1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

المأساة الإنسانية في لبنان تتفاقم يوماً بعد يوم

سمر كرم ٢٥ يوليو ٢٠٠٦

خرق طرفا النزاع الإسرائيلي اللبناني كافة المعاهدات والمواثيق الدولية، التي تحرم استهداف المدنيين في الحروب. الكارثة الإنسانية في لبنان تتفاقم يومياً والمجتمع الدولي يطالب بفتح ممرات إنسانية لنقل الإمدادات لضحايا الحرب.

المدنيون هم الذين يدفعون ثمن الحربصورة من: AP

يسعى مئات آلاف النازحين في لبنان إلى النجاة بأنفسهم من أخطار الحرب، مخلفين وراءهم منازلهم وكل ما يملكون، بينما تقف أطنان من إمدادات الإغاثة على الحدود بانتظار السماح لها بالوصول إلى هؤلاء اللاجئين. في أول زيارة له إلى بيروت كانت صدمة منسق الإغاثة بالأمم المتحدة يان إيجيلند كبيرة، فهو لم يتخيل أن يكون الوضع بهذا السوء وقال خلال جولة بمنطقة حارة بريك المدمرة وهي معقل حزب الله في بيروت: "يجب أن تتوقف الصواريخ التي تطلق على إسرائيل. يجب أن يتوقف القصف الهائل الذي رأيناه هنا والذي أدى إلى تسوية مبنى سكني تلو الآخر بالأرض". ودعا إيجلاند إلى وقف العنف لإتاحة الفرصة لبدء عمليات إغاثة كبيرة، معتبراً أن القصف الإسرائيلي للمنطقة الشيعية التي كانت مزدحمة ينتهك القانون الإنساني. وأضاف إيجلاند: "إننا نطالب باسم الأمم المتحدة وقف الهجمات من الجانبين. فإذا ما استمر الحال على ما هو عليه، سيكون هناك باستمرار المزيد من الضحايا من المدنيين، والمزيد من القتلى من الأطفال، والمزيد من الأطفال المجروحين الذين يصارعون من أجل البقاء".

الوضع في مدارس الإغاثة "مأساوي"

الحرب أضاعت في لحظة ما جمعه البعض في سنواتصورة من: AP

أدت الحرب في لبنان إلى تشريد نحو نصف مليون شخص، كما تمت محاصرة آخرين وسط القتال خاصة في القرى الواقعة على الحدود. ففتحت سوريا أبوابها واستعدت قبرص لاستقبال عشرات الآلاف من الفارين من لبنان في إطار عملية الإجلاء الجماعي التي تشارك فيها عشرات الدول، إلا أن مئات الآلاف نزحوا إلى المدارس التي أعدتها هيئة الإغاثة بلبنان لاستقبالهم. ويحى هؤلاء اللاجئون الآن في حالة مزرية كما أكدت ميرنا شدراوي من مؤسسة سمير قصير والمسئولة عن إحدى مدارس الإغاثة في حديث لموقعنا: "الوضع مأساوي جداً هنا في المدرسة، فهؤلاء الأفراد تركوا بيوتهم وحياتهم ولم يأخذوا نقوداً معهم أو أي شيء، كما أن منهم من يحتاج لعلاج وأدوية، وليس لديه روشتة. نقص الأدوية يعد أكبر مشكلة تواجهنا. كما أن الوضع داخل المدرسة غير صحي على الإطلاق، فالمدارس غير مؤهلة للنوم أساساً". وبالرغم من كون المدرسة غير مجهزة لإيواء الأفراد، إلا أن فريق العمل المسئول تمكن من تجهيز أماكن للنوم واحتياجات أساسية تكفي أربعة وخمسين أسرة، مكونة من 340 فرد. وتضيف ميرنا: "بالطبع ليس هناك فرشاً مريحاً، لكن ذلك أفضل من النوم على الأرض. كما أننا تمكننا الآن بمساعدة هيئة الإغاثة التي أعدها المجتمع المدني اللبناني وهيئة الإغاثة التابعة للدولة من توفير وجبة ساخنة يومياً لكل فرد، لكن هذه الإمكانيات لن تكفي إلا لوقت محدود، خاصة وأن المعونات الخارجية لا تصل إلى لبنان بسبب الحصار".

مساعدات عالقة ولاجئون منتظرون

وبالفعل هناك أطنان من إمدادات الإغاثة (الخيم والفرش والأغطية) خصصت للنازحين اللبنانيين ووصلت إلى دمشق عبر الأردن، إلا أنها مازالت عالقة في سوريا بسبب عدم توفر ممر إنساني يتيح نقلها إلى لبنان، كما أفادت مفوضية الأمم المتحدة العليا لشئون اللاجئين. وقال المدير الإقليمي للمفوضية أكبر منمنجيوغلي إنه قد يتحتم نقل هذه المساعدات عن طريق قبرص أي عبر البحر ما قد يأخذ وقتاً أطول بكثير. وهو ما يخشاه مدير المفوضية في لبنان عرفات جمال، الذي يرى أن ظروف المعيشة للنازحين مزرية، حيث تنقص الإمدادات الغذائية خاصة في المدارس. وإن كان بإمكان هيئات الإغاثة تأمين بعض الاحتياجات الحيوية الآن، فالأمر لن يستمر طويلاً خاصة مع التزايد المستمر في عدد النازحين.

الأدوية هي أكبر احتياج الآن

أطفال ينتظرون الحافلة لتنقلهما إلى سورياصورة من: AP

السيد محمد صدوق من الهيئة العليا للإغاثة قال في حديث لموقعنا أن هناك العديد من المساعدات، التي تصلهم من الهيئات المختلفة ومن الأفراد، كما أن هناك جزء من المساعدات الخارجية التي يمكنها الوصول عبر الحدود الشمالية للبنان أو عبر سوريا عبر المدخل الشرقي للبنان، بالإضافة إلى بعض المواني، الذي لا تزال مفتوحة. لكن هناك أيضاً الكثير من الاحتياجات، خاصة احتياجات الأطفال من ألبان ومأكولات وحفاظات. وفيما يخص الأدوية هناك احتياج لأدوية الكبار والصغار، خاصة أدوية الإسهال والمضادات الحيوية والمسكنات ومخفضات الحرارة، كما أن أدوية الأمراض المزمنة تعد في غاية الأهمية، مثل أمراض القلب والسكر ومصافي غسيل الكلى. في هذا السياق يقول محمد صدوق: "لا تصل كل المعونات، فهناك صعوبة شديدة في الطريق. لقد تمكنا من تجهيز كل المدارس لاستقبال النازحين الآن، كما أن هناك قائمة بالاحتياجات المطلوبة نوزعها على من يبغي المساعدة".

فرنسا وسويسرا يطالبان باحترام القانون الإنساني الدولي

أعلام السلام فوق السيارةصورة من: AP

من ناحية أخرى قالت وزيرة الدفاع الفرنسية ميشال اليو-ماري وهي على متن الفرقاطة الفرنسية جان بارت المبحرة من بيروت إلى لارنكا إنها غير قادرة على فهم "مغزى بعض الضربات" العسكرية التي نفذتها إسرائيل في لبنان وخصوصاً استهداف المدنيين وثكنات الجيش اللبناني وأضافت: "لا يمكن أن يطلب من الجيش اللبناني نزع سلاح الميليشيات وفي الوقت نفسه قصف الثكنات اللبنانية الرئيسية". وتابعت الوزيرة الفرنسية: "لا نفهم أيضاً ما معنى ضرب مصانع تنتج حليب الأطفال. والمؤسف أننا نرى مزيدا من عمليات القصف التي تستهدف المدنيين، حتى سيارات تقل أشخاص كانوا يحاولون بكل بساطة التوجه الى بيروت للاحتماء، تعرضت للقصف". وكذلك عبرت وزيرة الخارجية السويسرية ميشلين كالمي عن تضامنها مع الشعب اللبناني، موضحة أن سويسرا تطالب بوقف العمليات العدائية وتطبيق معاهدات جنيف وفتح ممر إنساني. وتحث كالمي طرفي النزاع على إيجاد حل سلمي للأزمة مؤكدة من جديد على أن الرد الإسرائيلي غير متكافئ.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW