اللاجئون يقعون ضحية تزوير وثائقهم.. لكن القانون لا يرحم!
١٩ أكتوبر ٢٠١٧
لا يوجد رقمٌ دقيق لقضايا التزوير التي يُتهم فيها لاجئون في ألمانيا، لكن العديد منهم لا يعلم أنه قد وقع ضحية تزوير من قبل الجهة المانحة لوثيقته بالأساس، فما الذي على اللاجئين الانتباه إليه أثناء تقديم أوراقٍ رسمية تخصهم؟
إعلان
لم يكن محمد، 26 عاماً، يعلم أن شهادة القيادة التي أتته كبدل فاقد من سوريا نهاية عام 2016 مزورة إلا عندما قدمها إلى السلطات الألمانية لاستخراج رخصةٍ ألمانية.
محمد،"اسم مستعار"، تلقى بريد من الشرطة الألمانية، بعد أن تقدم بطلب الحصول على تعديل لرخصة القيادة التي بحوزته، لتخبره السلطات أن عليه مراجعتها لأن أوراقه مزورة.
وثائق صادرة عن جهات رسمية.. لكن "مزورة"
يقول محمد لـ مهاجر نيوز: "أرسلت إلى أهلي ليقوموا باستخراج رخصة قيادة جديدة لي بسبب تلف القديمة أثناء رحلة هروبي، وبموجب الوكالة بدأ شقيقي الأكبر بذلك، وأوكل الأمر لـ"معقب معاملات"، مقابل مبلغٍ مالي، ولم يكن يخطر في بال أحدنا أننا وقعنا ضحية مزور".
قصة محمد واحدة من بين عشرات القصص التي تواجهها السلطات الألمانية مؤخراً، إذ يحمل الكثير من اللاجئين خاصة من سوريا وأفغانستان أوراقاً مزورة، يمكن شراؤها حتى عبر الانترنت، من خلال إعلانات المزورين الكثيرة التي تنتشر على ما يسمى "صفحات الخدمات" عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
يوسف وقع ضحية تلاعبٍ أكبر كاد أن يخسره حق اللجوء في ألمانيا، إذ اكتشفت السلطات الألمانية أن جواز سفره الحاصل عليه من قبل إدارة الهجرة والجوازات في سوريا مزور، ولم يصدقوه إلا بعد تقديم عدة وثائق لإثبات شخصيته.
كلام يوسف يؤكده المحامي الألماني فضلي آلتين، الذي يخبر "مهاجر نيوز" عن حالةٍ مشابهة لحالة يوسف، يدافع عنها أمام القضاء الألماني.
ويقول فضالي "إن عدم دراية مقدم الأوراق بعملية التزوير قد تجعله لا يتعرض للعقوبة في حال قدم إثباتات أخرى، خصوصاً فيما يتعلق بالهوية الشخصية، لكن أحياناً هذا الأمر قد يحرم مقدم طلب اللجوء من الحصول على حماية الدولة الألمانية وبالتالي ترحيله".
في هذه الحالة "لا شيء يضيع بالترجمة"
تعتبر الشهادات الجامعية ورخص القيادة نوعي الوثائق الأكثر عرضة لعملية التزوير، لذا بدأت الدولة الألمانية منذ سنة تقريباً في التواصل مع وزارة التعليم في سوريا، للتأكد من صحة الشهادات الصادرة عنها، بعد اكتشاف عدة عمليات تزوير.
البعض يلقي اللوم على "الترجمة" التي تتسبب في تحريف الوثائق الأصلية مستغلين عدم فهم المكاتب الرسمية في ألمانيا للغة، لكن عبدو حمادة من مكتب "ويترانسليت إت" للترجمة المحلفة في بون يقول لـ"مهاجر نيوز" "هناك العديد من الحالات التي تصادفنا حيث يتصل صاحب طلب الترجمة بعد أن ننهي ترجمة أوراقه، ليخبرنا أن السلطات قد رفضت الطلب لتزوير الوثيقة، ثم تحميلنا كمترجمين المسؤولية، والأمر يتكرر خاصة فيما يتعلق برخص القيادة كدرجة أولى، ثم الشهادات الدراسية، لكن ما لا يعرفه العديدون أننا نقوم بترجمة حرفية بحسب القسم الذي نؤديه لما هو موجود في الوثائق ولا شيء آخر".
ويضيف حمادة "أشك أن كثير من الوثائق التي تصلني للترجمة مزورة، لكن لا يمكنني حتى الاستفسار فهذا ليس من شأني، وأحياناً تصلني صور وثائق، يكون الوجه الأول بتاريخ والثاني بتاريخ آخر والتي ربما تكون لشخص آخر، لكن التدقيق هو عمل السلطات وليس عملي. أشعر بالشفقة أحياناً وأحاول تنتبيههم إلى أن هذه جريمة قد تؤدي لعواقب وخيمة، لكن البعض لا يستجيب والبعض الآخر يسألني عن أمور قانونية لا أملك الإجابة عليها".
على اللاجئين الانتباه والحذر!
لا يوجد في ألمانيا جهة رسمية يمكن أخذ الأوراق إليها قبل تقديمها للتأكد من صحتها، إذ تجري عملية التدقيق بعد تقديم الوثائق، وهو أمر قد يدخل اللاجئ في قضية تزوير قد لا تكون بالحسبان أحياناً، او تكون عن سابق إصرارٍ وتصميم في أحيانٍ أخرى.
المحامي فضلي آلتين يؤكد أن "التزوير" يعتبر جريمة يعاقب عليها القانون، وفي حال وجهت هذه التهمة لمتقدمٍ بطلب اللجوء، فإن هذا من شأنه أن يحرمه من حصوله على الحق باللجوء، ويعني ترحيله في كثيرٍ من الأحيان، وفي حال كان المتقدم بالأوراق المزورة حاصلٌ على طلب اللجوء، فستترتب عليه غراماتٌ تصل إلى حد مليون يورو أحياناً، كذلك سيكون عليه إعادة جميع المبالغ التي تلقاها كمساعداتٍ من الدولة".
وحفاظاً على ذلك يُنصح اللاجئون الذين يريدون تحصيل أوراقهم من بلدانهم الأصلية في الوقت الراهن بتوكيل المهمة لشخصٍ يثقون به، أو لمحامٍ على الأقل، كي لا يقعوا ضحية تزويرٍ قد يخرب حياتهم الجديدة هنا.
طرح البنك المركزي الأوروبي حديثاً عملات لليورو من فئات مختلفة، مستعملا القطن بدلا من الورق وتقنيات جديدة تمنع تزوير الأوراق النقدية. في معرض الصور نصاحب عملية طباعة عملات اليورو الورقية الجديدة التي تختلف عن سابقاتها.
صورة من: picture alliance/dpa/F. Rumpenhorst
تنتشر في الأسواق كثير من نقود اليورو الورقية المزيفة رغم رموز الأمان الكثيرة التي تحملها. وتم اكتشاف أكبر عدد من العملات المزيفة من اليوروهات العام الماضي، منذ بدء العمل بالعملة سنة 2002. وسجل البنك المركزي الأوروبي 900 ألف عملة ورقية مزيفة في مختلف أنحاء العالم. ما دعا البنك الأوروبي إلى إصدار نسخ نقدية جديدة .
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Hoppe
بدأ البنك المركزي الأوروبي بإصدار النسخ الجديدة من العملات النقدية لمحاربة تزييف العملة. وأصدر البنك في سنة 2013 نسخة من فئة 5 يورو وتبعها في عام 2014 بنسخة 10 يورو، وفي 2015 نسخة من فئة 20. أما في عام 2017 فيصدر البنك نسخة جديدة من فئة 50 يورو. وستتبعها فئات 100 و 200 يورو في عام 2018. أما النسخة الجديدة من فئة 500 فكان من المفترض أن تنزل في عام 2019، لكن البنك الأوروبي أوقف إصدارها.
صورة من: picture alliance/dpa/F. Rumpenhorst
القطن يشكل الأساس للعملات الورقية الجديدة، وذلك بسبب إمكانية تمدد القطن مقارنة بالورق الاعتيادي. وكذلك عدم تلف القطن عند تعرضه للماء. وتستعمل الألياف القطنية القصيرة في صنع العملات الورقية.
صورة من: tobias kromke/Fotolia
تقوم آلات خاصة بتبييض القطن وغسله وتحويله إلى ورق. وطريقة دمج وعمل القطن سرية. إذ تقوم آلات خاصة بتحويل عجينة القطن إلى قطع طويلة من الورق. وتحمل العجينة رموز الأمان والعلامات المائية.
صورة من: Giesecke & Devrient
العملة النقدية الجديدة من فئة 50 يورو تحمل أكثر من 10 رموز أمان، لجعلها صعبة التقليد. ومن رموز الأمان المستخدمة في الأوراق النقدية الرقاقات الفسفورية الخاصة التي تقوم مطبعة "غيسيكه وديفرينت" الألمانية بإضافتها للعملة.
صورة من: Giesecke & Devrient
إضافة الألوان للعملات عملية معقدة تتم أيضا في مطبعة النقود. فمثلا يتم إضافة 10 كيلوغرامات من الألوان لكل 400 ألف ورقة نقدية من فئة 20 يورو. ومن ثم ترسل الأوراق إلى آلات خاصة تزن نحو 80 طنا تقوم بإضافة أختام أمان لا يمكن تقليدها وأرقام فسفورية تتغير ألوانها عند تعرضها للضوء.
صورة من: Giesecke & Devrient
أحد مصممي العملات الورقية الجديدة هو الألماني راينهولد غيرشتيتر، الذي شارك في تصميم عملة المارك الألمانية التي سبقت اليورو. وتحمل العملات النقدية الأوروبية رموزا لعصور مختلفة. ففئة 5 يورو مثلا تحمل قوسا يعود إلى العصور الوسطى، وتحمل العمل النقدية الأخرى رموزا تعود للفترة الرومانسية وأخرى للقوطية والباروك والنهضة، وأخيرا عصر النهضة الصناعية.
صورة من: Getty Images/AFP
تطبع العملات الورقية الأوروبية في مطابع معدودة في أوروبا تتوفر فيها شروط الأمان العالية. وتحمل كل عملة نقدية رقما. وتحمل كل دولة أوروبية مشاركة في اليورو رمزا خاصا بها في العملة.
صورة من: Giesecke & Devrient
كانت الدول المنضمة لليورو تتولى بنفسها طباعة العملة وتطلب من شركات طباعة محلية طبع العملات. لكن البنك الأوروبي قرر تحمل هذه المسؤولية وتوقيع عقود خاصة لطبع النقود لتخفيض التكاليف، وهو ما جعل شركات طباعة النقود تعاني من مشاكل مالية كبيرة. مطبعة "غيسيكه وديفرينت" الألمانية قررت غلق مقرها في مدينة ميونيخ وفصل 700 موظف من العمل، وقررت الاعتماد على مقريها في لايبزيغ وفي ماليزيا، تخفيضا للتكاليف.
صورة من: Giesecke & Devrient
بعد طباعة العملات الورقية يتم تقطيعها. وأُضيف للعملة الجديدة طبقة حماية لامعة تعمل على إطالة عمر النقود. وتعاني شركات طباعة النقود بصورة عامة من التقدم التقني الكبير الذي يقلل من الاعتماد عليها. بالإضافة إلى أن ظهور عامل الاعتماد على البطاقات البنكية في التعامل النقدي.
صورة من: Giesecke & Devrient
يتم فحص الأوراق النقدية عبر كاميرا فائقة السرعة للتعرف على أخطاء الطباعة قبل طرح العملة للتداول. ويتم تقطيع الأوراق النقدية غير الصالحة للاستعمال وتحويلها إلى حبيبيات صغيرة. وتستخدم نفايات النقود في الجدران العازلة للصوت مثلا.
صورة من: picture-alliance/dpa/Giesecke & Devrient
عملة اليورو من فئة 500 تكلف المطبعة 16 سنتا فقط. وتقل تكاليف الإنتاج مع زيادة أعداد النقود المطبوعة. وستكون النسخ النقدية الجديدة من يورو أكبر من السابقة.