يترقب عشاق كرة القدم الألمانية انطلاقة الموسم الجديد للدوري الألماني (بوندسليغا). بايرن ميونيخ هو الفريق الأوفر حظا للفوز باللقب للمرة الرابعة على التوالي. ولو حدث ذلك فستكون سابقة تاريخية بالنسبة لبايرن والبوندسليغا.
إعلان
تنطلق مساء الجمعة (14 أغسطس/ آب 2015) أولى مباريات الموسم الجديد (2015/2016) للدوري الألماني لكرة القدم (بوندسليغا)، بلقاء بين بايرن ميونيخ بطل الموسم الماضي وبين هامبورغ، الذي نجا بأعجوبة من الهبوط لدوري الدرجة الثانية. ويصادف يوم إقامة تلك المباراة ذكرى مرور خمسين عاما على أول مباراة يخوضها بايرن ميونيخ في الدوري الألماني عموما، والتي لعبها أمام جاره ومنافسه ميونيخ 1860، وخسرها بايرن بصفر مقابل هدف واحد.
الأمر يختلف الآن فبايرن ليس جديدا على البوندسليغا وإنما يعتبر أقوى الفرق في تاريخ البطولة، التي انطلقت عام 1963. ويدخل بايرن الموسم الجديد آملا في الفوز باللقب للمرة الرابعة على التوالي. نعم سبق لبايرن في أربع مرات مختلفة أن فاز باللقب لثلاثة مواسم متتالية، لكنه لم يسبق له أبدا أن فاز بالدوري الألماني لأربعة مواسم متتالية. ونقلت مجلة "كيكر" كبرى المجلات الرياضية الألمانية عن كارل هاينز رومينيغه، رئيس مجلس إدارة بايرن ميونيخ قوله: "لو كان هناك أحد يمكنه الفوز باللقب للمرة الرابعة على التوالي فسيكون فريقنا."
حافز لم يحققه ولا حتى الجيل الذهبي
ويصف المدافع البافاري جيروم بواتينغ الفوز باللقب في الموسم الجديد بأنه "اللقب الأهم"، ولذلك فهناك "دافع كبير" من أجل تحقيقه. أما قائد بايرن ميونيخ فيليب لام فيدرك أن الفوز بلقب الدوري الألماني للمرة الرابعة على التوالي سيصبح حدثا تاريخيا، ومن هنا سيكون دافعا قويا له ولزملائه لبذل أقصى جهد لتحقيق الفوز. وقال لام حسب "كيكر": "هذه مسألة تلعب دورا بالنسبة لنا، ونحن نضعها دائما في أذهاننا. فهي لم تحدث من قبل ولا حتى في أيام الفريق الرائع في السبعينات." ويقصد فيليب لام هنا الجيل الذهبي للبافاريين في زمن أساطير الكرة الألمانية: بكنباور ومولر وسيب ماير."
فقد استطاع جيل السبعينات تحقيق الفوز بالبطولة ثلاث مرات متتالية لأول مرة في تاريخ بايرن ميونيخ في أعوام 1972 و1973 و1974. كما فازوا أيضا بكأس أوروبا للأندية أبطال الدوري وكأس العالم للأندية. لكن في الموسم التالي 1974/1975 جاء السقوط المدوي للفريق فاحتل المركز العاشر في الدوري الألماني، رغم أنه كان يضم آنذاك خيرة لاعبي المنتخب الألماني الفائز بكأس العالم الذي أقيم في ألمانيا عام 1974.
ويبدو أن لاعبي بايرن ميونيخ بعد كل تلك الألقاب أصبحت لديهم تخمة وفقدوا الدافع في البطولة المحلية حسب ما قال فرانز (بوللى) روت، النجم الذي قضى اثني عشر عاما في فريق بايرن ميونيخ في الستينات والسبعينات. ويضيف اللاعب قائلا: "لم يكن لدينا دافع سوى في المباريات الكبيرة في المنافسات الأوروبية." أما قيصر الكرة الألمانية وقائد بايرن آنذاك فرانز بكنباور فقال : "لقد كنا خائري القوى".
ويبدو أن قوى الفريق قد خارت لفترة طويلة، استمرت ثلاث سنوات. ففي تلك الفترة استحوذ الجيل الذهبي لبروسيا مونشنغلادباخ، جيل غونتر نيتسر، على الدوري الألماني لثلاثة مواسم متتالية: 1975، و1976، و1977، علما بأنه الفريق الوحيد بجانب بايرن، الذي فاز باللقب ثلاث مرات متتالية.
إفنبرغ: تركنا الفرصة للجيل الحالي
وفي النصف الثاني من الثمانينات أحرز بايرن ميونيخ البطولة ثلاثة مرات متتالية في أعوام 1985، و1986، و1987 وكان كلاوس أوغِنتالر، قائد الفريق آنذاك، يرى أن تحقيق اللقب الرابع على التوالي مسألة "تحصيل حاصل." بل إن هناك من اللاعبين من أعتقد أنه لو حقق اللقب للمرة الرابعة على التوالي فسيفوز به للمرة الخامسة والسادسة أيضا؛ لكن في نهاية الموسم حل بايرن ميونيخ في المركز الثاني خلف فيردر بريمن.
أما جيل شتيفان إفنبرغ وأوليفر كان ومحمد شول فقد حصد بطولة الدوري الألماني ثلاث مرات متتالية في أعوام 1999، و2000، و2001، وتمكن ذلك الجيل أيضا من الفوز بدوري أبطال أوروبا عام 2001. لكنه لم يستطع تحقيق بطولة الدوري للمرة الرابعة على التوالي فحل في الموسم التالي 2001/2002 في المركز الثالث خلف بوروسيا دورتموند البطل، وباير ليفركوزن، صاحب المركز الثاني.
ويمزح شتيفان إفنبرغ ويقول: "كنا نريد فقط أن نترك الفرصة للجيل الحالي"، ويضيف القائد السابق لبايرن ميونيخ "سيكون حدثا تاريخيا لو تمكنوا من تحقيقه". بينما يرى كلاوس أوغنتالر أن فوز بايرن بالبطولة في الموسم الجديد "مسألة منطقية أيضا"، ويضيف حسب ما نقلت مجلة "كيكر" : "لا أعرف ما هي الأخطاء التي قد تحدث لكي لا يفوز بايرن باللقب".
لاشك أن بايرن ميونيخ هو أكبر المرشحين للفوز باللقب هذا الموسم؛ فالمنطق يقول إنه الأقوى في ألمانيا من كافة النواحي: المدرب، اللاعبين، الإدارة، الجماهير، والأموال وغيرها. لكن النتائج في كرة القدم لا تسير في كثير من الأحوال وفق المنطق، وإنما وفق العرق والمجهود الذي يبذله لاعبو الفرق المتنافسة. كما يلعب الحظ دورا كبيرا في منافسات الساحرة المستديرة.
أهم صفقات انتقال اللاعبين للأندية الألمانية في الصيف
تشهد العطلة الصيفية صفقات انتقال اللاعبين إلى الأندية الألمانية الكبرى، المشاركة في الدوري الألماني لكرة القدم. جولة مصورة للتعرف على أهم هذه الصفقات.
صورة من: Getty Images/AFP/Yamanaka
تعد صفقة انتقال النجم التشيلي أرتورو فيدال إلى بايرن ميونيخ أهم صفقة في الانتقالات الصيفية لأندية البوندسليغا. دفع بايرن ميونيخ 37 مليون يورو إلى يوفنتوس الإيطالي للحصول على اللاعب الفائز بكأس أمم أميركا الجنوبية هذا العام. وينتظر أن يسبب فيدال هيبة أكبر في قلوب منافسي بايرن ميونيخ، من خلال أدائه القوي في وسط الملعب وليس من خلال الوشم الذي يغطي جسمه.
صورة من: Getty Images/AFP/C. Stache
كما قام بايرن بشراء دوغلاس كوستا من شاختيور دونيتسك الأوكراني مقابل 30 مليون يورو. يتميز كوستا بالسرعة واللعب بالقدمين الاثنين والخبرة الدولية مع منتخب البرازيل. وسيحل كوستا محل الجناح الفرنسي فرانك ريبيري أو زميله الهولندي آريين روبن، عندما يصاب أحدهما. كوستا عمره 24 عاما وهو أصغر بكثير من الاثنين، وبالتالي فهو رجل للمستقبل.
صورة من: picture-alliance/dpa/Imaginechina
كيفين كوراني المهاجم السابق لمنتخب ألمانيا، وصاحب الخبرة الكبيرة، عاد في الصيف إلى بلده لينضم إلى فريق هوفنهايم بعد خمس سنوات قضاها في دينامو موسكو. وقال كوراني:"هنا أستطيع من خلال خبرتي مساعدة العديد من اللاعبين الشباب." وربما يكون أهم درس هو الانضباط، حتى لو جلس اللاعب على دكة البدلاء. فعدم الانضباط كان سببا في استبعاد كوراني من المانشافت.
