الكونغرس الأمريكي يستمع اليوم إلى تقرير حاسم للإستراتيجية الأمريكية في العراق
١٠ سبتمبر ٢٠٠٧من المقرر أن يدلى الجنرال ديفيد بيتريوس قائد القوات الأمريكية في العراق اليوم 10 سبتمبر/أيلول 2007 أمام الكونغرس بتقويمه المرتقب على نطاق واسع، لمدى ما تحقق من تقدم أمني وسياسي في العراق. ويعد بيتريوس أحد مهندسي زيادة القوات الأمريكية في العراق هذا العام بنحو 25 ألفا ليصل عددها إلى أكثر من 160 ألف جندي. وذكرت صحيفة نيويورك تايمز اليوم نقلا عن مصادر عسكرية أمريكية أن بيتريوس اقترح إمكانية أن تبدأ أعداد صغيرة من القوات الأمريكية العودة إلى الوطن اعتبارا من كانون أول/ ديسمبر القادم، بيد أن أي عملية لخفض القوات بشكل اكبر يجب أن تنتظر بعض الوقت. وكانت خطته لزيادة القوات التي لم تصل إلى حدها الكامل إلا خلال الصيف قد أثمرت عن تحسن الوضع الأمني بعض الشيء في مناطق من العراق. وهو إنجاز حظي بإطراء بالغ من إدارة الرئيس بوش، لكن الآمال بإحراز تقدم سياسي بين الفصائل العراقية لم تحقق تطوراً ملموساً بعد.
تكهنات حول خفض عدد القوات الأمريكية في العراق
ونقلت الصحيفة عن ضابط لم تذكر أسمه على علم بالتوصيات "الجنرال بيتريوس قدم توصيات بشأن الطريقة التي يمكن من خلالها للقوات الإضافية إنجاز مهمتها". وسيُقدم أمام جلسة مشتركة للجنتي القوات المسلحة والعلاقات الخارجية تفسيرا لتوصيته بشأن الموعد الذي يمكن فيه البدء بعمليات سحب للقوات بدون أن تحل محلها قوات أخرى، وذلك "استنادا على افتراضات معينة بشأن الوضع الميداني".
وأضاف الضابط: " أنه حث أيضا على أن أي توصيات بشأن إجراء خفض كبير للقوات الامريكية في العراق سيكون سابقة لأوانها في هذا الوقت، وأن التوصيات بمثل تلك التعديلات يجب أن تنتظر حتى آذار/ مارس 2008". الجدير بالذكر ان هذا التقرير المكتوب، الذي سيُنظر فيه على نطاق واسع، يعد الأهم بين سلسلة التقارير والتقويمات الحالية في واشنطن بشأن الوضع في العراق. فالتقرير يعد حاسما للإستراتيجية الأمريكية في العراق كما أنه سيكون مهما لأي قرارات يتخذها الرئيس الأمريكي جورج بوش، الذي يواجه ضغوطا متنامية من قبل الديمقراطيين بل وحتى من بعض كبار أعضاء الحزب الجمهوري الذين يطالبون بوضع جدول زمني لانسحاب القوات الأمريكية من العراق.
انعكاسات سلبية لانسحاب مبكر
وعلى صعيد آخر تشير توقعات المراقبين السياسيين إلى أن يبلغ قائد القوات الأمريكية في العراق الجنرال ديفيد بيترويس الكونغرس بضرورة عدم إجراء تخفيضات كبيرة في مستويات القوات الأمريكية المتواجدة في العراق. وتلك التوقعات أكدها تصريح لمسؤول أمريكي لوكالات الأنباء طلب عدم نشر اسمه جاء فيه أن بتريوس وريان كروكر سفير الولايات المتحدة بالعراق سيؤكدان أن أي انسحاب ضخم للقوات الأمريكية قد يلحق الضرر بالتقدم الذي أحرز منذ زيادة عدد القوات الأمريكية إلى نحو 30 ألف جندي في وقت سابق من العام الجاري. فأي تغيير رئيسي في إستراتيجية الرئيس جورج بوش في حرب العراق، التي لا تحظى بشعبية على نحو كبير قد تزيد الوضع سوءا.