بعد أن دفعت بها كرواتيا إلى طريق عسير يهتز الآن حلم إسبانيا لنيل لقب بطولة أوروبا للمرة الثالثة على التوالي. وقد يعود السبب الى غياب الجدية في اللحظات الأخيرة، بينما يشعر الإيطاليون وكأنهم عوقبوا على تصدرهم لمجموعتهم.
إعلان
كان اللاعب السابق لفريقي بروسيا دورتموند وفولفسبورغ الألمانيين ايفان بيريسيتش نجم "الانقلاب" الذي قاده المنتخب الكرواتي على نظيره الإسباني في ملعب مدينة بوردو الفرنسية في ختام منافسات دور المجموعات ببطولة يورو 2016.
أحرز بيريسيتش الذي تم اختياره من قبل اليويفا كأفضل لاعب في المباراة، هدف الفوز لكرواتيا (2-1) قبل ثلاث دقائق من نهاية المباراة، فأهدى صدارة المجموعة الرابعة لمنتخب بلاده، وفي ذات الوقت أرسل فريق الماتادور المدافع عن اللقب إلى منطقة الموت، حيث سيواجه في الدور ثمن النهائي نظيره الإيطالي.
وفجرت هذه النتيجة غضبا عارما في إسبانيا التي انهالت كبرى صحفها بالنقد على تشكيلة المدرب فينسيت ديل بوسكه. وبأشد عبارات التأنيب، وصفت النتيجة بـ"الإخفاق الكبير" أو "عقوبة لقلة الاهتمام وعدم الجدية"، وفق ما أوردت صحيفة ماركا في عددها الصادر اليوم الأربعاء (22 يونيو/ حزيران 2016)، فيما لخصت صحيفة ألبايس الوضع بالقول "إسبانيا تلقت صفعة قوية".
أما صحيفة "آ س" فكتبت: "لقد تعقدت جميع الأمور بشكل مفاجئ، السقوط أمام كرواتيا وضعنا في المركز الثاني وأجبرنا على السير في الطريق الصعب: هناك أولا إيطاليا التي تواجهنا يوم الاثنين المقبل بباريس وإذا أفلتنا من هذا المأزق فمن المفترض أن نواجه ألمانيا في دور الثمانية ثم فرنسا على الأرجح في الدور قبل النهائي".
لكن قبل مواجهة الألمان، على الإسبان أولا إزاحة الإيطالين من طريقهم، وهو أمر لن يكون سهلا خاصة وأن الآزوري يبحث عن الثأر لنهائي النسخة السابقة لنهائي كأس أمم أوروبا حين انهزم أمام "ريوخا" بأربعة أهداف نظيفة.
بعد المباراة أقر المدير الفني لبطل العالم في مونديال جنوب إفريقيا أن هذا الطريق "لم يكن هو ما كان المنتخب يتمناه لنفسه"، مشددا على أنه "لا يمكننا بعد البحث عمن نحمله المسؤولية، جميعا، كنا السبب في ذلك". لكن "كبش الفداء" الفعلي هو سيرجيو راموس، قائد الفريق الذي أهدر في الدقيقة 72 ضربة جزاء، ليعلق بعد ذلك: "أفضل أن أهدر ضربات الجزاء في دور المجموعات على أن أقوم بذلك في مباراة نصف النهائي..علينا أن نستوعب الدرس. كل خطأ له عواقب". غير أن كل خطأ قد يحدث، سيكلف الفريق العودة إلى الديار.
وحتى على الجانب الإيطالي كان التخوف واضحا، فعلى صفحة "كورييرو ديلو سبورت" نقرأ: "في حال فوزنا على إسبانيا،فقد تكون ألمانيا بانتظارنا. ويعني ذلك أولا أمام بطل أوروبا ثم أمام بطل العالم. لقد أخذنا صدارة المجموعة فعوقبنا على ذلك".
نجوم يورو 2016 وحيوانات تشبههم في الخفة
يقال للرجل السريع خفيف كالفهد، وللرجل الخطير سريع كالنمر، ولمن لا يخاف الليل ذئب ليل. وهكذا فقد أطلقت على نجوم بطولة كأس أمم أوروبا ألقابٌ تشبههم بالحيوانات. المقارنة في ملف صور.
غاريت بيل، سريع وخطر. يعد أسرع لاعب كرة قدم في العالم، وهو مهاجم وهدّاف منتخب ويلز في المملكة المتحدة. بوسعه بلوغ سرعة 36.9 كيلومتر في الساعة، وهو ما يجعله "فهداً" بشرياً، وإن كان لا يجاريه في السرعة.
روبرت ليفاندوفسكي متفائل ورشيق. نجم منتخب بولندا ومن ألمع لاعبي بايرن ميونخ الألماني. تألق بأدائه الأسطوري في مباراة البايرن ضد فريق فولفسبورغ عام 2015 حيث سجل خمسة أهداف في تسع دقائق. سيكون كابتن منتخب بولندا، ويشبّه بالكلب الأسترالي من نوع كليبي، الذي يشبهه في تعبير الوجه وفي الطموح والذكاء والتحفز.
زلاتان إبراهيموفيتش، يقظ وفطن. النجم الساطع الذي لعب لباريس سانت جيرمان منذ 2012 فائق السرعة، ومتميز في تسديد ضربات الجزاء المهلكة، وقدير في إيصال الكرات لصنع ضربات جزاء. بطول يبلغ 1.95 متراً يعلو فوق نظرائه، ويبدو إلى حد بعيد شبيهاً بنظيره الحيواني "المرقاط" الفطن.
واين روني المثابر الصبور هداف مانشستر يونايتد المتميز. أثبت وفاءه عام 2002 حين صمد أمام إغراءات بيرتي فوكس الذي حاول استمالته للمنتخب الوطني الاسكتلندي. ورغم أنه اسكتلندي، فقد فضل أن يلعب لصالح إنكلترا. كلب "بولدوغ" هو الحيوان الوحيد الذي يمكن أن يكون نظيراً له.
كوستل بانتيليمون، بعيد النظر. حامي الهدف الروماني البالغ طوله 2.03 متراً وهو أطول لاعب في يورو 2016، وقد قبله منتخب واتفورد الإنكليزي ليستفيد من سيقانه الطويلة التي ستعينه في صد الهجمات. هو مثل الزرافة، قادر على مشاهدة الخطر قبل غيره بسبب ارتفاع رأسه.
توماس مولر صفيق ومشاكس. أسماه زملاؤه بدييغو مارادونا، أسطورة منتخب الأرجنتين ومدربه. تألق مولر مع فريقه في تصفيات كاس العالم عام 2010 حين كان عمره 20 عاماً. وهو اليوم نجم بايرن ميونخ الشهير بفمه العريض الذي يشبه فم قرد الهاولر.
مسعود أوزيل، بعيد النظر وذكي، لاعب الوسط الذي يعرف تماماً ما يريد، وهو يلعب اليوم مع منتخب ألمانيا باعتباره ألمانياً، وفي نفس الوقت كان يلعب مع أرسنال لندن. يشبه الحرباء في أنه يتكيف مع محيطه بسرعة. لذا لا تراه غالباً في الميدان، بل يظهر فجأة في اللحظة المناسبة ليسدد الكرة مباشرة إلى قلب هدف الخصم.
باول بوغدا، أصيل وواثق بنفسه، لاعب وسط المنتخب الفرنسي الذي يلعب حالياً ليوفانتس توريس، يعتبر فتى العجائب بكل معيار، ويلقب بالاسم الإيطالي "البولبو" الذي يعني الأخطبوط بسبب طول ذراعيه وساقيه، وقد أحرز لقب أخطبوط رغم أن تسريحة شعره تجعله شبيهاً بالبطريق.
ماتيو فالبينو، انفجاري ومؤثر. من أقصر لاعبي يورو 2016 إذ لا يتجاوز طوله 1.63 متراً ويلعب مع المنتخب الفرنسي منذ عام 2010. سريع ومخادع ينسل من أي ثغرة مثل فأر ويشبه لذلك بالفأر.
كريستيانو رونالدو واثق بنفسه ومتسلط. قبل أن يسدد الكرة باتجاه الهدف يخطو ثلاث خطوات إلى الوراء ويشخص بنظره إلى المرمى ، ثم يسدد الكرة ولا يهتز شعر رأسه للرمية المحكمة. وحين يسدد كرة أثناء اللعب، فعلى خصومه التزام الحذر، فهو طاووس البرتغال المتألق بحق.
ريناتو سانشيز، يافع ومتحفز، لاعب وسط البرتغال هو الأصغر في يورو 2016 إذ لا يتجاوز عمره 18 عاماً. وقد اشتراه بايرن ميونخ بمبلغ 35 مليون يورو من بنفيكا لشبونه. يتميز بتسريحة شعره وبقدرته على القفز.
غابور كيرالي، صلب وذو خبرة. مثل سلحفاة طويلة العمر. أنفق حامي الهدف كثيراً من الوقت على مصطبة الانتظار، ثم نال لقب حارس مرمى العام. يبلغ من العمر أربعين عاماً وهو اليوم أكبر لاعب مشارك في يورو 2016 سناً.