1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

سوريا- مظاهرات احتجاجاً على اعتداءات طالت علويين

عماد حسن أ ف ب / د ب ا
٢٥ نوفمبر ٢٠٢٥

شهدت اللاذقية ومناطق تسكنها أغلبية علوية عدة تظاهرات نادرة منذ سقوط الأسد، رفع خلالها المحتجون شعارات تطالب بالأمان ووقف الهجمات المتصاعدة ضدهم، وسط توتر متجدد عقب أحداث عنف دامية في حمص.

سيدة علوية تجلس مع أمتعتها في أراضي قاعدة حميميم الجوية، في اللاذقية، غرب سوريا، 20 مارس 2025
منذ إطاحة الرئيس السابق بشار الأسد قبل نحو عام، يتعرض أبناء الطائفة العلوية لهجمات متكررة وفق تقارير حقوقيةصورة من: Stringer/REUTERS

تظاهر المئات في مدينة اللاذقية الساحلية ومناطق أخرى ذات غالبية علوية في سوريايوم الثلاثاء (25 نوفمبر/تشرين الثاني 2025)، تنديداً باعتداءات استهدفت هذه الأقلية في الآونة الأخيرة، وفق ما أفاد مراسلو وكالة فرانس برس.

جاءت المظاهرات استجابة لدعوة أطلقها الشيخ غزال غزال، رئيس "المجلس الإسلامي العلوي الأعلى في سوريا والمهجر". وأصدر الشيخ غزال غزال أمس بياناً مصوراً وجه فيه جملة من الاتهامات والادعاءات بشأن واقع البلاد، متحدثا عما وصفه بـ"تحول سوريا إلى ساحة لتصفية الحسابات الطائفية".

ومنذ إطاحة الرئيس السابقبشار الأسد قبل نحو عام، يتعرض أبناء الطائفة التي ينحدر منها لهجمات متكررة وفق تقارير حقوقية، وقد قتل المئات منهم في حوادث وقعت في مارس/آذار الماضي بعدد من قرى الساحل السوري.

وشهدت محافظتا طرطوس واللاذقية بالساحل السوري خروج مظاهرات واعتصامات طالبت باللامركزية وإطلاق سراح الموقوفين. وخرجت مظاهرة عند دوار الزراعة في مدينة اللاذقية وأخرى في دوار الأزهري، وسط إجراءات أمنية مشددة ، وفق تلفزيون سوريا .

ورفع المحتجون شعارات تطالب بوقف القتل وتعزيز اللامركزية الإدارية، بالإضافة إلى مطالب بإطلاق الموقوفين الذين جرى اعتقالهم بعد سقوط نظام بشار الأسد المخلوع. ومن اللافتات: "اللامركزية.. لا للإرهاب.. لا للسلاح المنفلت"، بحسب ما أظهرت الصور المتداولة.

وقال غزال ، في بيانه، إن "الطائفة العلوية لم تعر يوماً الانتماء الطائفي وزناً، ولم تعترض على تولي أي مكون سوري الحكم، إيماناً منها بشرعية الدولة" ، مشيراً إلى أن "أبناء الطائفة سلموا سلاحهم للدولة ثقة منهم بأنها سلطة تمثل الجميع". ووجه غزال اتهامات للسلطة بأنها جعلت "المكون السني أداة في سياستها"، مضيفا أنه "كلما ارتفع صوت يندد بالظلم سارعت السلطة إلى إطلاق عبارات التحريض الطائفي منذ اليوم الأول".

مظاهرات على خلفية "أحداث حمص"

وردّد المتظاهرون الذين احتشدوا في دوار الأزهري وسط اللاذقية هتافات من بينها "الشعب السوري واحد".. "يا عالم اسمع اسمع.. الشعب العلوي ما بيركع". ورفع آخرون لافتات تطالب بـ "الافراج عن المعتقلين".

تأتي هذه التظاهرات غداة أحداث عنف طائفي شهدتها مدينة حمص في وسط البلاد، تضاف إلى سلسلة اضطرابات مماثلة شهدتها سوريا في الأشهر الماضية، عقب سقوط عائلة الأسد، بعد خمسين عاماً من الإمساك بمقاليد البلاد بيد من حديد.

وكان قد عُثر الأحد على زوجين مقتولين في في بيتهما في بلدة زيدل قرب حمص (وسط)، وقد أُحرقت جثة الزوجة، كما عُثر في مكان الجريمة على عبارات ذات طابع طائفي، بحسب الشرطة. ووُجهت اتُهامات لعلويين بالوقوف وراء هذه الجريمة، ما أشعل موجة عنف في عدد من مناطق المدينة التي تضمّ أحياء سنيّة وأخرى علويّة.

عمليات تخريب

وقام شبان من العشائر البدوية بأعمال تخريب طالت مساكن وسيارات ومتاجر في أحياء ذات غالبية علوية، قبل أن تفرض السلطات حظراً للتجوال لاحتواء الوضع. وفي مدينة جبلة الساحلية، سُمعت أصوات إطلاق نار أثناء تظاهرة مماثلة، بحسب مراسل وكالة فرانس برس.

وقالت منى (25 سنة) خلال مشاركتها في المظاهرة : "نطالب بالحرية والامان، وإيقاف القتل والخطف الذي يحصل، وما جرى في حمص مؤخراً ليس مقبولا أبدا". وأضافت: "نريد فيدرالية للساحل، وحمص وحماة وطرطوس والغاب.. ما يهمنا، الحرية لنا". ولم تصطدم قوات الأمن التابعة لوزارة الداخلية المنتشرة في المكان مع المحتجين.

وتُعدّ هذه التظاهرات، وهي الأكبر في المناطق ذات الكثافة العلوية منذ سقوط الأسد، استجابة لدعوة نُشرت على مواقع التواصل الاجتماعي من قبل "المجلس الإسلامي العلوي الأعلى".

وفي وقت لاحق مساء الاثنين، أكدت وزارة الداخلية أن جريمة حمص التي أشعلت فتيل هذه الأحداث "ذات منحى جنائي وليست ذات منحى طائفي".

انتشار أمني

وفي سياق متصل، نفذت قوى الأمن الداخلي في اللاذقية، صباح اليوم انتشاراً ميدانياً في عدد من النقاط الحيوية داخل المدينة، قالت إنها تأتي بهدف "تأمين التجمعات وضمان سلامة المواطنين والممتلكات العامة والخاصة، إضافة إلى تنظيم الحركة المرورية ومنع أي ازدحام قد يعيق سير الحياة اليومية".

وأكدت قيادة قوى الأمن الداخلي في وقت سابق اليوم، التزامها بحماية حرية التعبير ضمن إطار القانون، مشددة على أن الإجراءات الميدانية تأتي في  سياق الحفاظ على الاستقرار ومنع أي طارئ يمكن أن يخل بالنظام العام.

وأكد المتحدث باسم وزارة الداخلية السورية  نور الدين البابا، أن وحدات الأمن الداخلي قامت بتأمين التجمعات الاحتجاجية في بعض مناطق الساحل لمنع أي حادث طارئ يمكن أن تستغله الجهات التي تسعى إلى نشر الفوضى. وأضاف في تصريحات لقناة "الإخبارية" السورية اليوم ، إن الوزارة 
"تحفظ حق التعبير عن الرأي للجميع، شرط أن يتم ضمن إطار القانون وبما لا يخل بالسلم الأهلي".

وأشار البابا إلى أن الجهات التي تروج للفوضى في الساحل تتحرك من خارج البلاد ولا ترتبط بالواقع المعيشي لأهالي المنطقة، لافتاً إلى أن ترديد  عبارات طائفية خلال بعض التجمعات يكشف طبيعة الدعوات التي تم الترويج لها، ولا يعكس المطالب الحقيقية للأهالي. وأوضح أن هذه الدعوات تستهدف جر المنطقة إلى دوامة عدم الاستقرار، داعياً الأهالي إلى عدم الانجرار وراء تلك المخططات التي لا تخدم مصلحة الساحل ولا تعبر عن تطلعات أبنائه.

تحرير: حسن زنيند

 

عماد حسن كاتب في شؤون الشرق الأوسط ومدقق معلومات ومتخصص في العلوم والتقنية.
تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW