"الماكينة الألمانية" تسحق إنجلترا وتصعد إلى ربع نهائي مونديال جنوب أفريقيا
٢٧ يونيو ٢٠١٠لم يخيب المنتخب الألماني الشاب لكرة القدم أحلام جماهيره الواسعة وتمكن من الفوز على منتخب انجلترا في مباراة اليوم في إطار لقاءات ثمن نهائي كأس العالم لكرة القدم المقامة حاليا في جنوب إفريقيا والتأهل إلى ربع نهائي كأس العالم. ففي المباراة الثالثة في دور ثمن النهائي لبطولة الفيفا- كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا شهد ستاد "فري ستيت" بمدينة بلومفونتين مباراة اعتبرها الكثيرون من المحللين الرياضيين نهائيا مبكرا للبطولة، إذ إنها جرت بين منتخبين من أقوى المنتخبات الأوروبية المشاركة في البطولة، وهما المنتخب الألماني ونظيره الإنكليزي.
ودخل كل من المنتخبين إلى المباراة وهو لا يحلم بالتأهل لدور ربع النهائي فحسب، وإنما أيضا بالفوز على منافسه التقليدي، إذ إن هذا الفوز في حد ذاته يمثل إنجازا له قيمته التاريخية بالنسبة لكل منهما، ما قوى التوقعات بأن يقدما أداء قويا حافلا بفنون كرة القدم وإثارة سجالها ومتعة أهدافها.
غير أن المباراة بدأت تكتيكية حذرة، وبدا أن كل منتخب يريد جس نبض منافسه، في انتظار لهجمة سريعة تهيئ فرصة ثمينة للتسجيل، مثلما حدث في الدقيقة الخامسة عندما وصلت الكرة في هجمة للمنتخب الألماني وسط ملعب المنتخب الإنكليزي إلى لاعب خط الوسط الألماني مسعود أوزيل، الذي انطلق بها داخلا منطقة المرمى وسددها ولكن في يد الحارس الإنجليزي جيمس.
تفوق هجومي وتقدم في الشوط الأول
واستمرت فترة جس النبض إلى الدقيقة الخامسة عشرة، حيث بدأ لاعبو كل منتخب ينظمون اللعب الهجومي ويصلون إلى المرمى، مع تفوق نسبي للاعبي المنتخب الألماني. وفي الدقيقة العشرين نفذ حارس المرمى الألماني مانويل نوير ضربة مرمى بإرسال الكرة أمامية طويلة خلف قلب الدفاع الإنجليزي أوبسون، فيلحق بها المهاجم الألماني كلوزه ويستحوذ عليها ويسكنها من بين قدمي الحارس جونسون مسجلا الهدف الأول لألمانيا. وزاد هذا الهدف من حماس لاعبي المنتخب الألماني ومن استحواذهم على الكرة وتكثيفهم الهجمات على مرمى منافسيهم.
وشهدت الدقيقة الثالثة والثلاثون وصول الكرة يمين ملعب المنتخب الإنكليزي إلى لاعب خط الوسط الألماني المهاجم مولر، الذي انطلق بها داخل منطقة المرمى ومررها في الناحية الأخرى لها إلى زميله المتابع بودولسكي، الذي هيأها لنفسه وسددها بيسره من بين قدمي الحارس جيمس في الزاوية اليسرى البعيدة مسجلا الهدف الثاني لألمانيا. وإثر هذا الهدف قلل لاعبو المنتخب الألماني من ضغطهم على مرمى منافسيهم وجنحوا إلى تهدئة وتيرة اللعب، بينما عاد منافسوهم بقوة إلى أجواء المباراة وأخذوا في تنظيم اللعب الهجومي السريع على مرمى المنتخب الألماني.
وأسفر ذلك عن ضربة ركنية في الدقيقة السابعة والثلاثين وصلت من خلالها الكرة إلى يمين ملعب المنتخب الألماني إلى المهاجم جيرارد الذي أرسلها أمامية أمام المرمى لتجد رأس قلب الدفاع أوبسون يسكنها شباكه مسجلا الهدف الأول للمنتخب الإنكليزي، الذي واصل لاعبوه الهجوم لتصل الكرة في الدقيقة الثامنة والثلاثين أمام منطقة مرمى المنتخب الألماني إلى لاعب خط الوسط لامبارد، الذي سددها قوية في المرمى، ولكنها تصطدم بالعارضة وتتجه داخل المرمى، لتصطدم مرة أخرى بالعارضة وتتجه خارج المرمى، ليلتقطها الحارس نوير، دون أن يحتسب الحكم خورجه لاريوندا(من أوروغواي) هدفا ثانيا للمنتخب الإنكليزي، مما أثار وسيثير الكثير من علامات الاستفهام.
فوز تاريخي كبير لألمانيا
وبدأ الشوط الثاني بهجوم مكثف من المنتخب الإنكليزي لتعديل النتيجة، ما اضطر منافسيهم إلى التراجع للدفاع عن مرماهم والحفاظ على تقدمهم، والاعتماد على الهجمات المرتدة السريعة التي شهدت الدقيقة السابعة والستون إحداها ووصلت فيها الكرة خلف الدفاع الإنكليزي إلى لاعب خط الوسط مسعود أوزيل، الذي انطلق بها يسار الملعب ثم في اتجاه منطقة المرمى الإنكليزي، ومررها عرضية في الجانب الآخر إلى زميله المتابع مولر، الذي سددها قوية على يسار الحارس جيمس مسجلا الهدف الثالث لألمانيا. وفي هجمة أخرى وفي الدقيقة السبعين تصل الكرة يسار الملعب إلى لاعب خط الوسط شفاينشتايغر، الذي انطلق بها يسار الملعب، ثم في اتجاه منطقة المرمى، ومررها في الجانب الآخر إلى زميله المتابع مولر، الذي أسكنها المرمى مباشرة مسجلا الهدف الرابع لألمانيا.
وزاد هذا التقدم الفائق من ثقة لاعبي المنتخب الألماني، فأخذوا يسيطرون على مجرى اللعب وسط محاولات كفاحية من منافسيهم لتعديل النتيجة، إلى أن أعلن حكم المباراة نهايتها بتحقيق ألمانيا فوزا تاريخيا على إنكلترا، وتأهلها بشكل مشرف ورائع لدور ربع النهائي في مونديال جنوب أفريقيا .
الكاتب: محمد الحشاش
مراجعة: لؤي المدهون