قال الكرملين إن الرئيس السوري أبلغ نظيره الروسي هاتفياً أنه مستعد للالتزام باتفاق وقف إطلاق النار في سوريا. كما قال وزير الخارجية السوري أنه "فرصة حقيقية" لتسوية سياسية. في حين رحبت أمريكا بحذر واعتبرته "تطوراً إيجابياً"
إعلان
قال الكرملين اليوم الخميس(29 كانون الأول/ديسمبر 2016) إن الرئيس السوري بشار الأسد أبلغ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في اتصال هاتفي أنه مستعد للالتزام باتفاق وقف إطلاق النار في سوريا. وقال الكرملين في بيان إن الرئيسين اتفقا على أن بدء محادثات السلام السورية في قازاخستان ستكون "خطوة مهمة للحل النهائي للأزمة".
كما قال وزير الخارجية السوري وليد المعلم اليوم الخميس إنه توجد "فرصة حقيقية" للتوصل إلى تسوية سياسية للأزمة السورية وذلك بعد إعلان روسيا حليف دمشق عن اتفاق لوقف إطلاق النار يبدأ عند منتصف الليل. وأضاف المعلم في مقابلة مع التلفزيون السوري الرسمي أنه ينبغي لجماعات المعارضة التي وقعت على الاتفاق أن تنأى بنفسها عن جبهة فتح الشام (النصرة سابقا) وتنظيم "الدولة الإسلامية" وتعلن عدم ارتباطها بهما.
ومن جانبها، رحبت واشنطن بحذر الخميس بإعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وقفا لإطلاق النار في سوريا، والذي جرت مفاوضات بشأنه من دون مشاركتها، معربة عن الأمل في أن "تحترم جميع الأطراف" المشاركة في النزاع هذا الاتفاق. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية مارك تونر أن "المعلومات بشأن وقف لإطلاق النار في الحرب الأهلية في سوريا تشكل تطوراً ايجابياً (...) نرحب بكل جهد لوقف العنف وإنقاذ الأرواح وتهيئة الظروف لاستئناف المفاوضات السياسية المثمرة".
وفي العاصمة السورية، قالت الأمم المتحدة اليوم الخميس إن أربعة ملايين شخص في دمشق يفتقرون إلى مياه صالحة للشرب منذ أكثر من أسبوع بعد استهداف ينابيع مياه خارج العاصمة السورية بشكل متعمد. وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن إمدادات المياه من نبع بردي ونبع عين الفيجة التي تخدّم نحو 70 في المئة من دمشق والمناطق المحيطة بها انقطعت. وأضاف في بيان إن الإمدادات انقطعت لأن "البنية التحتية استهدفت بشكل متعمد مما أحدث بها أضرار" دون أن يوضح من المسؤول.
وفي تطور متزامن مع إعلان الرئيس الروسي اتفاق وقف إطلاق النار، أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن السفارة الروسية في دمشق استهدفت مجدداً الخميس بقذيفة، مشيرة إلى أن الحادثة لم تسفر عن ضحايا أو جرحى. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا في بيان إن "قذيفة أطلقت من أحد الأحياء الخاضعة لسيطرة مقاتلين معارضين في ضاحية دمشق، سقط في حرم السفارة قرب مدخل الخدمات القنصلية". وأوضحت زاخاروفا أن "انفجار القذيفة تسبب بأضرار طفيفة بالممتلكات. ولم يسفر عن جرحى"، منددة بـ"محاولة لعرقلة الجهود الرامية إلى ضمان الهدنة" التي يفترض أن تدخل حيز التنفيذ في أنحاء سوريا منتصف ليل الخميس الجمعة.
خ.س/ح.ع.ح (رويترز،أ ف ب)
التدخل الروسي يكرس فشل جهود السلام في سوريا
منذ عام 2011 لقي مئات الآلاف من السوريين مصرعهم، فيما نزح الملايين منهم بيوتهم. وجاء التدخل الروسي في الصراع قبل عام ليزيد الوضع تعقيدا، إذ فشلت كل الجهود بما فيها الاتفاقات الروسية الأمريكية لإحلال السلام في سوريا.
صورة من: Reuters/RIA Novosti/Kremlin/A. Druzhinin
التحالف الروسي الصيني
في أكتوبر/ تشرين الأول 2011 عملت روسيا والصين على عرقلة مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي يدين نظام الرئيس السوري بشار الأسد. وتواصلت سياسة البلدين بهذا الشأن إلى اليوم.
صورة من: picture-alliance/RIA Novosti/S. Guneev
مجلس الأمن فشل دائم بشأن سوري
يونيو/ حزيران 2012: توصل الأعضاء الدائمون في مجلس الأمن وبعض بلدان الشرق الأوسط لاتفاق حول خارطة طريق بشأن حكومة انتقالية في سوريا، والتي لم تر النور إلى يومنا هذا. فيما تواصلت الحرب الأهلية.
صورة من: REUTERS
مفاوضات جنيف
نوفمبر/ تشرين الثاني 2015: احتضنت العاصمة النمساوية فيينا مؤتمر دوليا بشأن سوريا شاركت فيه الولايات المتحدة وإيران وروسيا. وتم الاتفاق على خطة سلام تنص على تشكيل حكومة انتقالية.
صورة من: Reuters/L. Foeger
عجز المجتمع الدولي
ديسمبر/ كانون الأول 2015: وافق مجلس الأمن الدولي على خطة السلام، إلا انه لم يحسم بشأن مستقبل الرئيس بشار الأسد وحول دوره في المرحلة الانتقالية.
صورة من: picture-alliance/Xinhua/X. Jinquan
فصل جديد من مفاوضات جنيف
يناير/ كانون الثاني 2016 انطلقت في جنيف أشغال مؤتمر السلام في غياب الشخصيات المعارضة الرئيسيين. وقد فاوض ستافان دي ميستورا المفوض الدولي الخاص بسوريا طرفي النزاع كل على حدة، بعد رفضهما لمفاوضات مباشرة.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. di Nolfi
محطة ميونيخ
فبراير/ شباط 2016: عقدت الولايات المتحدة وروسيا بالإضافة للقوى الإقليمية المهتمة بالشأن السوري محادثات في ميونيخ من أجل التوصل لوقف لإطلاق النار، وهو ماتم انتهاكه بشكل منهجي بالخصوص في شمال سوريا وفي حلب.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Hoppe
جنيف مرة أخرى..
أبريل / نيسان 2016: انعقدت في جنيف مفاضات جديدة للمرة الثالثة على التوالي دون التوصل لنتيجة تذكر. في الصورة رئيس وفد النظام السوري بشار الجعفري.
صورة من: picture-alliance/dpa/S.Di Nolfi
لافروف وكيري: اتفاقات بلا جدوى
مايو / أيار 2016 دعا وزيرا خارجية الولايات المتحدة جون كيري وروسيا سيرغي لافروف أطراف النزاع في سوريا لاحترام وقف النار، وعبرا عن استعدادهما لممارسة الضغوط على الأطراف بهذا الشأن. غير أن المعارك اندلعت من جديد وكأن شيئا لم يحدث. وفي أغسطس / آب التالي اتفق الوزيران من جديد حول هدنة مبدئية في سوريا دون تحديد آليات تنفيذها.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/J. DeCrow
وعادت دوامة الحرب من جديد
سبتمبر/ أيلول 2016 تمكنت كل من واشنطن وموسكو، بعد مفاوضات طويلة، من التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار على أن ينتهي بمشروع حل سياسي لحل النزاع السوري. غير أن نظام الأسد أعلن بعد أسبوع من ذلك عن وقف الهدنة وبدأت حملة قصف جوي عنيف. ح.ز/أ.ح