بعد إعادة فرض المراقبة على الحدود مع النمسا، أعلن المتحدث باسم المستشارة ميركل أن الإجراء لا يعني أن برلين أغلقت حدودها أمام طالبي اللجوء. ميركل تعرضت لانتقادات شديدة بسبب هذا الإجراء إذ اعتبره البعض عودة لسياسة الحزم.
إعلان
أعلن شتيفن زايبرت المتحدث باسم المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل الاثنين (14 أيلول/ سبتمبر 2015) أن إعادة عمليات المراقبة لا يعني أن ألمانيا تغلق حدودها أمام طالبي اللجوء مشيرا إلى أن برلين ترغب في جعل العملية "أكثر انضباطا". وقال زايبرت في لقاء دوري مع الصحافيين إن "عمليات المراقبة المؤقتة على الحدود لا تعني إغلاقا لهذه الحدود، إنها أمر مختلف تماما"، موضحا أن "اللاجئين سيواصلون المجيء إلى ألمانيا".
وأشار إلى أن إعادة فرض المراقبة على الحدود أمس الأحد يعود أولا لأسباب أمنية، من أجل أن تعرف السلطات عن "كل شخص يدخل من هو وما هي مواصفاته". وتابع "هناك أمر واضح هو أن مبادئنا الأساسية لا تتغير، نواصل التحرك بدافع الإنسانية، بدافع حق الملاحقين لأسباب سياسية ولاجئي الحرب في الحماية في ألمانيا".
وأفادت فرانس برس أن كل شخص أجنبي يطلب اللجوء في ألمانيا سيتم عمليا التكفل به وتسجيله وتأمين ملجأ استقبال أولي له، مثلما كانت الحال قبل فرض الرقابة على الحدود. وتأمل السلطات في أن تتيح إجراءات المراقبة بتوجيه سيل اللاجئين بشكل أفضل وعدم مواجهة نقاط احتقان ولاسيما في مدينة ميونيخ التي تهافت إليها عشرات آلاف الأشخاص منذ عشرة أيام.
ميركل تتعرض لانتقادات
في غضون ذلك تعرضت ميركل لانتقادات بعد فرض الرقابة على الحدود وهو ما اعتبره بعض المراقبين "تغييرا مفاجئا" في موقفها من أزمة اللاجئين، بحيث "انتقلت من سياسة اليد الممدودة إلى الحزم". وعلقت أسبوعية "دير شبيغل" بالقول "الحلم الجميل انتهى"، بعدما حاولت ألمانيا ومستشارتها على مدى أسبوعين أن تكون مثالا لسائر دول العالم عندما فتحت حدودها بالكامل أمام طالبي اللجوء.
من جهتها، كتبت صحيفة "زودويتشه تسايتونغ" أن المستشارة الألمانية "ما كان يجب أن تغيّر سياستها بهذا الشكل المفاجئ"، حول مسالة اللاجئين. وأضافت الصحيفة أنه كان على ميركل أن "تقر أنها أساءت تقييم الوضع سياسيا أكثر من أي وقت مضى"، حسب تعبير الصحيفة.
كما تعرضت ميركل في نهاية الأسبوع الماضي إلى انتقادات رؤساء حكومات الولايات الألمانية، الذين أعربوا جميعهم ومن بينهم أعضاء حزبها عن أسفهم لعدم الإعداد المسبق لسياسة فتح الأبواب أمام اللاجئين في الأسابيع الماضية مما أدى إلى اكتظاظ مراكز الاستقبال.
أ.ح/ ع.ج (أ ف ب)
مراقبة ألمانيا لحدودها تسلط الضوء على انقسام أوروبي
قرارألمانيا إعادة فرض الرقابة على الحدود، يسلط الضوء على المواقف المتباينة لدور الجوار إزاء استقبال اللاجئين. ففي حين أبدت دول مثل النمسا تسامحا وتعاونا، وصف البرلماني الهولندي المتطرف فيلدرز موجة اللاجئين غزو إسلامي".
صورة من: Reuters/Y. Herman
أمام تدفق أمواج اللاجئين إلى ألمانيا وصعوبات ضبط الحدود وتأمينها، قررت ألمانيا إعادة إجراءات فرض رقابة على حدودها أولا مع النمسا. مدينة ميونيخ وحدها استقبلت نهاية الأسبوع 20 ألف لاجئ، وأعلنت ولاية بافاريا أن تدفق اللاجئين بات يفوق قدراتها على الإستقبال والإيواء.
صورة من: DW/M. Gopalakrishnan
تحاول الدنمارك منع وصول مزيد من اللاجئين المتجهين إلى السويد التي ترحب بهم رسميا. وكانت الشرطة الدنماركية قد أوقفت حركة القطارات من ألمانيا في محاولة لمنع انتقال اللاجئين إليها.
صورة من: Reuters/Scanpix/A. Ladime
من بين جميع الدول في شمال أوروبا، تمتلك الدنمارك أكثر القوانين تقييداً لطالبي اللجوء. تم إقرار هذه القوانين بعد ثلاثة شهور من الانتخابات العامة التي أفضت إلى فوز الحزب الليبرالي (يمين وسط)، وذلك بدعم من حزب الشعب الدنماركي المعادي للهجرة.
صورة من: picture-alliance/dpa/J. Norgaard Larsen
أعلن الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند أن بلاده مستعدة لاستقبال 24 ألف لاجئ خلال العامين المقبلين، وذلك في إطار خطة أوروبية لمواجهة تدفق المهاجرين إلى القارة. فيما شهدت العاصمة الفرنسية باريس مظاهرات تضامنا مع اللاجئين.
صورة من: Reuters/P. Wojazer
أظهر استطلاع للرأي أجرته إحدى القنوات التلفزيونية الفرنسية، أن أكثر من 56 بالمائة من الفرنسيين لا يساندون فكرة استقبال فرنسا لاجئين سوريين في بلادهم. وتباينت المواقف وفق التوجهات السياسية للمصوتين، حيث بين الاستطلاع أن 68 بالمائة من ناشطي اليسار الفرنسي يدعمون فكرة استقبال المهاجرين، مقابل 38 بالمائة فقط من ناشطي اليمين.
صورة من: Getty Images/AFP
النمسا أعلنت انها نشرت قوات الجيش للمساعدة على مراقبة الحدود مع ألمانيا وبتنسيق معها. والسكك الحديدية النمساوية توقف أحيانا حركة القطارات مع المجر بسب تدفق اللاجئين.
صورة من: picture-alliance/dpa/B. Roessler
ومع وصول آلاف المهاجرين إلى النمسا حيث يرغب معظمهم بالانتقال بعدها إلى ألمانيا، دعت فيينا أوروبا إلى التحرك لمواجهة الفوضى الناجمة عن أزمة الهجرة. حيث اعتبرت النمسا أن "ما يحصل الان "يفترض أن يفتح أعيننا على حالة الفوضى التي وصل إليها الوضع في أوروبا اليوم".
صورة من: Reuters/D. Ebenbichler
وصف البرلماني اليميني المتطرف خيرت فيلدرز موجة اللاجئين التي تتدفق على أوروبا بأنها "غزو إسلامي" . وفي حين وقالت حكومة رئيس الوزراء المحافظ مارك روته إنها مستعدة من حيث المبدأ لقبول عدد أكبر من طالبي اللجوء، أظهر استطلاع للرأي أن زهاء 54 في المئة من الناخبين الهولنديين يعارضون الاستمرار بقبول اللاجئين.
صورة من: AP
أثارت صورة فوتوغرافية تظهر السلطات التشيكية تستخدم أسلوب الترقيم بالقلم على أيدي اللاجئين، انتقادات حيال رد فعل تشيكيا على أزمة المهاجرين، لأنها تحمل أبعادا تاريخية تعود للعهد النازي. بيد أن متحدثة باسم الشرطة دافعت عن نظام الترقيم متذرعة بحجة الإعداد الكبيرة.
صورة من: Reuters/I. Zehl
شهدت بولندا مظاهرات ضد استقبال اللاجئين. بيد أن رئيسة الحكومة البولندية ايفا كوباتش صرحت أن بولندا ستستقبل ستين عائلة من اللاجئين السوريين المسيحيين فقط.
صورة من: picture-alliance/dpa/R. Guz
رفض النواب السويسريون تعليق العمل بقانون اللجوء. وكان الحزب القومي المحافظ يرغب في أن تستخدم الحكومة قانون الطوارئ لوقف العمل جزئيا بقوانين اللجوء لمدة عام، بحيث لا يتم النظر في إجراءات اللجوء لأي شخص أو الاعتراف بحقه في اللجوء.
صورة من: Sean Gallup/Getty
أقر البرلمان الأوروبي الاجراءات العاجلة التي اقترحها رئيس المفوضية الأوروبية يونكر لتحسين توزيع استقبال اللاجئين على الدول الأعضاء واقتراحه إنشاء إلية توزيع دائمة. إعداد: علاء جمعة