اللاجئون الأفغان.. مواقف متعارضة بين تركيا وألمانيا والنمسا
٢٢ أغسطس ٢٠٢١
فيما تتزايد المخاوف على مصير اللاجئين الأفغان بعد سيطرة طالبان، أكدت تركيا أنها لا تستطيع تحمل "موجة هجرة إضافية"، تشدد ألمانيا على ضرورة إجلاء من يحتاجون الحماية، بينما عارض مستشار النمسا استقبال المزيد من اللاجئين.
إعلان
أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال اتصال هاتفي مع المستشارة الألمانيّة أنغيلا ميركل السبت، أنّ بلاده لا تستطيع تحمّل "عبء هجرة إضافيّة" من أفغانستان عقب استيلاء حركة طالبان على السلطة.
وقال أردوغان لميركل إن "موجة هجرة جديدة هو (أمر) لا مفرّ منه إذا لم تُتّخذ الإجراءات اللازمة في أفغانستان وإيران"، مشدّدًا على أنّ "تركيا التي تستقبل أصلًا خمسة ملايين لاجئ، لا يُمكنها تحمّل عبء هجرة إضافية".
كما انتقد أردوغان "تردد" الاتحاد الأوروبي في ما يتعلق بطلب تركيا مراجعة اتّفاق موقّع في العام 2016 بين أنقرة وبروكسل لوقف تدفّق المهاجرين.
ويُمكن بموجب هذا الاتّفاق، إعادة المهاجرين "غير الشرعيّين" الذين يصلون الاتحاد الأوروبي، إلى تركيا، في مقابل تقديم مساعدات ماليّة لأنقرة من أجل استقبالهم.
وقال أردوغان إنّ "الموقف المتردّد للاتّحاد الأوروبّي في شأن تلبية تطلّعات تركيا المشروعة المتمثّلة بتحديث اتّفاق الهجرة المبرم في 18 آذار/مارس (2016)، يؤثّر سلبًا على إمكان التعاون في مجال الهجرة".
ميركل تطالب بتحرك عاجل
من جهتها، شدّدت ميركل على أنّ إجلاء الأشخاص الذين يحتاجون إلى الحماية، من أفغانستان، هو "أولويّة قصوى".
وقالت متحدّثة باسم المستشارة الألمانيّة إنّ ميركل وأردوغان اتّفقا على "التعاون الوثيق لدعم عمل المنظّمات الدوليّة، ولا سيّما وكالات مساعدة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، في أفغانستان والدول المجاورة".
وكانت ميركل قد أبدت انفتاحها على استقبال "منظّم" للاجئين الأفغان "الأكثر عرضة للمخاطر" الهاربين من نظام طالبان، لكنّها أقرت بصعوبة توصل الشركاء الأوروبيين لاتفاق بهذا الشأن.
وأشارت ميركل التي استقبلت بلادها بين عامي 2015 و2016 أكثر من مليون طالب لجوء، إلى ضرورة أن ينصبّ التركيز في مرحلة أولى على إيجاد حلول إقليمية من أجل استقبال هؤلاء اللاجئين في الدول المجاورة لأفغانستان.
وأظهر استطلاع حديث أن نحو ثلثي الألمان يؤيدون ضمان حماية في ألمانيا للأفغان المعرضين للخطر في بلدهم.
وجاء في استطلاع معهد "يوغوف" لقياس مؤشرات الرأي الذي تم نشر نتائجه اليوم الأحد أن إجمالي 63% من الألمان الذين شملهم الاستطلاع يؤيدون ضرورة أن تقدم الحكومة الاتحادية مساعدة للمضطهدين في أفغانستان.
وستشهد عدة مدن ألمانية اليوم الأحد مظاهرات لتسريع عمل جسر جوي لنقل أشخاص من أفغانستان. وشهدت مدينة فرانكفورت مظاهرات شارك بها نحو 500 شخص أمس السبت في أحد الميادين الشهيرة.
النمسا ترفض
من جانبه، قال المستشار النمساوي المحافظ سيباستيان كورتس في تصريحات نُشرت اليوم الأحد إنه يعارض استقبال مزيد من الفارين من أفغانستان بعد أن استولت طالبان على السلطة هناك.
وكانت النمسا قد استقبلت عددا يزيد عن واحد في المائة من سكانها من طالبي اللجوء خلال أزمة الهجرة في أوروبا في عامي 2015 و 2016 ، وبنى كورتس مستقبله السياسي على اتخاذ موقف متشدد بشأن الهجرة وفاز في كل الانتخابات البرلمانية منذ عام 2017.
