مازلت ظروف الحرب تزيد من معاناة اليمنيين، وتساهم بشكل كبير في انتشار الأوبئة والأمراض وعلى رأسها الكوليرا. فكيف تقيم المنظمات الدولية الوضع؟ وما الحلول لإنقاذ الأرواح؟
انعدام الأمن المائي، يدفع السكان في اليمن إلى استخدام مياه ملوثة تؤدي إلى إصابتهم بالكوليرا.صورة من: Abdulnasser Alseddik/AA/picture alliance
وذكر تيسير السامعي، مسؤول الإعلام في مكتب وزارة الصحة العامة والسكان بالمحافظة، في تصريح لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ)، أن السلطات الطبية رصدت تسع وفيات بمرض الكوليرا في تعز منذ مطلع العام الجاري.
وأضاف أن عدد حالات الإصابة بالمرض ارتفع خلال الفترة ذاتها إلى أربعة آلاف و903، مشيرا إلى أن من بين حالات الإصابة 282 حالة تم التأكد منها بالفحص المخبري.
وحول أسباب انتشار المرض، أفاد المسؤول الطبي بأن انعدام الأمن المائي، يدفع السكان إلى استخدام مياه ملوثة تؤدي إلى إصابتهم بالكوليرا.
كما أشار إلى أن عدم العناية بالنظافة الشخصية الدائمة وعدم وجود صرف صحي وفق معايير طبية ملائمة من بين أسباب انتشار المرض، داعيا المواطنين إلى ضرورة الاهتمام بالنظافة الشخصية الدائمة والحرص على تعقيم المياه واستخدام مياه نقية خالية من التلوث.
ويعاني القطاع الصحي في اليمن تدهورا حادا جراء تداعيات الحرب المستمرة بين القوات الحكومية والحوثيين منذ أكثر من 10 سنوات. كما يعاني هذا القطاع من نقص حاد في التمويل أدى إلى توقف العديد من البرامج الطبية، ما جعل معظم سكان اليمن بحاجة إلى مساعدات صحية، وفقا لتقارير أممية.
إعلان
الصحة العالمية: الصراعات تُفاقم انتشار الكوليرا
بدورها أعلنت منظمة الصحة العالمية أول أمس الجمعة أن الكوليرا، وهو مرض إسهالي يُهدد الحياة، ينتشر حاليًا بشكل أكبر في مناطق الصراع. ويُثير الوضع قلقًا بالغًا في السودان وجنوب السودان وتشاد وجمهورية الكونغو الديمقراطية واليمن.
وأكدت كاثرين ألبيرتي، خبيرة الكوليرا في منظمة الصحة العالمية، أنه تم تسجيل 390 ألف حالة إصابة بالكوليرا، منها 4300 حالة وفاة، هذا العام في 31 دولة.
وأضافت ألبيرتي أنه في جميع هذه البلدان التي تشهد أزمات، تُفاقم الصراعات انتشار الكوليرا. ففي مخيمات اللاجئين، غالبًا ما يحصل الناس على 3 لترات فقط من الماء يوميًا - للشرب والغسيل والطهي. ويُعد الحصول على مياه شرب نظيفة أمرًا أساسيًا في مكافحة المرض.
يقوم أحد الأطباء بإعداد لقاح مضاد للكوليرا في صنعاء، اليمن، في 24 أبريل 2019. صورة من: Mohammed Mohammed/Photoshot/picture alliance
الحاجة ماسة للقاح
ومع بدء موسم الأمطار في المناطق الإفريقية المتضررة، تتوقع منظمة الصحة العالمية أن يزداد الوضع سوءًا. وأكدت ألبيرتي أن إنتاج اللقاحات يجري بأقصى سرعة، ومن المتوقع أن يصل إلى كمية قياسية بحلول نهاية العام.
لقد تلقى السودان مثلا وحده ثلث اللقاحات حتى الآن هذا العام، إلا أن الخبراء يرون أن المجتمع الدولي يجب أن يوفر المزيد من الأموال لتنظيم مساعدات فعّالة. وانتقد المدير العام للمراكز الأفريقية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، جان كاسيا، مؤخرًا نقص إمدادات لقاحات الكوليرا. وقال إن القارة تحتاج إلى 54 مليون جرعة لقاح سنويا، لكن نصفها فقط متوفر.
يعاني القطاع الصحي في اليمن تدهورا حادا جراء تداعيات الحرب المستمرة بين القوات الحكومية والحوثيين منذ أكثر من 10 سنوات. كما يعاني هذا القطاع من نقص حاد في التمويل أدى إلى توقف العديد من البرامج الطبية، ما جعل معظم سكان اليمن بحاجة إلى مساعدات صحية، وفقا لتقارير أممية.
بالصور - حصاد 2024 في السودان: استمرار أكبر أزمة إنسانية في العالم
شهد السودان في 2024 استمرار أسوأ أزمة إنسانية في تاريخه جراء تواصل القتال بين قوات الجيش والدعم السريع، ما أسفر عن أكبر موجة نزوح في العالم وتفش للمجاعة وأمراض كالكوليرا وتدمير للبنية التحتية مع فشل محاولات الوساطة.
صورة من: Sam Mednick/AP
11 مليون نازح - رقم قياسي بالعالم
يشهد السودان أكبر أزمة نزوح إنساني في العالم، حيث بلغ عدد النازحين داخليًا 9.1 مليون شخص، وارتفع العدد الإجمالي إلى أكثر من 11 مليون بسبب الحرب القائمة منذ منتصف أبريل/ نيسان 2023، فيما فر 3.1 مليون إلى الدول المجاورة. النساء تشكلن أكثر من نصف النازحين، والأطفال دون الخامسة يمثلون أكثر من ربع النازحين.
صورة من: Marie-Helena Laurent/WFP/AP/picture alliance
مجاعة تجتاح أجزاء من ولاية شمال دارفور
أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) عن تفشي المجاعة في مخيم زمزم للنازحين بمدينة الفاشر، حيث وصل الوضع إلى المرحلة الخامسة من التصنيف الغذائي، وهي مرحلة المجاعة. وأشارت المنظمة إلى أن هذه المرحلة تعني أن واحدًا على الأقل من كل خمسة أشخاص أو أسر يعانون من نقص حاد في الغذاء ويواجهون خطر الموت جوعًا.
صورة من: Mohamed Zakaria/REUTERS
حرمان ملايين الأطفال من التعليم
يظهر في الصورة مجموعة من الأطفال وهم يدرسون رغم التحديات، حيث استأنفوا الدراسة في ظروف صعبة. ومع ذلك، لا يزال أكثر من 15 مليون طفل في السودان خارج المدرسة بسبب الصراع المستمر. ومع اقتراب النزاع من إتمام عامه الثاني، يقدر أن نحو 19 مليون طفل في السودان لا يحصلون على التعليم. من بين هؤلاء، يعاني حوالي 6.5 مليون طفل من عدم القدرة على الوصول إلى المدارس بسبب العنف وانعدام الأمن في مناطقهم.
صورة من: Mohamed Khidir/Xinhua News Agency/picture alliance
تفشي الكوليرا يهدد النازحين
صورة من إحدى المناطق المتأثرة بتفشي وباء الكوليرا في السودان، حيث يظهر أحد العاملين في القطاع الصحي وهو يقدم العلاج للمصابين في ظل ظروف صعبة. منذ إعلان تفشي الوباء في 12 أغسطس/ آب 2024، تم تسجيل أكثر من 8,400 إصابة و299 حالة وفاة في ثماني ولايات سودانية، ما يهدد حياة المجتمعات النازحة في أنحاء البلاد.
صورة من: Central Committee of Sudanese Doctors/AP Photo//picture alliance
حالات اغتصاب كثيرة والمتهم: عناصر الدعم السريع
تم توثيق 306 حالة اغتصاب منذ اندلاع الحرب في أبريل/ نيسان 2023، بينها 48 حالة لبنات في سن الطفولة، مع احتمال أن تكون الأعداد الفعلية أعلى بكثير. تكشف التحقيقات أن معظم حالات الاغتصاب والعنف الجنسي ارتُكبت من قبل قوات الدعم السريع، خصوصًا في ولايات الخرطوم ودارفور والجزيرة.
صورة من: Abd Raouf/AP Photo/picture alliance
تكايا تقدم مساعدات إنسانية
انتشرت التكايا في مختلف مناطق السودان لتوفير الغذاء والدواء للمحتاجين، معتمدة على تبرعات الأهالي داخل وخارج البلاد. تُدار هذه التكايا بواسطة المجتمع المحلي والمنظمات الإنسانية، حيث يقوم المتطوعون بتوزيع الطعام على المنازل. وفي 3 أكتوبر/ تشرين الأول 2024، تم ترشيح غرف الطوارئ في السودان لجائزة نوبل للسلام تقديرًا لدورها الحيوي في تقديم المساعدات الإنسانية.
صورة من: Mohamed Khidir/Xinhua News Agency/picture alliance
كارثة انهيار سد أربعات - فيضانات وعطش
انهار سد أربعات في ولاية البحر الأحمر شرقي السودان، مما أدى إلى كارثة كبيرة في مدينة بورتسودان. تسببت السيول في جرف جثث ومفقودين، إلى جانب آلاف المواشي وتدمير عشرات القرى والممتلكات. كما دمرت السيول بوابة السد وخطوطه الناقلة، ما هدد المنطقة بالعطش.
صورة من: -/AFP/Getty Images
النظام الصحي يواجه انهيارًا في ظل الحرب
وصل النظام الصحي في السودان إلى نقطة الانهيار بسبب الضغط الكبير على المرافق الصحية وتدهور قدرتها على مواجهة تفشي الأمراض وسوء التغذية. يعجز اثنان من كل ثلاثة سودانيين عن الحصول على الرعاية الصحية الأساسية، بعد إغلاق العديد من المستشفيات. يعاني المرضى من نقص الأدوية والغذاء، بينما لا يتلقى كبار السن والنساء والأطفال العلاجات الضرورية.
صورة من: AFP
مجازر جديدة في ولاية الجزيرة
تشهد ولاية الجزيرة بوسط السودان مجازر جديدة وجرائم إبادة جماعية على يد مليشيات الدعم السريع، التي اجتاحت أكثر من 100 قرية. وفقًا للجنة المقاومة، قُتل نحو 800 شخص، بينهم أسر كاملة، وتم توثيق فظائع في قريتي الأزرق والسريحة في 25 أكتوبر/تشرين الأول، بالإضافة إلى مذبحة بالرصاص الحي في القرى الشرقية للولاية.
صورة من: AFP
استبدال العملة قبل نهاية 2024
ولم ينته عام 2024 إلا وقد وقعت مفاجأة كبيرة، حيث قررت الحكومة السودانية تغيير بعض فئات العملة السودانية في ولايات دون أخرى. وبدأت السلطات في العاشر من ديسمبر/ كانون الأول استبدال العملة من فئة 1000 جنيه وكذلك فئة 500 جنيه عن طريق الإيداع البنكي في ست ولايات. وأعلن بنك السودان المركزي طرح عملة جديدة من فئة 1000 جنيه، تتضمن علامات تأمينية ترى بالعين المجردة مثل العلامة المائية.
صورة من: Janusz Pienkowski/Zoonar/picture alliance