1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

اللغة الإنجليزية في طريقها إلى احتكار عالم الاقتصاد

اعتماد الإنجليزية كلغة رسمية لشركة عملاقة معينة يوفر تكاليف الترجمة الباهظة. بالمقابل يتخوف موظفون كثيرون من فقدان عملهم والخبراء يقولون إن ذلك يأتي على حساب المؤهلات التعليمية والقدرات المهنية

الإنجليزية هي لغة إبرام الصفقات في الشركات العملاقةصورة من: AP

"الدُنيا بتتكلم إنجليزي"، أو من الأصح القول دُنيا الاقتصاد والأعمال. هذا ما لمسه المراقبون بعد اتخاذ العملاقة الألمانية للنشر والإعلام "بيترلسمان" قرارا مفاجئا تم بموجبه اعتبار الإنجليزية لغة رسمية للشركة التي تعمل في جميع أنحاء العالم تقريبا. وبعد دمج البنكين الألماني "هيبوفرآينس" والإيطالي "أوني كريديتو"، بادر البنكان أيضا باعتبار الإنجليزية لغة رسمية لهما. وبهذا تأكدت توقعات المراقبين بأن الإنجليزية في طريقها إلى احتكار سوق اللغات في عالم الاقتصاد والأعمال.

توفير تكاليف الترجمة

الموظفون الأجانب يفضلون الإنجليزية في أوروباصورة من: dpa

وحسب الخبراء، فإن عمليات دمج الشركات وابتلاع شركات من قبل شركات منافسة يؤدي إلى مبادرة رؤساء هذه الشركات بتوحيد لغة الشركة وغاليا ما تكون هذه اللغة هي الإنجليزية. ويعزوا المراقبون هذا التوجه إلى ارتفاع تكاليف الترجمة المباشرة والخطية. وفي هذا الخصوص قال يورغن هاوسشيلد الخبير الاقتصادي وبروفسور الاقتصاد في جامعة كيل الألمانية في حديث خص به موقعنا إن الترجمة المباشرة والخطية كذلك "تكاليفها مرتفعة،" الأمر الذي يجبر الشركات على اعتبار الإنجليزية لغة رسمية. ويضيف الخبير أنه رغم وجود مترجمين تقع على عاتقهم مساعدة الموظفين في عملهم، إلا أن الترجمة وخاصة الفورية "ينتج عنها دائما سوء فهم."

ثقافة اللغتين

دورات لتعلم الإنجليزيةصورة من: AP

ومن أجل تخطي هذه المشاكل وتوفير تكاليف الترجمة، تحاول الشركات اعتماد لغة رسمية واحدة لموظفي الشركة. وضرب الخبير هاوسشيلد مثال شركات تنحدر من بلدان أوروبية صغيرة مثل النرويج والدنمارك وهولندا، قائلا إن موظفي هذه الشركات "يتحدثون فقط الإنجليزية." وإنهم منذ فترة طويلة لا يستخدمون لغتهم الأم في مخاطبة زملاءهم وخاصة الأجانب منهم. من جانب آخر يعتبر المصرف الألماني "دويتشه بنك" مثالا يحتذى بها إذا تحدثنا عما يسمى بـ"ثقافة اللغتين الرسميتين". إذ أن هذا المصرف يستخدم الإنجليزية لبحث مسائل على الصعيد الدولي، بينما يستخدم الألمانية إذا دار الحديث عن إبرام علاقات اقتصادية على الصعيد الألماني المحلي. وهذه الطريقة لا يستخدمها هذا البنك الألماني فقط، بل أن العملاقة "سيمينز" تقوم أيضا بالمثل. علاوة على ذلك يتحدث موظفو الشركة لغة البلد التي يعملون فيها. ويعلل جيورج هاوكس المتحدث الرسمي لشركة "سيمينز" ذلك بالقول إن التحدث بلغة البلد الأم "مهم جدا لسمعة الشركة." وأضاف "صحيح أن سيمينز شركة عالمية، ولكنها تعتبر في الولايات المتحدة، على سبيل المثال شركة أمريكية وفي الهند تعتبر الشركة هندية وفي فرنسا فرنسية."

وماذا عن مخاوف الموظفين؟

الشركات العملاقة مختلطةصورة من: dpa Zentralbild

ولكن لكل عملة وجهان، إذ أن ما يعتبر وسيلة ناجحة لتوفير التكاليف من ناحية، يُولد المخاوف عند موظفي الشركات وقبل كل شيء في الصفوف القيادية فيها من ناحية أخرى. وفي هذا الشأن يقول هاوسشيلد إنه عندما يدور الحديث عن توظيف موظفين، فإنه يتم تفضيل المتحدثين بالإنجليزية على الآخرين، حتى لو كانت تحصيلات زملاءهم التعليمية أفضل من تحصيلاتهم. وبهذا ـ يضيف الخبيرـ يتم إهمال التحصيل التعليمي والقدرات المهنية على حساب اللغة.

الإنجليزية البسيطة

في الوقت ذاته، لا يمر اتخاذ شركة معينة الإنجليزية لغة رسمية لها دون عناء، إذ أن القيام بذلك يكون مرتبطا عادة بتكاليف باهظة. إضافة إلى ذلك ـ يقول الخبير هاوسشيلدـ تستمر الجلسات التي يشارك فيها موظفون من بلدان مختلفة أطول لأنه يجب عليهم دائما تكرار ما يقولون وتوضيحه مرات ومرات." ومن أجل تخطي جميع هذه المشاكل، تلجأ الشركات إلى اعتماد اللغة الإنجليزية المبسطة، أو ما يسمى بـ"Basic English" كلغة رسمية لها. ويقول الخبير إن الموظفين في هذه الحالة لا يحتاجون إلى تعلم أكثر من 800 كلمة لكي يتمكنوا من مخاطبة زملاءهم الأجانب. ويضيف أن بعض الشركات تعتبر تعلم الإنجليزية البسيطة واجب لكي يستطيع موظفوها القدرة على التعامل مع شركاء وزبائن الشركة خارج بلادهم.

اعداد: ناصر جبارة

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW