الكرملين: واشنطن غدرت بالأكراد وتركيا ستسحقهم ما لم ينسحبوا
٢٣ أكتوبر ٢٠١٩
حذرت روسيا من أن الوحدات الكردية ما لم تنسحب من مناطق الشمال السوري فإن القوات التركية "ستسحقها"، متهمة واشنطن بالغدر بأكراد سوريا. يأتي ذلك في الوقت الذي غرد فيه ترامب عن "أخبار سارة" بشأن المنطقة".
إعلان
اتهم الكرملين اليوم الأربعاء (23 أكتوبر/تشرين الأول) الولايات المتحدة بالتخلي عن الأكراد في شمال سوريا. ونقلت وكالة "تاس" الروسية عن المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف القول :"الولايات المتحدة كانت الحليف الأقرب للأكراد على مدار السنوات القليلة الماضية. ولكن في النهاية، تخلت عنهم، إنها في الواقع خدعتهم، واختارت التخلي عنهم على الحدود، ما أجبرهم تقريباً على قتال الأتراك".
وحذر من أنه إذا لم تنسحب القوات الكردية بأسلحتها من المنطقة التي اتفق الرئيسان الروسيوالتركي عليها فإن "حرس الحدود السوري وقوات الشرطة العسكرية الروسية سينسحبون"، وشدد على أن "الآلة العسكرية التركية" في هذه الحالة "ستسحق الوحدات الكردية المتبقية"، مضيفاً أن الولايات المتحدة تشجع الأكراد على ما يبدو على البقاء قرب الحدود السورية مع تركيا والاشتباك مع الجيش التركي.
تركيا: لا حاجة لعملية جديدة
من جانبها قالت وزارة الدفاع التركية، فجر اليوم، إنه لم تعد هناك ضرورة لشن عملية عسكرية جديدة غير "نبع السلام"، وذلك بموجب الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين تركيا وروسيا بشأن سوريا، وإنه ستبدأ جهود مشتركة بين الدولتين في هذا الصدد.
وأضافت الوزارة في بيانها أنه "في الساعات الأولى من صباح الأربعاء (بالتوقيت المحلي) أن الولايات المتحدة أبلغت تركيا بأن انسحاب المقاتلين الأكراد من المنطقة الآمنة في شمال سوريا قد اكتمل.
وذكر البيان أنه "اعتبارًا من اليوم (الأربعاء) ستبدأ الجهود المشتركة مع روسيا في ضوء الاتفاق الذي تم التوصل إليه في مدينة سوتشي بين الرئيس، رجب طيب إردوغان، ونظيره الروسي، فلاديمير بوتين الثلاثاء 22 أكتوبر (تشرين أول) الجاري".
وشددت الوزارة التركية في الوقت ذاته على أن "تركيا لن تسمح مطلقًا بتشكيل ممر إرهابي عند حدودها الجنوبية"، وأنها ستتصدى "للعناصر الإرهابية بكل حسم وقوة"، في إشارة إلى مقاتلي "وحدات حماية الشعب" الكردية.
ترامب: انتظروا أخباراً سارة
أما الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فغرد في ساعة مبكرة من صباح اليوم، بأن ثمة أخبار سارة تحدث بشأن تركيا وسوريا والشرق الأوسط، مضيفاً: "مزيد من التقارير ستأتي في وقت لاحق"، دون الكشف عن مزيد من التفاصيل.
وتأتي تغريدة ترامب بعد ساعات من موافقة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان عقب محادثات مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في سوتشي على تمديد الهدنة في شمال شرقي سوريا قرب الحدود التركية لمدة 150ساعة.
اتصال هاتفي بينبوتين والاسد
وأفادت وكالة الأنباء الحكومية السورية (سانا) الليلة الماضية بأن اتصالاً هاتفياً جرى بين الرئيس بشار الأسد والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، تطرق إلى الوضع في الشمال السوري. يأتي ذلك غداة لقاء الرئيسين الروسي والتركي.
وذكرت الوكالة أن بوتين أكد خلال الاتصال على "وحدة وسيادة سوريا أرضاً وشعباً، وأن أي اتفاق بين روسيا وتركيا سيركز على محاربة جميع أشكال ومظاهر الإرهاب، وتفكيك أي أجندات انفصالية على الأراضي السورية".
من جهته، أكد الأسد على "الرفض التام لأي غزو للأراضي السورية تحت أي مسمى أو ذريعة"، وشدد على أن "أصحاب الأهداف الانفصالية يتحملون مسؤولية ما آلت إليه الأمور في الوقت الراهن"، مؤكداً على "عودة السكان إلى مناطقهم لإيقاف أي محاولات سابقة لأي تحول ديموغرافي حاول البعض فرضه، وشدد على "استمرار سوريا بمكافحة الإرهاب والاحتلال على أي شبر من الأراضي السورية وبكل الوسائل المشروعة".
ع.ح./ع.ج.م. (د ب أ، رويترز)
اجتياح تركيا للشمال السوري – تنديد دولي ونزوح الآلاف وسط تزايد العنف
فيما نددت أغلب دول العالم باجتياح الجيش التركي لمناطق شمال سوريا وسط تزايد العنف ونزوح السكان، أعلن وزير الدفاع القطري تأييده للعملية، كما نقلت وكالة الأنباء التركية.
صورة من: Getty Images/AFP/B. Kilic
أدانت السعودية التدخل التركي العسكري في شمال سوريا في إطار عملية "نبع السلام" قائلة إن المملكة "تدين العدوان الذي يشنه الجيش التركي على مناطق شمال شرق سوريا في تعدٍ سافر على وحدة واستقلال وسيادة الأراضي السورية". وجاء رد أروغان سريعاً باتهامات للسعودية بقتل المدنيين في اليمن.
أما وزارة الخارجية المصرية فشددت على أن العملية العسكرية "تمثل اعتداءً صارخاً غير مقبول على سيادة دولة عربية شقيقة"، محذرة في بيان لها "من تبعات الخطوة التركية على وحدة سوريا وسلامتها الإقليمية". لكن رد أروغان كان بوصف الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بـ "القاتل".
صورة من: Getty Images/AFP/A.Altan
في هذه الأثناء أعلن برنامج الأغذية العالمي عن نزوح أكثر من 70 ألفا من سكان "رأس العين" و"تل أبيض" حتى الآن وسط تصاعد العنف في سوريا، وذكرت منظمة أطباء بلا حدود أن العملية العسكرية التركية أدت إلى إغلاق بعض المستشفيات الرئيسية هناك.
صورة من: picture-alliance/dpa/AP
أعلن وزير الدفاع القطري خالد بن محمد العطية عن دعم بلاده لعملية "نبع السلام" وفقاً لما أوردته وكالة الأناضول التي تحدثت عن اتصال هاتفي بين العطية ونظيره التركي خلوصي أكار.
صورة من: picture-alliance/dpa/Presidential Press Service
أما الرئيس الأمريكي ترامب المتهم بالتخلي عن حلفائه الأكراد في سوريا فقد كلف دبلوماسيّين أميركيّين التوسّط في "وقفٍ لإطلاق النّار" بين أنقرة والأكراد. كما أعلن عشرات من النواب الجمهوريين عن طرحهم قراراً لفرض عقوبات على تركيا رداً على هجومها العسكري على القوات الكردية في سوريا.
صورة من: Reuters/T. Zenkovich
نددت وزارة الخارجية الإماراتية بالهجوم التركي قائلة: "هذا العدوان يمثل تطوراً خطيراً واعتداءً صارخاً غير مقبول على سيادة دولة عربية شقيقة بما يتنافى مع قواعد القانون الدولي ويمثل تدخلاً صارخاً في الشأن العربي".
صورة من: picture-alliance/Photoshot
أما رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو فعبَّر عن تضامنه مع الأكراد في تغريدة، وكتب: "تدين إسرائيل بشدة التوغل التركي في المناطق الكردية في سوريا وتحذر من تطهير عرقي ضد الأكراد من تركيا ووكلائها... إسرائيل مستعدة لتقديم المساعدات الإنسانية للشعب الكردي الشجاع".
صورة من: Getty Images/AFP/D. Souleiman
أعرب وزير الخارجية الألماني هايكو ماس لنظيره التركي مولود تشاووش أوغلو عن تحفظ برلين تجاه العملية العسكرية التي تشنها أنقرة ضد المليشيات الكردية، وعبّر ماس عن مخاوف بلاده والاتحاد الأوروبي من "العواقب السلبية لهذا الهجوم، والتي قد تصل إلى تعاظم نفوذ تنظيم "داعش" في سوريا مرة أخرى" وذلك "رغم تفهم المصالح الأمنية التركية".
صورة من: picture-alliance/dpa/XinHua
لم يتمكن أعضاء مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة من التوصل إلى أي خطوات بشأن العملية العسكرية في الاجتماع الذي انعقد أمس الخميس، بيدْ أن التوقعات برسم خارطة طريق دولية كانت منخفضة قبل الاجتماع نظراً لانقسام المجلس منذ عدة سنوات، لا سيما حول قضايا الشرق الأوسط.
صورة من: picture-alliance/dpa/Xinhua/L. Muzi
أبدى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش "قلقه البالغ" إزاء استمرار الهجوم التركي، مضيفاً في مؤتمر صحافي في كوبنهاغن: "في الوقت الراهن، ما علينا القيام به هو التأكد من نزع فتيل التصعيد. أي حل للنزاع يجب أن يحترم سيادة الأرض ووحدة سوريا". ج.أ