1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

اللقاء التشاوري السوري ـ صدمة إيجابية ونتائج غير مقنعة للمعارضة

١١ يوليو ٢٠١١

رغم الصدى الإيجابي لبعض مداخلات اليوم الأول للقاء التشاوري الذي دعت إليه الحكومة السورية، فإن النتائج التي خرج بها لم تقنع المعارضة التي بقيت على رفضها الحوار في هذه الظروف. دويتشه فيله استطلعت آراء بعض المعارضين.

نائب الرئيس السوري فاروق الشرع ترأس اللقاء التشاوريصورة من: dapd

بعد نقل جلسة اللقاء التشاوري الأولى على الهواء مباشرة، تساءل العديد من السوريين على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي فيسبوك عن أسباب مقاطعة المعارضة السورية بكل أطيافها للحوار الذي دعا إليه النظام السوري. فمداخلات اليوم الأول تميزت بجرأة لم يعهد السوريون سماعها في وسائل إعلامهم. وحتى بعض الشخصيات المحسوبة على النظام، كالنائب محمد حبش والممثل السوري عباس النوري، اعتمدت خطابا نقديا للسلطة إلى درجة تساءل البعض هل هؤلاء الناس تحولوا إلى المعارضة، أم أن الاحتجاجات الشعبية رفعت السقوف ولم يعد ممكنا الاكتفاء بالمديح لـ"السيد الرئيس".

كما جاءت المداخلة "القوية" للمفكر السوري طيب تيزيني، الذي فوجئت بعض أوساط المعارضة بمشاركته أصلا، لتدفع بالبعض إلى التساؤل: لماذا لم تشارك المعارضة وتقول ما عندها. وكتب أحد الناشطين، ويدعى عارف حمزة، في موقعه على فيسبوك يقول: "هل كان من الأفضل حضور المعارضة مؤتمر الحوار؟. أن تجهز أوراقها ومواقفها وتتحدث بحزم وقوة وعلى الهواء مباشرة ؟. أن تُعري السلطة في أعمالها و تحملها مسؤولية الدماء التي سفكت و المستقبل الغامض الذي ينتظر البلد بسبب سياستها الأمنية وفسادها؟ أليست المعارضة سياسية في النهاية ولها حرفيتها وأسلوبها وشقاوتها ودبلوماسيتها ؟.أسئلة، وغيرها كثير، أتصور أنها تستحق النقاش".

النائب محمد حبش (وسط) المعروف بقربه من النظام شارك في اللقاء ووجه كلمة نقدية للسطة أثارت تساؤلات عديدةصورة من: dapd

"مقاطعة اللقاء قرار صائب"

وجاء الجواب سريعا من فادية أبو زيد التي كتبت تعليقا على هذه التساؤلات، وفي صفحة زميلها لتقول: "مقاطعة الحوار موقف ضد الرصاص الحي والمباشر إلى الرأس والقلب". ناشط آخر يدعى مراد دوماني رد على تساؤلات حمزة بالقول "مقاطعة المعارضة قرار صائب جدا لأنه لا يجوز إضفاء الشرعية على هذا النظام". الكاتب والسجين السياسي السابق ياسين الحاج صالح وصف، في مقابلة مع دويتشه فيله، اللقاء التشاوري الذي استمر يومين بأنه "نوع من المونولوج وليس ديالوج؛ هو مناجاة للذات وليس حوارا بين طرفين". ويضيف الحاج صالح، وهو أبرز شخصيات ما باتت توصف بمعارضة الداخل، أن هذا اللقاء "لم يثمر عن شيء، فكل هيئات المعارضة العربية والكردية رفضت المشاركة فيه".

أما الناشر والكاتب السوري المعارض لؤي حسين، منسق لقاء المعارضة الذي انعقد في فندق سمير أميس بدمشق في السابع والعشرين من الشهر الماضي، فيشدد، في حوار مع دويتشه فيله، على أن المعارضة "لا ترفض الحوار مع النظام، لكنها ترفض الإطار الذي يفرضه. فالسلطة تريد أن تفرض شكل الحوار الذي تريده هي، كما اعتادت أن تفرض شكل القمع الذي تريده". ويضيف حسين، الذي سبق له أن تحاور مع المستشارة الرئاسية بثينة شعبان، أن السوريين لم يعودوا يثقون بما تعد به السلطة. "ففي الوقت الذي تسمح فيه للمشاركين في اللقاء التشاوري بقول ما يشاؤون تقوم هي بعمليات القتل والقمع والاعتقال".

ربطت المعارضة مشاركتها في الحوار بسحب الدبابات من المدن وإطلاق سراح المعتقلين السياسيينصورة من: picture alliance/abaca

"لا يمكن إجراء حوار والدبابات تجتاح المدن"

الكاتب والصحافي السوري المعارض بكر صدقي، المقيم في حلب، يرى أنه لا يمكن لأي طرف سياسي أن يقول إنه ضد الحوار من حيث المبدأ، لكن هذا النظام ومنذ عام ألفين "نظر بازدراء شديد لكل دعوات الحوار التي قدمتها المعارضة ورفضها كلها". ويضيف صدقي، في حوار مع دويتشه فيله، أن "النظام السوري لا يسعى للحوار أبدا لكنه، وبعد أربعة أشهر من الانتفاضة، يجد نفسه مضطرا للجوء هذا الطريق. فما جرى في مجمع صحارى ما هو إلا رسالة موجهة للخارج بأنه يجري حوارا مع مختلف أطياف الشعب ومستعد لإجراء إصلاحات كما يطالبه بها الغرب".

أما الباحث السوري المقيم في الولايات المتحدة أسامة قاضي فيقول "كل عاقل سواء كان معارضا أو مواطنا عاديا لا يمكن أن يدخل في حوار والطرف الذي يدعوه للحوار يضع سلاحه في رأسه. هذه معادلة غريبة". ويضيف قاضي، وهو رئيس المركز السوري للدراسات الإستراتيجية بواشنطن، في حوار مع دويتشه فيله أنه "لا يوجد مناخ للحوار في سوريا. ورغم احترامي لبعض من وافق وشارك، لكني أتساءل كيف يمكن أن نتحاور والدبابات تجتاح المدن؟ ما تم ليس حوارا والشارع قال لا للحوار ونعم لإسقاط النظام".

مؤتمر الإنقاذ والتحضير لمرحلة انتقالية

ورغم التوتر الذي يسود العلاقات السورية مع الولايات المتحدة والغرب عموما، خصوصا بعد اقتحام السفارتين الأمريكية والفرنسية في دمشق، فإن واشنطن وباريس لم تطالبا علنا برحيل الرئيس السوري كما فعلتا مع العقيد الليبي معمر القذافي. فالغرب "لم يسحب شرعيته بعد من النظام السوري ويعول على رئيسه لقيادة عملية التغيير بينما أسقط المتظاهرون هذه الشرعية عنه (النظام) والرئيس بشار الأسد شخصيا لأنه ليس فوق الخلافات بل هو الطرف الأساسي في الصراع، وبالتالي لن يكون وجها مقبولا لقيادة عملية انتقالية كما تطالب واشنطن"، والكلام للكاتب المعارض بكر صدقي.

وبدوره يشدد أسامة قاضي على أنّ النظام السوري فوَّت كل فرص الحوار وأن "الشارع يطالب بحزم بإسقاطه. والحوار الوحيد الممكن في هذه الفترة هو حول ترتيبات المرحلة الانتقالية وإنهاء الأزمة بطريقة سلمية وتأمين خروج آمن للرئيس السوري بشار الأسد، هذا كل ما يمكن أن تقدمه المعارضة من خلا مؤتمر إنقاذ وطني". لكن الناشر والكاتب المعارض لؤي حسين يقول إنه من المبكر "التفكير بدقة بمرحلة ما بعد بشار الأسد"، مؤكدا على ضرورة الإقرار بأن "الشارع التظاهري لا يختزل كل الشعب السوري؛ وهناك شرائح واسعة من الشعب تتظاهر مؤيدة للنظام".

أحمد حسو

مراجعة: عبده جميل المخلافي

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

المزيد من الموضوعات
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW