قصة عجيبة فما أن يحل علينا موسم الصيف إلا و تشد الكهرباء حيازيمها و تشد الرحال ربما للتصيف في إقليم كردستان او في دول أخرى حالها كحال بعض المحظوظين من العراقيين الذين يغادرون العراق الى بلدانهم الأخرى في هذا الموسم ليتخلصوا من الحر و من فقد الكهرباء فتكون هم زيارة و هم تسيارة كما يقال و في هذا الموسم الساخن تقفز ( الكهرباء ) إلى الواجهة و تصبح النجم الأبرز و فاكهة المجالس و حديث المقاهي و طبخة ربات البيوت و حتى الأطفال في الشوارع و تترك الأحاديث عن السياسة و عن البرشة و الريال و عن المعتصمين و المتظاهرين و مفخخات التكفيريين و عن الأوضاع في سوريا و فلسطين المنسية و عن مرسي و (الإخوان المتعاركين ) و ننسى الزيارات و نتلهي (بالبانزينات ) و المولدات و التشغيل الصيفي و جيب المهفة و كالت المبردة و جيب الليف و ودي الليف و غزو جيش البك و مليشيا الحرمس و ( الكرص على الهوية ) فإذا كانت هويتك عراقي فأنت مفضل عندهم و دمك مباح و طعمه حامض حلو ، ترغب به المفخخات و العبوات و سكاكين العهر الطائفي تحت تصفيق التكبير و طنين قنوات السم الطائفي المقيت ، فلماذا هذا التكالب و التقاتل على هذا المخلوق المسمى ( عراقي) الأننا نملك اكبر احتياطي نفطي في العالم ؟
اتحول نفطنا نقمة على رؤوسنا ( عمي اخذوا النفطات و اتركونا نعيش بسلام ) كباقي دول العالم فنحن مفلسين منها أصلا فرغم النفط الذي نملكه فلا كهرباء عندنا و تبقى مشكلتنا الموسمية الكهرباء التي ارتبط تواجدها عكسياً و ليس طردياً مع كل تصريح لأحد المسؤولين عن هذا الملف فما أن ينطق السيد وزير الكهرباء و يزف لنا البشرى بأن الكهرباء ستتحسن في الشهر القادم او في الموسم القادم أو في القرن القادم حتى ( تخرط ) الكهرباء و (تبيع ثكل ) علينا و بعد ما تنشاف و لا تتراوى و لا تتحاجا و تصير هي و لا غيرها خاصة مع الارتفاع المباغت لدرجات الحرارة الذي يشوي الأجساد و يسلقها و تنزع حتى جلودنا من شدة الحر التي لا توجد مثلها حرارة في كل العالم و كان جهنم استعرت تحت العراق و لم يكفيها أنها اشتعلت فوقه و لا مهرب من الحر الا في السيدة المدللة ( الكهرباء) و لم اعرف حتى هذه السنة هل المشكلة بالمسؤول أم المشكلة في التصريح ام المشكلة فينا نحن العراقيون ؟
و ربما يحاول البعض في هذه الأيام ان يطرحوا السؤال الكلاسيكي الرتيب : الى متى ؟
الا يوجد حل لهذه المشكلة العويصة ؟
إلا إنني أبشركم أني لن اطرح هذا السؤال في هذا الموسم فمن السخافة ان يكرر الإنسان سؤال هو يعرف انه لن يجيبه عليه أحد و بدلاً من طرح الأسئلة الفارغة فلنبني أمالاً من الرمال على شواطئ المستقبل علها تصمد في وجه أمواج الملايين من المشاكل التي تهدم كل خطوة تزحف بنا الى الأمام و سيأتي يوماً ما و سوف نرى لمشكلة الكهرباء حلاً إن لم يكن في هذه السنة ففي سنوات أخر و كل موسم و انتم بألف حر . و دمتم سالمين .