باتت المانيا على مشارف التأهل الى الدور الثاني بفوزها الثمين والصعب على بولندا 1- صفر مساء اليوم الاربعاء على استاد "فيستفالن" في دورتموند امام 65 الف متفرج في الجولة الثانية من منافسات المجموعة الاولى من نهائيات كأس العالم. وسجل البديل اوليفر نوفيل هدف المباراة الوحيد في الدقيقة الثانية من الوقت بدل الضائع. وتلتقي الاكوادور مع كوستاريكا غدا الخميس في هامبورغ ضمن المجموعة ذاتها. وهو الفوز الثاني على التوالي لالمانيا بعد الاول على كوستاريكا 4-2 في المباراة الافتتاحية فرفعت رصيدها الى 6 نقاط بفارق 3 نقاط امام الاكوادور شريكتها السابقة، وباتت المانيا بحاجة الى تعادل الاكوادور وكوستاريكا غدا او خسارة الاخيرة لتضمن رسميا مرورها الى الدور الثاني. في المقابل، منيت بولندا بخسارتها الثانية على التوالي وباتت امالها ضعيفة لبلوغ الدور الثاني، لانها تحتاج الى فوز كوستاريكا على الاكوادور غدا وخسارة الاخيرة امام المانيا في الجولة الثالثة الاخيرة شرط فوز بولندا نفسها على كوستاريكا في الجولة الاخيرة ايضا.

ونجحت المانيا في فك عقدتها امام المنتخبات الاوروبية في البطولات الكبرى لانها لم تتمكن من الفوز على اي منتخب اوروبي في بطولة كبرى (كأس العالم او بطولة الامم الاوروبية) منذ ان تغلبت على تشيكيا 2-1 بالهدف الذهبي في نهائي امم اوروبا عام 1996. وهي المرة الثالثة التي يلتقي فيها المنتخبان الالماني والبولندي في النهائيات بعد الاولى عام 1974 وفازت المانيا 1- صفر، والثانية في المونديال التالي بعد اربع سنوات وتعادلا صفر- صفر. وحافظت المانيا كذلك على سجلها خاليا من الخسارة في دورتموند في 14 خاضتها على ملعب "فتسفالن". كما حافظت على سجلها خاليا من الخسارة امام بولندا في 15 مباراة جمعت بينهما حتى الان. وفازت المانيا 11 مرة وتعادلا اربع مرات.

الماكينة الالمانية بكامل قوتها

قدم المنتخب الالماني بلا شك اداء افضل من مباراته الاولى ضد كوستاريكا فكان صاحب الافضلية منذ البداية ونزل مهاجما بحثا عن هدف مبكر يريح اعصاب اللاعبين، فنشطت الهجمات على المرمى البولندي لكن من دون نتيجة. وشارك القائد بالاك اساسيا منذ البداية بعدما غاب عن المباراة الافتتاحية ضد كوستاريكا بسبب الاصابة. وكان التغيير الوحيد في تشكيلة المانيا مقارنة مع التشكيلة التي لعبت المباراة الاولى ضد كوستاريكا. في المقابل، أجرى مدرب بولندا بافل ياناس تبديلين على التشكيلة التي خسرت امام الاكوادور صفر-2 في الجولة الاولى، فأشرك المهاجم ايرينيوس ييلين ولاعب الوسط بارتوتش بوساكي مكان المدافع ماريوس يوب ولاعب الوسط ميروسلاف سيمكوفياك.

من جهتها توخت بولندا الحذر منذ البداية وكانت منظمة الصفوف وحاولت مباغتة الالمان من خلال الهجمات المرتدة. ونزلت المانيا بثقلها في الشوط الثاني ولعب الحارس البولندي ارتور بوروتش دورا كبيرا في الحفاظ على نظافة شباكه لانه انقذ مرماه من كرات خطرة عدة. واصاب مدرب المانيا يورغن كلينسمان في تبديلاته في الشوط الثاني خصوصا باشراكه الجناح السريع دافيد اودونكور والمخضرم نوفيل فكانا وراء هدف الفوز حيث اتت التمريرة من الاول والهدف من الثاني.

كلوزه المهاجم الأخطر

وتألق ميروسلاف كلوزه في المباراة وكاد يهز الشباك في اكثر من مرة بيد ان سوء الحظ لازمه الى جانب تألق الحارس بوروتش في التصدي لاكثر من كرة. وكانت المحاولة الاولى لبولندا من تسديدة قوية لماسي زورافسكي من حافة المنطقة تصدى لها الحارس ينز ليمان بسهولة (9). وردت المانيا بقوة عندما تخلص بالاك من احد المدافعين في الجهة اليسرى ومرر كرة عرضية هيأها ميروسلاف كلوزه لنفسه داخل المنطقة وسددها بيسراه تصدى لها الحارس البولندي على دفعيتن (10). وأهدر كلوزه فرصة ذهبية لافتتاح التسجيل اثر تلقيه تمريرة عرضية من فيليب لام فتابعها برأسه من مسافة قريبة منفردا بالحارس ارتور بوروتش لكنه سددها بجوار القائم الايسر (21). وكادت بولندا تفتتح التسجيل من هجمة مرتدة عبر ييلين الذي توغل داخل المنطقة وسدد كرة ضعيفة بين يدي ليمان (27). وتلاعب لام بمدافعين ومرر كرة ذكية الى لوكاس بودولسكي المتوغل داخل المنطقة فهيأها لنفسه وسددها الى الطائر بيد ان الحارس البولندي كان في المكان المناسب وانقذ الموقف (36). وأهدر بودولسكي فرصة ذهبية لافتتاح التسجيل بعد لعبة مشتركة مع لام انفرد بها بالحارس بوروتش وسدد الكرة بجوار القائم الايسر. وتابعت المانيا بحثها عن هدف السبق في الشوط الثاني معتمدة على الكرات العرضية داخل المنطقة لكن من دون جدوى، فيما حاولت بولندا عبر الهجمات المرتدة والتسديد البعيد من دون خطورة على مرمى الحارس ليمان. وأنقذ الحارس البولندي مرماه من هدف محقق بتصديه لتسديدة قوية لكلوزه من حافة المنطقة (65). وتدخل المدافع مرتيساكر في توقيت مناسب لقطع توغل ايبي سمولاريك داخل المنطقة (74).

نقطة تحول في المباراة؟

تلقت بولندا ضربة موجعة بطرد مدافعها رادوسلاف سوبوليفسكي لتلقيه الانذار الثاني في الدقيقة 75. وحاولت المانيا استغلال النقص العددي وخصوصا بعد دخول نوفيل مكان بودولسكي، وكان كلوزه قاب قوسين او ادنى من التسجيل بضربة رأسية اثر ركلة حرة نفذها الاختصاصي بالاك فمرت بجوار القائم الايمن لبوروتش، ثم كاد لام يفعلها مجددا عندما توغل داخل المنطقة بعد سلسلة من المراوغات وسدد كرة ذكية ابعدها الحارس بوروتش قبل ان يشتتها الدفاع (79)، وأنقذ الحارس البولندي مرماه من هدف اكيد بتصديه لتسديدة كلوزه من داخل المنطقة (80). وسدد بوروفسكي، بديل باستيان شفاينستايغر، كرة قوية من 20 مترا بجوار القائم الايمن للحارس بوروتش (88)، وحرمت العارضة الالمان من هدف اكيد في مناسبتين اثر رأسية لكلوزه من مسافة قريبة فارتدت الى بالاك الذي تابعها بيمناه فارتدت مجددا من العارضة وتهيأت امامه ومررها الى دافيد اودونكور الذي سددها بقوة داخل المرمى بيد ان الحكم الغى الهدف بداعي التسلل.

وجاء الفرج

في الدقيقة الثانية من الوقت بدل الضائع عندما تلقى اودونكور كرة على الجهة اليمنى فمررها بذكاء الى نوفيل الذي تابعها زاحفة في الزاوية اليسرى للحارس بوروتش مسجلا هدف الفوز. بهذا الفوز تكون ألمانيا قاب قوسين أو أدنى من التأهل الى دور ثمن النهائي.

بشكل عام مباراة قوية تابعها جمهور غفير في الاستاد كان في مقدمتهم الرئيس الالماني والمسشارة الالمانية وعدد من وزرائها اضافة الى الرئيس البولندي. أما الشوارع فقد غصت بالجمهور الألماني الذي يحتفل بفريق يستحق بجدارة أن يكون أحد اقوى المرشحين للظفر بكأس العالم هذه العام. هذا النصر كان من ناحية معنوية مهم جدا لالمانيا لانه اثبت أولا أن لاعبيها بمستوى الضغط العالي الذي يقع على كاهلهم والمتمثل بعمل المستحيل من أجل الفوز وبسبب قدرة الدفاع على صد كافة الهجمات البولندية باقتدار...وهاتان الميزتان كفيلتان بجعل الالمان يحلمون بالفعل باللقب، لكن الطريق حبلى بالمفاجئات.