1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

تعقيدات الروتين تفاقم مآسي السودانيين اللاجئين إلى مصر

٤ مايو ٢٠٢٣

تزيد البيروقراطية أوضاع السودانيين كارثية في داخل بلادهم المشتعلة، وهم في طريقهم للفرار، وحتى خارج الحدود. و"الجبهة المدنية لإنهاء الحرب واستعادة الديمقراطية" رأت النور قبل أيام، بيد أنها تواجه تحديات جسيمة.

آلاف السودانيين يفرون من جحيم الحرب الدائرة في بلادهم ويواجهون ظروفا قاسية خلال رحلة الهروب (21/04/2023)
آلاف السودانيين يفرون من جحيم الحرب الدائرة في بلادهم ويواجهون ظروفا قاسية خلال رحلة الهروبصورة من: Ebrahim Hamid/AFP/Getty Images

يفتقر آلاف اللاجئين السودانيين في مصر إلى الدعم بسبب قيود التأشيرات وعوائق بيروقراطية أخرى. "ما يجري في السودان لم يصنف بعد على الصعيد العالمي على أنه أزمة إنسانية"، تقول الناشطة السودانية رانيا عبد العزيز لـ DW. وكانت الناشطة قد غادرت الخرطوم بمحض الصدفة في آذار/مارس لقضاء شهر رمضان مع أسرتها في القاهرة. بعد ذلك، اندلعت الاشتباكات في منتصف نيسان/أبريل، ومن هنا قررت الشابة البالغة من العمر 37 عاماً البقاء في  مصر في الوقت الحالي، ومساعدة اللاجئين السودانيين المتوافدين على مصر.

في غضون ذلك، تواصل القنصليات المصرية والسفارة المصرية إصدار التأشيرات السياحية لمن يرغب بالقدوم إلى مصر رغم الاشتباكات المستمرة بين الجنرالين المتحاربين عبد الفتاح البرهان وخصمه محمد حمدان دقلو المعروف باسم حميدتي، والتي خلفت آلاف الجرحى وأكثر من 500 قتيل، بحسب الأرقام الرسمية.

"لاجئون وليسوا سواح"!

وتقول رانيا عبد العزيز: "السودانيون لم يأتوا إلى هنا بقصد السياحة، لقد نزحوا وأصبحوا لاجئين".

وتكمن مشكلة التأشيرة السياحية في أنها لا تمنح السودانيين الواصلين إلى مصر الحق في الحصول على المساعدات التي تمنح للمصريين ولا حق تلقي العون والمساعدات الدولية الخاصة باللاجئين.

"هناك عقبات بيروقراطية وإدارية كبيرة عند الجانبين المصري والسوداني في إنجاز المعاملات الورقية اللازمة للتمكن من دخول مصر بشكل قانوني، ولا يعفي الجانب المصري في هذا الوقت السودانيين من التأشيرات"، تقول لـ DW هاجر علي، الباحثة في "المعهد الألماني للدراسات العالمية والإقليمية" GIGA.

وأضافت هاجر علي أن تراكم المعاملات الورقية الناتجة عن إجلاء الموظفين الدبلوماسيين والأجانب في بداية الاشتباكات يؤخر طلبات الحصول على تأشيرة للمواطنين العاديين. وتابعت إن العديد من السودانيين أفادوا في تغريدات على وسائل التواصل الاجتماعي أنه لا توجد حتى الآن مكاتب خاصة باللاجئين على الجانب السوداني. علاوة على ذلك، لا تقدم السفارة السودانية في مصر أي دعم، كما تقول رانيا عبد العزيز.

وتواصلت DW مع السفارة السودانية بالإضافة إلى العديد من القنصليات السودانية في مصر لكنها لم تتلق رداً حتى وقت نشر هذا التقرير.

افتراش الأرض والتحاف السماء

في غضون ذلك، تدهور الوضع على المعبر الحدودي السوداني المصري في بورتسودان. وقال عبد الله الفاتح، أحد سكان الخرطوم الذي فر مع أسرته، لوكالة الأنباء أشوشيتدبرس في وقت سابق من هذا الأسبوع إنهم عندما وصلوا بعد رحلة استغرقت 20 ساعة إلى بورتسودان، وجدوا الآلاف ... يخيمون خارج منطقة الميناء: "كان قد أمضى الكثير من المخيمين في الهواء أكثر من أسبوع، دون طعام أو خدمات أساسية في الحر الشديد".

أخيراً، أعلنت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في وقت سابق من هذا الأسبوع أنها ستطلق خطة استجابة مشتركة بين مختلف الوكالات الداعمة وستعيد توجيه بعض الموارد البشرية والمخزونات من تشاد وجنوب السودان "في أقرب وقت ممكن".

قد يصبح هذا أكثر أهمية في الأيام القليلة المقبلة، إذا تحققت أحدث تقديرات الأمم المتحدة. وقالت المتحدثة باسم الأمم المتحدة، أولغا سارادو، يوم الثلاثاء (الثاني من أيار/مايو 2023)، إنه في حالة عدم حل النزاع في أي وقت قريب، فإن المنظمة الأممية تقدر أن عدد اللاجئين السودانيين يمكن أن يرتفع من 100ألأف في الوقت الحالي إلى 800 ألف لاجئ.

السودانيون يساعدون بعضهم البعض

في ظل عدم وجود دعم رسمي للاجئين السودانيين في مصر، فإن الجالية السودانية الكبيرة في مصر، التي هاجرت بسبب الاضطرابات السياسية في عدة موجات في التسعينيات والعقد الأول من القرن الحادي والعشرين، ومنذ الإطاحة بالديكتاتور عمر البشير في عام 2019، هبت لتقديم العون للسودانيين الواصلين حديثاً إلى مصر.

مساعدات من متطوعين مصريين للاجئين السودانيين بالقرب من مدينة أسوان المصريةصورة من: AFP/Getty Images

تقول رانيا عبد العزيز: "التعاون مذهل". وتسوق المثال التالي: تم تحويل مدرسة سودانية في القاهرة مغلقة بسبب الإجازات الحالية إلى مأوى للاجئين، ويقوم أطباء ومعالجون نفسيون سودانيون بمساعدة المصابين بالأمراض الجسدية والصدمات نفسية.

ومع ذلك، بالنسبة لبقية السكان في السودان، لا يزال الوضع متردياً على الرغم من وعد العديد من المرافق الصحية باستئناف العمل هذا الأسبوع. وفي الوقت نفسه، استنفذت تلك المرافق أجزاء كبيرة من مخزونها ولا تزال الطرق خطرة بسبب المعارك المستمرة.

منذ اندلاع الاشتباكات، غادر آلاف الأشخاص العاصمة الخرطوم وغيرها من المناطق التي يدور يها القتال إلى مناطق أكثر أماناً. وأكدت أولغا سارادو أن "حوالي 334 ألف شخص نزحوا داخل السودان". ومع ذلك، لا يزال آخرون عالقين لأنهم لا يستطيعون تحمل أسعار تذاكر الحافلات التي ارتفعت بشكل كبير، أو أنهم خائفون للغاية أو أضعف من أن يغادروا وسط القصف والهدن الهشة. وتعلق رانيا عبد العزيز: "لا توجد ممرات إنسانية آمنة وسوف تنفذ مخزونات السودانيين (من الطعام والشراب وغيرها من الاحتياجات اليومية) في القريب العاجل".

دفعة جديدة من أجل الديمقراطية

في غضون ذلك، قررت جماعات منادية بالديمقراطية في السودان تشكيل تحالف جديد باسم "الجبهة المدنية لإنهاء الحرب واستعادة الديمقراطية". وكان سلف التحالف، "قوى الحرية والتغيير"، قد عانى من خلافات داخلية حول دور العسكريين في الحكومة.

يمكن تصبح للمظلة الجديدة، المنضوية تحتها عدد كبير من الأفراد والجماعات، ثقلاً سياسياً بمجرد انتهاء القتال. ووقع على البيان التأسيسي ما لا يقل عن 130 مثقفاً سودانياً بارزاً، و13 منظمة نسائية، و22 منظمة مدنية، و29 نقابة وجمعية تجارية، و12 حزباً وجماعة سياسية، و9 لجان مقاومة.

وقالت زهرة حيدر المتحدثة باسم التحالف الديمقراطي الجديد لـDW: "نحن نواجه تحديات. هناك الكثير من عدم الثقة وعدم تقبل الآراء الأخرى". لذلك، ترى زهرة حيدر أن التغلب على هذه العقبات هو التحدي الأول والأهم لكي تحظى "الجبهة المدنية لإنهاء الحرب واستعادة الديمقراطية" بثقة السودانيين.

وقالت حيدر: "لكننا نمتلك أيضًا الكثير من نقاط القوة. الجبهة لديها قواعد شعبية داعمة، ولديها رؤية واضحة أبعد من مجرد وقف الحرب ودعوة الجيش إلى الامتناع عن التدخل في الحياة السياسية في السودان". وختمت زهرة حيدر المتحدثة باسم "الجبهة المدنية لإنهاء الحرب واستعادة الديمقراطية" حديثها بأن "الآمال معلقة كبير على هذه الجبهة، وقد تكون الخيار الأخير للسودان ليصبح ديمقراطياً وينعم بسلام دائم".

جنيفر هوليس/خ.س

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW