اللقاح الأمريكي-الألماني يحقّق مكاسب جديدة ويقترب من التسويق
١٨ نوفمبر ٢٠٢٠
حققت شركتا الأدوية الأمريكية "فايزر" والألمانية "بيونتيك" مكاسب جديدة بشأن لقاحهما لفيروس كورونا، حيث أعلنتا عن نسبة فعالية جديدة للعقار، ما قد يعجل بتسويقه نهاية العام الجاري.
إعلان
في بيان مشترك، قالت شركتا "فايزر" وشريكتها الألمانية "بيونتيك" اليوم الأربعاء (18 تشرين الثاني/ نوفمبر 2020) إن اللقاح التجريبي نجح بشكل جيد تقريباً بين مجموعة مهمة من السكان، وهم الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 65 عاما، بمعدل فعالية يزيد على 94 بالمئة، واجتاز مرحلة أمان رئيسية.
وأفاد البيان بأن النتائج جاءت في ختام المرحلة الثالثة للاختبار، والتي حقق خلالها المطورون أيضاً علامة بارزة في بيانات السلامة المطلوبة للحصول على ترخيص في حالة الطوارئ من جانب إدارة الغذاء والدواء الأمريكية.
وكانت النتائج الجزئية لهذه التجربة التي نشرت الأسبوع الماضي أظهرت فاعلية "تزيد عن 90 %"، وهذا يثبت توقعات السلطات الأميركية التي أعلنت أن التلقيح قد يبدأ قبل نهاية العام.
وأضاف البيان: "فايزر واثقة من خبرتها الواسعة ومعرفتها والبنية التحتية الحالية لسلسلة التبريد لتوزيع اللقاح في جميع أنحاء العالم"، وذلك رداً على مخاوف من أن التكنولوجيا الطبية التي تعتمد على الشفرة الوراثية لفيروس كورونا، تحتاج الحفظ في درجات حرارة تقل عن 70 درجة مئوية تحت الصفر.
وستطلب فايزر ترخيصاً لتسويق اللقاح "في غضون أيام قليلة" من الوكالة الأميركية للأغذية والعقاقير. وقد تعطي الوكالة لاحقا الضوء الأخضر لتسويق اللقاح اعتبارا من كانون الأول/ديسمبر كما أعلن الاثنين منصف سلاوي المسؤول الكبير في العملية الحكومية الخاصة باللقاحات.
وهذه النسبة من الفعالية في حال تأكدت، ستجعل من اللقاح الأكثر فعالية في العالم تماما كاللقاح ضد مرض الحصبة وأكثر فعالية من اللقاح ضد الانفلونزا الذي لم يكن مؤخراً فعالاً سوى بنسبة 19 إلى 60%.
والآثار الجانبية المهمة الوحيدة التي سجلت لدى أكثر من 2% من المشاركين كانت التعب (3,8%) والصداع (2%) ما يدفع بصانعي اللقاح للقول ان "الجسم يتقبله جيداً".
ويعتبر أوغور شاهين أحد مؤسسي شركة بايونتيك الصغيرة الألمانية التي طورت التقنية الجديدة التي يستند إليها اللقاح أن "هذا النجاح يجسد قدرة تقنية استخدام الحمض النووي رنا لتصبح فئة جديدة من الأدوية".
وطلبت الولايات المتحدة وأوروبا ودول اخرى شراء ملايين الجرعات من لقاح فايزر وبيوتنيك.وتنوي المجموعة إنتاج 50 مليون جرعة هذه السنة أي ما يكفي لتلقيح 25 مليون شخص و1,3 مليار في 2021.
إ.ع/خ.س (أ ف ب، د ب أ)
تراجع الاستجابة المناعية أكبر عائق لتطوير لقاح كورونا
كشف علماء دلائل تشير إلى أن الاستجابة المناعية في جسم الإنسان ضد مرض كوفيد-19 قد تكون قصيرة الأجل، ما يزيد صعوبة التوصل لجرعات وقائية تكون قادرة بشكل دائم على حماية الناس في موجات تفشي محتملة في المستقبل.
