المبعوث الأممي إلى ليبيا: الهدنة المعلنة "حبر على ورق"
٣٠ يناير ٢٠٢٠
دان مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى ليبيا غسان سلامة أمام مجلس الأمن الدولي الانتهاكات المستمرة للتعهدات التي قطعتها الأسرة الدولية في 19 كانون الثاني/ يناير في برلين لوقف التدخلات والتوقف عن إمداد طرفي النزاع بالسلاح.
إعلان
قدم مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى ليبيا، غسان سلامة، مساء اليوم الخميس (30 يناير/ كانون الثاني 2020)، إحاطته إلى مجلس الأمن الدولي حول تطورات الوضع في ليبيا. وقال سلامة لمجلس الأمن في إحاطته إن الهدنة التي أعلنت في طرابلس بين طرفي القتال منذ 12 كانون الثاني/ يناير الجاري "بقيت حبرا على الورق"، مشيرا إلى استمرار تبادل القصف المدفعي بين الطرفين الذي زاد مؤخرا، حيث سجلت البعثة نحو "110 انتهاكات للهدنة منذ إعلانها"، حسبما أفادت "بوابة الوسط" الليبية.
تردي الوضع الأمني
وأضاف سلامة أن استمرار خرق الهدنة رفع معدلات الخسائر بين المدنيين خلال الأيام الأخيرة، حيث أدى ذلك في اليومين الأخيرين إلى مقتل أربعة أطفال بمنطقة الهضبة في ضواحي طرابلس جراء استمرار القصف العشوائي. وذكر سلامة أن هناك "70 ألف طفل في ليبيا لم يتمكنوا من الدراسة نتيجة الصراع الحالي"، مجددا القلق بشأن استمرار خرق القانون وتسجيل الانتهاكات في ظل تردي الوضع الأمني في البلاد، لافتا إلى أن البعثة تلقت تقارير تفيد بوقوع حالات إعدام وقتل خارج القانون في مناطق سيطرة قوات المشير خليفة حفتر قائد القوات التابعة للقيادة العامة للجيش الليبي، في سرت وترهونة وطرابلس.
وأشار سلامة إلى أنه "لا وجود لأي معلومات حول النائبة سهام سرقيوة حتى الآن"، مجددا مطالبته السلطات في المنطقة الشرقية بضرورة الكشف عن مصيرها وتحميلها المسؤولية عن سلامتها. وذكر المبعوث الأممي في إحاطته أن قوات القيادة العامة شنت هجوما على القوات التابعة لحكومة الوفاق في منطقة الوشكة استعملت فيها جميع أنواع الأسلحة بما فيها الطائرات المسيرة.
بتوقيت برلين - تفاقم الأزمة الليبية: هل ما زال السلام ممكنا؟
56:05
"أطراف مخربة في الداخل والخارج"
وأوضح أن قوات القيادة العامة "عززت أسلحتها بعد وصول عدة طائرات إلى قاعدة الخادم الجوية شرقي ليبيا، وذلك خلال فترة الهدنة" فيما "عززت قوات حكومة الوفاق أنظمتها الدفاعية وركبت منظومات للدفاع الجوي متطورة قدمتها دولة أجنبية".
وجدد المبعوث الأممي التنبيه على أن "هناك أطرافا مخربة داخل ليبيا وخارجها"، وقال إنهم "يدعون قبولهم الحلول السياسية في المحافل الدولية، وهم يعملون على الحسم العسكري"، مشددا على أعضاء مجلس الأمن بالقول: "مصداقيتنا الجماعية على المحك جراء عدم التوصل إلى حل للأزمة الليبية". ونوه سلامة إلى أنه وجه الدعوات إلى اجتماع ثان للمسار الاقتصادي ضمن عملية الحوار الليبي "سيعقد في القاهرة بالتاسع من الشهر المقبل"، مشددا على ضرورة أن يبدأ المسار السياسي الذي كان مقررا انطلاقه في جنيف هذا الأسبوع "سريعا".
ع.ش/ص.ش (د ب أ، أ ف ب)
أبرز القوى المسلحة المتصارعة على النفوذ في المشهد الليبي
البعض يقول إنها حوالي 30، في حين يصل البعض الآخر بالرقم إلى 1600. إنها الجماعات والميلشيات التي تحمل السلاح في ليبيا. DW عربية ترصد في هذه الجولة المصورة أبرز القوى المسلحة في المشهد الليبي الديناميكي والمتداخل.
صورة من: Reuters TV
العاصمة طرابلس
قوة حماية طرابلس، وهي تحالف يضم مجموعات موالية لحكومة الوفاق. وأبرزها: "كتيبة ثوار طرابلس" وتنتشر في شرق العاصمة ووسطها. قوة الردع: قوات سلفية غير جهادية تتمركز خصوصاً في شرق العاصمة وتقوم بدور الشرطة ولها ميول متشددة. كتيبة أبو سليم: تسيطر خصوصا على حي أبو سليم الشعبي في جنوب العاصمة. كتيبة النواسي: إسلامية موجودة في شرق العاصمة حيث تسيطر خصوصا على القاعدة البحرية.
صورة من: Reuters/H. Amara
"الجيش الوطني الليبي"
قوات اللواء السابق خليفة حفتر المسماة "الجيش الوطني الليبي"، تسيطر على معظم مناطق الشرق من سرت غرباً إلى الحدود المصرية. وتسيطر قوات حفتر على مناطق الهلال النفطي على ساحل المتوسط شمالاً إلى مدينة الكفرة ونواحي سبها جنوباً وتسعى حاليا للسيطرة على طرابلس. قوات حفتر هي الأكثر تسلحا وقوامها بين 30 و45 ألف مقاتل، وضمنهم ضباط سابقون في الجيش الليبي وتشكيلات مسلحة وعناصر قبلية إضافة إلى سلفيين.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Doma
كتائب مصراتة
فصائل نافذة في مصراتة الواقعة في منتصف الطريق بين مدينتي طرابلس وسرت، وهي معادية للمشير خليفة حفتر ومنقسمة بين مؤيدين ومعارضين لحكومة الوفاق الوطني. والمعارضة منها متحالفة مع فصائل إسلامية موالية للمفتي صادق الغرياني ولخليفة الغويل. وتتواجد بعض هذه الفصائل كذلك في العاصمة. وتسيطر مجموعات من مصراتة على سرت ومحيطها، وتمكنت من تحرير سرت من تنظيم الدولة الإسلامية في نهاية 2016.
صورة من: picture alliance/abaca
"فجر ليبيا"
كان تحالفاً عريضاً لميلشيات إسلامية، يربطها البعض بجماعة الإخوان المسلمين (حزب العدالة والبناء)، وضم ميلشيات "درع ليبيا الوسطى" و"غرفة ثوار طرابلس" وكتائب أخرى من مصراته. في 2014 اندلعت معارك عنيفة بين هذا التحالف و"الجيش الوطني الليبي" بقيادة حفتر، خرج منها حفتر مسيطراً على رقعة كبيرة من التراب الليبي.
صورة من: picture-alliance/AP Photo
فصائل منكفئة في الزنتان
انكفأت فصائل الزنتان بعد طردها من طرابلس في 2014 إلى مدينتها الواقعة جنوب غرب العاصمة. تعارض هذه الفصائل التيارات الإسلامية، ويبقي عدد منها على صلات مع حكومة الوفاق الوطني و"الجيش الوطني الليبي" في الوقت نفسه. وتسيطر هذه الفصائل على حقول النفط في غرب البلاد. وعينت حكومة الوفاق أخيرا ضابطا من الزنتان قائدا عسكريا على المنطقة الغربية.
صورة من: DW/D. Laribi
جماعات متحركة في الصحراء
تعتبر فزان أهم منطقة في الجنوب الليبي تنتشر فيها عمليات التهريب والسلاح..وتحدثت تقارير إعلامية عن وجود ما لا يقل عن سبعة فصائل إفريقية، تنحدر من تشاد ومالي والسودان والنيجر والسنغال وبروكينافاسو وموريتانيا، في المناطق الحدودية في الجنوب الليبي. ومن أبرز الجماعات المسلحة في الجنوب الليبي: الطوارق، وجماعات تابعة لقبائل التبو، وجماعات جهادية(القاعدة وداعش) تتنقل على الحدود بين دول الساحل والصحراء.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/J. Delay
"داعش"
دخل تنظيم "الدولة الإسلامية" المعروف إعلامياً باسم "داعش" ليبيا في تشرين الأول/ أكتوبر 2014. وفي كانون الأول/ديسمبر من نفس العام تبنى التنظيم أول اعتداء بعد تمركزه في البلاد مستغلاً غياب السلطة. ويمارس التنظيم لعبة الكر والفر، كما حقق مكاسب، إذ سيطر في فترات على النوفلية وسرت ودرنة وغيرها، ليعود ويخسر بعض الأراضي. وفي شباط/فبراير 2015 خرج شريط بثه التنظيم الإرهابي يظهر ذبح 21 قبطياً مصرياً.
صورة من: picture-alliance/militant video via AP
"القاعدة" وأفراخها
في 2012 قتل أربعة أميركيين بينهم السفير في هجوم على القنصلية الأميركية في بنغازي. واتهمت واشنطن مجموعة "أنصار الشريعة" المرتبطة بالقاعدة بتنفيذ الاعتداء. وقبل ثلاثة أشهر قضت محكمة أمريكية بسجن أحمد أبو ختالة، الذي يعتقد أنه كان زعيماً لـلمجموعة، لمدة 22 عاماً بعدما دانته بالتورط في الهجوم. وتحدثت تقارير إعلامية أن فصائل تنشط على رقعة واسعة من التراب الليبي مرتبطة بالقاعدة وتعمل تحت مسميات مختلفة.
صورة من: Reuters
بين 2011 و2018
ذكرت تقارير للأمم المتحدة أنه يوجد في ليبيا ما يقرب من 29 مليون قطعة سلاح بين خفيفة ومتوسطة وثقيلة. وبدوره قدر رئيس الوزراء الليبي الأسبق، محمود جبريل، عدد الميلشيات المسلحة بأكثر من 1600 ميليشيا مسلحة، بعد أن كانوا 18 تشكيلاً عسكريا فقط يوم سقوط العاصمة في آب /أغسطس 2011.
إعداد: خ.س/ م.س