طالب رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته نوري المالكي الثلاثاء (12 أغسطس/آب 2014) القوات الأمنية بعدم التدخل في "الأزمة السياسية" التي تمر بالبلاد اثر تكليف حيدر العبادي بتشكيل الحكومة المقبلة، حسب بيان رسمي. وجاء في البيان الذي نشر على موقع المالكي أن "رئيس الوزراء (نوري المالكي) حث القادة الضباط ومنتسبي الأجهزة الأمنية بالابتعاد عن الأزمة السياسية والالتزام بواجباتهم الأمنية والعسكرية لحماية البلاد وان لا يتدخلوا فيها". وتابع وأن "يتركوا هذا الموضوع للشعب والسياسيين والقضاء".

وشهدت العاصمة بغداد خلال اليومين الماضيين توترا امنيا اثر انتشار واسع لقوات الأمن رافقه قطع طرق رئيسية وإجراءات مشددة خصوصا عند محيط المنطقة الخضراء، وسط بغداد.

وفي تطور جديد وصف أبو عبد النعيمي، الناطق الرسمي باسم ما يطلق عليه "ثوار عشائر العراق"، كلا من المالكي والعبادي بأنهما "مجرد وجهين لعملة واحدة". وقال في تصريح هاتفي لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن "ثوارنا من أبناء العشائر وكبار ضباط الجيش العراقي الآن على مشارف بغداد، وفي الأيام القليلة القادمة سنزحف على العاصمة وسنلقي القبض على كل من المالكي والعبادي ومن سلك مسلكهم ..بالمنطقة الخضراء". وتابع النعيمي حديثه من موقع قرب العاصمة، رفض تحديده لدواع أمنية : "بعدها سنشكل حكومة إنقاذ وطني من ثوار العشائر يشارك فيها كافة المكونات العراقية سنة وشيعة وعرب وتركمان وأيزيدين: كل العراقيين بلا اختلاف وبغض النظر عن القومية والمذهب".

على الصعيد الخارجي يتواصل الترحيب بتكليف حيدر العبادي بتشكيل حكومة عراقية جديدة، حيث أعرب أمين عام الجامعة العربية نبيل العربي في بيان له الثلاثاء عن أمله "بتشكيل حكومة وطنية شاملة تمثل جميع مكونات وأطياف الشعب العراقي". كما رحبت السعودية بتسمية رئيس وزراء جديد خلفا لنوري المالكي، الذي تنتقد الرياض سياسته بشدة. وقال وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل الثلاثاء بخصوص تكليف العبادي "إنه خبر سار".

وكانت واشنطن وباريس ولندن والأمم المتحدة قد سارعت إلى تهنئة رئيس الوزراء المكلف الذي يتعين عليه تقديم تشكيلة الحكومة خلال مهلة شهر على أن تضم جميع ألوان الطيف السياسي في البلاد. كما هنأت إيران العبادي، وهو أول موقف إيراني يؤكد أن رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي لم يعد يحظى بدعم طهران التي كانت تعتبر حليفه الرئيسي في المنطقة.

ع.ج.م/ و.ب (أ ف ب، د ب أ)