المبعوث الدولي: حكومة الوفاق الليبية تفقد الدعم الشعبي
١٢ أغسطس ٢٠١٦
أعلن المبعوث الدولي إلى ليبيا الدبلوماسي الألماني مارتن كوبلر في حديث مع صحيفة سويسرية أن دعم حكومة فائز السراج "يتراجع" وسط تزايد انقطاع التيار الكهربائي وضعف العملة الذي يؤثر على الواردات الحيوية.
إعلان
قال مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا لصحيفة سويسرية اليوم الجمعة (12 آب/أغسطس) إن دعم حكومة الوفاق الليبية "يتهاوى" وسط تزايد انقطاع التيار الكهربي وضعف العملة الذي يؤثر على الواردات الحيوية. وقال مارتن كوبلر لصحيفة "نويه تسوريشر تسايتونغ" السويسرية في مقابلة نشرت اليوم الجمعة إنه لا بديل عن دعم حكومة الوفاق، لكنه أقر بأنها خسرت بعضا من شعبيتها التي حققتها في بادئ الأمر.
وبسؤاله عن تصريحه السابق بأن 95 % من الليبيين يدعمون رئيس وزراء حكومة الوفاق فائز السراج قال كوبلر "كان ذلك في أبريل/نيسان الماضي. كان هناك الكثير من حسن النية حينها إزاء حكومة الوفاق. خسرت بعض التأييد في الوقت الراهن."
وأضاف "في ذلك الوقت كانت الكهرباء تعمل في طرابلس 20 ساعة يوميا والآن 12 ساعة... في أبريل كان الناس يدفعون 3.5 دينار مقابل الدولار.. اليوم بخمسة دنانير. هذا مدمر لاقتصاد يعتمد على الاستيراد. الدعم يتداعى".
وبشأن قتال داعش في ليبيا، قال كوبلر إن القوة الجوية الأمريكية بمفردها لا يمكنها كسب المعركة مع "الدولة الإسلامية" في ليبيا ودعا الفصائل المتناحرة إلى دعم حكومة الوفاق. وأضاف "ضربات الأمريكيين لا يمكنها بمفردها هزيمة الدولة الإسلامية. يجب أن تكون المعركة ليبية. ستحسم بقوات برية".
يذكر أن حكومة الوفاق الوطني تكافح من أجل بسط سلطتها على البلاد التي تمزقها الخصومات السياسية والمسلحة مما يفرض تحديات إضافية عليها في وقت تحاول فيه إلحاق الهزيمة بمتشددي تنظيم ما يسمى "بالدولة الإسلامية"، حيث تشتبك قوات موالية للحكومة ومدعومة بضربات جوية أمريكية مع مقاتلي داعش في مدينة سرت منذ بداية الشهر الحالي وقالت هذا الأسبوع إنها سيطرت على أهم مواقع للتنظيم الإرهابي في معقلها السابق.
رحلة محفوفة بالمخاطر- تعقب آثار مهربي البشر في إفريقيا
عكف مراسلا DW يان فليب شولتس و أدريان كريش طوال أسابيع على جمع معلومات عن مهربي البشر من نيجيريا، وتعقبا آثارا تصل حتى إيطاليا واصطدما في مهمتهما بجدار من الصمت.
صورة من: DW/A. Kriesch/J.-P. Scholz
مهمة البحث انطلقت في مدينة بنين عاصمة ولاية إيدو النيجيرية. تقريبا كل شخص نتحدث معه هنا لديه أصدقاء أو أعضاء عائلة في أوروبا. فأكثر من ثُلاثة أرباع مجموع بائعات الهوى في إيطاليا ينحدرن من هذه المنطقة. الكثيرون لا يجدون آفاقا في بلدهم بسبب البطالة في صفوف الشباب.
صورة من: DW/A. Kriesch/J.-P. Scholz
الأخت بابيانا إيمناها تحاول منذ سنوات تحذير النساء الشابات من السفر إلى أوروبا. وقالت لنا "الكثير منهن يتم إغراؤهن بوعود كاذبة". فالعمل الموعود كمربية أطفال أو حلاقة ينكشف في عين المكان كأكذوبة. فجميع النساء الشابات تقريبا يكون مصيرهن شوارع البغاء.
صورة من: DW/A. Kriesch/J.-P. Scholz
بعد مفاوضات طويلة يوافق أحد مهربي البشر على التحدث إلينا. يسمي نفسه ستيف. ويقول إنه نجح في تهريب أكثر من مائة نيجيري إلى ليبيا، وهو يرفض تقديم معلومات عن الأشخاص الذين يقفون وراء هذه التجارة ـ ويعتبر أنه خادم بسيط. ويقول ستيف "الناس هنا في إيدو طماعين. من أجل حياة أفضل هم مستعدون لفعل كل شيء".
صورة من: DW/A. Kriesch/J.-P. Scholz
مقابل 600 يورو ينظم ستيف الرحلة من نيجيريا إلى إيطاليا. ويقول المهرب:"الغالبية تدرك خطر السفر عبر الصحراء". ومن حين لآخر تؤدي حوادث عطل إلى وفات بعض الأشخاص. "تلك هي المخاطرة"، يقول ستيف الذي يرافق المهاجرين حتى أغاديز في النيجر حيث يتولى شخص آخر المهمة.
صورة من: DW/A. Kriesch/J.-P. Scholz
مدينة أغاديز الصحراوية هي المحطة الأخطر في رحلة بحثنا. سكان هذه المنطقة يعيشون من تجارة البشر والمخدرات، ويتعرض أجانب من حين لآخر للاختطاف. لا يمكن لنا التحرك إلا تحت حراسة مسلحة، كما وجب علينا تغطية الرأس بزي تقليدي لتجنب لفت الأنظار.
صورة من: DW/A. Kriesch/J.-P. Scholz
ويعتبر سلطان أغاديز عمر إبراهيم عمر مثل العديد من الناس أنه لا يمكن القضاء على مشكلة تجارة البشر في عين المكان، وهو يطالب بأموال أكثر من المجتمع الدولي. وحجته في ذلك عندما يقول بأنه إذا أرادت أوروبا وقف تدفق المهاجرين عليها نحو البحر المتوسط، فوجب عليها دعم النيجر أكثر.
صورة من: DW/A. Kriesch/J.-P. Scholz
منذ شهور تنطلق كل يوم اثنين قبل غروب الشمس حافلات تقل مهاجرين من أغاديز في اتجاه الشمال. الفوضى في ليبيا أدت إلى تمكن المهربين من العبور دون مراقبة حتى البحر المتوسط. ونلاحظ بسرعة هنا أن السلطات في النيجر لا تكثرت لأنشطة المهربين.
صورة من: DW/A. Kriesch/J.-P. Scholz
الكثير من المهاجرات من نيجيريا يجدن أنفسهن في إيطاليا على قارعة الطريق للممارسة البغاء. الموظفة الاجتماعية ليزا بيرتيني تعمل مع بائعات هوى أجنبيات. وقالت لنا بيرتيني:"عددهن في ازدياد". وتكشف مصادر رسمية أن حوالي 1000 نيجيرية دخلن في عام 2014 إيطاليا. وفي 2015 تجاوز عددهن 4000 . وتلاحظ الموظفة الاجتماعية أن "عمر الفتيات يصغر".
صورة من: DW
بمساعدة زميل نيجيري تعقبنا أثر "سيدة" مفترضة. لقب "السيدة" تحصل عليه القوادات النيجيريات اللاتي يتربعن على قمة هرم شبكات تهريب. هذه الديوثة تعيش في إحدى ضواحي فلورينتسا. وتوجه إحدى الضحايا اتهامات قوية ضدها، وقالت "ضربتنا وأجبرتنا على ممارسة الدعارة".
صورة من: DW/A. Kriesch/J.-P. Scholz
وعندما واجهنا "السيدة" المفترضة بالاتهامات الموجهة إليها اعترفت بأنها تأوي ست شابات نيجيريات في منزلها. لكنها رفضت الاتهام بأنها تجبر البنات على الدعارة. وقررنا تقديم نتائج بحثنا إلى النيابة العامة الإيطالية.
صورة من: DW/A. Kriesch/J.-P. Scholz
الراهبة مونيكا أوشكفي تنتقد منذ مدة تقاعس السلطات الإيطالية. إنها تعتني منذ ثمان سنوات بضحايا تجارة البشر. وتحدثت في غضب عندما سألناها عن زبائن البنات. وقالت إن أولئك الرجال يبحثون دوما عن إشباع رخيص لغرائزهم: ممارسة الجنس مع فتاة نيجيرية تساوي 10 يوروهات فقط. وتقول بأنه بدون هؤلاء الصعاليك لما كانت المشكلة موجودة.
صورة من: DW/A. Kriesch/J.-P. Scholz
11 صورة1 | 11
على صعيد آخر، عاد 23 مصريا كانوا مختطفين في ليبيا اليوم الجمعة إلى مصر بعد أن حررتهم القوات الخاصة الليبية بالتنسيق مع المخابرات المصرية، بحسب ما أعلن التلفزيون الرسمي. وقال التلفزيون الذي بث مشاهد وصولهم إلى منفذ مساعد البري الليبي الواقع على الحدود مع مصر والمقابل لمنقذ السلوم البري المصري (شمال غرب)، إن "القوات الخاصة الليبية بالتنسيق مع المخابرات العامة المصرية وبناء على توجيهات من الرئيس (المصري) عبد الفتاح السيسي حررت المصريين الـ 23".
وأكد المختطفون المحررون وجميعهم من العمال، في مقابلات مع التلفزيون الرسمي المصري أنهم اختطفوا في البريقة (جنوب غرب مدينة بنغازي) وظلوا محتجزين في مكان مجهول لمدة عشرة أيام وان الخاطفين كانوا يطلبون "أموالا" لإطلاق سراحهم.