اصطفت ست ناقلات عملاقة في مرفأ تصدير النفط بدولة الكويت لتحميل الخام مع عودة القطاع تدريجيا إلى طبيعته. يأتي ذلك بعد أن أنهى العمال إضرابا استمر ثلاثة أيام وأدى إلى تقلص إنتاج البلاد من النفط.
إعلان
أعلنت السلطات النفطية الكويتية اليوم الأربعاء (20 أبريل/نيسان 2016) أن عودة الإنتاج إلى مستوياته المعتادة ستتطلب ثلاثة أيام، بعد ساعات من إعلان عمال قطاع النفط والغاز تعليق إضرابهم المفتوح الذي بدأ الأحد. وقال المتحدث الرسمي باسم القطاع النفطي الشيخ طلال الخالد الصباح في بيان إن "الرجوع التدريجي إلى معدلات الإنتاج الطبيعية قد يستغرق ثلاثة أيام تقريبا لعودة الإنتاج لسابق عهده"، بمعدل ثلاثة ملايين برميل يوميا.
وأشاد المتحدث الرسمي بنجاح خطة الطوارئ التي انتهجها القطاع النفطي الكويتي والتي تهدف إلى تأمين التزامات مؤسسة البترول الكويتية محليا وعالميا. وأثنى على الجهود التي تضافرت خلال فترة أزمة الإضراب لإدارة أهم قطاع في الدولة وعصب الاقتصاد الوطني.
وكان اتحاد عمال البترول وصناعة البتروكيماويات في الكويت قرر إلغاء قرار الإضراب الشامل، والتحاق جميع العاملين في القطاع النفطي بمقار عملهم بدءا من صباح اليوم الأربعاء. وأوضح أن "الهدف من تنفيذ الإضراب كان إيصال رسالة واضحة لا تحتمل لبسا بأحقية عمال وعاملات القطاع النفطي بمطالبهم". وأضاف: "أن العمال أكدوا من خلال تنفيذ ذلك القرار على دورهم الكبير كونهم عصب اقتصاد البلاد مبينين قدرتهم بالتأثير على عملية الإنتاج". وأكد الاتحاد في البيان على "عدم المساس أو التعرض للعاملين والعاملات الذين شاركوا في التعبير عن رأيهم برفض الانتقاص من حقوقهم من خلال مشاركتهم بقرار الاضراب وعدم اتخاذ أي إجراءات تجاههم".
وكانت صحيفة "الجريدة" الكويتية نقلت في عددها الصادر الأربعاء عن وزير النفط بالوكالة أنس الصالح، رفض أي تفاوض مع العمال حول الخطوات المزمع اتخاذها "إلا بعد فض الإضراب". وأضافت أن ممثلين للعمال سيلتقون اليوم رئيس الوزراء الشيخ جابر المبارك الصباح لإجراء مباحثات حول حل الخلاف بين الطرفين.
انهيار سعر النفط.. يخلط أوراق اقتصاديات الدول المنتجة
يستمر سعر برميل النفط بالانخفاض. وتتسبب توقعات تعثر النمو الاقتصادي العالمي وطفرة في الإنتاج منذ أكثر من عام في انتشار أجواء انعدام الثقة التي قلصت بقوة من عائدات بعض الدول النفطية.
صورة من: picture-alliance/dpa
عارضت العربية السعودية قبل فترة وجيزة تقليص كميات إنتاج البترول لمواجهة المنافسة الأمريكية والخصم إيران. لكن ثاني أكبر مصدر للنفط في العالم يواجه هو الآخر وضعا صعبا. وصندوق النقد الدولي حذر من عجز كبير في الميزانية. والآن تريد السلطات السعودية إدراج ضرائب وإلغاء دعم بعض المواد الاستهلاكية والكهرباء.
صورة من: picture-alliance/dpa/P. Grimm
من كان يتوقع ذلك؟ النرويج الغنية تشكو هي الأخرى من تدني سعر البترول. فالبترول من بحر الشمال جعل من بلد زراعي فقير إحدى أغنى دول العالم. لكن النرويج بدأت تغير سياستها في التركيز على النفط والغاز، وباتت تهتم أكثر باستغلال خيرات البحر من السمك.
صورة من: picture-alliance/dpa/O. Hagen
روسيا لا تئن فقط تحت وطأة العقوبات الاقتصادية الغربية بل حتى بسبب نزول سعر النفط. في 2015 انخفضت القوة الاقتصادية في إمبراطورية فلاديمير بوتين بنحو 4 في المائة. والتداعيات هي انخفاض مستوى الأجور، والروبل فقد نصف قيمته أمام الدولار، والتوقعات ليست جيدة بالنسبة إلى 2016.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Druzhinin
نيجيريا هي أكبر منتج إفريقي للنفط. وكان الرئيس الجديد قد أعلن عن نيته رفع مستوى النفقات الحكومية، وهو وعد قد لا يتحقق بسبب تدني الأسعار. والعديد من مشاريع البنية التحتية تظل جامدة. ويدر قطاع النفط ثلاثة أرباع عائدات البلاد.
صورة من: picture-alliance/dpa
ليس فقط نيجيريا، بل العديد من الدول الأخرى تبني حساباتها على أسعار مرتفعة للنفط والنتيجة هي عجز في الميزانية. فمنذ منتصف 2014 تراجع سعر النفط بنحو 75 في المائة. ولا يتوقع خبراء عودة الأسعار إلى المستويات السابقة التي تعدت 120 دولارا للبرميل.
تعتزم إيران عرض نصف مليون برميل إضافية يوميا على سوق النفط بعد رفع العقوبات الاقتصادية عنها. وبذلك توجه إيران لنفسها ضربة موجعة، لأن الكمية المتزايدة تضغط على السعر نحو الأسفل. لكن إيران ترى سببا آخر لتراجع أسعار النفط، وهي سياسة خصمها العربية السعودية.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Taherkenareh
الدول الخليجية الغنية بالنفط مثل العربية السعودية وقطر وعمان والإمارات العربية المتحدة ما تزال تمتلك صناديق حكومية كبيرة. لكن دول الخليج الست تعاني مشتركة من عجز في الميزانية يصل إلى 260 مليار دولار، حسب بعض التوقعات.
صورة من: M. Naamani//AFP/Getty Images
فنزويلا تمتلك أكبر احتياطي للنفط في العالم، ومولت الحكومة الاشتراكية طوال سنوات برامجها الاشتراكية بعائدات النفط، والآن أعلن الرئيس نيكولا مادورو مواجهة البلاد لأزمة اقتصادية. ويتزامن تراجع سعر النفط مع تراجع شعبية مادورو.
صورة من: Reuters
بفضل تقنية استخراج النفط الصخري تحولت الولايات المتحدة الأمريكية إلى أكبر منتج للنفط في العالم. لكن السعر المنخفض يجعل هذه التقنية غير مربحة. وتعتبر الولايات المتحدة أكبر مستهلك للطاقة في العالم. ويستغل الناس هذه اللحظة لاقتناء سيارات كبيرة، وذلك يؤثر سلبا على البيئة.
صورة من: picture-alliance/dpa
9 صورة1 | 9
واصطفت ست ناقلات عملاقة في مرفأ تصدير النفط بدولة الكويت لتحميل الخام. وانعكس إنهاء الإضراب سلبا على أسعار النفط عالميا، إذ تراجع صباح اليوم سعر برميل نفط تكساس المرجعي الأميركي تسليم أيار/مايو 2.41 بالمئة الى 40.09 دولارا، وبرميل نفط برنت تسليم حزيران/يونيو 2.23 بالمئة إلى 43.05 دولارا.
وكان عمال النفط قد بدأوا إضرابا يوم الأحد أدى إلى تقلص إنتاج البلاد من الخام إلى نحو النصف بالإضافة إلى تعطل عمليات التكرير هناك. وقال مصدر في القطاع إن الكويت رفعت إنتاجها من الخام إلى 1.6 مليون برميل يوميا اليوم الأربعاء مقابل 1.1 مليون برميل يوميا يوم الأحد الماضي و2.8 مليون برميل يوميا في مارس/ آذار.
وقال أحد المتعاملين في القطاع لدى شركة من شمال آسيا "ما زال هناك بعض المشترين القلقين بشأن تحميل النفط." ولجأ العمال إلى الإضراب للاحتجاج على خطط لجدولة جديدة مخفضة لرواتب العاملين في القطاع العام، بينهم 20 ألف عامل في القطاع النفطي، وذلك من ضمن الخطط الحكومية لمواجهة التراجع الذي تشهده أسعار النفط عالميا منذ منتصف العام 2014.