1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

280409 Senior Experten Service

٥ مارس ٢٠١٠

من يعتقد بأن دور الخبراء ينتهي بتقاعدهم فهو مخطئ. فقد أسس بعض الخبراء الألمان المتقاعدين برنامجا خاصا لتقديم خبراتهم للدول النامية، وخصوصا الدول العربية. البرنامج يقوم على مساعدة هذه الدول في مجال التنمية دون مقابل يذكر.

شعار مؤسسة "خبرة المتقاعدين الألمان" التي تقدم خدماتها لما يقارب مائة دولة نامية.
شعار مؤسسة "خبرة المتقاعدين الألمان" التي تقدم خدماتها لما يقارب مائة دولة نامية.

يعتبر "برنامج خبرة المتقاعدين الألمان"، وهو عبارة عن مؤسسة متخصصة في تقديم الخبرة والاستشارة تأسست عام 2003، واحداً من أكبر البرامج في ألمانيا لتقديم المساعدة للشركات والمؤسسات والإدارات الرسمية في العالم الثالث. وساهمت المؤسسة خلال عام ألفين وثمانية في أكثر من ألف وخمسمائة مشروع في ثلاث وتسعين دولة. أما المشاركون في تنفيذ البرنامج فهم المتقاعدون الألمان الذين يقدمون خبراتهم بشكل طوعي دون مقابل يذكر.

أحد خبراء برنامج خدمة المتقاعدين الألمان يساعد بعض الطلاب الجزائريين في مدرسة مهنية.صورة من: Stiftung der Deutschen Wirtschaft für internationale Zusammenarbeit GmbH

وتركز المؤسسة على القارة الأفريقية بالإضافة إلى المساعدات التي تقدمها لدول أمريكا اللاتينية. فقد ازداد، في السنوات الأخيرة، عدد المشاريع في القارة السمراء التي ساهمت فيها المؤسسة، وذلك حسب سوزانه نونين، المديرة التنفيذية لها. وأضافت نونين، في حوار مع دويتشه فيله، بأن مؤسستها ساعدت العديد من الشركات الصغيرة كـشركة لحوم في رواندا ومطبعة في موريتانيا وشركة أحذية في إثيوبيا. وشددت نونين على أنّ " هذه الشركات استطاعت، وبمساعدة برنامج خبرة المتقاعدين الألمان، تطوير أساليب عملها وإنتاجها وإدارتها".

سوريا المستفيد الأكبر من خدمات البرنامج عربيا

وتستفيد الدول العربية أيضاً من خدمات مؤسسة "برنامج خدمة المتقاعدين الألمان" التي تشمل مجالات عديدة ولاسيما الشركات الصغيرة وبعض إدارات الدولة. ولتنسيق عملها في الدول العربية افتتحت مكتباً لها في سوريا التي كانت من أكثر الدول العربية استفادة من خدمات المؤسسة. وإلى جانب سوريا قدمت المؤسسة خدماتها لدول عربية أخرى كمصر وتونس والمغرب.

وبالرغم من الظروف الصعبة التي يمر بها اليمن فإن صنعاء استفادت من خدمات المؤسسة، هذا ما أكده ديرك لاميه مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المؤسسة. وأضاف لاميه، في حوار مع دويتشه فيله، بأن المؤسسة تركز في تقديم خدماتها "على الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم، التي تواجه مشاكل عملية محددة، إذ يساعدها الخبراء على تجاوزها؛ مثل تشغيل أو صيانة آلة معينة، أو تحسين منتج ما". ويؤكد لاميه بأن المؤسسة تقدم خدماتها للإدارات العامة أيضا؛ كأن تطلب إدارة ما خبيراً في مجال التخطيط المروري لتحسين حركة المرور في الأحياء القديمة.

أما في سوريا فقدمت مؤسسة "برنامج خدمة المتقاعدين الألمان" خدماتها للقطاعين العام والخاص كما أفاد ممثل المؤسسة في سوريا فهمي النجار في حديث مع دويتشه فيله. وأضاف النجار بأن سوريا استقدمت خلال السنوات الأربع الأخيرة أكثر من "أربعين خبيراً جلهم للقطاع الخاص في مجال الصناعات البلاستيكية والدوائية والغذائية والنسيجية بالإضافة إلى القطاع السياحي".
كما استفاد القطاع العام في سوريا من خبرات المتطوعين في "برنامج خدمة المتقاعدين الألمان". وكشف النجار بأن وزارة الإسكان والتعمير استفادت من خدمات خبير ألماني متقاعد جاء إلى سوريا عدة مرات وأجرى تقييماً لمؤسسات الوزارة ومنشآت الصرف الصحي في كل من دمشق وحمص وحلب. وأضاف النجار بأن بلدية مدينة حمص "تستعين، منذ أكثر من سنة، بخبير في مجال التخطيط المروري؛ وهو ما تفعله بلديات اللاذقية وجبلة ودمشق أيضاً".

شروط سهلة للحصول على خدمات الخبراء الألمان

متجرفي مدينة دمشق القديمة التي استفادت من خدمات برنامج خدمة المتقاعدين الألمان.صورة من: DW/Marc Röhlig

هذا ويمكن الحصول على خدمات المؤسسة بسهولة، إذ أن شروطها بسيطة وبعيدة عن الإجراءات البيروقراطية. وعن الشروط الواجب توفرها في الجهة التي تطلب الاستفادة من خدمات المؤسسة يحددها ممثل المؤسسة في سوريا، بثلاثة وهي أن " تكون الشركة قائمة منذ أكثر من سنة وأن تقدم طلبا تشرح فيه وضع الشركة والمساعدة التي يحتاجها والهدف من زيارة الخبير". بعد ذلك يحوّل الطلب إلى مركز المؤسسة في مدينة بون في ألمانيا التي تقرر بدورها إرسال الخبير المناسب.

أما عن التكاليف للحصول على الخدمة المطلوبة فيقول النجار إنها شبه مجانية. وهي لا تتعدى ثمن تذكرة الطائرة وتأمين الإقامة في فندق للخبير مع مبلغ رمزي يومي.

ولا تقتصر خدمات مؤسسة "برنامج خدمة المتقاعدين الألمان" على الدول العربية والنامية فقط، وإنما لديها مشاريع لمساعدة التلاميذ في مختلف المدارس العادية والمهنية الألمانية أيضا. ففي ولاية شمال الراين ويستفاليا وحدها هناك مائة وعشرة خبراء يقدمون المساعدة العلمية والمهنية لأكثر من ألف تلميذ. وتهدف المؤسسة من وراء ذلك إلى الحد من عدد التلاميذ الذين يتركون المدارس ولا ينهون تعليمهم، إذ تصل نسبة هؤلاء إلى 20% .


الكاتب: عارف جابو

مراجعة: أحمد حسو

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW