1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

اللعب في زمن الحرب ـ ألماني يدير كرة القدم الليبية عن بعد

٢٨ أبريل ٢٠١١

دفعت الأحداث الدامية التي تشهدها ليبيا بالألماني أنتوان هاي، المدير الرياضي في الاتحاد الليبي لكرة القدم إلى مغادرة البلاد، غير أن حبه لعمله جعله يصمم على مواصلته من خلال الإشراف على الكرة الليبية من بلده ألمانيا.

أنتوان هاي سفير كرة القدم الألمانية في إفريقياصورة من: Heike Möllers

يتولى الألماني أنتوان هاي منذ صيف 2010 مهمة المدير الرياضي في الاتحاد الليبي لكرة القدم. ورغم الأحداث التي تشهدها ليبيا حالياً ظل هاي مصمما على مواصلته لعمله في طرابلس إلى أن اضطر مؤخرا بسبب التدهور المتزايد للوضع الأمني هناك إلى مغادرة ليبيا. وعن ذلك يقول أنتوان هاي البالغ من العمر 40 عاما بأن تأزم الوضع في ليبيا فاجئه كما فاجئ الكثير من الألمان المقيمين هناك. وأضاف " في يوم 21 فبراير كانت المدرسة الألمانية كالعادة مفتوحة. وبعد يوم واحد، أي في يوم 22 فبراير، تأزم الوضع وأُغلقت المدرسة والسفارة الألمانيتين، وطُلب منا مغادرة البلاد".

وحتى بعد مغادرته لطرابلس واصل أنتوان هاي مهمته من مكان إقامته، ضواحي مدينة دوسلدورف الألمانية. إذ يتصل باستمرار عبر الهاتف مع المدربين واللاعبين في ليبيا مادام الاتصال الهاتفي بهم ممكنا. وعن طبيعة عمله يقول هاي:" مبدئيا، وظيفتي تشبه ما يقوم به اللاعب الدولي السابق ماتياس زامار في الاتحاد الألماني لكرة القدم. فأنا مسئول على قطاع كرة القدم في ليبيا، بدءا من الفريق الوطني لأقل من 17 سنة، وصولا إلى منتخب الكبار، فمسؤوليتي متنوعة، وهذا هو الحافز الأساسي لتمسكي بها".

فرصة لمعرفة ثقافة جديدة

رغم الحرب في ليبيا لم يتخلى اللاجئون في مخيم راس جدير عن لعب كرة القدمصورة من: AP

أنتوان هاي كان مرشحا أيضا لشغل مهام المدير الفني للمنتخب الليبي، غير أنه فضل المهام الإدارية لكونها لا ترتبط بشكل مباشر بنتائج المباريات. أما عن كفاءاته المهنية، فهو شخص ذو تجربة كبيرة، فقد لعب 68 مرة في الدوري الألماني في صفوف فريقي فورتونا دوسلدورف وشالكه، كما حصل بعد ذلك على دبلوم في التدريب، قبل أن يشرف على تدريب بعض فرق الهواة في ألمانيا وينتقل بعدها إلى تدريب بعض المنتخبات في القارة الإفريقية مثل منتخب غامبيا وكينيا وليبيريا.

ويؤكد أنتوان هاي أنه لم يكن ينوي قضاء مسيرته التدريبية في إفريقيا، وأن ذلك جاء بمحض الصدفة. غير أنه، حسب قوله، استفاد شخصيا من عمله هناك والذي منحه الفرصة للتعرف على ثقافات أخرى كانت غير معروفة لديه. كما سمح له تواجده في ليبيا بتكوين رأي شخصي عن الأسباب التي دفعت الثوار الليبيين إلى التمرد على العقيد معمر القذافي. وبهذا الخصوص يقول هاي" لقد قمت أواخر يناير، وبداية فبراير بزيارة لشرق ليبيا. وما أثار انتباهي هناك هو الفرق الشاسع في البنيات التحتية بين الشرق والغرب"، وأضاف بأنه لمس تذمرا كبيرا في أوساط السكان في الشرق بسبب الاستثمارات الكبيرة التي تنفق في الغرب، في حين لا يصل منها إلا القليل للشرق".

"كرة القدم أحسن وسيلة للتقارب"

كرة القدم الليبية ربما أضعفتها السياسة فلم تحقق انجازات خارجية تذكرصورة من: AP

ويصمم أنتوان هاي على مواصلة عمله كمدير رياضي للاتحاد الليبي لكرة القدم بغض النظر عما ستؤول إليه الأمور في المستقبل في ليبيا. وقال:" أعتقد أنه لا يوجد أي نوع رياضي آخر أو مؤسسة تساعد على التقارب وتقوية الروابط مثل كرة القدم". ويسوق هاي مثالا عن ذلك بالعراق، بقوله" رغم الوضع الصعب والمأسوي في العراق فإن المنتخب العراقي فاجئ الجميع، وفاز بلقب بطولة أمم أسيا. لذلك أعتقد بأن كرة القدم يمكنها أن تنسي الناس المآسي الناجمة عن الحرب الأهلية".

وينتظر أن تنظم ليبيا بطولة أمم إفريقيا لكرة القدم عام 2013، وهو ما يشكل تحديا كبيرا أمام المسئولين عن الرياضة في البلاد وأمام المجتمع بشكل عام، خاصة في ظل الأحداث الراهنة في ليبيا والتي أدت إلى توقيف بناء الملاعب المرشحة لاحتضان مباريات البطولة. غير أن هاي يعتقد بأن ليبيا ستتمكن رغم الوضع الراهن من تنظيم البطولة، مؤكدا على أن ذلك مبعث فخر واعتزاز للشعب الليبي.

يوشا فيبير/ هشام الدريوش

مراجعة: عبده المخلافي

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW