المبعوث الدولي يناقش الحوثيين سبل التحضير لجولة مشاورات
١٧ سبتمبر ٢٠١٨
التقى مارتن جريفيث، المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن بزعيم جماعة أنصار الله الحوثية، عبدالملك الحوثي في اليمن لمناقشة سبل الإعداد لعقد جولة مفاوضات لحل الأزمة في البلاد في جنيف برعاية أممية.
إعلان
عقد المبعوث الدولي إلى اليمن مارتن جريفيث اليوم الاثنين (17 أيلول/ سبتمبر 2018) في صنعاء اجتماعا مع زعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي وذلك لمناقشة سبل التمهيد لعقد جولة مفاوضات في جنيف تستهدف حل الأزمة في البلاد. وقال محمد عبدالسلام، الناطق الرسمي باسم الجماعة في بيان مقتضب على حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، "لقد تمت مناقشة سبل التهيئة لعقد مشاورات قادمة وما يٌعانيه الشعب اليمني من قيود وإجراءات اقتصادية، وما ترتب على ذلك من وضع إنساني حرج نتيجة الإجراءات الظالمة التي تمارسها قوى العدوان (دول التحالف العربي)".
ويوم أمس الأحد وصل المبعوث الأممي إلى صنعاء، في محاولة لإقناع الحوثيين بالعودة إلى طاولة مشاورات السلام. وتعثرت مشاورات السلام، التي كان من المقرر انطلاقها مطلع الشهر الجاري في جنيف، بعد رفض جماعة الحوثي الحضور لعدم حصولها على موافقة التحالف بتوفير طائرة عمانية لنقل وفدها إلى جانب عدد من الجرحى.
وكانت الأمم المتحدة، قد رعت ثلاث جولات سابقة من المفاوضات بين الأطراف اليمنية منذ بدء الحرب في اليمن، غير أنها لم تتمكن من التوصل لحل يرضي جميع الأطراف.
من جانبه، أعتبر مسؤول لدى جماعة أنصار الله الحوثية، اليوم الاثنين، أن من أولويات المبعوث الأممي إلى اليمن، مارتن جريفيث، "فتح مطار صنعاء الدولي لما له من أهمية كبيرة لكافة شرائح المجتمع اليمني". وقال زكريا الشامي، وزير النقل في حكومة الحوثيين (غير معترف بها دولياً، "إن مطار صنعاء الدولي جاهز للعمل وفقا للشروط والمعايير الدولية المتفق عليها من منظمة الطيران المدني لدولي (الإيكاو)"، حسب ما أفادت وكالة الأنباء "سبأ" الخاضعة لسيطرة الجماعة.
وكان الحوثيون قد وقعوا السبت الماضي في صنعاء، مذكرة تفاهم مع الأمم المتحدة لإنشاء جسر جوي طبي إنساني. وتتضمن مذكرة التفاهم تمكين النقل الطبي للمرضى ذوي الحالات الحرجة لتلقي العلاج بالخارج، عبر رحلات مبرمجة تابعة للأمم المتحدة لمدة ستة أشهر ابتداء من يوم 18 من الشهر الجاري.
يذكر أنه منذ أكثر من عامين، تفرض قوات التحالف العربي حظرا جويا على حركة الطيران المدني من وإلى مطار صنعاء الدولي، عدا الطائرات الخاصة بالأمم المتحدة والمنظمات الدولية بغرض المساعدات الإنسانية.
ح.ع.ح/ع.خ(د.ب.أ)
الحوثيون - من هم وماذا يريدون؟
بدأ الحوثيون كحركة تطالب بالحقوق وتظاهروا نصرة للديمقراطية مع اليمنيين ضد الرئيس الراحل علي عبد الله صالح، ثم استولوا على العاصمة صنعاء ويخوضون حربا مع الحكومة والتحالف العربي بقيادة السعودية. فما هو هدف الحوثيين؟
صورة من: Getty Images/AFP/G. Noman
انبثقوا من صعدة
الحوثيون، هم جماعة سياسية - دينية (شيعية) مسلحة يطلق على تنظيمهم السياسي والعسكري "حركة أنصار الله". يرتبط اسمهم بمؤسس الحركة حسين الحوثي الذي قتلته القوات اليمنية في عام 2004. تأسست الحركة عام 1992 واتخذت من منطقة صعدة شمال اليمن مركزا لها. خاضت الحركة مواجهات مسلحة على مدى سنوات ضد نظام الرئيس السابق علي عبدالله صالح راح ضحيتها الآلاف.
صورة من: Gamal Noman/AFP/Getty Images
المذهب الزيدي
ينتمي الحوثيون إلى المذهب الزيدي الشيعي القريب من المذاهب السنية. يعيش أغلب الزيديين في شمال اليمن، أي في معقلهم؛ محافظة صعدة قرب السعودية. لكن الحوثيين زحفوا اليوم إلى مناطق جنوب اليمن. وقد مثل سقوط حكم صالح عام 2012 فرصة ثمينة للحوثيين لتعزيز موقعهم ونفوذهم في اليمن، حتى أنهم بسطوا سيطرتهم عام 2014 على العاصمة صنعاء.
صورة من: Getty Images/AFP/STR
مطالب اجتماعية وسياسية
حين اندلعت الثورة في اليمن عام 2011، شارك الحوثيون بقوة في الانتفاضة الشعبية وتبنوا مطالب الشعب اليمني، مما جعلهم يظهرون كحركة ديمقراطية مناهضة للديكتاتورية. بيَن الحوثيون منذ البداية أن غرضهم هو الدفاع عن حقوق أبناء منطقة صعدة، ليشمل تقديم خدمات اجتماعية وتعليمية، وتحول إلى مطالبة بإشراك المكون الحوثي في أجهزة الدولة.
صورة من: DW
اسم على مسمى
يعتبر حسين بدر الدين الحوثي الزعيم الأول للحركة. وقد ارتبط ابن رجل دين زيدي بارز، في بداية مسيرته السياسية بحزب سياسي صغير كان يعرف باسم "الحق". فاز هذا الحزب بمقعدين في برلمان اليمن في انتخابات 1993، وشغل حسين أحدهما خلال الفترة ما بين 1993 و1997. بعد مقتله في عام 2004 تولى شقيقه عبد الملك الحوثي قيادة الحركة.
صورة من: picture-alliance/dpa/Yahya Arhab
الحروب الست
خاض الحوثيين صراعا مسلحا مع حكومة صالح. كما حضروا في الحروب الست التي دارت بين عامي 2004 و2010 في الشمال اليمني. غير أن الحوثيين تحالفوا فيما يعد مع قوات صالح في الحرب الدائرة ضد التحالف الذي تقوده السعودية دعما للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي الذي اتخذ من الرياض مقرا له بعد هروبه من صنعاء.
صورة من: Reuters/Abdullah
الأسلحة والذخائر!
يعتقد أن الحوثيين يمتلكون ترسانة ضخمة من الأسلحة والذخائر. ويظن أن إيران المزود الرئيس للحوثيين بالأسلحة. ويرى بعض المراقبين أن الحوثيين استولوا على أسلحة كثيرة من الجيش اليمني وعملوا على تطويرها. وترجح الفرضية الأخرى تعاطف تجار السلاح، الذين قد يمدونهم بالأسلحة والمدخرات نظرا للارتباط القبلي بهم (زيديين) أو انتقاما من الجيش الذي حل بمنطقتهم.
صورة من: Reuters/Houthi War Media
انتقادات
توجه للحوثيين انتقادات كثيرة، أبرزها: استغلال الأطفال وتجنيدهم. ولا يرى الحوثيون حرجا في تجنيد مراهقين، وذلك بمباركة من القبائل المناصرة لهم. ولا تستثننى قوات الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي من تهمة تجنيد الأطفال أيضا (في الصورة مراهقون مناصرون للرئيس اليمني).
صورة من: Getty Images/N.Hassan
ماذا يريدون بالضبط؟
بعد فشل محادثات جنيف للسلام يوم السبت الثامن من سبتمبر/ أيلول 2018، وتغيب وفد الحوثيين بذريعة عدم حصولهم على ضمانات لعودتهم إلى صنعاء. يتساءل عديدون عن الهدف الذي تسعى إليه الحركة، خاصة أمام تنامي عدد ضحايا الحرب في اليمن نتيجة الصراع المستمر بين الحوثيين والحكومة اليمنية. إعداد: مريم مرغيش