"المتمردان".. كتاب جديد لأوباما ونجم الروك سبرنغستين
٢٨ أكتوبر ٢٠٢١
بعد نجاح سلسلة البودكاست "المتمردان.. مولود في الولايات المتحدة" التي جمعت بين باراك أوباما ونجم الروك بروس سبرينغستين، طُرح كتاب يحمل الاسم نفسه ليوثق مسار حياتهما المهنية والشخصية وقضايا العدالة الاجتماعية والتمييز.
إعلان
تعود الصداقة بين الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما ومغني الروك بروس سبرينغستين إلى عام 2008، عندما قدم الأخير أغنية خاصة لحملة الشاب أوباما في ذاك الوقت والطامح لدخول البيت الأبيض.
وبعد ذلك بثماني سنوات، منح الرئيس الأمريكي آنذاك باراك أوباما المغني سبرينغستين وسام الحرية الذي يعد أرفع وسام مدني في الولايات المتحدة وذلك في قاعة المشاهير بالبيت الأبيض لإسهاماته في الثقافة الأمريكية.
ومنذ ذلك الحين، تطورت الصداقة بين أوباما وسبرينغستين على مر السنين وظهرت ثمرتها خلال وباء كورونا والمظاهرات التي قادتها حركة "حياة السود مهمة" في الولايات المتحدة، إذ دشن الاثنان سلسلة مدونة صوتية "بودكاست"، أطلق عليها اسم "المتمردان: مولود في الولايات المتحدة". أو بالانجليزية "Renegades: Born in the USA"، علما بأن كلمة "Renegades" بالإنجليزية لها معان عديدة أخرى من بينها المارقون.
وعنوان البودكاست مقتبس من الأغنية الشهيرة "Born in the USA"، التي كتبها بروس سبرينغستين بنفسه وغناها عام 1984 وحققت نجاحا كبيرا، سواء داخل الولايات المتحدة أو دول أخرى مثل أيرلندا ونيوزلاندا.
وحققت سلسلة "البودكاست" المذكورة نجاحا كبيرا حيث كان الحديث يدور حول رحلتهما المهنية والشخصية في الولايات المتحدة فضلا عن القضايا الاجتماعية والسياسية في الولايات المتحدة.
وتبرز أهمية هذه السلسلة في أنها مثَّلت فرصة لأوباما وسبرينغستين للحديث عن كيفية نجاحهما في تحقيق "الحلم الأمريكي" (American Dream) بوصولهما إلى قمة المجالين اللذين نشطا فيهما، سواء السياسي لأوباما أو الغنائي لسبرينغستين.
كذلك يسلط بودكاست "المتمردان.. مولود في الولايات المتحدة" والذي أصبح لاحقا كتابا طُرح في الأسواق مؤخرا، الضوء على التناقضات داخل الولايات المتحدة منذ خمسينيات القرن الماضي.
وقد أشار أوباما في مقابلة مع شبكة "سي. بي. إس" الأمريكية إلى ذلك بقوله: "خلال ( المتمردان .. مولود في الولايات المتحدة) كنت اتبادل الحديث مع بروس حيال ضرورة القيام بمراجعة قصة (أمريكا) بشكل أشمل".
ومن جانبه، قال سبرينغستين إنه "يتعين على الناس أن يتعرفوا على الولايات المتحدة على حقيقتها سواء ما يتعلق بمزاياها أو عيوبها".
وفي مقابلة مع شبكة "إيه. آر. دي." الألمانية العامة، وصف أوباما مغني الروك سبرينغستين بأنه مؤرخ رائع للحياة الأمريكية فضلا عن كونه راويا جيدا يستطيع سرد المتناقضات.
وفي مقدمة الكتاب، كتب أوباما "بأسلوبنا الخاص، حاولت أنا وبروس فهم أمريكا التي أعطتنا الكثير.. حاولنا إيجاد طريقة لربط بحثنا الفردي عن المغزى والحقيقة والمجتمع في إطار القصة الأكبر لأمريكا ".
ويبدو أن النجاح الذي حققته سلسلة بودكاست "المتمردان" عبر منصة البث الصوتي "سبوتيفاي"، حيث كانت من بين الأكثر استماعا على مستوى العالم، كان السبب وراء طرح كتاب يحمل الاسم نفسه.
وخلال سلسلة البودكاست هذه، تحدث أوباما وسبرينغستين عن كافة القضايا بداية من العنصرية والتمييز والحملات الانتخابية والحقوق المدنية إلى فضيحة "ووترغيت" الشهيرة وحتى وجهة نظرهما في أفكار "الآباء المؤسسين" في الولايات المتحدة.
وكان لمكان تسجيل هذا البودكاست أهمية، إذ جرى التسجيل في الاستوديو الخاص بسبرينغستين المليء بالأدوات الموسيقية، ما أدى إلى أن يتطرق الحديث إلى قضايا الموسيقى وأشهر المطربين من أمثال بوب ديلان وأريثا فرانكلين وجيمس براون.
المتمردان حققا الكثير
وبالنظر إلى تاريخ أوباما وسبرينغستين، فكلاهما ينتميان إلى ثقافتين مختلفتين سواء ما يتعلق باللون أو العرق؛ إلا أنهما يتشابهان في أمور أبرزها أنهما عاشا في كنف أسرة بلا أب، ما دفعهما إلى العمل لسد هذا الفراغ.
وقد أشار سبرينغستين إلى ذلك بقوله "عندما كنت صغيرا شعرت بأن صوتي غير مسموع وشعرت أيضا بأنني شخص غير مرئي لذا ناضلت لمعرفة المكان الذي أنتمي إليه".
ويبدو أن سبرينغستين الذي ولد عام 1949، قد حقق نجاحا في هذا الصدد، فقد كافح كثيرا إذ كان أول "غيتار" يحصل عليه وهو في الصغر من قرض اقترضته أمه من بنك، لكنه بمرور الوقت أصبح أحد أشهر مطربي الروك بل وشاعرا يسلط الضوء على حياة الطبقة العاملة في الولايات المتحدة.
لم يقبع سبرينغستين في صومعة الغناء بل انخرط أيضا في السياسة، إذ كان أحد أشد منتقدي السياسة الأمريكية، خاصة الحرب في فيتنام.
أما أوباما – الذي ولد عام 1961 لأب كيني وأم أمريكية بيضاء - فهو الآخر حقق الكثير إذ كان وما زال أول أمريكي من أصول أفريقية يصل إلى البيت الأبيض.
من البودكاست إلى الكتابة
ويتضمن كتاب "المتمردان.. مولود في الولايات المتحدة" الذي طرُح في الأسواق الثلاثاء (26 أكتوبر/ تشرين الأول 2021)، كافة المحادثات التي دارت بين أوباما وسبرينغستين خلال سلسلة البودكاست فضلا عن صور نادرة لكلاهما وكتابات بخط اليد لمغني الروك وخطابات رئاسية لأوباما.
كما يتطرق الكتاب إلى الحياة الأسرية لكل من أوباما وسبرينغستين وأيضا الحديث عن الحقوق المدنية في الولايات المتحدة فضلا عن الجدل بخصوص هل يمكن لأمريكا المنقسمة أن تجد الطريق للوحدة؟
وقد أشار سبرينغستين إلى هذه الإشكالية في مقدمة الكتاب بقوله: "قد حان وقت اليقظة حيث تتعرض هويتنا لاختبار بشكل فعلي".
ستيوارت براون / م ع/ص.ش
محطات مصورة لفترة رئاسة باراك أوباما
مع انتهاء ولايته الرئاسية الثانية وتوديعه للبيت الأبيض، هذه جولة مصورة لأهم المواقف والأحداث التي بصمت الفترة الرئاسية لباراك أوباما، والتي تنوعت بين إصلاحات التأمين الصحي والتضامن مع المثليين وإشكالية معتقل غوانتنامو.
صورة من: picture-alliance/dpa/US Navy/Shane T. McCoy
الرقصة "الرئاسية" الأولى
يعتبر اليوم الذي أدى فيه باراك أوباما اليمين الدستورية كالرئيس الرابع والأربعين للولايات المتحدة يوما تاريخيا في البلاد. في 20 يناير 2009 وبعد مرور 230 سنة على تأسيسها، شهدت الولايات المتحدة لأول مرة وصول رئيس أسود إلى السلطة. نجمة البوب بيونسي غنت أغنيتها "آت لاست" في حفل الافتتاح في الوقت الذي كان فيه الرئيس الامريكي وزوجته ميشيل يؤديان أول رقصة لهما بمنصب الرئيس والسيدة أولى للولايات المتحدة.
صورة من: Getty Images/W. McNamee
بداية في مناخ أزمة اقتصادية
بدأ أوباما ولايته الأولى وسط واحدة من أشد الأزمات الاقتصادية التي مرت بها البلاد قبل عقود: انهارت فقاعة العقارات في الولايات المتحدة بعد إعلان بنك "ليمان براذرز" إفلاسه لتبدأ حالة ركود اقتصادي في جميع أنحاء العالم. بعد أيام فقط من أدائه لليمين، صادق أوباما على مشروع قانون لتحفيز الاقتصاد فشمل تخفيضات ضرائبية واستثمارات في البنية التحتية بلغت قيمتها 800 مليار دولار.
تأمين صحي لأزيد من 20 مواطن
في مارس 2011 تعهد أوباما بواحد من أهم وعوده الانتخابية فوقع على قانون للرعاية الصحية بأسعار معقولة. هذا القانون الذي يوفر التغظية الصحية لحوالي 20 مليون أمريكي واجه عددا من التحديات القانونية، غير أن خلفه دونالد ترامب يتعهد الآن بإلغاء ذلك القانون الذي يعتبره عبئا على الأمريكيين.
صورة من: Reuters/J. Roberts
جائزة نوبل للسلام وسط الحروب والغارات بدون طيار
بعد مرور أقل من عام على وصوله لمنصب الرئاسة، حصل أوباما على جائزة نوبل للسلام تقديرا ل "جهوده الاستثنائية لتعزيز الدبلوماسية الدولية والتعاون بين الشعوب". وقد أثار ذلك العديد من الانتقادات بسبب منح هذه الجائزة لرئيس دولة تقود حربين وغارات واسعة النطاق عبر استخدام طائرات بدون طيار أدت إلى مقتل مئات المدنيين.
صورة من: picture-alliance/AP Images
مقتل عدو قديم وولادة أعداء جدد
بعد سنوات من مطاردة أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة الذي يعتقد أنه المسؤول عن هجمات 11 أيلول 2001 قُتل بن لادن على يد قوات من الجيش الامريكي في باكستان في مايو 2011. أوباما نقل هذا الخبر إلى العالم عبر خطاب تلفزي. ولكن مقتل بن لادن لم يبعد شبح الإرهاب على رئاسة أوباما. في سنة 2014 بدأت الولايات المتحدة حملة ضربات جوية ضد ما يسمى ب تنظيم "الدولة الاسلامية".
صورة من: dapd
علاقات متوترة مع روسيا
بدأ أوباما فترة رئاسته بوعد "إعادة ضبط" العلاقات الامريكية الروسية. ولكن قيام روسيا بضم شبه جزيرة القرم عام 2014، والدعم العسكري الروسي للرئيس السوري بشار الأسد والاتهامات للروس بالوقوف وراء هجمات إلكترونية أثرت على نتائج الانتخابات الأمريكية وصعدت من مواقف التوثر بين القوتين النوويتين.
صورة من: Getty Images/AFP/M. Ngan
قرارات تنظيم الهجرة
في يونيو 2012 وقع أوباما على قرار تنفيذي يسمح للشباب المهاجرين غير النظاميين الدارسين في الولايات المتحدة أو الذين خدموا في الجيش بالبقاء في البلاد. وبعد مرور أربع سنوات على ذلك، جمدت المحكمة العليا ذلك القرار. أوباما اضطر أكثر من مرة إلى اتخاذ قرارات تنفيذية مماثلة لتمرير أجندة سياسية لكنه وجد مقاومة من طرف الجمهوريين المتزعمين للكونغرس.
صورة من: Getty Images
فترة رئاسة ثانية
في نوفمبر 2012 احتفل أوباما بفوز انتخابي جديد، رغم أنه فاز بفارق أقل من ذلك الذي فاز به على جون ماكين عام 2008. في خطابه الافتتاحي الثاني، وضع أهدافا لإدراته شملت تعزيز حقوق المثليين، حماية البيئة، إصلاح مجال الهجرة ومراقبة امتلاك السلاح في البلاد.
صورة من: Reuters
البيت الأبيض بأطياف قوس قزح
أوباما هو أول رئيس أمريكي يؤيد زواج المثليين. بينما كان أوباما يفضل في السابق الزواج المدني، تحدث لأول مرة لصالح زواج المثليين خلال حملته الانتخابية في 2012. عندما قضت المحكمة العليا بقانونية زواج المثليين في يونيو 2015 تمت إضاءت البيت الأبيض بألون قوس قزح تضامنا مع حركة المثليين.
صورة من: Reuters/G. Cameron
مرحبا في كوبا
أعاد أوباما إحياء العلاقات بين بلاده والجارة كوبا التي تمت محاصرتها لسنوات طويلة. عندما قام أوباما بزيارة الجزيرة في مارس 2016، فقد كان أول رئيس أمريكي يضع قدمه هناك منذ 88 سنة. في أواخر 2014، أعلن أوباما والرئيس الكوبي راؤول كاسترو أنهما سيعيدان تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين البلدين. أوباما رفع قيود السفر وأعاد فتح السفارة الأمريكية في هافانا.
صورة من: picture-alliance/dpa/CTK Photo
أول سيدة من أصل لاتيني في المحكمة العليا
عين اوباما سيدتين للعمل بالمحكمة العليا. إيلينا كاغان وصونيا سوتومايور. الأخيرة (تظهر في الصورة) أول أمريكية من أصل لاتيني يتم تنصيبها على رأس أعلى محكمة في البلاد. وبذلك ارتفع عدد القاضيات النساء إلى رقم قياسي بلغ ثلاثا من أصل تسعة.
صورة من: Getty Images/AFP/S. Loeb
إشكالية العنصرية
في أحيان كثيرة كان يُنظر لانتخاب أوباما كرئيس للولايات المتحدة على أنه بداية لأمريكا لعهد "ما بعد العنصرية" ولكن تردد أوباما بداية في معالجة التوتر العنصري سبب شعور خيبة أمل لدى الكثيرين. في مارس 2015، ألقى أوباما خطابا في سليما بولاية ألاباما خلد فيه التقدم الذي تم إحرازه هناك منذ 50 سنة عندما قامت الشرطة بضرب محتجين سلميين، ولكن أيضا للاعتراف بأن المسيرة من أجل المساواة في الحقوق لم تنته بعد.
صورة من: Reuters/J. Ernst
خارج إطار الشرعية - معتقل غوانتنامو
بالرغم من صدور قرار تنفيذي وقعه في اليوم الثاني له كرئيس، لم يستطع أوباما الاتزام بوعده بإغلاق السجن العسكري الأمريكي الموجود في خليج غوانتنامو في كوبا المعروف بكونه مكانا للاعتقال والتعذيب دون محاكمات لأزيد من عقد. وسبق أن صرح أوباما أن بقاء هذا المعتقل مفتوحا يتنافى مع قيم الولايات المتحدة. في الأيام الأخيرة من رئاسته تم إطلاق سراح عدد جديد من المعتقلين هناك ولكن مايزال هناك العشرات.
صورة من: picture-alliance/dpa/US Navy/Shane T. McCoy