وقال كورتس في مقابلة مع قناة بلس 24 التلفزيونية "إنني أعارض بوضوح أن نستقبل طواعية الآن مزيدا من الناس وهذا لن يحدث خلال وجودي كمستشار". ونشرت مقتطفات من المقابلة قبل بثها في وقت لاحق اليوم الأحد.
استخدام قاعدتين في إسبانيا
من جهتها قالت الحكومة الإسبانية اليوم الأحد إن الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانتشيث اتفقا على استخدام قاعدتين عسكريتين في جنوب إسبانيا لاستقبال الأفغان الذين كانوا يعملون لحساب الحكومة الأمريكية.
وقالت الحكومة في بيان إن بايدن وسانتشيث اتفقا في مكالمة استغرقت 25 دقيقة مساء السبت على إمكان استخدام القاعدتين لاستقبال اللاجئين القادمين من أفغانستان لحين ترتيب سفرهم إلى دول أخرى.
ومساء السبت وصلت طائرة تقل 110 لاجئين أفغان وأسرهم إلى مركز تابع للاتحاد الأوروبي في إسبانيا بقاعدة عسكرية خارج مدريد وكان بينهم 36 فردا كانوا يعملون لحساب الإدارة الأمريكية في أفغانستان.
وتستخدم هذه القاعدة في استضافة اللاجئين الأفغان الذين عملوا لحساب الاتحاد الأوروبي وأسرهم قبل نقلهم إلى دول أخرى في الاتحاد.
ع.ا/م.س ( أ ف ب، د ب أ)
كيف عرضت السينما العالمية "مأساة" أفغانستان؟
تاريخ البلد المضطرب دائما ما كان موضوعا لعدة أفلام عالمية بداية من "قندهار" ووصولا إلى "عداء الطائرة الورقية". فكيف تناولت السينما العالمية الوضع في أفغانستان؟
صورة من: Mary Evans Picture Library/picture alliance
فيلم "هافا" - إنتاج عام 2019
هو أخر أفلام المخرجة الأفغانية ساهرا كريمي، وتم عرضه ضمن فعاليات مهرجان فينيسيا للأفلام عام 2019. ويحكي الفيلم قصة ثلاث سيدات يعشن في كابول، محاطين بثلاثة سياقات اجتماعية مختلفة، وتتعامل كل منهن بطريقتها مع حملها. وقبل سقوط العاصمة الأفغانية تحت سيطرتهم، وجهت صانعة الفيلم خطابا مفتوحا للعالم تحذر فيه من حركة طالبان. وتمكنت المخرجة الافغانية من الرحيل والتوجه للعاصمة الأوكرانية كييف.
صورة من: http://hava.nooripictures.com
فيلم "أسامة" - إنتاج عام 2003
تحت حكم طالبان من عام 1996 وحتى 2001، منعت الحركة النساء من العمل في أغلب المجالات بما حرم الأسر، التي فقدت عائلها من الرجال بسبب الصراع، من الدخل الذي كانت المرأة تتحصل عليه سابقا من عملها. ويحكي فيلم "أسامة" قصة فتاة اضطرت للتنكر كصبي لتتمكن من العمل ومساعدة أسرتها. ويعتبر الفيلم العمل السينمائي الأول الذي يتم تصويره بالكامل في أفغانستان منذ عام 1996، إذ منعت الحركة أنذاك أيضا إنتاج الأفلام.
صورة من: United Archives/picture alliance
فيلم "المُعيل" - إنتاج عام 2017
أصدرت كارتون صالون، وهي شركة إنتاج سينمائي أيرلندية حاصلة على عدة جوائز، فيلم رسوم متحركة مأخوذ عن رواية "المُعيل" للكاتبة ديبورا إليس. وتحكي الرواية قصة فتاة تتنكر في زي صبي حتى تتمكن من العمل ومساعدة أسرتها. وعملت الممثلة الأمريكية أنجيلنا جولي كمنتج منفذ للفيلم، والذي تم ترشيحه لنيل جائزة الأوسكار لأفضل فيلم رسوم متحركة.
صورة من: Aircraft Pictures/Entertainment Pictures/Zumapress/picture alliance
فيلم "عداء الطائرة الورقية" - إنتاج عام 2007
الفيلم مأخوذ عن الرواية الشهيرة، التي تحمل نفس الأسم، للكاتب خالد حسيني، ومن إخراج المخرج الألماني السويسري مارك فورستر. ويتناول الفيلم مفاهيم واسعة كالشعور بالذنب والرغبة في التكفير عنه من خلال عرض ما شهدته أفغانستان من أحداث على مدار نصف قرن بداية بإنهيار الملكية، مرورا بالغزو الروسي، ووصولا إلى وصول طالبان للسلطة.
صورة من: Mary Evans Picture Library/picture-alliance
فيلم "قندهار" - إنتاج عام 2001
الفيلم من إخراج محسن مخملباف، والذي يعد ضمن أفضل مخرجي إيران، ويحكي قصة سيدة أفغانية كندية تقرر العودة لأفغانستان لتمنع شقيقتها من الانتحار. لم يلقى "قندهار" الكثير من الاهتمام عند عرضه للمرة الاولى بمهرجان كان السينمائي عام 2001. ثم وقعت أحداث 11 سبتمبر/ أيلول لتثير الرغبة في التعرف أكثر عما يدور في أفغانستان والمصاعب التي تواجهها المرأة هناك.
صورة من: Mary Evans Arichive/imago images
فيلم "في الساعة الخامسة بعد الظهر" - إنتاج عام 2003
بعد ذلك بعامين وفي مهرجان كان أيضا، عرضت المخرجة سميرة ماكملباف، إبنة المخرج الإيراني محسن ماكملباف، فيلمها عن أفغانستان. ويحكي الفيلم قصة شابة أفغانية تعيش بالعاصمة الممزقة بسبب الحرب وتحلم بأن تصبح يوما رئيسة لبلادها. وبعد هزيمة طالبان، تسعى الفتاة للتعلم من أجل تحقيق حلمها. وتم تصوير الفيلم في العاصمة الأفغانية كابول.
صورة من: Mary Evans Picture Library/picture alliance
فيلم "في هذا العالم" - إنتاج عام 2002
يحكي الفيلم قصة طفلان لاجئان أفغانيان خلال رحلتهما للهجرة غير القانونية من مخيم اللجوء في باكستان إلى لندن. الفيلم من إخراج مايكل وينتربوتم، وتم تصويره كفيلم تسجيلي من بطولة ممثلين هاوين غير محترفين. وحاز الفيلم على جائزة الدب الذهبي من مهرجان برلين للسينما عام 2003، كما حصل أيضا على جائزة البافتا لأفضل فيلم أجنبي.
صورة من: Mary Evans Picture Library/picture-alliance
فيلم "الناجي الوحيد" - من إنتاج عام 2013
الفيلم مأخوذ عن قصة الجندي بالبحرية الأمريكية ماركوس لوتريل ومشاركته في عملية "الأجنحة الحمراء"، التي استهدفت مجموعة من مقاتليي طالبان بمقاطعة كونار الأفغانية عام 2005. وجسد الممثل مارك والبيرغ في الفيلم شخصية لوتريل، والذي كان الناجي الوحيد بعد مقتل جميع زملائه في كمين نُصب لهم.
صورة من: Gregory E. Peters/SquareOne/Universum Film/dpa/picture alliance
"رامبو" - إنتاج عام 1988
تدور أحداث الفيلم الثالث من سلسلة "رامبو"، بطولة النجم سيلفستر ستالون خلال الحرب السوفيتية في أفغانستان، حيث يتوجه رامبو إلى هناك لإنقاذ قائده السابق من يد القوات السوفيتية "عديمة الرحمة". وعادت من جديد هذا الأسبوع روايات سابقة عن أن الفيلم حمل في البداية إهداء إلى "المقاتلين المجاهدين الشجعان" ليتم تعديله بعد هجمات 11 سبتمبر ليكون الإهداء إلى "الشعب الأفغاني ولكن أكد البعض عدم صدق تلك المعلومة.
صورة من: United Archives/IFTN/picture alliance
فيلم "حرب شارلي ويلسون" - إنتاج عام 2007
في فترة حكم الرئيس الأمريكي السابق ريغان، دعمت الولايات المتحدة المجاهدين الأفغان في مواجهة الاتحاد السوفيتي. وفي هذا الفيلم يقوم الممثل الأمريكي توم هانكس بلعب دور عضو الكونغرس الأمريكي شارلي ويلسون، واحد من أهم مؤيدي برنامج التمويل الأمريكي للمجاهدين الذي استمر حتى عام 1991.
إليزابيث غرينير - دينا البسنلي
صورة من: Mary Evans Picture Library/picture-alliance