1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

اللغة الألمانية في عيون العرب: لغة ممتعة رغم صعوبة تعلمها

٤ أبريل ٢٠١٠

تختلف تجارب العرب خلال تعلم الألمانية باختلاف أسباب مجيئهم إلى ألمانيا، ففي حين اختارها البعض وطنا جديدا، تعلمها البعض الآخر من أجل الدراسة أو العمل. وغالبية العرب تعتبرها لغة صعبة، لكنها تؤكد أن تعلمها هو مفتاح النجاح

تعلم اللغة الألمانية بالنسبة للمتعلمين العرب - أمر صعب ولكنه ممكنصورة من: picture-alliance/dpa

تعلو وجه نادية ابتسامة يشوبها شيء من الخجل عندما تتذكر قبل سنوات طويلة موقفا محرجا نظرا لعدم إتقانها للألمانية. فقد استخدمت كلمات، كانت تعلمتها من زملائها خلال دروس الألمانية، في حديث مع رؤسائها في العمل خلال مأدبة عشاء نظمت في الشركة التي كانت تعمل بها. وكانت نادية تسعى حينها إلى نيل إعجاب مسئولين كبار في الشركة كونها تتكلم الألمانية، لكنها لم تدرك في هذه اللحظة أنها استخدمت كلمات "سوقية" لا يمكن استخدماها في حديث مع زملاء عمل.

"أموت من الخجل، حينما أتذكر ذلك الموقف، خاصة وأنني كنت أستخدم تلك الكلمات دون أن أدرك معناها الفعلي، لأني تعلمتها من زميل كان يتعلم الألمانية أيضا"، هكذا تصف نادية، تونسية، شعورها قبل 15 عاما عندما قدمت للعمل لفترة مؤقتة في إحدى الشركات في شمال ألمانيا. "كانت الانجليزية لغة التواصل داخل الشركة، ولكني أحسست بالعزلة خارج الشركة، لأنني لم أكن أعرف الألمانية" ولهذا السبب قررت المهندسة أخذ دروس في اللغة الألمانية كي تتمكن قبل كل شيء من التواصل مع بائع الخضر والخبز والحلاق وغيرهم. كما كانت أيضا تسعى إلى ربط علاقات صداقة مع ألمان والتعرف أكثر عليهم وبالتالي فقد أدركت أن "تعلم اللغة الألمانية هو أهم خطوة والمفتاح للتواصل". ورغم أنها قد هاجرت إلى فرنسا قبل ثمانية أعوام، إلا أنها لا تزال تتقن الألمانية وتحرص على تحسين مستواها اللغوي من خلال قراءة الصحف الألمانية ومتابعة القنوات الناطقة بالألمانية بالإضافة إلى زيارة بعض الأصدقاء التي كانت تعرفت خلال فترة إقامتها في ألمانيا.

إتقان اللغة الألمانية - مفتاح للتواصل والاندماج في المجتمع الألماني

إتقان الألمانية - مفتاح النجاح في المجتمع الألمانيصورة من: DW/Aya Bach

وعلى غرار نادية، يأتي العشرات سنويا إلى ألمانيا من مختلف الدول العربية إما للعمل أو الدراسة أو الالتحاق بزوج أو زوجة تعيش في ألمانيا. ويتعين على أغلبيتهم، وخاصة أولائك الذين أتوا إلى ألمانيا بغرض الدراسة أو في إطار لم شمل العائلة تعلم اللغة الألمانية. ولكن تعلم الألمانية ليس بالأمر السهل، إذ يتحدث محمد، عراقي (29 عاما) قدم إلى ألمانيا قبل ثلاث سنوات في إطار لم الشمل العائلي، عن تجربته مع اللغة الألمانية، ويقول: "واجهت صعوبات جمة في بداية تعلمي الألمانية، منها صعوبة القواعد المعقدة جداً، كما كان يتعين علي دائما التركيز في الكلام حتى لا أخطئ في القواعد."

أما باسم، قدم من غزة إلى ألمانيا قبل سنة ونصف السنة لمتابعة دراسته في الاقتصاد بجامعة كولونيا، فيصف علاقته باللغة الألمانية بأنها "علاقة صعبة ولكنها ممتعة في الوقت نفسه". ويشير الشاب الفلسطيني (24 عاما) إلى أن الصعوبة في الألمانية لا تكمن في قواعدها المعقدة بقدر صعوبة نطقها، ذلك أن هناك حروف في الألمانية لا توجد في اللغة العربية، ولكن الجهود التي بذلها تزيد من قيمة اللغة ومن فخره بنفسه بأنه تمكن من تعلم لغة جديدة. فقد تمكن باسم من تعلم الألمانية في غضون عشرة أشهر والنجاح في الامتحان اللغوي الذي أهله للدراسة في الجامعة.

ويؤكد نسيم أن الدافع وراء ذلك هو تجربته في بداية قدومه إلى ألمانيا، حيث أنه سرعان ما أدرك أن عدم تكلم اللغة "كان بمثابة حاجز للتواصل والاندماج في المجتمع الألماني"، لافتا إلى علاقاته اقتصرت في البداية على زملائه في دروس الألمانية وعلى الطلبة العرب الذين تعرف عليهم في سكن الطلبة. في حين كان الإعجاب بالثقافة الألمانية دافعا للشاب المغربي عبد اللطيف (30 عاما)، الذي بدأ في تعلم اللغة الألمانية في موطنه فاس المغربية، قبل أن يقرر المجيء إلى ألمانيا والدراسة في جامعة بوخوم والحصول على شهادة البكالوريوس في الإعلام وعلوم الاستشراق. وبالرغم من طول فترة تعلم اللغة، حيث أمضى سنة في تعلم الألمانية في إحدى المعاهد التحضيرية بالإضافة إلى تسعة أشهر في معهد غوته في فاس، إلا أن ذلك "لم يفقد من إعجابه باللغتين والثقافة الألمانية شيئا"، بل بالعكس فقد شكل ذلك بالنسبة له "تحديا شخصيا".

مدارس متنوعة وخدمات شاملة لاستقطاب الراغبين في تعلم الألمانية

عروض مختلفة وخدمات متنوعة لاستقطاب متعلمي الألمانية من شتى أنحاء العالمصورة من: DW

من جهته، يؤكد محمد أن "غالبية الطلاب، الذين يعرفهم والذين اجتازوا امتحان اختبار اللغة، يتقنون الألمانية، ويعزو ذلك إلى "كفاءة أغلب مدارس اللغة الموجودة في ألمانيا، وارتفاع جودة الدورات اللغوية التي تقدمها". وبالفعل يكاد عدد المدارس المتخصصة في تعليم اللغة الألمانية داخل ألمانيا، بالإضافة إلى معاهد غوته، لا يُحصى. كما تتنوع البرامج والخدمات المقدمة، لتشمل، إلى جانب دروس اللغة، رحلات استكشافية وحفلات وتظاهرات ثقافية بالإضافة إلى خدمات متنوعة كتوفير السكن أو المساعدة في إيجاده وفي الحصول على تأشيرة إقامة في ألمانيا وفي الضمان الصحي. وتختلف مدة تعلم الألمانية بحسب الأهداف، فمن يريد الدراسة ولا يعرف شيئا عن الألمانية، فعليه أخذ دروس مكثفة تترواح بين عشرة إلى اثني عشر شهرا، فيما يتعين على من يريد العيش في ألمانيا في إطار لم الشمل النجاح في امتحان للمعرفة البسيطة في اللغة الألمانية والذي ستغرق الإعداد له نحو شهرين.

أما من يريد تعلم اللغة الألمانية بهدف التواصل والتكلم بشكل أفضل، فتستغرق مدة التعلم بين أربعة إلى خمسة أشهر. من جهتها، تقول سونيا بروس، معلمة لغة ألمانية في معهد اللغات والتبادل الثقافي في مدينة بون، :"ليست هناك فوارق بين الطلبة الذين يتعلمون اللغة الألمانية بحكم جنسياتهم أو انتماءاتهم، لأن تعلم اللغة الألمانية يتعلق بمدى استعداد الشخص واجتهاده وقدرته على الاستيعاب." كما تؤكد أن سرعة تعلم اللغة الألمانية "لا علاقة لها في العادة باللغة الأم للشخص المتعلم". وبالرغم من صعوبة الألمانية، إلا "ذلك لا يعني أنه لا يمكن تعلمها، فإذا كان للطالب عزيمة واهتمام بالتعرف على ثقافة جديدة، فإمكانه تجاوز كل الصعوبات وإثراء أفقه من خلال لغة وثقافة جديدتين".

الكاتبة: شمس العياري

مراجعة: لؤي المدهون

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW