أصدرت محكمة الأمنية حكمها على طالب لجوء فلسطيني اعترف بتنفيذ اعتداء بالسكين في تموز/ يوليو الماضي أدى إلى مقتل شخص وإصابة ستة آخرين. الهجوم تسبب بصدمة كبيرة في الشارع الألماني.
إعلان
أصدرت محكمة ألمانية اليوم الخميس (الأول من مارس/ آذار 2018) حكماً بالمؤبد في حق طالب لجوء فلسطيني اعترف بتنفيذ اعتداء بالسكين في تموز/ يوليو 2017 أدى الى مقتل شخص وإصابة ستة آخرين.
وعللت المحكمة قرارها بأن الجاني "ساهم" بما يعرف "الجهاد العالمي"، ومن تمّ أصدرت حكماً مشدداً بتهمة "التطرف الإسلامي"، ما يعني عقوبة إلزامية بالسجن 15 عاماً على الأقل قبل أن يتمكن المعني من طلب الافراج المشروط عنه.
وكان طالب اللجوء الفلسطيني قد دخل إلى سوبرماركت في 28 تموز/ يوليو 2017 وهاجم متسوقين بسكين استولى عليها من جناح أدوات المطبخ، فقتل رجلاً يبلغ من العمر 50 عاماً.
وبعد ذلك هرب وجرح في الشارع ستة اشخاص آخرين هاتفاً "الله اكبر" قبل أن يتمكن مارة وغالبيتهم من المسلمين من السيطرة عليه بعد مطاردته، ومن بينهم طالب لجوء أفغاني.
واعتنق الجاني الفلسطسيني التطرف عام 2016، في العام الذي رُفض فيه طلب لجوئه. ورغم هذا الرفض والمؤشرات العديدة على سلوكه المتطرف، لم يتم ترحيله نظراً لعدم توفر أوراق ثبوتية له.
ووقع الهجوم بينما كانت السلطات الألمانية في حالة استنفار بسبب عدد من الهجمات الإسلامية التي وقعت أو كان مخططاً لها، خصوصاً عملية دهس أسفرت عن سقوط 12 قتيلاً في كانون الاول/ ديسمبر 2016 في سوق عيد الميلاد في برلين، قام بها الإرهابي أنيس العمري.
وطالب اللجوء الفلسطيني مولود في الإمارات العربية المتحدة ووصل إلى ألمانيا عن طريق النرويج في آذار/ مارس 2015 بعد أن كان في السويد وإسبانيا، وكان يعيش منذ تسع سنوات في أوروبا.
و.ب/ع.غ (د ب أ، أ ف ب)
عام على اعتداء برلين- نصب تذكاري وحزن وشعور بالخذلان
أحيت ألمانيا الذكرى السنوية الأولى لاعتداء الدهس الإرهابي الذي ضرب عاصمتها برلين. كيف استحضرت الحكومة الاتحادية هذا الحادث الأليم؟ وهل من خطوات عملية تجاه أسر الضحايا والجرحى؟ وماذا عن الأخطاء والتقصير؟
صورة من: picture-alliance/dpa/B. von Jutrczenka
تدشين نصب تذكاري
أمام ذوي الضحايا والمصابين، أزاح عمدة برلين ميشائل مولر اليوم الثلاثاء (19 كانون الأول/ديسمبر 2017) وبحضور المستشارة أنغيلا ميركل الستار عن النصب التذكاري للهجوم. وكان الرئيس الألماني فرانك-فالتر شتاينماير ورئيس البرلمان الألماني "بوندستاغ" فولفغانغ شويبله من بين الحاضرين.
صورة من: picture-alliance/dpa/B.von Jutrczenka
"من أجل الوئام بين جميع البشر"
وحفر على النصب التذكاري النص الآتي: "تخليداً لذكرى ضحايا هجوم 19 كانون الأول/ديسمبر 2016. من أجل الوئام بين جميع البشر". وشهد نهار الثلاثاء عدة فعاليات في ميدان برايتشايدبلاتس، المكان الذي يضم سوق الميلاد، لتكريم الضحايا وهم من ست جنسيات: الألمانية والبولندية والإيطالية والتشيكية والإسرائيلية والأوكرانية.
صورة من: Reuters/F.Bensch
انتقادات واتهامات
تعرضت أنغيلا ميركل للانتقاد لأنها انتظرت عاماً حتى الاثنين (18 كانون الأول/ديسمبر 2017) لاستقبال ذوي الضحايا. جاء ذلك بعد الانتقادات والاتهامات التي وجهتها أسر الضحايا لميركل بالخمول والإخفاق السياسي بعد وقوع الهجوم. عدد كبير من الألمان مقتنعون بأنه كان من الممكن تجنب الاعتداء. وأشارت تقارير كثيرة إلى الأخطاء المرتكبة في ملاحقة أنيس عامري الذي كان يعرف قبل الاعتداء بأنه إسلاموي خطير وتاجر مخدرات.
صورة من: DW/Imtiaz Ahmad
والدة سائق الشاحنة..تشكو من الخذلان
تشكو جانينا أوربان، والدة سائق الشاحنة التي استُعملت في الهجوم، من الخذلان بسبب تجاهل السلطات الألمانية لها كأم فقدت ابنها في الاعتداء.
صورة من: DW/M. Majerski
شتاينماير يعترف بالتقصير
أعرب الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير عن رأيه في أن هناك أوجه تقصير لدى الحكومة والمجتمع في التعامل مع أسر ضحايا ومصابي هجوم الدهس الإرهابي. وقال شتاينماير في خطابه خلال فعالية إحياء الذكرى الأولى للهجوم بحضور عدد من أسر الضحايا إن بعض الدعم الذي تم تقديمه لذوي الضحايا والمصابين جاء متأخراً وظل غير مرضي.
صورة من: Getty Images/J.MacDougall
تدارك الأخطاء
من أجل إيجاد أرضية معقولة في التعامل مع أسر الضحايا عينت الحكومة الألمانية مندوباً لشؤون ذوي الضحايا هو كورت بيك، رئيس وزراء ولاية رينانيا بلاتينا السابق الذي قدم قبل أيام مع وزير العدل الألماني هايكو ماس (الصورة) تقريراً حول ما فعلته الحكومة وكذلك النواقص في تقديم المساعدة.
صورة من: picture-alliance/dpa/G. Fischer
تدابير أمنية في أسواق عيد الميلاد
فرضت في سوق الميلاد بميدان برايتشايدبلاتس ببرلين وأسواق أخرى كثيرة في ألمانيا تدابير أمنية مشددة هذه السنة. ووضعت كتل اسمنتية كبيرة لمنع مرور أي آلية. وقبل أيام من الاحتفال بعيد الميلاد، ما زال الزبائن يقولون أنهم متأثرون بهذا الهجوم.
إعداد: م.أ.م