الكرملين: طائراتنا تغير على أهداف متفق عليها مع دمشق
١ أكتوبر ٢٠١٥
رفضت روسيا جميع الادعاءات المشككة من واشنطن في صدقية نواياها بمحاربة "داعش" بعد أن استهدفت أولى الغارات الروسية مناطق خارج سيطرة التنظيم. وأكد الكرملين أن جميع الأهداف تم تحديدها بتنسيق مع الجيش السوري.
إعلان
قال الكرملين اليوم الخميس (الأول من أكتوبر/ تشرين الأول 2015) إن الضربات الجوية الروسية في سوريا تستهدف قائمة من المنظمات "الإرهابية" المعروفة وأن الأهداف "تمّ اختيارها "بالتنسيق مع القوات المسلحة السورية". وبعد يوم من شن موسكو سلسلة من الضربات على ما اعتبرته أهدافا لمتطرفين إسلاميين داخل سوريا، ذكر ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين أن الضربات الروسية في سوريا من تمويل روسيا فقط وليس هناك مساهمة سورية فيها.
ونقلت قناة الميادين التلفزيونية ومقرها لبنان أن المقاتلات الروسية قصفت مواقع لمقاتلي المعارضة في سوريا اليوم الخميس، شملت مناطق ريفية قرب بلدة جسر الشغور بشمال غرب البلاد وهي خاضعة لسيطرة تحالف لجماعات المعارضة يضم جبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة. وذكرت الميادين في خبر عاجل أن الطائرات نفذت ما لا يقل عن 30 ضربة جوية استهدفت "جيش الفتح" وجاء في الخبر الذي أذاعته القناة الموالية لدمشق إن الضربات استهدفت "المتشددين". وبدورها أكدت موسكو اليوم أن طائراتها شنت ضربات جديدة في سوريا على أربعة مواقع لتنظيم ا"لدولة الإسلامية"
العمليات الروسية "احتلال"
وبدأت روسيا ضرباتها الجوية ضد أهداف في سوريا يوم أمس الأربعاء في أكبر تدخل للكرملين في الشرق الأوسط منذ انهيار الاتحاد السوفياتي، وأبلغت القوات الجوية الأمريكية بالابتعاد أثناء قيام طائراتها الحربية بمهام. وتؤكد موسكو أنها تهاجم بالأساس تنظيم "الدولة الإسلامية"، وهذا ما طعنت فيه الولايات المتحدة ومصادر من المعارضة السورية.
الأسد في سوريا: باقٍ أم راحل؟
مازال قادة العالم منقسمين حول مستقبل الأسد، ففيما تعارض فرنسا وبريطانيا وتركيا ودول الخليج بقاءه، تطالب بذلك روسيا وإيران. أما إدارة اوباما فتريد العمل مع الجميع لإزاحته وألمانيا مستعدة للحوار مع الجميع ومن ضمنهم الأسد.
صورة من: picture-alliance/AP Photo
التقى الرئيسان الأميركي والروسي باراك أوباما وفلاديمير بوتين في الأمم المتحدة للبحث في حلول للأزمة السورية ، لكنهما لم يحققا أي تقدم بخصوص دور الرئيس بشار الأسد. وترى الولايات المتحدة أن الأسد جزء من المشكلة، فيما تصفه روسيا بأنه جزء من الحل.
صورة من: Reuters/M. Segar
ووصف الرئيس أوباما في خطاب أمام الجمعية العام للأمم المتحدة الأسد بأنه "مستبد يقتل الأطفال". وقال إن "الولايات المتحدة مستعدة للعمل مع أي دولة بما في ذلك سوريا وإيران لتسوية النزاع". وحمل أوباما بعنف على الرئيس السوري لأنه "يلقي البراميل المتفجرة لقتل أطفال أبرياء".
صورة من: Reuters/Mikhail Klimentyev
تبادل الرئيسان الروسي والأميركي الأنخاب وتصافحا على غداء لكن الهوة بين موقفيهما حول مستقبل الأسد مازالت واسعة. وقال الرئيس الروسي إن "عدم التعاون مع الجهة السورية التي تكافح الإرهاب وجها لوجه سيكون خطأ فادحا". وأضاف "علينا أن نعترف أن لا احد سوى القوات المسلحة للرئيس السوري يقاتل فعليا الدولة الإسلامية".
صورة من: Reuters/Mikhail Metzel
أكد رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض في المنفى خالد خوجة أن "لا احد يمكنه الصفح" عن ممارسات نظام الرئيس السوري بشار الأسد". وأضاف خوجة "ما يجري في سوريا هو إبادة تتم تحت أنظار العالم"، وتساءل " أتعتقدون أن النظام يقاتل تنظيم الدولة الإسلامية؟ الإحصاءات تقول غير ذلك".
صورة من: Reuters/M. Dabbous
أعلنت المستشارة أنغيلا ميركل أن الرئيس السوري بشار الأسد يجب أن يشارك في أي مفاوضات تهدف إلى إنهاء النزاع المستمر في بلاده منذ أكثر من أربع سنوات. فيما دعا وزير خارجيتها فرانك-فالتر شتاينماير إلى إشراك إيران في مساعي حل النزاع باعتبار أنّ: "إيران فاعل إقليمي رئيسي مطلوب لحل الأزمة.... سيمكننا إنجاح الأمر فقط عندما نأتي بكافة الأطراف الفاعلة المهمة على طاولة واحدة الآن".
صورة من: Getty Images/A. Berry
من جانبه، دعا الرئيس الإيراني حسن روحاني إلى تشكيل "جبهة موحدة" للتصدي للمتطرفين في الشرق الأوسط. وقال روحاني إن "اخطر واهم تهديد يواجه العالم اليوم هو أن تتحول المنظمات الإرهابية إلى دول إرهابية". ولمح روحاني إلى مستقبل ومصير بشار الأسد عن طريق إجراء انتخابات، وقال "نحن نؤيد دعم السلطة من خلال أصوات الناس بدلا من الأسلحة".
صورة من: picture-alliance/Geisler-Fotopress
الرئيس الفرنسي فرانسوا اولاند دعا إلى التعامل مع روسيا وإيران لإنهاء الصراع في سوريا، وقال للصحفيين "روسيا وإيران تقولان إنهما ترغبان في لعب دور أكبر في حل سياسي. نحتاج للعمل مع هذين البلدين ولأن نبلغهما أن ذلك الحل أو الانتقال يجب أن يحدث.. لكن بدون بشار الأسد".
صورة من: Reuters/A. Jocard
أكد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أنه يتعين الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد وتنظيم الدولة الاسلامية حتى لو انتهي الأمر بأن يلعب الأسد دورا مؤقتا في أي حكومة انتقالية، مضيفا "نريد سوريا بدون تنظيم الدولة الإسلامية وبدون الأسد.. لأنه بصراحة لا مستقبل للشعب السوري في بلد يوجد فيه أي منهما ".
صورة من: Reuters/Stefan Rousseau
تركيا من جانبها لا زالت تعارض انتقالا سياسيا في سوريا يكون فيه دور لبشار الأسد. وقال رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو في تصريح لصحيفة حريت التركية: "مقتنعون بأن بقاء الأسد في السلطة خلال الفترة الانتقالية لن يجعلها انتقالية. نعتقد أن هذا الوضع سيتحول إلى أمر واقع دائم".
صورة من: Reuters/Umit Bektas
السعودية ودول خليجية أخرى ثابتة على معارضتها لبقاء الأسد. ودعا وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي إلى إيجاد حل سياسي للأزمة السورية "دون أي تدخل أجنبي" فيما اعتبر وزير خارجية قطر إنه يوجد توافق دولي عام مع روسيا بشأن دعوتها إلى محاربة تنظيم الدولة الإسلامية لكنه حذر من أن خطة الرئيس بوتين لا تعالج السبب الأساسي للأزمة في سوريا وهو الرئيس بشار الأسد.
صورة من: picture-alliance/AP Photo
10 صورة1 | 10
إذ قال مسؤولون أمريكيون إن أهدافا في منطقة حمص هي التي تعرضت للضرب وليس مناطق يسيطر عليها تنظيم "الدولة الإسلامية"، ما يزيد من "القلق" الأمريكي حيال نوايا يوتين من وراء تدخله العسكري في سوريا.
من ناحيته، أدان الائتلاف السوري المعارض بشدة "القصف الوحشي الذي نفذته طائرات حربية روسية لمواقع مدنية سورية في ريفي حمص وحماة، وأدى إلى إيقاع ضحايا مدنيين؛ بينهم أطفال ونساء"، كما ورد في بيان أصدره الئتلاف المعارض يوم الأربعاء. وجاء فيه أن القصف "وما يتوارد عن إرسال وحدات روسية خاصة إلى ثكنات ومطارات عسكرية تمهيدا لعمليات برية؛ يمثل عدواناً سافراً على الشعب السوري بكافة مكوناته ( ...) كما يُقوض مزاعمها (روسيا) في السعي لإيجاد حل سياسي". وفي تصريحات لرئيس الائتلاف خالد الخوجة اوصف لتدخل الروسي في سوريا بأنه احتلال يجب مقاومته.
وفي ذات السياق، أعرب مندوب السعودية في الأمم المتحدة عبد الله المعلمي في كلمة ألقاها أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك أمس الأربعاء، عن "قلق السعودية العميق للعمليات العسكرية التي نفذتها القوات الروسية أمس في حمص وحماة حيث لا يتواجد تنظيم الدولة الإسلامية"، على حد قوله.
روسيا ترفض الاتهامات
ورفضت روسيا اليوم الخميس جميع تلك الاتهامات مؤكدة أنها تقاتل تنظيم "الدولة الإسلامية" و"المجموعات الإرهابية الأخرى". وقد أعلن الروس أن حربهم ضد داعش ستنحصر على سوريا دون العراق.
وموازاة لذلك اتفق الأميركيون والروس على عقد اجتماع طارئ بعد دخول المقاتلات الروسية الأجواء السورية من اجل إيجاد حد أدنى من التنسيق والحوار لتجنب حوادث بين الطائرات المقاتلة، خاصة وأن المجال الجوي السوري أصبح يعج بحركة كثيفة بين الطلعات الجوية لدول التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة والغارات المنتظمة للجيش السوري والآن المقاتلات والقاذفات التابعة لسلاح الجو الروسي والتي نشرت في أيلول/سبتمبر في قاعدة بنيت في مطار اللاذقية، معقل الموالين للرئيس السوري بشار الأسد في شمال غرب البلاد.