الكنيست يلغي التصويت على مشروع قانون يعترف بـ"إبادة" الأرمن
٢٦ يونيو ٢٠١٨
ألغي التصويت على مشروع قانون يعترف بـ"ابادة الأرمن" على أيدي السلطنة العثمانية إبان الحرب العالمية الأولى، والذي كان مقررا اليوم الثلاثاء في الكنيست الإسرائيلي بسبب معارضة الحكومة لهذه المبادرة.
صورة من: Reuters/R. Zvulun
إعلان
قالت النائبة تمار زاندبرغ من حزب ميريتس اليساري المعارض التي كانت وراء المبادرة، على حسابها على تويتر مساء الاثنين (25 يونيو/حزيران 2018) "إن الحكومة والائتلاف يرفضان الاعتراف بالإبادة الجماعية للأرمن لذلك أجبرت على إلغاء التصويت".
وفي نهاية أيار/ مايو وافق أعضاء في البرلمان الإسرائيلي على اقتراح بعقد جلسة مناقشة "للاعتراف بإبادة الأرمن" على أيدي قوات السلطنة العثمانية أثناء الحرب العالمية الأولى وسط تدهور العلاقات بين إسرائيل وتركيا.
وانتقد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إسرائيل بسبب العنف على الحدود مع غزة والذي اسفر عن مقتل عشرات الفلسطينيين، مع نقل السفارة الأميركية إلى مدينة القدس، متهما الدولة العبرية بأنها "دولة إرهاب" تمارس "الإبادة".
وكانت الحكومة الإسرائيلية أرجأت التصويت على مشروع القانون بداية الشهر الجاري بسبب الانتخابات التركية وذلك خشية قيام الرئيس التركي باستغلال ذلك لمساعدته في الانتخابات التي جرت الأحد الماضي وحقق فيها فوزا كبيرا.
وأضافت زاندبرغ "الاعتراف بالإبادة الجماعية للأرمن مسألة عدالة تاريخية وأخلاقية تاريخية، كان يتعين على الدولة اليهودية أن تكون أول من يدركها". وكانت زاندبرغ قد قالت "أن توقيت الاقتراح ليس له علاقة بزيادة التوترات مع تركيا".
ومنذ 1989 يحاول حزب ميريتس انتزاع الموافقة على الاعتراف بأن عمليات القتل الجماعية التي ارتكبتها القوات العثمانية ضد الأرمن ابتداء من العام 1915 هي عمليات "إبادة" في حين ترفض الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة تلك المساعي بسبب علاقاتها مع تركيا.
وتنفي تركيا تهمة ارتكاب إبادة، وتقول إن 300 إلى 500 ألف أرمني ومثلهم تقريبا من الأتراك قتلوا في الحرب الأهلية عندما انتفض الأرمن ضد الحكام العثمانيين وتحالفوا مع القوات الروسية.
مذابح الأرمن.. تشابهت المواقف واختلفت التصريحات
بدأت قبل مائة عام في الدولة العثمانية عملية "إبادة جماعية" ضد المسيحيين الأرمن. وفيما يتسع الاعتراف الدولي بالمذابح وبوصفها بـ"إبادة جماعية"، تمتنع تركيا ولغاية اليوم عن وصفها بذلك.
صورة من: Auswärtiges Amt
لم تستخدم ألمانيا تعبير "إبادة جماعية" من قبل مراعاةً لتركيا، لكن الرئيس غاوك استخدم هذه المفردة على هامش إحياء الذكرى المئوية لما قام به العثمانيون، ملمحاً إلى مسألة تحمل بلاده آنذاك جزءا من المسؤولية.
صورة من: Reuters/F. Bensch
البابا فرنسيس وصف أيضاً الجرائم ضد الأرمن بالإبادة الجماعية. لتكون المرة الأولى التي يصرح فيها رئيس للكنيسة الكاثوليكية بمثل ذلك. وأضاف البابا، بعد الاعتراضات التركية الشديدة على تصريحاته، بأنه "لا يمكننا أن نصمت وأن لا نتكلم عن الذي شاهدناه وسمعناه".
صورة من: Solaro/AFP/Getty Images
أما الحكومة التركية فرفضت الاعتراف بالمذابح كـ"جريمة إبادة جماعية". وقال رئيس الوزراء التركي أحمد داوود أوغلو: نشارك آلام أطفال وأحفاد الأرمن، الذين فقدوا بعد تهجيرهم القسري في سنة 1915.
صورة من: picture-alliance/AA/Ahmet Dumanli
الأمم المتحدة، وعلى لسان الأمين العام بان كي مون، تحدثت عن "أعمال شنيعة" و"جريمة ضد الإنسانية". ورفض مون تشكيل لجنة جديدة لبحث الموضوع تاريخيا من قبل الأمم المتحدة. ودعا بان البلدين (تركيا وأرمينيا) إلى مواصلة حوارهما.
صورة من: Andrew Burton/Getty Images
أعضاء البرلمان الأوروبي وقفوا دقيقة صمت، إحياء لذكرى مذابح الأرمن. وقدموا بعدها مذكرة طالبوا فيها تركيا بالاعتراف بالمذابح على أنها "إبادة جماعية".
صورة من: Reuters/F. Lenoir
موضوع "مذابح الأرمن" تخطى السياسة إلى الموسيقى والفن. ورغم أن مسابقة "يوروفيجن" الغنائية الشهيرة تمنع التلميحات السياسية من قبل المشاركين، إلا أن أرمينيا دفعت هذا العام بفرقة موسيقية ستغني أغنية تحمل عنوان "Face the Shadow"، والتي تحمل رسالة سياسية تقول "لا تنكر".
صورة من: Ruzanna Pilosyan_ Head of Press / Armenia, ESC 2015 Armenian
وأوضح دانييل ديمير، رئيس تجمع الآراميين في ألمانيا، بأنه "لو لم تتصرف تركيا بعناد هكذا تجاه هذه القضية، لكانت عملية انضمامها للاتحاد الأوروبي حدثت بشكل أسرع".
صورة من: BVDAD
الرئيس الروسي بوتين لم يعلق رسميا على الموضوع، ولم يقرر لغاية الآن فيما إذا كان سيشارك في احتفالية إحياء الذكرى المائة لمذابح الأرمن، في العاصمة الأرمينية يريفان. الكاتب: ريشارد أ. فوكس/زمن البدري