المؤتمر اليهودي العالمي يطالب بحظر "الجناح" بحزب البديل
٣ نوفمبر ٢٠١٩
على مدار ثلاثة أيام استضافت ميونيخ مؤتمر الوكالات الوطنية اليهودية. وطالب رئيس المؤتمر العالمي اليهودي ألمانيا بحظر الأحزاب اليمينية المتطرفة، ومنها "بالجناح" الذي يقوده بيورن هوكه في حزب البديل من أجل ألمانيا.
إعلان
بعد ثلاثة أيام من مؤتمر ماراتوني يبدو رونالد لاودر رئيس المؤتمر العالمي اليهودي مرتاحا. إنه يجري محادثات داخل فندق "بايريشر هوف" في قلب العاصمة البافارية ميونيخ. وعقدت منظمته مؤتمرا استمر ثلاثة أيام. ففي كل عامين يجتمع رؤساء الوكالات الوطنية للمؤتمر العالمي اليهودي. وهذا العام كان الاجتماع في ألمانيا حيث حصلت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل في دار المجموعة الثقافية الإسرائيلية على جائزة تيودور هرتزل "أهم جائزة في العالم اليهودي" وهذه إشارة إيجابية في مكافحة معاداة السامية، يقول رونالد لاودر. لكن هذا التشريف يلازمه تحذير واضح. فمعاداة السامية التي تظهر مجددا في ألمانيا وأوروبا وصلت إلى حد لا يترك رئاسة المؤتمر اليهودي العالمي صامتة: "75 عاما بعد غرف الغاز في أوشفيتس وتربلينكا ترفع الكراهية التي تعود لقرون من الزمن رأسها مجددا ضد اليهود"، كما قال لاودر. "ولضمان أن لا تتوجه بلاد إيمانويل كانت وغوته وشيلر مجددا ضد أتباع ألبيرت أينشتاين، يجب الآن التحرك". ويطالب لاودر بقوانين مشددة ضد خطاب الكراهية في شبكة الانترنت وغيرها. "أين هي القوانين؟"، يسأل الرجل في فندق "بايريشر هوف".
حظر الأحزاب اليمينية المتطرفة
وقبلها بيوم في حديث حصري لـDW طالب لاودر بحظر الأحزاب اليمينة المتطرفة وقال إنه يجب على الأحزاب في ألمانيا إقصاء الأعضاء اليمينيين المتطرفين. وكرر لاودر جملته أثناء كلمته أمام أنغيلا ميركل الحائزة على جائزة هرتزل. فهل هذا ينطبق أيضا على حزب البديل من أجل ألمانيا؟ نعم، يقول رئيس المجلس المركزي لليهود في ألمانيا، يوزيف شوستر. فالأمر يرتبط أيضا "بالجناح" الذي يقوده مرشح حزب البديل من أجل ألمانيا، بيورن هوكه في ولاية تورينغن، تلك المجموعة التي صنفتها سلطات الأمن الألمانية بأنها يمينية متطرفة. وردا على هذا السؤال الذي طرحناه أيضا على الرئيس رونالد لاودر، أجاب الأخير بأن هذا المطلب ينطبق أيضا على هذه المجموعة.
"ألمانيا على بوابة أوقات عصيبة"
لاودر هو ربما أكبر صديق لليهودية الأوروبية في الولايات المتحدة الأمريكية. فلاودر الذي كان رجل أعمال في مجال مستحضرات التجميل وسفيرا أمريكيا سابقا تحمس لألمانيا في وقت مبكر والتزم العمل من أجل الحياة اليهودية بعد نهاية الشيوعية في أوروبا. وعمل بجمعيته التي تحمل اسمه على مساندة الجاليات اليهودية في شرق أوروبا قبل انهيار الستار الحديدي، لاسيما في بولندا، مكان الإبادة المنهجية الألمانية لليهود الأوروبيين حتى عام 1945. كل هذه القضايا تم بحثها خلال أيام المؤتمر الثلاثة في ميونيخ، بعد 30 عاما من انهيار جدار برلين و 80 عاما من اندلاع الحرب العالمية الثانية وقريبا 75 عاما من نهايتها.
سلَّم لاودر وهو مسرور جائزة تيودور هرتزل لأنغيلا ميركل. وفي كلمته التكريمية تحدث إلى ضمير الحائزة على جائزة هرتزل وممثلين مهمين آخرين في جمهورية ألمانيا الاتحادية في قاعة دار الجالية اليهودية في ميونيخ قائلاً: الديمقراطية الألمانية يجب أن تدافع عن نفسها. لكن بعد نهاية هذه الأيام الثلاثة للمؤتمر العالمي اليهودي في ميونيخ يبدو رونالد لاودر متشائما، إذ قال "ألمانيا على بوابة أوقات عصيبة".
فرانك هوفمان/ م.أ.م
مظاهر متعددة للتطرف في شرق ألمانيا
رغم أن اليمين المتطرف ظاهرة لا تقتصر على بلد معين، إلا أن الحكومة الألمانية أعربت مؤخرا عن قلقها من تنامي كراهية الأجانب ومعاداة الإسلام في الولايات الألمانية الشرقية. جولة مصورة في مظاهر التطرف اليميني بشرق ألمانيا.
صورة من: Getty Images/AFP/R. Michael
أعربت الحكومة الألمانية عن قلقها إزاء تنامي كراهية الأجانب والتشدد اليميني في شرق ألمانيا، محذرة من أنهما يشكلان تهديدا على السلم الاجتماعي وينفر المستثمرين الأجانب. الإحصائيات الأخيرة تؤكد هذه المخاوف: ففي عام 2014 مثلا سجل 47 من الاعتداءات ذات الدوافع العنصرية في شرقي ألمانيا، على الرغم من عدد السكان فيها لا يشكل سوى 17 بالمائة من إجمالي سكان البلاد.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Balk
فمثلا، على الرغم من أن نشاط النازيين الجدد لا يقتصر على ألمانيا فحسب، بل سجل في عدد مناطق من العالم على غرار أمريكا والنرويج، إلا أن حزبهم "حزب ألمانيا القومي الديمقراطي" لم ينجح حتى الآن في الدخول إلى البرلمانات المحلية والمجالس المحلية إلا في شرقي ألمانيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/F. Bimmer
شكلت مدينة دريسدن، بولاية سكسونيا شرقي ألمانيا، مهد ومعقل حركة "أوروبيون وطنيون ضد أسلمة الغرب" (بيغيدا) التي تتظاهر منذ أكتوبر/ تشرين الأول من عام 2014 ضد الإسلام والمسلمين وتواجد الأجانب في ألمانيا. وقد بلغت هذه الاحتجاجات ذروتها مع تدفق سيل اللاجئين، وأغلبيتهم من سوريا، على ألمانيا العام الماضي.
صورة من: picture-alliance/dpa/J. Stratenschulte
خلال احتجاجاتهم الليلية التي تنظمها حركة "أوروبيون وطنيون ضد أسلمة الغرب" (بيغيدا) لم يتوان اليمينيون المتطرفون عن التعبير عن رفضهم لقدوم اللاجئين إلى ألمانيا. في إحدى المظاهرات حمل أحدهم لافتة تصور أناسا في قطار – وذلك في إشارة إلى أن أغلبية اللاجئين قدموا إلى ألمانيا في القطارات انطلاقا من المجر والنمسا – وقد كتب عليها بالإنجليزية: "اللاجئون غير مرحب بهم، عودوا بعائلاتكم إلى أوطانكم".
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Schutt
اليمين المتطرف يرفضو أيضا التعددية الثقافية في إشارة إلى المهاجرين، الذين يعيشون في ألمانيا منذ عقود، ويعتبرونها دخيلة على الثقافة الألمانية. في الصورة أحد المتظاهرين في احتجاجات نظمتها حركة بيغيدا في مدينة دريسدن وهو يحمل لافتة كتب عليها "يجب وقف التعددية الثقافية. وطني (يجب) أن يبقى ألمانيّا".
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Burgi
كثيرا ما شهدت مدن شرق ألمانيا احتجاجات متكررة ضد اللاجئين وتنديدات بالمستشارة ميركل التي يتهمونها بفتح الأبواب على مصراعيها أمام "من هب ودب" دون أن تعير اهتماما لمخاوفهم ومشاكلهم. وفي الواقع، فقد شهد حزب المستشارة، الحزب الديمقراطي المسيحي، تراجعا في الانتخابات البرلمانية المحلية لعدد من الولايات الألمانية، وليس في شرق ألمانيا فقط.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/J. Meyer
إضرام الحرائق في مآوي اللاجئين أو في البنايات المخصصة لإيواء اللاجئين أحداث - وإن لم تقتصر على ولايات شرق ألمانيا - تحسب على اليمين المتطرف وعلى كارهي الأجانب بصفة عامة واللاجئين بصفة خاصة. الصورة تظهر بناية خصصت لإيواء اللاجئين في بلدة باوتسن وهي تحترق. كما أظهرت التحقيقات فيما بعد أن الحريق كان بفعل إجرامي.
صورة من: picture-alliance/dpa/R. Löb
بعدما سمع اليمنيون المتطرفيو أن طائفة الأحمدية تريد أن تبني مسجدا بمنطقة نائية في إيرفورت بولاية تورينغن، شرقي ألمانيا، حتى سارعوا للاحتجاج رغم أن الأمر لم يتعد طور التخطيط. ورغم أن هذا المسجد الذي لايزال مجرد حبر على ورق هو الأول من نوعه في الولاية بأسرها والثالث في شرقي ألمانيا (باسثناء برلين)، إلا أن حزب "البديل من أجل ألمانيا" الشعبوي يرى فيه مشروعا بعيد المدى لأسلمة ألمانيا.
صورة من: Getty Images/AFP/R. Michael
الاحتجاج على بناء المساجد من قبل البعض في ألمانيا ليس بالأمر الجديد. بيد أن البعض استخدم وسائل أخرى للتعبير عن احتجاجه: ففي عام 2013 ومع انطلاق أشغال بناء أول مسجد في مدينة لايبتسغ وثاني مسجد على الإطلاق في شرق ألمانيا (باستثناء برلين) قام مجهولون بوضع رؤوس خنازير دامية على أرضية المبنى. حادث مماثل تكرر بعدها بثلاث سنوات عندما وضع مجهولون خنزيرا صغيرا ميتا أمام مسجد في المدينة ذاتها.
صورة من: picture-alliance/dpa
لأكثر من 10 سنوات ويمنيون متطرفون، ينشطون في إطار ما يسمي بالخلية النازية السرية انطلاقا من مدينة تسفيكاو بشرق ألمانيا، يقتلون أناسا في مختلف أنحاء ألمانيا. والمتهمون هم أوفه موندلوز، أوفه بونهارت (في الصورة – في الوسط) وبيآته تشيبه. ضحاياهم: ثمانية أتراك ويوناني وشرطية. دافعهم في ذلك هو كراهيتهم للأجانب. وإلى حدود عام 2011 كان الرأي العام يجهل هوية هؤلاء وأن القتلة هم من اليمينيين المتطرفين.