عقدت اللجنة الرباعية اليوم الجمعة اجتماعا اليوم في العاصمة البريطانية لندن لمناقشة تأثيرات الحصار المشدد الذي تفرضه إسرائيل على قطاع غزة. رأس الاجتماع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ، وبحضور وزيرى خارجية الولايات المتحدة ، وروسيا، وممثل الاتحاد الأوروبي.

وذكر بيان صادر عن اللجنة قرأه بان كي مون أن اللجنة الرباعية ترحب بالخطوات الملموسة من الجانبين مثل إزالة بعض الحواجز الإسرائيلية، والتطورات الإيجابية التي شهدتها الجوانب الأمنية على الجانب الفلسطيني، ولكنها أكدت أن هناك الكثير الذي يتوجب فعه. وأدانت اللجنة في بيانها أحدث أعمال العنف التي شهدتها المنطقة، والتي وصفتها بأنها في غير صالح الفلسطينيين، معربة عن قلقها العميق من استمرار إسرائيل في بناء المستوطنات ومن تدهور الوضع الإنساني في غزة.

وحث البيان الدول العربية على الوفاء بتعهداتها لمساعدة الفلسطينيين. وقال الأمين العالم للأمم المتحدة إن اللجنة شجعت الدول العربية على الوفاء بالتزاماتها السياسية والمالية التي قطعتها على نفسها لدعم عملية انابوليس وفي مؤتمر باريس للمانحين.

بلير متفائل بتحقيق "انفراجة"

وأكدت اللجنة الرباعية دعمها لهدف التوصل إلى اتفاق يؤدي إلى إقامة الدولة الفلسطينية بنهاية العام الجاري. من جانبه أعرب توني بلير مبعوث اللجنة الرباعية للسلام في الشرق الأوسط عن أمله في تحقيق انفراجة في عملية السلام بالمنطقة رغم " الوضع المفزع" في غزة. وقال رئيس الوزراء البريطاني السابق إن هذه المفاوضات السياسية يمكنها المضي قدما بشكل أفضل وأسرع مما يعتقده البعض في الوقت الحالي، ولكن هذا الأمر يتطلب التزاما وجهدا بالغين. وأوضح انه يمكن أن تمضى المفاوضات السياسية قدما حال تحسين الوضع الحالي في غزة والضفة الغربية.

رايس: مساحة الفرص المتاحة تتضاءل

وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية أن وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس، التي توقفت في لندن في طريقها إلى الشرق الأوسط، ستعقد مباحثات ثلاثية مع رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض، ووزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني. وقالت الوزيرة الأمريكية إنه من المهم للغاية أن تقدم الدول العربية الأموال التي تعهدت بدفعها للتخفيف من حدة الأزمة التي تواجهها السلطة الفلسطينية. وقال مسئولون أمريكيون إنه تم تقديم نحو 20 في المائة من الأموال التي تعهدت بها الدول العربية في كانون أول/ديسمبر الماضي.

وكانت رايس قالت للصحفيين أمس الخميس على متن الطائرة التي أقلتها إلى لندن إن الوقت ليس مفتوحا أمام إسرائيل والفلسطينيين للتوصل لاتفاقية سلام. و أضافت: "أعتقد أن خيار إقامة دولتين لن يبقى مطروحا للأبد. أعتقد أنكم تلاحظون أن مساحة الفرص المتاحة تتضاءل مع مرور الوقت".

الوضع في غزة "لا يحتمل"

وقبيل المحادثات قال رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض إن عملية السلام تواجه تعثرا شديدا. وأضاف في لقاء مع هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) أنه من المفترض أن يقوم الفلسطينيون ببناء مؤسسات ودعم مؤسسات أخرى وكذلك تعزيز إمكاناتهم في كل مجالات الحكم ومنها الأمن. وأردف أنه يتعين على المجتمع الدولي أن يوفر الأموال للفلسطينيين للقيام بكل تلك الخطوات.

وحذرت هيئات المساعدات البريطانية اليوم من أن الحياة الطبيعية في غزة أصبحت "لا تحتمل". وذكرت مؤسستا "أوكسفام" ، و"كريستيان ايد " في بيان أن كميات ضئيلة جدا فقط من الدواء والغذاء والوقود والبضائع الأخرى يسمح بدخولها إلى قطاع غزة. وأضافت المؤسستان أن النظام الصحي والخدمات الأساسية مثل المياه والرعاية الصحية على وشك الانهيار.