1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

المتدربون في ألمانيا: عمل كثير ومردود قليل

٥ يونيو ٢٠١١

تعتبر الدورات التدريبية خطوة ضرورية يتمكن الطلاب من خلالها من إلقاء نظرة خلف كواليس الحياة العملية. وحسب دراسة جديدة يلجأ ثلث خريجي جامعات ألمانيا إلى القيام بدورات تدريبية بعد مغادرة مقاعد الدراسة سعيا للحصول على خبرة

أنا سانسيلو أثناء إلقاء دروس اللغة الألمانية: تدريب مفيد، لكن دون أجرصورة من: DW

تقف المتدربة آنا سانسيلو في القاعة الصغيرة أمام عشرة من طلاب معهد غوتة لتعليم اللغة الألمانية في مدينة بون وتوضح لهم قواعد الصرف والنحو. آنا سانسيلو، البالغة من العمر خمسة وعشرين عاما، أنهت دراستها قبل شهور قليلة فقط في تخصص اللغة الألمانية. بعدها قررت البدء في الدورة التدريبية، بدون أن تحصل على أي مقابل مادي.

ثلث خريجي الجامعات يقررون القيام بدورات تدريبية

وهي ترغب ابتداء من الموسم المقبل في إتمام دراستها حتى تتمكن من تعليم اللغة الألمانية للأجانب، كما تقول: "هذه هي المهنة التي أتمنى مزاولتها. وبما أن الموسم الدراسي يبدأ في شهر أيلول/سبتمبر، قررت أن أقوم بدورة تدريبية لدى معهد غوتة حتى أتمكن من التعرف أكثر على هذه المهنة."

وهكذا يمكن لآنا سانسيلو اكتساب خبرة في المهنة التي ترغب في مزاولتها. فكما هي الحال بالنسبة إليها يقرر حوالي ثلث خريجي الجامعات الألمانية القيام بدورة تدريبية بعد التخرج، وذلك حسب دراسة مشتركة لمؤسسة هانس بوكلر والمنظمة الشبابية التابعة لاتحاد النقابات الألماني، حيث تم استجواب 674 طالبا في أربع جامعات ألمانية. لكن، ورغم ضعف تمثيلية هذه الدراسة، تبقى نتائجها مهمة، كما تؤكد كلاوديا بوجيدان، مديرة مركز البحوث في مؤسسة هانز بوكلر شتيفتونغ.

عمل بلا مقابل

عنوان الدراسة: "جيل التدريب" وهو ما يدل على ارتفاع أعداد حقول التدريب خلال السنوات الأخيرة.صورة من: DW

فمن جهة تمثل الدورات التدريبية فرصة جيدة لخريجي الجامعات من أجل دخول سوق العمل وتثبيت أقدامهم فيها. و"من جهة أخرى نجد أن هذه الدورات التدريبية تتم في ظروف سيئة للغاية، حيث يتم غالبها دون مقابل مادي كما أن الكثير من المعنيين بالأمر يشعرون بالاستغلال"، كما توضح كلاوديا بوجيدان.

لذا يطالب اتحاد النقابات الألماني بمنع الدورات التدريبية بعد إنهاء الدراسة، حتى لو كانت بمقابل مادي. أم الدورات التي يقوم بها الطلاب أثناء الدراسة، فيجب أن تتم بمقابل مادي لا يقل عن 300 يورو في الشهر، بغض النظر عن التخصص أو القطاع. فحسب الدراسة نفسها يقوم طلاب التخصصات التقنية والهندسية في العادة بدورات أقل من زملائهم الذين يدرسون التخصصات الثقافية أو الأدبية، وتضيف كلاوديا بوجيدان: "وحتى في القطاعات المختلفة هناك فوارق عديدة في التعامل مع الدورات التدريبية. ففي القطاعات الصناعية يبقى التعامل متميزا عنه في الإدارات العمومية، حيث لا يتم دفع أية أجور للمتدربين."

لا عمل حتى بعد اجتياز التدريب

هنا، في معهد غوتة في مدينة بون، تلقن الشابة آنا سانسيلو دروس الألمانية لطلاب قادمون من بلدان مختلفة.صورة من: DW

أما آنا سانسيلو فلا يزعجها عدم تلقي أي أجر مقابل عملها لدى معهد غوتة، فهي ما زالت تتلقى مساعدات مادية من والديها، تمكنها من دفع إيجار بيتها والمصاريف الأخرى، كما أنها استطاعت توفير بعض المال من وظائف مختلفة قامت بها أثناء الدراسة. ورغم رفضها التام لما تسميه باستغلال المتدربين الذين لا يتلقون أجرا، إلا أنها تعتقد أنه من الأفضل أن يستثمر المرء أكثر في كفاءاته الشخصية وأن يجمع تجارب أكثر، حتى وإن لم يحصل على مقابل مادي ما: "لأن المرء يتعرف على أشخاص من نفس المهنة، كما يمكنه التمرن عليها بشكل مكثف. وهذا ما أعتبره أهم من تلقي أي مقابل مادي."

لكن حالتها تبقى حالة خاصة. فحسب دراسة اتحاد النقابات الألماني يضطر 20 بالمائة من خريجي الجامعات إلى طلب مساعدات مادية من الدولة حتى يتمكنوا من تمويل دوراتهم التدريبية. كما أن خوفهم من البطالة من العمل يبقى مبررا، حيث لا يتمكن سوى 20 بالمائة من الحصول على عقد عمل بعد إنهاءهم الدورة التدريبية.

الكاتبة: إليزابيث يان / خالد الكوطيط

مراجعة: عبد الرحمن عثمان

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW