تجنب الكوسة القاتلة!
٢٤ أغسطس ٢٠١٥تعد الكوسة من المواد الغذائية الغنية بالفيتامينات وسهلة الهضم، لذلك فكثيراً ما ينصح بها خاصة للأطفال الرضع، وللمرضى. ومذاق الكوسة عادة ما يكون مذاقاً غير لاذع، ويمكن أكلها حتى وهي نيئة. لكن الكوسة قد تحتوي أيضاً على سموم قاتلة، كما يؤكد خبراء في مجال التغذية، محذرين من تناول الكوسة المرة.
فالكوسة قد تحتوي على مجموعة من السموم الطبيعية المعروفة باسم كوكربيتاسين، وهذه السموم هي التي تعطي المذاق المر، وتناول الكوسة المرة يتسبب في عدة مشاكل صحية منها القيء وتقلصات المعدة والإسهال، ولكنه قد يصل أيضاً إلى حد الموت. فقد لقي مؤخراً رجل ألماني يبلغ من العمر 79 عاماً حتفه، بعد أن أكل كوسة زرعها بنفسه. وأكد الرجل قبل وفاته أن طعمها كان مراً، وهو ما يكرره كثيرون ممن يتعرضون لتسمم بسبب تناول الكوسة والقرع.
الضغوط تخرج السموم من الكوسة!
ويوضح الخبراء أن الخضروات التي تنتمي للعائلة القرعية مثل الكوسة والقرع والخيار تحتوي بشكل طبيعي على مادة كوكربيتاسين السامة، التي تحميها من هجوم الحشرات الضارة، وقد استطاع الفلاحون على مر العصور خفض كميات السموم لتصبح غير ضارة بالصحة. لكن الخضروات، مثلها مثل الإنسان، قد تتعرض لضغوط تجعلها تخرج السموم، كما توضح ماريا روث، مديرة مكتب الفحص الكيميائي بشتوتجارت، والتي فحصت عينة الكوسة المصابة. ويعتقد خبراء الزراعة أن الارتفاع الشديد في درجات الحرارة وقلة الأمطار، عرض النباتات لضغط شديد هذا العام.
تفادى الكوسة المرة!
لذلك يوصي مكتب الفحص الكيميائي بشتوتجارت بتفادي تناول الخضروات التي تنتمي للعائلة القرعية في حال كانت مرة الطعم، وتوضح مديرة المكتب ماريا روث أن مرارة الطعم تشير إلى زيادة نسبة مادة كوكربيتاسين السامة، مشيرة إلى أن هذه المادة تظل حتى بعد الطهي. وينصح مكتب الصحة والأمن الغذائي في ولاية بافاريا من تذوق الكوسة قبل طهيها، خشية من أن تكون لدرجات الحرارة المرتفعة داخل المتاجر نفس الأثر على الخضروات.
احذر الكوسة التي يزرعها الهواة!
وليس من الواضح إن كانت الحرارة هي السبب الرئيسي وراء ظهور نسبة عالية من السموم في الكوسة، فالخبراء يوضحون أن السبب قد يكون أيضاً حدوث "طفرة مضادة"، وهي في رأيهم تنتشر بشكل خاص لدى المزارعين الهواة، الذين يعيدون زراعة حدائقهم الصغيرة سنوياً. ويرجعون ذلك إلى احتمال وجود قرع بري مليء بالمادة السامة بالقرب من الكوسة المزروعة، ما قد يؤثر عليها. لذلك ينصح المكتب البافاري للصحة وسلامة الأغذية بالاعتماد على البذور المعتمدة في المتاجر المتخصصة.
س.ك/ ط.أ