1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

"المبادرة الخليجية بشأن اليمن ترمي إلى ضمان مصالح أصحابها أولا"

٥ أبريل ٢٠١١

قال صحافي ومدون يمني شاب في حوار مع دويتشه فيله إن مبادرة مجلس التعاون الخليجي لحل الأزمة في اليمن تقف وراءها السعودية، وهي برأيه، لن تخدم مصلحة الشعب اليمني بقدرما تخدم مصلحتها أولا، وهي تلحق الضرر بالثورة اليمنية.

استمرار المظاهرات الاحتجاجية المطالبة برحيل الرئيس اليمني علي عبد الله صالحصورة من: dapd

تتواصل في اليمن المظاهرات الشعبية المطالبة برحيل الرئيس اليمني علي عبد الله صالح، وقد خلفت عشرات القتلى ومئات الجرحى، على أيدي قوات الأمن اليمنية. وفيما سحبت الولايات المتحدة دعمها لعلي عبد الله صالح، الذي كانت تعتبره حليفها في مكافحة الإرهاب، أطلقت دول مجلس التعاون الخليجي مبادرة وساطة لحل الأزمة في اليمن. النظام والمعارضة وافقا عليها، ولكن هذه الأخيرة ربطتها بشرط التفاوض من أجل نقل السلطة سلميا.

فهل ستنجح المبادرة الخليجية في إيجاد حلول ترضي الطرفين وترضي خاصة عشرات الآلاف من الشباب اليمني الذين يواصلون احتجاجاتهم في الشوارع؟ وكيف ينظر إليها بعض الشباب اليمني؟

لتسليط مزيد من الضوء على هذا الموضوع أجرت دويتشه فيله حوارا مع الصحفي والمدون اليمني نشوان محمد العثماني.

وفيما يلي نص الحوار:

دويتشه فيله: أطلقت دول مجلس التعاون الخليجي مبادرة وساطة لحل الأزمة في اليمن، وافق عليها كل من الرئيس علي عبد الله صالح والمعارضة. برأيك ما هي الخيارات التي يمكن أن تقترحها هذه المبادرة والتي يمكن أن تلقى تأييدا من قبل الطرفين؟

نشوان العثماني: من حيث المبدأ أرى أنه أمام هذه المبادرة الجديدة خيار واحد لا ثاني له، أي مبادرة مهما كانت سواء من دول الخليج أو من داخل اليمن لا يوجد أمامها سوى خيار واحد وهو تنحي علي عبد الله صالح من منصب الرئاسة فورا دون قيد أو شرط. وهو ما يطالب به آلاف المحتجين. ولن تتزحزح الأمور قيد أنملة إلاّ في حال إجراء محادثات أو مفاوضات بهدف نقل السلطة فورا.

هل تعتقد أن علي عبد الله صالح سيوافق على هذا الشرط المسبق للمحادثات؟

لا أعتقد أن علي عبد الله صالح على استعداد لنقل السلطة سلميا، لكن أعتقد أنه أمام الأمر الواقع. وإذا كان يريد أن يحفظ دم اليمنيين وأن يحافظ على أمن واستقرار اليمن، فعليه أن يرحل، لأنه أصبح في الوقت الراهن مشكلة اليمن الكبرى.

ما الذي يمكن أن تقترحه دول مجلس التعاون الخليجي كخيارات يقبل بها علي عبد الله صالح وكذلك المعارضة في الوقت نفسه؟:

أريد أن أوضح في البداية أن الأمر هنا ليس محصورا بين المعارضة والسلطة، هذا فهم غير دقيق لما يجري حاليا في اليمن. هناك ثورة شعبية عارمة يقودها الشباب وبالتالي ما يجري يدور بين هذه الثورة وبين السلطة. وتضم هذه الثورة الشباب المطالبين برحيل علي عبد الله صالح وكافة القوى السياسية المعارضة. وبالتالي أي حل مطروح، سواء من قبل الأشقاء في الخليج أو غيرهم، يجب أن يستوعب هذا الأمر، أي أن هناك ثورة شعبية يكمن مطلبها الأساسي في تغيير النظام السياسي في البلاد تغييرا جذريا. ويبدو أن التوسط فقط بين القوى السياسية المعارضة والسلطة لم يلق ترحيبا خاصة لدى الشباب في ساحات الاعتصام. والأشقاء في الخليج يريدون التوسط لما لليمن من موقع استراتيجي فهو يمثل البوابة الجنوبية للمملكة العربية السعودية. والأنظمة العربية تريد الأمن والاستقرار وتضع مصالحها في المقام الأول أكثر من مصالح الشعوب.

هل هناك أجندات سياسية أخرى وراء مبادرة دول مجلس التعاون الخليجي لحل الأزمة في اليمن؟صورة من: dapd

برأيك لما تم اختيار العاصمة السعودية الرياض بالتحديد لاستضافة المحادثات بين النظام والمعارضة اليمنيين، هل تتوقع دورا سعوديا قويا في هذه الوساطة؟

طبعا لها دور كبير فيما يجري في اليمن. السعودية مجاورة حدوديا لليمن وتربطهما علاقات تاريخية. ولكنني أخشى كثيرا أن تنعكس هذه المبادرة سلبا على الثورة اليمنية. مخاوفي هذه تنطلق من مسألة أن أكبر ورقة يراهن عليها النظام هي ورقة الوقت وقد يخدمه ذلك من خلال تحقيق بعض الأجندات.

لم يبد الرئيس اليمني ، ظاهريا على الأقل، اهتماما كبيرا بسلسلة الانشقاقات في صفوف مؤيديه القدامى من قادة عسكريين وأقربائه وعدد من القبائل. هل تعتقد أن صالح ربما قد أدرك أن الوقت قد حان كي يرحل وإنما يسعى في الحقيقة إلى كسب الوقت أو الحصول على ضمانات؟

أريد أن أؤكد أن الرئيس علي عبد الله صالح يدرك أنه لم يبق لنظامه أي قبول أو مصداقية لدى نسبة كبيرة جدا من قبل الشعب اليمني. النظام اليمني يناظر – وهي لعبة مكشوفة طبعا – من أجل خياري: أولهما، أن ينقلب وينقض على هذه الثورة الشعبية وينجح في إخمادها، وهو خيار مستبعد في نظري. أما الخيار الثاني فيكمن في محاولة ضمان خروج آمن وسلس من السلطة والحصول على ضمانات لعدم التعرض إلى الملاحقة القضائية. ولكن المفارقة هنا أنه كان قد عُرض عليه التنحي بشكل مشرف ولكنه لم يقبل....

هل تعتقد أن هناك طرفا خارجيا وراء تمسك علي عبد الله صالح بكرسي الرئاسة؟

أقول بكل صراحة ووضوح أن ما يجري من مبادرات وساطة إن كانت عربية أو دولية فإنها ساهمت إلى حد كبير في مسألة تأخر تسليم السلطة سلميا في اليمن...

كيف حصل ذلك؟

لأن هذه الأطراف التي تطلق المبادرات لا تريد في الواقع مصلحة الشعب اليمني بالدرجة الأولى. وإنما تضع مصالحها في أعلى سلم الأولويات...

طيب، ما مصلحة هذه الأطراف في بقاء صالح كرئيس لليمن؟

نحن نعرف جيدا أن علي عبد الله صالح كان رجلا خدوما في المنطقة ونعلم جيدا أنه رجل سمح لها (للأطراف) باستباحة الأراضي اليمنية لتفعل ما تريد برا وبحرا وجوا....

من تقصد بذلك؟

هذه الأطراف تريد أن تضمن رجلا آخر بعد صالح تكون له الارتباطات ذاتها. أنا لا أسمي جهات معينة ولكنها واضحة....

هل تقصد الولايات المتحدة أم السعودية؟

هذان الطرفان ليسا بعيدين عمّا يجري في الوقت الراهن في اليمن من مبادرات ووساطات. أشير فقط إلى عدد من السيناريوهات تمت على الأراضي اليمنية وكانت بفعل هذه الجهات وبفعل هذه التدخلات إلى درجة انتهاك سيادة الدولة اليمنية. وأتمنى أن تحترم الأطراف الخارجية إرادة الشعب اليمني في بناء دولته ونظامه كما يريد.

أجرت الحوار شمس العياري

مراجعة: منصف السليمي

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW