ارتبط مرض الكوليرا في الأذهان بظهوره كوباء أنهى حياة الكثير من البشر في مراحل مختلفة من التاريخ. ومع ظهور الحديث عن ظهور المرض مؤخرا في اليمن، يعود الاهتمام من جديد بالكوليرا، فما هو هذا المرض وكيف يصيب الإنسان؟
إعلان
تعتبر الكوليرا أحد الأمراض المعدية الخطيرة التي تتسبب في حدوث إسهال حاد، نتيجة الإصابة ببكتيريا "فيبريو كوليرا". وغالبا ما ينتشر هذا المرض نتيجة غياب النظافة ويصيب في معظم الأحيان الأشخاص الذين يعانون من قلة التغذية والضعف العام. وتعيش البكتيريا المسببة للمرض في المسطحات المائية في درجات حرارة تزيد على عشر درجات مئوية. ويقتصر انتشار الكوليرا بشكل كبير على آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية وتحديدا الأماكن التي يغيب فيها الاهتمام بمبادئ النظافة. وتشير الإحصائيات العالمية إلى أن عدد المصابين بالمرض يقدر سنويا بنحو ستة ملايين شخص.
أعراض المرض وتطوره
غالبا ما تظهر أعراض المرض بشكل مفاجئ وتتشابه مع أمراض معوية أخرى، إذ يبدأ الأمر بإسهال حاد سائل غالبا مع قيء قد يكون دمويا. وتكمن الخطورة هنا في أن الإسهال الحاد يؤدي لفقدان الجسم لكمية كبيرة من السوائل الأمر الذي قد يؤدي للوفاة ما لم يتم تداركه بسرعة. وهناك بعض الأعراض الأخرى للمرض رصدها موقع "أبوتيكين أومشاو" ومنها، التقلصات العضلية وانخفاض النبض وتغيرات في الصوت. ومع تطور الحالة قد يختل عمل الكلى عن العمل ويفقد المريض غالبا وعيه.
ومن المهم معرفة أن البكتيريا المسببة للكوليرا تدخل للمعدة والأمعاء عن طريق الفم. وتقوم العصارة الهضمية بقتل البكتيريا بكميات كبيرة. لكن إذ زادت كمية البكتيريا عن قدر معين، تزيد فرصة تسلل بعضها للأمعاء الدقيقة، لتبدأ البكتيريا في إخراج أحد أنواع السموم الذي يؤدي لفقدان الجسم للماء والأملاح، لتبدأ أولى وأهم أعراض المرض وهي الإسهال الحاد. وتشير التسجيلات الخاصة بالمرض إلى أن المناطق المزدحمة بالبشر دون الاهتمام بالنظافة الشخصية كمناطق تجمع اللاجئين على سبيل المثال، هي أكثر الأماكن التي ينتشر فيها المرض بسهولة، لذا يطلق على الكوليرا "مرض الفقراء" نظرا للفئة التي يصيبها غالبا. ويعتبر الأطفال وكبار السن من أكثر الفئات التي يصيبها المرض بسهولة.
وتشير الإحصائيات إلى أن الكوليرا تقضي على حياة نحو نصف من يصابون بالمرض ولا يتم علاجهم. ومن الممكن علاج المرض باستخدام تقنيات خاصة ودعم الجسم بالسوائل.
ا.ف/ ط.أ
الكوليرا تحصد أرواح اليمنيين ـ تحذيرات من كارثة غير مسبوقة
لم تتوقف معاناة اليمنيين عند كون بلدهم واحدا من أفقر دول الشرق الأوسط وإنما زادت بسبب الحرب الجارية. ومنذ أكثر من أسبوعين بدأت الكوليرا تزيد من معاناتهم. وفي ظل الظروف الحالية هناك مخاوف من وقوع كارثة غير مسبوقة.
صورة من: Reuters/A.Zeyad
جرعة ماء من قنينة
هذا المواطن اليمني المسن يعاني من الكوليرا، ويتلقى العلاج في مستشفى في العاصمة صنعاء. يحصل على رعاية جيدة نسبيا، ولذلك يعتبر محظوظا مقارنة بآلاف غيره، لا يمكن للمستشفيات حالياً أن تضمن لهم مثل هذه الرعاية.
صورة من: Picture alliance/Photoshot/M. Mohammed
في كل يوم مرضى جدد
منذ الـ 6 من مايو/ أيار تاريخ أخذ هذه الصورة في مستشفى صنعاء ارتفع عدد المرضى بقوة. مدير اللجنة الدولية للصليب الأحمر دومنيك شتيلهارت يحذر من "وضع إنساني كارثي" في العاصمة. فقد اقترب عدد من ماتوا بسبب الكوليرا في اليمن خلال أسبوعين من 200 شخص وعدد حالات الإصابة نحو 11 ألف حالة.
صورة من: Reuters/K. Abdullah
البقاء في الحياة في عاصمة الحرب الأهلية
تتراكم القمامة في شوارع صنعاء منذ أن دخل موظفو جمع القمامة في إضراب بسبب عدم صرف الرواتب منذ شهور. الناس في البلد الفقير الذي تسوده منذ 2014 حرب أهلية يبحثون في النفايات عن شيء يأكلونه أو بقايا قابلة لأي استخدام. وتعد الأطعمة والمياه الملوثة أحد أسباب انتشار الكوليرا.
صورة من: Getty Images/M.Huwais
ليس هناك حتى سرير
في الأثناء بات الوضع داخل المستشفيات مترديا من ناحية النظافة. الكثير من مرضى الكوليرا لا يتوفرون حتى على سرير. هم مجبرون على تلقي الرعاية فوق أرض المستشفى. كما أن وسائل العلاج والأدوية والمضادات الحيوية قاربت على النفاد وفق ما صرح به عادل ثامر رئيس لجنة النشر بالهلال الأحمر في صنعاء خلال مقابلة مع DW عربية.
صورة من: Getty Images/M.Huwais
الأطفال وكبار السن الأكثر تضررا
القيء والإسهال يظهران غالبا في بداية المرض، الذي ينتشر بسبب الماء غير النظيف أو الأطعمة الملوثة وغيرها. ويتعرض الأطفال وكبار السن خصوصا لفقد السوائل والجفاف. والمهم هو ضمان كمية كافية من الماء النقي والسكر والملح. وإذا توفر هذا بجانب الأدوية والأمصال فمن الممكن الشفاء من المرض تماما، أما غير ذلك فخطر قد يودي بالحياة.
صورة من: Getty Images/M.Huwais
رحلة وسط فيضان
سائق يقود شاحنته عبر شوارع صنعاء التي غمرتها المياه بعد هطول أمطار غزيرة. كميات المياه الهائلة تساهم في انتشار جراثيم المرض.
صورة من: Getty Images/M.Huwais
مزيد من الأطباء والأدوية والأسرة
الأطباء والطواقم الطبية تبذل قصارى جهدها في علاج المرضى، ليس فقط في صنعاء، بل في مناطق أخرى في اليمن. وزارة الصحة الخاضعة للحوثيين أعلنت الأحد الماضي (14 مايو/ أيار) في بيان لها أن العاصمة صنعاء أصبحت منكوبة صحيا وبيئيا جراء تفشي وانتشار الكوليرا، الذي أصبح يحصد أرواح المواطنين، مناشدة المنظمات الإغاثية مساعدتها في التصدي للوباء والحيلولة دون وقوع كارثة غير مسبوقة.