المتهم الرئيسي في اعتداءات باريس 2015 "يعتذر من كل الضحايا"
١٥ أبريل ٢٠٢٢
الرجل الوحيد المتبقي على قيد الحياة من المجموعة الإرهابية التي نفذت هجمات باريس 2015، يقدم اعتذاره للضحايا طالباً من ذويهم العفو. ويقول إنه لم يفجر سترته الناسفة بقرار شخصي منه، لكن أحد الخبراء قال إن السترة كانت معيبة.
إعلان
قدم صلاح عبد السلام، العضو الوحيد الذي ما زال على قيد الحياة من المجموعة المنفذة لاعتداءات 13 تشرين الثاني/نوفمبر 2015 في باريس، "اعتذاره" للضحايا الجمعة، وذرف دموعاً في نهاية استجوابه الأخير أمام محكمة الجنايات الخاصة في باريس.
وقال الفرنسي البالغ 32 عاما باكياً: "أريد أن أقدم تعازيي واعتذاري لجميع الضحايا. أعلم أن الكراهية ستبقى (...) أطلب منكم اليوم أن تكرهوني باعتدال". وأضاف "أطلب منكم السماح".
وبدأت مساء أول من أمس الأربعاء جلسة الاستجواب الأخيرة لصلاح عبد السلام وانتهت بعد ظهر الجمعة بأسئلة جهة الدفاع. وأكد المتهم الرئيسي طوال الأيام الثلاثة أنه كان يجب عليه أن يفجر نفسه في حانة في الدائرة 18 في باريس لكنه "تخلى عن الفكرة" عند رؤية شباب يشبهونه ويستمتعون بوقتهم.
وسألته أوليفيا رونان وهي واحدة من محاميه: "هل تأسف لأنه لم تكن لديك الشجاعة لإتمام الخطة؟" وأجاب عبد السلام: "أنا لست نادماً، لم أقتل هؤلاء الأشخاص ولم أقتل نفسي".
وكان عبد السلام قد اعترف أمام المحكمة بتورطه في الهجمات، ولكن حسب روايته الخاصة لم يقم بتفجير سترته الناسفة بناء على قرار شخصي منه، لكن وفقاً لأحد الخبراء فإن السترة كانت معيبة، ما ألقى بشكوك حول شهادته.
الشرطة الفرنسية وشبح الإرهاب الدائم
02:52
وأضاف بصوت مرتجف قبل أن يقدم اعتذاره: "أريد أن أقول اليوم إن قصة 13 تشرين الثاني/نوفمبر كتبت بدماء ضحايا. إنها قصتهم وأنا جزء منها. إنهم مرتبطون بي وأنا مرتبط بهم".
كما طلب من المتهمين الثلاثة الذين حوكموا لمساعدته على الهرب بعد الاعتداءات "الصفح عنه" وقال: "لم أرغب في جرهم إلى هذا الأمر". وعلى الفور، خرج أحدهم والدموع في عينيه من القاعة.
وعلى الرغم من أن عبد السلام تم التحقيق معه بشكل مكثف أثناء المحاكمة، إلا أنه ترك جميع الأسئلة المهمة دون إجابة، ولم يدل بأي معلومات عمن خطط ومول ونسق سلسلة الهجمات وحدد الأهداف وما إذا كان هناك مخططات لهجمات أخرى أم لا.
وختم عبد السلام بالقول "أعلم أن هذا لن يشفيكم. لكن (...) إذا تمكنت من القيام بأي شيء جيد لأحد الضحايا، سيكون انتصاراً بالنسبة إلي".
يذكر أنه في الثالث عشر من نوفمبر/تشرين الثاني 2015 نفذ ثلاثة أشخاص مجزرة في قاعة حفلات "باتاكلان" فيما هاجم آخرون حانات ومطاعم. وأمام ملعب لكرة القدم، فجر ثلاثة انتحاريين أنفسهم خلال مباراة دولية بين ألمانيا وفرنسا.
وأعلن تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) مسؤوليته عن الهجمات التي ضربت فرنسا. واتهم ما مجموعه 20 شخصاً بضلوعهم في الهجمات.
ع.ح./ص.ش. (أ ف ب ، د ب ا)
باريس تحت صدمة الإرهاب بعد ليلة دامية
الهجمات غير المسبوقة التي استهدفت باريس مساء الجمعة 13 نوفمبر/ تشرين الثاني 2015 وقعت في أوقات شبه متزامنة في سبعة مواقع مختلفة من العاصمة الفرنسية. وأسفرت عن مقتل 120 شخصا على الأقل والكثير من الجرحى بحسب حصيلة مؤقتة.
صورة من: Reuters/C. Hartmann
تخللت هجمات باريس مساء الجمعة 13 نوفمبر/ تشرين الثاني 2015 تفجيرات وعملية احتجاز رهائن وإطلاق رصاص.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/C. Ena
الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند أعلن حالة الطوارئ في البلاد وإغلاق الحدود، وقال في كلمة ألقاها ونقلتها محطات التلفزة الفرنسية: "شهدت باريس اعتداءات إرهابية غير مسبوقة"، واصفاً ما جرى بأنه "مرعب"، بينما أعرب العالم عن إدانته وغضبه.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Marchi
انتحاري فجر نفسه قرب استاد فرنسا الدولي شمال باريس. كانت تُجرى في الملعب مباراة ودية بين فرنسا وألمانيا وحضرها الرئيس الفرنسي ووزير الخارجية الألماني شتاينماير. ثلاثة أشخاص قتلوا في انفجارات الاستاد، واحد منهم على الأقل نفذه انتحاري.
صورة من: Imago/PanoramiC
وقعت هجمات أخرى في خمسة مواقع في أحياء بوسط العاصمة تشهد زحمة إجمالا مساء الجمعة أحدها قرب ساحة الجمهورية.
صورة من: Getty Images/AFP/D. Faget
الهجوم الأفدح وقع في مسرح باتاكلان في وسط باريس حيث قُتِل نحو 100 شخص حين احتجز مهاجمون رهائن في عملية استمرت حتى بعيد منتصف الليل عندما اقتحمت الشرطة صالة المسرح.
صورة من: Getty Images/AFP/K. Tribouillard
بعد اقتحامها للمسرح قتلت القوات الفرنسية الأمنية عددا من المهاجمين، بحسب ما ذكرت مصادر في الشرطة.
صورة من: Reuters/P. Wojazer
فرق الإنقاذ والتعزيزات العسكرية انتشرت في كل أنحاء العاصمة الفرنسية.
صورة من: Reuters/C. Hartmann
روى شاهد لإذاعة فرانس إنفو أن شبانا كانوا دخلوا المسرح. وقال: "بدأوا بإطلاق النار عند المدخل. لقد أطلقوا النار على الجموع هاتفين: الله أكبر". وأضاف الشاهد أن المهاجمين "كانوا مسلحين ببنادق بومب أكشن (...) لقد سمعتهم يلقمونها، الحفل الموسيقي توقف، الكل انبطح أرضا، وهم واصلوا إطلاق النار على الناس... لقد كان الوضع جحيما".
صورة من: Getty Images/AFP/M. Bureau
وتوجه فرنسوا أولاند إلى مسرح باتاكلان. وأعلن في المكان حربا "لا هوادة فيها" ضد "الإرهابيين".
صورة من: Getty Images/AFP/M. Medina
عملية تفتيش عند المسرح.
صورة من: Reuters/C. Hartmann
جثة أحد الضحايا مسجّاة على الأرض.
صورة من: Getty Images/T. Chesnot
قال شاهد عيان إن عددا من المهاجمين الذين شاركوا في الاعتداءات تطرقوا إلى التدخل الفرنسي في سوريا والعراق لتبرير هجماتهم. وتشارك فرنسا في الائتلاف الدولي بقيادة أمريكية والذي ينفذ غارات جوية في سوريا والعراق ضد "مجموعات إرهابية".