صورة من: Getty Images/Epsilon
يعتبر الدولي ولاعب هامبورغ السابق بيوتر تروخوفسكي (31 عاما) هو الأسوأ حظا بين اللاعبين في صفقات الانتقال هذا الصيف. فبعد نزاع قانوني استمر عاما مع اشبيلية الاسباني، عاد تروخوفسكي إلى ألمانيا من خلال بوابة أوغسبورغ. لكن لا يعلم أحد متى سيكون قادرا على اللعب بعد تعرضه للإصابة مع فريقه الجديد في مباراة ودية، علما بأن عقده مع أوغسبورغ لمدة عام واحد فقط.
صورة من: picture-alliance/dpa/D. Naupold
قبل عامين قام نادي بايرليفركوزن بإعارة كريستوف كرامر إلى بروسيا مونشينغلادباخ. حينها كان كرامر صغيرا وغير معروف. والآن عاد اللاعب صاحب الأربعة والعشرين عاما إلى ليفركوزن بعد أن أصبح مشهورا؛ إذ إنه فاز مع منتخب بلاده بكأس العالم بالبرازيل عام 2014.
صورة من: picture-alliance/Schwörer Pressefoto
وانتقل المهاجم الخطير ماكس كروزه إلى فولفسبورغ، قادما من مونشنغلادباخ، الذي سجل له الموسم الماضي 11 هدفا. كروزه لاعب المنتخب الألماني، البالغ 27 عاما يقوم حاليا بحملة إعلانات لكنه ربما لا يحتاج لذلك في المستقبل ففريقه الجديد تابع لشركة فولكسفاغن كبرى شركات صناعة السيارات في أوروبا.
صورة من: picture-alliance/dpa/D. Simka
النجم الأرجنتيني فرانكو دي سانتو، صاحب البسمة الدائمة أبكى جمهور فيردربريمن، عندما أعلن فجأة في "يوم الجمهور" انتقاله إلى فريق شالكه. وسيسعى طبعا دي سانتو (26 عاما) إلى جلب البهجة أخيرا إلى شالكه، لكن الأهم من ذلك هو أن يسجل الأهداف لفريقه الجديد وإلا فقد لا يشارك في المباريات.
صورة من: Joern Pollex/Bongarts/Getty Images
غونزالو كاسترو لاعب ألماني من أصول إسبانية. قضاء غونزالو 16 عاما في صفوف بايرليفركوزن، هو وفاء نادر. لكن بعد كل هذه المدة ترك كاسترو، الذي يلعب في خطي الدفاع والوسط، فريقه إلى وجهة أخرى لكنها ليست بعيدة. فقد انتقل إلى بوروسيا دورتموند، الذي يبعد ملعبه حوالي 75 كيلومتر فقط عن ملعب ليفركوزن.
صورة من: imago/Chai v.d. Laage
يتميز يوهانيس غايس نجم منتخب ألمانيا للناشئين تحت 21 عاما بدقة التمريرات وتوزيعها، وسد الثغرات في صفوف فريقه بطريقة جيدة، حيث أنه لاعب خط وسط مدافع. تلك الصفات رغم صغر سنه دفعت شالكه إلى شرائه من فريق ماينز الذي كان يلعب في صفوفه منذ 2013.
صورة من: picture-alliance/dpa/Revierfoto
يحمل اللاعب آرون يوهانسون جنسية أيسلندا، لكنه قرر اللعب لمنتخب الولايات المتحدة، التي ولد على أراضيها. وبسبب التشابه بينه وبين نجم هوليوود "كيفين بيكون" يطلق عليه زملاؤه في المنتخب "بيكون". يوهانسون عمره 24 عاما وانتقل إلى فيردر بريمن قادما من الكمار الهولندي، ليحل محل فرانكو دي سانتو، المنتقل إلى شالكه.
صورة من: picture-alliance/dpa/Carmen Jaspersen
رغم أن عمره بالكاد 24 عاما إلا أن بوروسيا دورتموند هو النادي السادس في مسيرة حارس المرمى السويسري رومان بوركي. جاء العام الماضي إلى ألمانيا لكنه لم يستطع منع هبوط فرايبورغ من البوندسليغا. ويبحث رومان بوركي الآن عن تحد جديد ومن الطرائف أنه سيتنافس في دورتموند مع حارس يحمل نفس اسمه الأول، هو المخضرم رومان فايدنفيلر.