لا يزال من غير الواضح كيف ستتطور الأمور في سوريا بعد نظام الأسد. ومع ذلك فقد بدأ نقاش في ألمانيا حول مئات الآلاف من اللاجئين القادمين من سوريا وهل يتعين أو يجب على السوريين أن يعودوا قريبًا إلى وطنهم؟
إعلان
جاء خبر نهاية نظام بشار الأسد في سوريا مفاجئًا للسياسيين والمجتمع في ألمانيا مع بداية الحملة الانتخابية للانتخابات المبكرة. وبسرعة سُمعت أصوات تطالب بضرورة عودة السوريين الآن إلى وطنهم بأسرع ما يمكن، من أجل تخفيف الضغط في قضية اللجوء والهجرة شديدة الاستقطاب في ألمانيا. ثم سادت الأصوات الأعمق فكرًا، والتي دعت إلى إبعاد هذا الموضوع عن حملة الانتخابات البرلمانية (بوندستاغ) الجديدة المحتملة في 23 شباط/فبراير 2025.
وفي رد فعل أولي، قرر المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين تعليق البت في طلبات اللجوء للأشخاص القادمين من سوريا. علمًا بأنَّ معظم هذه الطلبات كانت مبنية على الاضطهاد من قبل نظام الأسد.
بوشمان: المندمجون جيدًا يجب أن يتمكنوا من البقاء
وفي يوم الاثنين ()، قال على قناة آر تي إل (RTL) التلفزيونية الألمانية ماركو بوشمان، الأمين العام للحزب الديمقراطي الحر المقرب من الاقتصاد: "إذا جاء أشخاص إلى ألمانيا قبل عدة سنين، وربما يكون بعضهم قد حصلوا على الجنسية الألمانية وبإمكانهم كسب قوتهم من عملهم الخاص، فيجب أن تكون لديهم آفاق للبقاء".
ولكن الوضع يختلف مع الأشخاص الذين يعيشون على الدخل المحوّل من الدولة، وهؤلاء يشكلون الأغلبية، بحسب تعبير ماركو بوشمان: "يمكنهم بطبيعة الحال البقاء لدينا فقط طالما كانت توجد أسباب قانونية لذلك؛ وهذه الأسباب كانت مبنية على الحرب الأهلية". وماركو بوشمان سياسي ليبرالي شغل منصب وزير العدل الاتحادي حتى نهاية ما يعرف باسم ائتلاف إشارة المرور بين الديمقراطيين الاشتراكيين والخضر والحزب الديمقراطي الحر في بداية تشرين الثاني/نوفمبر.
ينس شبان مع العودة السريعة
وقبل ذلك كان السياسي ينس شبان، من أكبر حزب معارض في ألمانيا حاليًا (حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي)، قد أدلى بتصريحات مماثلة فقال: "أود القول كخطوة أولى إنَّنا نقدم عرضًا. ماذا لو قالت الحكومة الألمانية إنَّ: كل مَنْ يريد العودة إلى سوريا، سنحجز له تذكرة العودة ونمنحه ألف يورو كمساعدة من أجل البداية". وفي الوقت نفسه، اقترح ينس شبان تنظيم مؤتمر مع النمسا وتركيا والأردن حول إعادة إعمار سوريا وعودة اللاجئين.
وهنا تبدو لهجة وزير داخلية ولاية بافاريا، يوآخيم هيرمان من الاتحاد المسيحي الاجتماعي، الحزب الشقيق لحزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي، أكثر تحفظًا. فقد صرح لإذاعة دويتشلاندفونك أنَّه لا أحد ستخطر بباله فكرة أن يُبعد من البلاد أشخاصًا يعتمدون على أنفسهم ولديهم عمل جيد في ألمانيا. وأضاف: "الأشخاص المندمجون جيدًا مدعوون بحرارة للبقاء هنا".
أما حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني المتطرف جزئيًا، فهو يستخدم اللهجة الأكثر شدة في هذا النقاش حول هذا الأمر. فقد كتبت مرشحته لمنصب المستشار أليس فايدل على قناتها بمواقع التواصل الاجتماعي: "من الواضح أنَّ مَنْ يحتفل بسوريا الحرة في ألمانيا لم يعد لديه أي سبب للجوء. ويجب أن يعود فورًا إلى سوريا".
هذا وقد حذرت في حديث مع DW النائبة عن حزب الخضر في البرلمان الاتحادي (بوندستاغ) لمياء قدور، التي ينحدر والداها من سوريا، من الاستنتاجات المتسرعة، بقولها: "يجب على الحكومة الألمانية الآن أن تراقب الوضع في سوريا بموضوعية كبيرة، وأن تهتم بمنح الحماية للأقليات بشكل خاص".
وأضافت سياسية حزب الخضر لمياء قدور أنَّ الحكومة الألمانية يجب عليها الانتظار بضعة أيام أخرى حتى يكون من الممكن إجراء تقييم جدي. وتساءلت: "كيف يبدو تقسيم السلطة الجديد؟ وكيف يمكن إجراء اتصالات مع هيئة تحرير الشام، التي ما تزال مصنفة في ألمانيا كتنظيم إرهابي؟".
المستشار شولتس والوزيرة بيربوك ينتظران
وكذلك تعاملت حتى الآن حكومة الأقلية الحالية المكونة من الاشتراكيين الديمقراطيين والخضر بتحفظ: فقد وصف المستشار أولاف شولتس (من الحزب الاشتراكي الديمقراطي) في رد فعل أولي في نهاية الأسبوع الماضي سقوط بشار الأسد بأنَّه "خبر جيد". وقال إنَّ الأسد "قمع شعبه بوحشية، وأزهق أرواحًا لا تعد ولا تحصى، وأجبر الكثير من الناس على الهروب من سوريا".
وفي بداية الأسبوع، أُعلن أنَّ المستشار الألماني أجرى مكالمة هاتفية مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حول الوضع في سوريا. وأنَّهما مستعدان للعمل مع الحكام الجدد في دمشق.
كما تحدثت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك (من حزب الخضر) حول "لحظة أمل" بالنسبة لملايين السوريين. وحذرت من خطر وقوع سوريا الآن في أيدي "متطرفين آخرين - بصرف النظر عن انتمائهم".
وكذلك دعا رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الاتحادي (بوندستاغ)، ميشائيل روت (من الحزب الديمقراطي الاشتراكي)، إلى الانتظار: فقد حذر على قناته بمواقع التواصل الاجتماعي من استبدال "ديكتاتورية علمانية دموية" بدكتاتورية دينية أصولية.
إعلان
حوالي مليون شخص من سوريا في ألمانيا
في نهاية تشرين الأول/أكتوبر 2024، كان عدد السوريين المقيمين في ألمانيا نحو 974 ألف شخص، كما ذكرت وزارة الداخلية الألمانية الاتحادية في برلين. وهذا يعني أنَّ الجالية السورية الأكبر خارج حدود العالم العربي تعيش في ألمانيا.
والحاصلون من بينهم على حق اللجوء السياسي يبلغ عددهم نحو 5090 (خمسة آلاف وتسعين) شخصا فقط. بينما يتمتع نحو 321000 (ثلاثمائة وواحد وعشرين ألف) سوري بحق الحماية حسب اتفاقية جنيف للاجئين، وذلك لأنَّهم ينتمون مثلًا إلى طائفة دينية مهددة. ويوجد الآن نحو 330000 (ثلاثمائة وثلاثين ألف) سوري آخرين حصلوا على "الحماية الفرعية" - أي أنَّهم لا يتمتعون بحماية اللاجئين ولا بحق اللجوء.
والكثير من السوريين جاؤوا إلى ألمانيا ضمن سياق لم الشمل الأسري أيضًا. وللمقارنة: مع بداية الحرب الأهلية السورية في عام 2011، كان يعيش في ألمانيا نحو خمسة وثلاثين ألف سوري فقط.
خبراء الصحة: توجد حاجة ماسة للسوريين
لكن من غير الواضح حاليا كم يبلغ عدد السوريين في ألمانيا، الذين يفكرون الآن فورًا وبجدية في العودة إلى سوريا. وحول ذلك تقول لمياء قدور: "هذا لا يجري بشكل عفوي". وتضيف أنَّ السوريين يستطيعون السفر إلى الحدود التركية السورية: "ولكن من المستبعد للغاية أن يسمح لهم بالدخول".
وترى النائبة البرلمانية عن حزب الخضر لمياء قدور أنَّ نسبة المستعدين للعودة إلى سوريا مرتفعة أكثر لدى السوريين المقيمين في ألمانيا منذ عامين أو ثلاثة أعوام فقط. وتقول: "لكني رأيت للتو في مدينة دويسبورغ شبابًا أعمارهم بين 16 و20 عامًا، ولم تعد توجد لديهم أية ذكريات من سوريا قط".
المستشفيات في ألمانيا بحاجة للسوريين
وكذلك لم يعد من الممكن في ألمانيا الاستغناء عن العديد من السوريين مثلًا في المهن التمريضية والصحية. وحول ذلك قال رئيس جمعية المستشفيات الألمانية، غيرالد غاس، لمجلة "دير شبيغل" الإخبارية في رد فعل أولي: "نحن نفهم أنَّ الكثيرين منهم يرغبون في العودة إلى وطنهم وهناك حاجة ماسة إليهم".
ولكن بحسب غيرالد غاس فإنَّ الأشخاص القادمين من سوريا باتوا يلعبون الآن دورًا كبيرًا في المستشفيات، وخاصة في المدن الصغيرة: "وإذا غادروا ألمانيا بأعداد كبيرة، فسيترك ذلك أثرًا ملحوظًا بأعداد كبيرة في سقف الموظفين".
سوريا.. سقوط حكم عائلة الأسد بعد أكثر من خمسة عقود من السلطة
فر بشار الأسد من سوريا في الثامن من ديسمبر/ كانون الأول عام 2024. وكتب هذا الفرار نهاية حكم عائلة الأسد الذي استمر خمس عقود ونصف. هنا لمحة عن أبرز المحطات التي مرت بها سوريا منذ بدء حكم عائلة الأسد وحتى نهايته.
صورة من: Hussein Malla/AP/dpa/picture alliance
نهاية حقبة حكم بيت الأسد
8 ديسمبر/ كانون الأول، 2024 نقطة فاصلة في تاريخ سوريا.. فقد أسقطت المعارضة المسلحة نظام الرئيس بشار الأسد، الذي أضطر لترك منصبه وغادر دمشق إلى مكان مجهول، وذلك على وقع الأحداث المتسارعة التي بدأت في 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024.
صورة من: Iranian Presidency Office/ZUMAPRESS/picture alliance
هجوم المعارضة المسلحة
في الثاني من ديسمبر/كانون الأول 2024، اعتبر الأسد هجوم المعارضة المسلحة، الذي بدأ في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني، "محاولة لتقسيم المنطقة وتفتيت دولها، وإعادة رسم الخرائط من جديد"، بيد أن هذه المزاعم لم تجد هذه المرة.
صورة من: Bakr Alkasem/AFP/Getty Images
حرب أهلية دموية مدمرة
أتى سقوط نظام بشار الأسد بعد أكثر من 13 عاما على بدء انتفاضة شعبية في خضم "الربيع العربي"، والتي تحولت إلى حرب أهلية دموية أسفرت عن مقتل أكثر 300 شخص ما بين 2013 و2021، بحسب الأمم المتحدة، وفرار الملايين إلى خارج البلاد أو نزوجهم داخل البلاد.
صورة من: Bulent Kilic/AFP/Getty Images
تهاوي سلطة بشار
تمسك بشار الأسد بالسلطة وقاوم بشرسة الاحتجاجات الشعبية والدعوات الدولية للتنحي عن السلطة، مستعينا بدعم عسكري من روسيا وإيران وحزب الله. لكن عندما تخلت عنه هذه الأطراف لم يكن أمامه سوى الفرار.
صورة من: Orhan Qereman/REUTERS
تراجع الدعم العسكري الروسي
كان للدعم العسكري الروسي المباشر لبشار ألأسد دورا في صموده خلال الحرب الأهلية، لكن بدأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تجنب مواصلة دعم الأسد أمام هجوم المعارضة المسلحة، كونه بوتين لديه جبهة حرب أخرى مفتوحة في أوكرانيا.
صورة من: Valeriy Sharifulin/IMAGO/SNA
احتجاجات تحولت إلى نزاع دامٍ!
في العام 2011، لحقت سوريا بركب الثورات في دول عربية عدة، أبرزها مصر وتونس، في ما عُرف بـ"الربيع العربي". ومع اندلاع الاحتجاجات المناهضة لنظامه، قمع الأسد المتظاهرين السلميين بالقوة، وتحولت الاحتجاجات نزاعاً دامياً، سرعان ما تعددت جبهاته والضالعين فيه. وأودى النزاع المستمر بأكثر من 388 ألف شخص وهجّر وشرّد الملايين داخل البلاد وخارجها، وسوّى مناطق كاملة بالأرض.
صورة من: AFP/O. H. Kadour
بقاء على رأس السلطة بدعم روسي
في سنوات النزاع الأولى، فقدت قوات الحكومة السورية سيطرتها على مساحات واسعة من سوريا بينها مدن رئيسية. لكن وبدعم عسكري من حلفائها، إيران ثم روسيا، استعادت القوات الحكومية تدريجيًا نحو ثلثي مساحة البلاد، إثر سياسة حصار خانقة وعمليات عسكرية واسعة ضد الفصائل المعارضة والتنظيمات الجهادية. ولعب التدخل الجوي الروسي منذ خريف 2015 دوراً حاسماً في تغيير موازين القوى لصالح دمشق.
صورة من: Reuters/O. Sanadiki
الوصول إلى الحكم عبر التوريث
2000، ورث بشار الأسد الحكم عن والده الراحل، حافظ الأسد، الذي حكم سوريا من خلال زعامة حزب البعث الموجود في السلطة منذ أكثر من خمسين عاما. أصبح بشار الأسد، وهو في الرابعة والثلاثين من العمر، رئيسا عن طريق استفتاء لم يشهد أي معارضة.
صورة من: Louai Beshara/AFP
تولي الحكم بعد انقلاب "الحركة التصحيحية"
في 16 تشرين الثاني/نوفمبر 1970، نفّذ حافظ الأسد الذي كان يتولّى منصب وزير الدفاع انقلاباً عسكرياً عُرف بـ"الحركة التصحيحية" وأطاح برئيس الجمهورية حينها نور الدين الأتاسي. في 12 آذار/مارس 1971، انتخب الأسد الذي كان يترأس حزب البعث العربي الاشتراكي، رئيساً للجمهورية ضمن انتخابات لم ينافسه فيها أي مرشح آخر. وكان أول رئيس للبلاد من الطائفة العلوية التي تشكل عشرة في المئة من تعداد السكان.
صورة من: AP
"حرب تشرين"
في السادس من تشرين الأول/أكتوبر 1973، شنّت مصر وسوريا هجوماً مفاجئاً على إسرائيل من جهة قناة السويس غرباً، ومرتفعات الجولان شرقاً، في محاولة لاستعادة ما خسره العرب من أراض خلال حزيران/يونيو 1967، لكن تمّ صدهما. في أيار/مايو 1974، انتهت الحرب رسمياً بتوقيع اتفاقية فضّ الاشتباك في مرتفعات الجولان.
صورة من: Getty Images/AFP/GPO/David Rubinger
علاقات دبلوماسية بين واشنطن ودمشق!
في حزيران/يونيو 1974، زار الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون دمشق، معلناً إعادة إرساء العلاقات الدبلوماسية مع سوريا، بعدما كانت مجمّدة منذ العام 1967. في الصورة الرئيس الأمريكي الأسبق ريتشارد نيكسون مع وزير الخارجية ومستشار الأمن القومي الأمريكي وقتها هنري كيسينجر.
صورة من: AFP/Getty Images
هيمنة على لبنان
في 1976 تدخّلت القوات السورية في الحرب الأهلية اللبنانية بموافقة أمريكية، وبناء على طلب من قوى مسيحية لبنانية. وفي 1977، بدأت المواجهات بين القوات السورية، التي انتشرت في معظم أجزاء البلاد ما عدا المنطقة الحدودية مع إسرائيل، وقوات مسيحية احتجت على الوجود السوري. وطيلة ثلاثة عقود، بقيت سوريا قوة مهيمنة على المستوى العسكري في لبنان وتحكمت بكل مفاصل الحياة السياسية حتى انسحابها في العام 2005.
صورة من: AP
قطيعة بين دمشق وبغداد!
في العام 1979، تدهورت العلاقات بين سوريا والعراق، اللذين حكمهما فرعان متنافسان من حزب البعث العربي الاشتراكي، بعد اتهام الرئيس العراقي آنذاك صدام حسين الوافد حديثاً إلى السلطة، دمشق بالتآمر. وقطعت بغداد علاقتها الدبلوماسية مع دمشق في تشرين الأول/أكتوبر 1980، بعدما دعمت الأخيرة طهران في حربها مع العراق. في الصورة يظهر الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين (يسار) مع الرئيس السوري السابق حافظ الأسد (وسط).
صورة من: The Online Museum of Syrian History
"مجزرة حماه"
في شباط/فبراير 1982، تصدّى النظام السوري لانتفاضة مسلّحة قادها الإخوان المسلمون في مدينة حماه (وسط)، وذهب ضحية ما يعرف بـ"مجزرة حماه" بين عشرة آلاف وأربعين ألف شخص. وجاء ذلك بعد قرابة ثلاث سنوات من هجوم بالرصاص والقنابل اليدوية على الكلية الحربية في مدينة حلب، أسفر عن مقتل ثمانين جندياً سورياً من الطائفة العلوية. وتوجّهت حينها أصابع الاتهام إلى الإخوان المسلمين بالوقوف خلف الهجوم.
صورة من: picture alliance /AA/M.Misto
محاولة انقلاب فاشلة
في تشرين الثاني/نوفمبر 1983، أصيب الأسد بأزمة قلبية نقل على إثرها إلى أحد مشافي دمشق. ودخل في غيبوبة لساعات عدّة، حاول خلالها شقيقه الأصغر رفعت الاستيلاء على السلطة عبر انقلاب فاشل، قبل أن يستعيد الأسد عافيته. وبعد عام، أُجبر رفعت على مغادرة سوريا. الصورة لحافظ الأسد (يمين) مع أخيه رفعت.
صورة من: Getty Images/AFP
تقارب مع الغرب!
بدأ الجليد الذي شاب علاقات سوريا مع أمريكا والغرب بالذوبان، عقب انهيار الاتحاد السوفياتي. انضمت سوريا إلى القوات متعددة الجنسيات في التحالف الذي قادته أمريكا ضد صدام حسين بعد غزو العراق للكويت. وفي تشرين الأول/أكتوبر 1994، زار الرئيس الأمريكي بيل كلينتون الأسد في دمشق. بعد أربع سنوات، زار الأسد فرنسا في أول زيارة له إلى بلد غربي منذ 22 عاماً، واستقبل بحفاوة من نظيره الفرنسي جاك شيراك.
صورة من: Remy de la Mauviniere/AP Photo/picture alliance
الابن يخلف أباه في الرئاسة!
توفي الأسد في 10 حزيران/يونيو 2000، عن عمر ناهز 69 عاماً، وكان شيراك الرئيس الغربي الوحيد الذي حضر جنازته.
وبعد شهر، تولّى نجله بشار السلطة، بعد تعديل دستوري سمح له بالترشّح. وحاز في استفتاء لم يضم أي مرشح آخر سواه على 97 في المئة من الأصوات.
صورة من: picture-alliance/dpa
انفتاح نسبي ولكن..!
بين أيلول/سبتمبر 2000 وشباط/فبراير 2001، شهدت سوريا فترة انفتاح وسمحت السلطات نسبياً بحرية التعبير. في 26 أيلول/سبتمبر 2000، دعا نحو مئة مثقّف وفنان سوري مقيمين في سوريا السلطات إلى "العفو" عن سجناء سياسيين وإلغاء حالة الطوارئ السارية منذ العام 1963. لكنّ هذه الفسحة الصغيرة من الحرية سرعان ما أقفلت بعدما عمدت السلطات إلى اعتقال مفكرين ومثقفين مشاركين في ما عُرف وقتها بـ"ربيع دمشق". م.ع.ح/م.ع/ع.ج.م