صورة من: picture-alliance/dpa/Geisler-Fotopress
"يخبو سريعاً"
خلصت دراسات أولية أجريت في الصين وألمانيا وبريطانيا ودول أخرى إلى أن المرضى المصابين بفيروس كورونا المستجد يطورون أجساماً وقائية مضادة للفيروس كجزء من النظام الدفاعي لجهاز المناعة في الجسم، لكن يبدو أن تلك الأجسام لا تظل فعالة سوى لبضعة أشهر فقط. دانييل ألتمان، أستاذ علم المناعة من جامعة (إمبريال كوليدج لندن) قال إن "تأثيرها (الأجسام الوقائية المطورة ذاتياً) في الغالب يخبو سريعاً".
صورة من: Deutscher Zukunftspreis/A. Pudenz
خياران أمام مطوري اللقاح
يقول الخبراء إن الضعف السريع للمناعة يثير مشكلات كبرى أمام مطوري اللقاحات، وأمام سلطات الصحة العامة كذلك ممن يسعون لنشر تلك اللقاحات لحماية رعاياهم من موجات تفشي الوباء في المستقبل. وقال ستيفن جريفين، أستاذ الطب المساعد في جامعة ليدز: "لكي تكون اللقاحات فعالة في الحقيقة، فإن هناك خيارين: إما الحاجة لتطوير حماية أكثر قوة وأطول أمداً ... أو أن يجري الحصول على اللقاح بانتظام".
صورة من: picture-alliance/Geisler-Fotopress/C. Hardt
سباق عالمي
تسعى أكثر من 100 شركة وفريق بحثي لتطوير لقاحات، ومن بينها 17 لقاحاً على الأقل تجري تجربتها حالياً على البشر. وأعلنت شركة "موديرنا" الأميركية الثلاثاء (15 تموز/يوليو 2020) أنّ التجارب السريرية ستدخل المرحلة النهائية في 27 تموز/يوليو. وبذلك تكون "موديرنا" أول شركة تبلغ هذه المرحلة. وأعلنت روسيا أنها أكملت التجارب السريرية الأولى للقاح تجريبي اختُبر على البشر على أن تُنجز بالكامل بنهاية تموز/يوليو.
صورة من: picture-alliance/SvenSimon/F. Hoermann
جرعتان "أفضل" من واحدة
وفي تجارب قبل السريرية على الخنازير لرصد تأثير لقاح طورته شركة صناعة الأدوية (أسترازينيكا) لعلاج كوفيد-19، ويعرف باسم (إيه.زد.دي 1222)، تبين أن جرعتين من اللقاح أسهمتا في استجابة الأجسام المضادة بشكل أفضل من جرعة واحدة. لكن وحتى الآن ليس هناك بيانات سجلتها أي تجارب للقاحات على البشر تظهر ما إذا ما كانت أي استجابة مناعية للأجسام المضادة ستكون قوية أو طويلة الأمد بالقدر الكافي.
صورة من: Imago Images
ضغط الزمن
قال جيفري أرنولد، الأستاذ الزائر في علم الأحياء الدقيقة بجامعة أكسفورد البريطانية والخبير السابق في سانوفي باستور، إن التطوير والاختبار السريع جداً للقاحات المحتملة ضد فيروس كورونا يجريان منذ ستة أشهر فقط وهي مدة غير طويلة بما يكفي لإظهار المدة الزمنية التي ربما توفرها اللقاحات. ويتوقع الخبراء أن يستغرق إنتاج لقاح آمن وفعال بين 12 و 18شهراً من بداية التطوير.
صورة من: picture-alliance/dpa/Bosch
جرعات معززة
قال جريفين أرنولد إن أحد الأساليب قد يكون أنه عندما يتم تطوير تلك اللقاحات، فإنه يجب على السلطات أن تفكر في الحصول على جرعات معززة لملايين الأشخاص على فترات منتظمة أو حتى الجمع بين نوعين أو أكثر من اللقاحات لكل شخص للحصول على أفضل حماية ممكنة. غير أن ذلك ربما يمثل تحدياً كبيراً على المستوى العملي. وقال "إعطاء العالم كله جرعة واحدة من اللقاح شيء... وإعطاؤهم جرعات متعددة هو شيء آخر تماماً".