"سننجح في إنجاز المهمة"، بهذا الإعلان حثت المستشارة الألمانية قبل حوالي عام المواطنين على المساعدة في تجاوز أزمة اللاجئين. ما الذي تم إنجازه إلى حد الآن؟ حتى الآن لم تجد غالبية اللاجئين فرص عمل في سوق العمل الألمانية.
إعلان
كيف يمكن تقييم اندماج اللاجئين في سوق العمل الألمانية؟
حسب معهد سوق العمل والبحوث المهنية توافد عام 2015 أكثر من 890.000 مهاجر على ألمانيا، وهو العام الذي شهد ذروة أزمة اللاجئين. وكان عددهم في 2016 يقدر ب 280.000 . ومن المرجح أن يكون عدد الوافدين قد وصل، حسب معهد البحوث التابع لوكالة العمل لمستوى 150.000 حتى 200.000 شخص. وأسباب هذا التراجع الواضح تكمن في إغلاق طريق البلقان وإبرام اتفاقية بين تركيا والاتحاد الأوروبي في مارس 2016. وتشكل الحرب السبب الرئيسي وراء موجة اللجوء بنسبة 71 في المائة، حسب معهد سوق العمل والبحوث المهنية ويأتي بعدها الاضطهاد والفقر والتمييز والأوضاع الاقتصادية المتردية.
كيف تطورت معرفة اللاجئين بالألمانية؟
قبل وصولهم إلى ألمانيا كانت نسبة 95 في المائة من اللاجئين، حسب معهد سوق العمل والبحوث المهنية لا يتكلمون اللغة الألمانية. وبعد مرور سنتين أو أكثر نجد أن عدم الحديث باللغة الألمانية لا يوجد إلا لدى لاجئ واحد من بين ثلاثة.
هل يتوفر اللاجئون على تعليم أفضل مقارنة بالمواطنين الأصليين؟
في المتوسط نعم. فمعهد سوق العمل والبحوث المهنية يقول بأن نسبة 60 في المائة من الأشخاص في سوريا لا يتوفرون على شهادة مدرسية أو أنهم أكملوا المدرسة الابتدائية فقط. و نسبة 32 في المائة من مجموع اللاجئين السوريين أكملوا المدرسة الابتدائية، و 45 في المائة من هؤلاء أكملوا المدرسة الثانوية و23 في المائة منهم حصلوا على شهادة تعليم عالي. وهذه الفوارق تنطبق أيضا على العراق.
كيف يحصل اللاجئون على العمل في ألمانيا؟
اثنان من بين خمسة لاجئين يحصلون على عمل من خلال أقارب أو أصدقاء و32 في المائة منهم عبر وكالة العمل أو مكتب العمل الاتحادي، وواحد من بين عشرة لاجئين من خلال إعلانات والإنترنيت، و17 في المائة من خلال طرق أخرى. ما هي نسبة اللاجئين الذين لهم عمل؟ واحد من بين ثلاثة قدموا عام 2013 حصلو على عمل في السنة الماضية. أما مجموعة اللاجئين التي دخلت ألمانيا عام 2015 كانت النسبة فقط في مستوى 10 في المائة. والملفت للانتباه هو أن 11 في المائة من الرجال وفقط 3 في المائة من النساء حصلوا على فرص عمل بعد عام من إقامتهم، كما يحصلون في المتوسط على دخل شهري بمستوى 900 يورو. هل يرغب موظفو مراكز العمل في الحصول على برامج كبيرة للاجئين؟ لا وهذا يظهر في فعاليات "يوم مراكز العمل" في برلين. فهم يراهنون على عقبات صغيرة وما يكفي من الوسائل والعروض ضمن دروس الألمانية والاندماج. ومن بين المشاكل التي تواجه اللاجئين وسائل النقل العمومي في المناطق الريفية التي تجعل التنقل من مقر السكن إلى مكان الدراسة أو العمل عملية صعبة. كيف يقيِم رئيس وكالة العمل التطور المستقبلي؟ ليس هناك ما يمكن انتظاهره بشكل دقيق، غير أن هذا الأخير قال:"في 2020 سيكون عدد الحاصلين على فرص عمل بمستوى نصف عدد الوافدين". وبالنسبة للعدد الكبير من اللاجئين الذين لم يحصلوا على تكوين مهني فستبقى أمامهم فقط فرصة مزاولة أعمال صغيرة، كما إن اختفاء مآوي اللاجئين سيتم ببطء. ولكي يستمر هذا التطور بشكل ايجابي فينبغي أن لا يزداد من جديد عدد اللاجئين . وماذا يُقال في البلديات عن هذا التطور؟ بالنسبة لرئيس اتحاد الولايات راينهارد زاغير فقد اعتبر أن اللاجئين يشكلون فرصة يجب استغلالها.
م.أ.م/ د ب أ
الصيف قادم وأوروبا تخشى تدفقاً جديداً للاجئين
تدفق آلاف المهاجرين من شمال أفريقيا إلى أوروبا في شهر نيسان/ أبريل، كما وصل نحو 5 آلاف لاجئ إلى اليونان فقط منذ مطلع هذا العام بعد الاتفاق الأوروبي التركي. الدول الأوروبية تترقب وبعضها شرع بتقييد الحركة عبر الحدود.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Gebert
ليبيا .. محطة المهاجرين عبر المتوسط
في عطلة عيد الفصح الماضية (14 – 17 نيسان/ أبريل 2017) تمكنت سفن الإنقاذ من انتشال 8360 شخصا من وسط البحر الأبيض المتوسط، بعد أن ركب المهاجرون قوارب مطاطية وخشبية غير صالحة للإبحار لمسافات طويلة، وانطلقوا بها من ليبيا إلى القارة الأوروبية.
صورة من: Reuters/D. Zammit Lupi
"أسواق عبيد في ليبيا"
عانت ليبيا من حالة من الفوضى منذ سقوط القذافي في 2011، لتصبح النقطة الرئيسية لمغادرة المهاجرين على أمل الوصول إلى أوروبا بحرا. ونددت المنظمة الدولية للهجرة بوجود "أسواق عبيد" حقيقية في ليبيا يباع فيها مئات الرجال والنساء، ويتراوح (سعر) المهاجر مابين 200 و500 دولار. وتجري عمليات البيع في ساحات عامة أو مستودعات، حسب المنظمة.
صورة من: AP
إيطاليا .. المحطة الأوروبية الأولى
العبور من ليبيا إلى إيطاليا هو الطريق الرئيسي الذي يسلكه المهاجرون من شمال أفريقيا إلى أوروبا. وصل أكثر من 181 ألفا إلى شواطئ إيطاليا العام الماضي. وبلغ سواحلها في الأشهر الثلاثة الأولى من العام الحالي نحو 25 ألف شخص. وتشير تقديرات إلى أن نحو 850 شخصا لقوا حتفهم منذ بداية 2017.
صورة من: Getty Images/AFP/G. Isolino
نسب مختلفة
كانت إيطاليا بلد "ترانسيت" عبور للاجئين، إذ لم يكن يرغب كثير منهم بتقديم طلب لجوئه فيها. ففي عام 2014 تقدم نحو ثلث اللاجئين القادمين بطلب لجوء، أما في عام 2016 فتقدم نحو الثلثين منهم بطلب لجوء، فيما ارتفعت نسب الاعتراف بطلبات اللجوء إلى 40 بالمائة. لكن إيطاليا تعاني من مشكلة إيواء اللاجئين وتوفير فرص اندماج ملائمة لهم.
صورة من: DW/E. Barbiroglio
اليونان تنفست الصعداء .. ولكن
وصل عدد اللاجئين الوافدين عبر بحر إيجه من تركيا إلى الجزر اليونانية إلى 4800 شخص فقط، وذلك في الفترة الواقعة منذ مطلع عام 2017 ولغاية منتصف شهر نيسان/ أبريل الحالي. بينما كانت أعدادهم في الربع الأول من عام 2016 قد وصلت إلى 145 ألف شخص، حسب إحصائيات الأمم المتحدة.
صورة من: picture alliance/NurPhoto/P. Tzamaros
مخاوف قادمة ..
مع تحسن الطقس وبدء موسم الصيف يتوقع مراقبون زيادة أعداد اللاجئين المتدفقين إلى اليونان. لكن هناك مخاوف من أن الأزمة الراهنة لتركيا مع الاتحاد الأوروبي بسبب الاستفتاء على التعديلات الدستورية، قد تدفع القيادة التركية إلى التراخي في ضبط الحدود وتسهيل تدفق اللاجئين إلى أوروبا.
صورة من: picture-alliance/dpa/K. Nietfeld
طريق البلقان
بعد إغلاق طريق البلقان في شهر آذار/ مارس 2016 قل عدد اللاجئين السالكين لهذا الطريق. وبقي القليل منهم يحاول المرور عبر صربيا وكرواتيا وسلوفينيا متوجهين إلى النمسا ومن ثم ألمانيا وشمال أوروبا. في صربيا ينتظر حاليا 7700 مهاجرا في مراكز إيواء اللاجئين. أما في كرواتيا وفي سلوفينيا فلا يوجد إلا عدد قليل جدا منهم.
صورة من: picture-alliance/dpa/K. Nietfeld
بلغاريا في وضع آخر
ذكرت وزارة الداخلية البلغارية أن البلاد تحتضن نحو 4500 مهاجرا في مراكز إيواء اللاجئين التي ملئت بنسبة 60 المائة فقط من سعتها الكاملة. بينما كانت أعدادهم كبيرة جدا في العام الماضي. ويعود سبب ذلك إلى توقف تدفق المهاجرين من تركيا.
صورة من: BGNES
المجر لها سياستها
في أواخر آذار/ مارس الماضي، بدأ في المجر تطبيق قانون مثير للجدل ينص على أن يحتشد جميع طالبي اللجوء الموجودين في البلاد أو الذين يصلون إليها، في معسكرين مقفلين على الحدود الصربية. وأعلنت وزارة الداخلية الألمانية أن ألمانيا ستتوقف عن إعادة المهاجرين إلى المجر، ما لم تحترم بودابست التوجيهات الأوروبية على صعيد استقبال اللاجئين.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Kisbenedek
النمسا تترقب
وكذلك في النمسا لم يصل في الربع الأول من العام الحالي سوى 6500 مهاجرا، وهو نصف العدد الذي قدم في الربع الأول من العام الماضي. وقال وزير الداخلية النمساوي فولفغانغ سوبوتكا إن بلاده متهيئة لتشديد الرقابة على الحدود، وخاصة بعد ارتفاع أعداد اللاجئين الواصلين إلى إيطاليا المجاورة للنمسا.
صورة من: picture-alliance/dpa/C. Bruna
ألمانيا والانتخابات القادمة
تقدم نحو 890 ألف شخص بطلب لجوء في ألمانيا في عام 2015. بينما أنخفض العدد إلى 280 ألف في عام 2016. فيما وصلها في الأشهر الثلاثة الأولى من هذا العام نحو 48 ألف لاجئ فقط. ويأمل الساسة الألمان بعدم حدوث أزمة لجوء جديدة، خاصة قبيل إجراء الانتخابات التشريعية في أيلول/ سبتمبر القادم. الكاتب: زمن البدري